الشهر: فبراير 2025

هل سيؤدي ارتفاع أسعار الغاز إلى زيادة الطلب على النفط في الفترة القادمة؟

حوار مع علي عبد الله الريامي الخبير في شئون الطاقة

سؤال نطرحه في البداية على خبير الطاقة الأستاذ “علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا، : هل يعني ارتفاع اسعار النفط فوق 75 دولار لخام برنت مقابل ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا لأول مرة منذ عامين، "أن هناك تأثير إيجابي سيستمر لفترة على أسعار الطلب على النفط خلال الفترة القادمة؟، وهل هذا كان سببًا في دعم ارتفاع أسعار النفط مطلع هذا الأسبوع؟

أعتقد أن هناك علاقة ما حتى وإن كانت محدودة. لكن الحقيقة أن الحرب التجارية القائمة الآن بين القوى الدولية الكبرى هي الأساس والعامل المُحدِّد الرئيس لإرتفاع أسعار الغاز والنفط. لكن لأسباب يمكن أن تكون مختلفة فإن إرتفاعات اليوم لها علاقةأيضًا بعملية فرض التعريفات الجمركية الجديدة على الصين وكذلك رد الفعل الصيني. بالنسبة للغاز، يمكن أن تكون له علاقة ما بالإمدادات إلى أوروبا، خاصة في ظل استمرار قطع إمدادات الغاز الروسية، ومن ثم إستمرار الإعتماد على الغاز الأمريكي والغاز الخليجي.

لكن هذا كله مرتبط كذلك بالأجواء المناخية، فخلال الأسبوع الماضي شاهدنا إنخفاضًا شديدًا غير متوقع في درجات الحرارة في أوروبا وهو ما أدى إلى وجود طلب كبير على الغاز من أجل التدفئة، فضلاً عن بقية الأسباب المرتبطة بالأسباب المعيشية الأخرى المترتبة على إنخفاض درجات الحرارة.

مع ذلك يبقى الموضوع الأهم وهو الحرب التجارية القائمة بين القوى الدولية الكبرى. فالسؤال هو إلى متى ستستمر عملية الفعل ورد الفعل المتعلقة بالتعريفة الجمركية قائمة بين أمريكا وأوروبا من جهة وبين الصين من جهة أخرى؟ فلم تظهر بعد التأثير الحقيقي لهذه الحرب التجارية، وعليه رأينا بعض التحفظات الخاصة بارتفاع وانخفاض أسعار النفط، التي كانت قد انخفضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت دول المنطقة في الإعلان عن أسعارها النفطية الخاصة بالدول الآسيوية، السعودية رفعت أسعار النفط تسليم مارس 2025، كذلك فعلت الإمارات حيث رفعت أعار نفطها بشكل قياسي عن أسعار سبتمبر 2024، بل إن العراق رفع سعر نفطه إلى آسيا لأول مرة منذ عام 2022، السؤال: هل تعتقدون أستاذ علي بأن رفع هذه الدول أسعار نفطها المتجه لآسيا بصفة خاصة، يأتي في ضوء استمرار العقوبات المفروضة على النفط الروسي المتجه لآسيا، وهو ما سمح لها بزيادة أسعار نفطها؟

بالفعل لهذا كله علاقة بالعقوبات على روسيا، التي أدت إلى انخفاض معدلات وصول النفط الروسي للأسواق الآسيوية بشكل واضح، وكم يقول المثل: "مصائب قوم عند قوم فوائد"، فقد وجدنا أن الصين والهند لجأتا لحماية احتياجاتهما من النفط من خلال الإقبال على طلب شراء النفط الخليجي العربي، خاصة في ظل استمرار القيود والعقوبات المفروضة على النفط الإيراني أيضًا. وهو ما دفع أكبر مستهلكين للنفط في آسيا، أي الصين والهند، إلى تأمين احتاجاتهما النفطة من النفط الخليجي العربي، فلا يوجد ملجأ أو خيار أو بديل آخر أمامهما، وهذا أمر جيِّد للدول الخليجية العربية.

على كل حال، يجب علينا أن ننتظر حتى نرى ما ستئول إليه الحرب التجارية القائمة الآن بين القوى الدولية الكبرى، حيث نعتقد بأنها ستكون المُحدِّد الرئيسي لذلك.

https://youtu.be/ChgeSdtml4M?si=drOXypUEp7EfYSF8

هالة الفردان: نحب الوهم.. نحن لا نحب الحقيقة!!

"يشبه أبي إلى حد مؤلم". قلت أحدّث نفسي وأنا أمشي في أحد أزقة المنامة الضيقة، ذلك الرجل العجوز، أشعث الشعر يرتدي رداءً أبيض ويمشي مثقل الكتفين ببطء أمامي وكأنه أبي، أبطأت خطواتي ورحت أسير خلفة وكأنني أتبعه، لا أعلم إلى أين يتجه لكن لا يهم فأنا ذاهبة إلى حيث يذهب هو، إنها تلك اللحظات التي أتمنى أن تستمر إلى الأبد، لا أريد لهذا الطريق أن ينتهي، ولا أريد لوجهته أن تصل، أريد السير خلفه والظن أنه أبي.

"أكاد أستطيع لمسه" قلت أحدّث نفسي لو أنني مددت يدي قليلاً أستطيع لمس ردائه، لكن لا. أخاف أن يرى ظلّي المنعكس على جدار ذلك المنزل المتهالك بجانبه، فيظن أنني أريده أن يلتفت لينظر إليّ وأنا لست مستعدة بعد للنظر إلى عينيه لأدرك أنها ليست عيون أبي. أريد السير خلفة وأنا أتوهّم أنه أبي ولا أريد أن أرى الحقيقة.

صورة مختارة من النت في محاولة لتجسيد الكلمات المذهلة للكاتبة.

إنها لحظات ليس إلا أعيش فيها ابنته مجدداً وكأننا نسير معاً وهو كعادته يمد رجله فيسارع في خطاه وغالباً ما كنت أمشي خلفة على مهل.

لم يتغير شيء مازال كما كان يمشي وكأنه لا يريد أن يتأخر، لكن يتأخر على مَن وعلى مَاذا؟ ليس هناك من هو في انتظارك تمهّل، نظرت بحزن للباب الخشبي وهو يُغلَق ويأخذ أبي داخله، تمهّل، لِمَ أنت في عجلة من أمرك؟ ليس هناك من ينتظرك؟ رحل الوهَم وانتهى الظن وتكشّفت الحقيقة. رَحَل الرجل الشبح كما رحل أبي منذ ست سنوات.

نعم لا نريد في أغلب الأحيان أن نرى الحقيقة، نريد أن نظنّ وأن نتوهّم وأن نعيش في ظنونا وأوهامنا. لا نريد أن نرى حقائق الأمور، الوهم دائماً أجمل من الحقيقة. في الوهم نرى ما نريد أن نرى، فيمتلئ قلبنا سعادة وبهجة، أما الحقيقة فهي مؤلمة غالباً، وتجاهلها أهون علينا من إدراكها، إنها تلك اللحظات التي سرعان ما تنتهي لكننا لولاها لما استطعنا أن نستمر. نتغافل نحن ونظن لكنه الظن الحلال الذي نعرف حقيقته لكننا نخفيها لنخفف من حدة آلامها.

صورة أخرى مختارة من النت في محاولة لتجسيد الكلمات المذهلة للكاتبة.

ليس موقف أبي إلا موقفاً واحداً من عشرات المواقف التي تمر علينا كل يوم. نعلم حقيقتها لكننا نفضل التغافل والتوهم أنها لم تكن أو لا تعني ما فهمناه. كم من مرة عشنا ألم اكتشاف كِذبَة ما، أو تكشّفت أمامنا حقيقةُ ما، وفضلنا المُضيّ وكأننا لم نعلمها! أليس التغافل هنا أجمل من عيش وإدراك الحقيقة؟ أذكر مرة أن صديقاً قال لي: "إننا نعلم الكثير. لكن ليس كل ما نعلم يُقال". نعم ليس من المفترض أن نعرف كل الحقائق، وليس كل ما نعرفه يجب أن نقوله، هناك الكثير يجب أن يبقى حيث هو.

الخلاصة: حياتنا السريعة تمتلئ بالمواقف السيئة كما الجيدة. هناك الكثير يدور حولنا كل يوم، لنستطيع المضي والاستمرار علينا أن نغضّ الطرف عن تلك الأمور التي تؤلمنا ونتوهّم أنها لم تحدث،

نعم ندرك الحقيقة، ونعم نعلم ونعرف ونحلّل، ولكن لا يجب علينا أن نجعلها تسيطر على حياتنا، ليس حُبّاً في الوهم، ولكن بعضاً منه يساعدنا على المُضيّ.

الدكتور مدحت حماد يسأل: متى سيصل البرنامج الفضائي الإيراني لإرتفاع 36 ألف كم؟

تدشين البرنامج الفضائي الإيراني.

الأستاذ الدكتور مدحت حماد

في الثاني من فبراير 2000 كان قد تم تدشين البرنامج الفضائي الإيراني عبر إطلاق المركبة الفضائية "سفير"، لتضع أول قمر صناعي إيراني هو القمر "اميد" (أي الأمل)، في أقرب المدارات الجوية من سطح الأرض على إرتفاع 250كم، وليصبح هذا اليوم منذ تلك اللحظة التاريخية، هو العيد الوطني الإيراني السنوي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.

آنذاك كان العالم يلهث وراء مراقبة برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي كان قد تم تدشينه رسميًا في عام 1996 بإطلاق الصاروخ الباليستي شهاب 1.

" المركبة الفضائية الإيرانية "سيمرغ"

في 28 يناير 2024 وضعت" المركبة الفضائية الإيرانية "سيمرغ" (السيمرغ هو طائر خرافي في الأساطير الإيرانية القديمة يشبه في الثقافة الإسلامية، مع إختلاف حالة التشبيه التي سنذكره، يشبه سيدنا جبريل عليه السلام، فجناحيِّ طائر السيمرغ في الأساطير الإيرانية القديمة، يغطيان الطرة الأرضية من مشرق الشمس إلى مغربها).، وضعت المركبة الفضائية "سيمرغ" ثلاثة أقمار أصطناعية في آن واحد في ثلاث مناطق مختلفة، في مدار جوي واحد على ارتفاع 525 كم من سطح الأرض. ثم في 6ديسمبر 2024 وضعت "المركبة الفضائية سيمرغ " ثلاث أقمار اصطناعية أخرى على ارتفاع 1100 كم من سطح الأرض.

في 2فبراير 2025 اطلقت إيران قمرًا اصطناعيًا جديدًا طراز "اُميد"، كما افتتحت معرضها السنوي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وعرضت فيه "القمر الصناعي النانوي" أحد ثمار تقدمها في علوم النانو تكنولوجي.

المركبة الفضائية "سرير".

كما عرضت نموذجًا مجسمًا للمركبة الفضائية "سرير"، التي ستقوم قريبًا بحمل أول قمر صناعي إيراني زِنَة واحد ونصف طن، في النسخة الأولى المتوقع إطلاقها في سبتمبر 2025 أو ديسمبر 2025 على الإكثر، ثم القمر الصناعي الأحدث الجاري تصنيعه (لم يتم نشر معلومات مفصلة عنه) زنة 4-5 أطنان، وكان قد سبق ذلك إطلاق القمر الإصطناعي "نافوك"، الذي سيدعم قدرات إيران التكنولوجية لتطوير "شبكة الجيل الخامس من الإتصالات التي تمتلكها بالفعل.

"منظومة الأقمار الإصطناعية الشهيد سليماني".

خلال ستة أشهر من الآن ستقوم إيران بتدشين أول "منظومة أقمار اصطناعية" في المدارات الجوية القريبة من الكرة الأرضية هي "منظومة الشهيد سليماني"، ومن الموقع أن تضم هذه المنظومة ما بين 12-15 قمر اصطناعي، ستعمل كشبكة أقمار واحدة على إمتداد المنطقة الممتدة من شمال روسيا وقارة أوروبا بأسرها إلى جنوب القارتين الأوروبية والأفريقية حيث المحيط الهندي، وجميعها صناعة إيرانية 100%

طوال عام 2024 أطلقت إيران مجموعة أقمار صناعية طراز: "بارس 1"، "بارس 2"، تشمران، هدهد، كوثر، نور، و"اميد". وقد تم إطلاقها بواسطة المركبات الفضائية: القائم-1، القائم-2، القائم-3، سيمرغ. جميع منظومة الأقمار الاصطناعية تقدم دقة تصوير لتصل إلى قرابة 4 متر فقط فوق سطح الأرض.

"القاعدة الفضائية تشابهار".

في 6 فبراير الماضي دشنت إيران "القاعدة الفضائية تشابهار" -أقصى جنوب شرق إيرن عند الحدود الإيرانية البرية مع باكستان، والحدود البحرية الإيرانية على المحيط الهندي"، وأعلنت أن الهدف من هذه القاعدة الفضائية -التي تعتبر ثالث محطة فضائية في إيران- هو أن تصبح هذه المحطة الفضائية "أول قاعدة فضائية إيرانية دولية لإطلاق الأقمار الصناعية" لمختلف دول العالم.

المدى الإستراتيجي للبرنامج الفضائي الإيرني 36 ألف كم.

أثناء افتتاح إيران "معرضها السنوي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء" في مطلع فبراير الحالي -كما سبق الذكر- أعلن رئيس هية الفضاء الإيرانية أن: "الهدف النهائي للبرنامج الفضائي الإيراني، وفقًا للتكليف الإستراتيجي الذي كان قد أصدره المرشد علي خامنه اي للقوات الجوفضائية وهيئة الفضاء الإيرانية، هو الوصول بالبرنامج الفضائي إلإيراني إلى إرتفاع 36000 كم فوق سطح الأرض.

الفتوى الفضائية لمرشد الجمهورية السيد "علي خامنه اي".

عندما كنتُ في بعثة حكومية في باريس 1994-1995 كنت قد اشتريتُ جريدة "اطلاعات الإيرانية"، التي كانت توزَّع في أكشاك الصحف بالحي اللاتيني بباريس، وشار الشانزليزيه. بالصدفة كان هناك تحقيق صحفي منشور في الجريدة حول البرنامج الفضائي الإيراني، والأزمة التي كانت قد وقعت بين إيران وروسيا، لأن روسيا كانت قد رفضت طلبًا إيرانيًا بأن يكون المكوِّن الإيراني في "أول قمر صناعي إيراني" هو 55-60 %.

في نهاية التحقيق قرأتُ أن مرشد الجمهورية السيد "علي خامنه اي" قام بإصدار فتوى دينية وطنية قومية علمية تكنولوجية، تهدف ضمن ماتهدف إليه إلى تحقيق السيادة الفضائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية"، تقول الفتوى: "على عُلماء إيران النُجباء المخلصين الأوفياء المؤمنين الأتقياء، أن يحددوا لإيران أين ومتى وكيف تقف في الفضاء".

كفاية كده دلوقتي، علشان أنا بجد تعبت.

للحديث بقية.

أ.د. مدحت حماد، أستاذ اللغة الفارسية والدراسات الإيرانية بجامعة طنطا، أستاذ زائر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا

اللواء الدكتور سمير فرج: كيف خرجت إسرائيل من حرب غزة؟

رؤية تحليلية
في أعقاب كل حرب، وحتى قبل أن تهدأ أصوات القنابل، وينقشع دخان البارود، يكون المفكرون والمحللون العسكريون والسياسيون قد بدأوا، بالفعل، في دراسة نتائج أعمال القتال، وما حققته تلك الحرب، والدروس المستفادة منها.

اليوم، إن وضعت نفسي في مكان أي من مراكز الدراسات الإسرائيلية، التي ستشرع، كغيرها، في تقييم نتائج الحرب في غزة، التي استمرت لمدة خمسة عشر شهراً، منذ اندلاعها في أكتوبر ٢٠٢٣، فسيكون لي الكثير من التوصيات والتوجيهات.
وكطبيعة تلك النوعية من الدراسات، فإن تقييمها، وتحليل نتائجها، يرتبط، بالأساس، بالنظر إلى أهدافها، ودراسة ما تحقق منها. لذا دعونا نسرد، في البداية، أهداف تلك الحرب، كما أعلنتها إسرائيل، منذ اليوم الأول لعملياتها العسكرية في غزة، والتي تمثلت في:

أولاً.. تحرير الرهائن بالقوة، كهدف أول، وهو ما لم يتحقق، إذ لم يتم تحرير الرهائن إلا من خلال المفاوضات.

أما ثاني الأهداف.. القضاء على حماس، وهو ما لم يتحقق، كذلك، حتى وإن تمكنت إسرائيل من إضعاف قوة حماس العسكرية، إلا أنها لم تقضِ عليها.

الهدف الثالث من الحرب، هو الاستيلاء على غزة، وإخلائها من مواطنيها. وهو ما فشلت فيه إسرائيل، وخرجت قواتها من غزة خاوية الفرائض. فلم تتمكن من إخلائها، بعدما تصدى الرئيس السيسي للمخطط الإسرائيلي بتهجير أهالي غزة، قسرياً، إلى سيناء. وهكذا يتأكد لنا أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في الحرب.

على الصعيد الداخلي.

أما بالنسبة لأهدافها الداخلية، فقد ادعت الحكومة الإسرائيلية أن حربها في غزة، وعملياتها العسكرية في جنوب لبنان، من شأنها توفير الأمن والأمان لشعب إسرائيل، باعتبار أن الجيش الإسرائيلي يحارب كل من يحاول المساس بالمواطن الإسرائيلي، إلا أنها فشلت، مرة أخرى، في ذلك، ووجد الإسرائيليون أنفسهم تحت وابل من الهجمات الصاروخية سواء من حماس أو الحوثيون أو حزب الله، على مدار خمسة عشر شهراً، تم خلالهم قصف تل أبيب وحيفا وإيلات، فكانت صفارات الإنذار تُطلق في كل مكان، حتى اليوم الأخير قبل وقف إطلاق النار، وعجز جيش الاحتلال الإسرائيلي عن حماية الإسرائيليون، الذين أصيب الآلاف منهم.

نتائج وتوقعات.

بتحليل العمليات القتالية نجد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد على ثلاثة أنظمة دفاع جوي للتصدي للطائرات المعادية والصواريخ، وهم القبة الحديدية، ومقلاع داود، والسهم (حيتسي)، ورغم تزامن عمل تلك الأنظمة، إلا أنها فشلت، جميعاً، في حماية سماء إسرائيل، وهو ما أتوقع معه صدور توصيات بضرورة تطويرها ورفع كفاءتها، للقيام بمهامها. أما عن قدرات الجيش الإسرائيلي في الدخول في حرب تقليدية، مع جيوش نظامية، فقد أثبتت حرب غزة أن الجيش الإسرائيلي قد اكتسب خبرات قتالية، وتخطيطية، في مواجهة حروب العصابات وحروب المدن، ولكن فقد كفاءته القتالية في الحروب التقليدية ضد أي جيش نظامي، وهو ما من شأنه التوصية بعدم التورط في أي حرب نظامية، قبل مرور عامين على الأقل، لحين إعادة تأهيل القوات والتدريب على الحرب التقليدية. وقد لفت انتباهي، بشدة، ما كشفته الحرب من مواطن الضعف في معنويات القوات الإسرائيلية، انعكست من خلال دخول أعداد من الجنود للمستشفيات العسكرية، للحصول على العلاج النفسي، نتيجة رفضهم للحرب.
من ناحية أخرى، واجه الجيش الإسرائيلي صعوبات في التعامل مع قوات الحوثيين في اليمن؛ فرغم توجيه ضربات صاروخية، وهجمات جوية، غير فعالة، ضدهم، سواء من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو من قوات التحالف في البحر الأحمر، إلا أن دقة الحوثيون في إطلاق صواريخ باليستية كان ملحوظاً، مما يدل على اتساع قاعدتهم المعلوماتية، مقابل المحدودية النسبية لمعلومات جيش الاحتلال عنهم، التي اعتمدت على معلومات قوات التحالفات الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، وهو ما لم يكن كافياً. لذا أتصور أن يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستقبلاً، تحقيق تواجد عسكري في منطقة القرن الأفريقي، لحماية مصالحه الملاحية في البحر الأحمر، بما لذلك من تأثير مباشر على ميناء إيلات.

الإعلام الإسرائيلي.

لقد تجلى ضعفه في التصدي لموجات الغضب التي اجتاحت عواصم العالم، نتيجة للأعمال الوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد المدنيين، العُزل، في غزة، وضد منظمات الإغاثة الأممية، حتى أن 800 جامعة أمريكية شهدت مظاهرات لتأييد الشعب الفلسطيني، واتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة والضفة الغربية. ورغم دعم الكثير من الإعلام الغربي لإسرائيل، من خلال الرقابة على المحتوى الإعلامي المتداول، والتمييز ضد غزة، بما جعل ما يذاع، سواء القصف المستمر للمدارس والمنازل والمستشفيات، لا يتعد كونه نسبة ضئيلة من فظائع الاحتلال، إلا أن الحرب كشفت حقيقة إسرائيل أمام كل شعوب العالم، وبعض قياداته، كدولة لا تراعي حقوق الإنسان، ولا تلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية.

الحرب سبب في إدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

في ذات السياق، وعلى الصعيد السياسي، فقد كانت الحرب سبباً في إدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وإدانة رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، لتفقد إسرائيل تأييد بعض الشعوب الداعمة لها، من قبل، وتسقط الشماعة التي كانت تعلق عليها أخطاءها، وهي "كره العالم لليهود"، كما ثبت، للمرة الثانية، بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، كذب أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر"، بعدما تهاوى أمام ضربات المقاومة.
وأخيراً، أتوقع تشكيل إسرائيل لجنة لمحاسبة المقصرين في تلك الحرب، مثلما سبق وشكلت "لجنة أجرانات" في أعقاب حرب ١٩٧٣، وهو ما يخشاه نتنياهو، يقيناً من نتائج تلك اللجنة!

خبير النفط علي الريامي: ترامب جاء وأربَك الاقتصاد العالمي.

في مداخاته حول تحليل الموقف الدولي الخاص بأسواق النفط، قال علي الريامي، مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا:

الأستاذ “علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا

الحقيقة أن ترامب جاء وأربك الاقتصاد العالمي، لم يربك فقط اقتصاد الطاقة العالمي، بل إنه أربَك كذلك الموقف الخاص بجميع اوراق المالية العالمية. بالتالي فإن الموقف يحتاج إلى وقت لاستيعاب تداعيات "مطالبات ترامب، فيجب أن نتمهل لندرك ما الذي يريده".

ليس هدف "أوبك+" تحديد سعر النفط، إنما هدفها هو إحداث التوازن في سوق النفط.

الحقيقة أن حديثه عن النفط ومطالبته "أوبك+" زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، يعد أمر فيه تناقض. إذ كيف يطلب من الشركات النفطية الأمريكية زيادة انتاجها النفطي، وكذلك اعطاء تصاريح خاصة بالتنقيب عن النفط وتشجيع المؤسسات والشركات التابعة لها على الإنتاج، ثم في المقابل يقوم بمطالبة "أوبك+" بتخفيض الأسعار.

أولاً.. ليس هدف "أوبك+" تحديد سعر النفط، إنما هدفها هو إحداث التوازن في سوق النفط، والتأكد من وجود ما يكفي من النفط بما يغطي احتياجات العالم، غضافة إلى الأمور والموضوعات الخاصة بالعرض والطلب. لذلك فعندما يقوم ترامب بمطالبة "أوبك+" بتخفيض الأسعار، فهذا ليس من المنطق أصلاً، لأنه يطلب ذلك من دول لها استقلاليتها في قراراتها الإنتاجية النفطية وغير النفطية، وهو ما لا يجوز أصلاً.

عقوبات بايدن ضد روسيا كانت السبب المباشر لارتفاع أسعار النفط.

ثانيًا.. لاحظنا الرئيس بايدن، كان قد قرر الكثير من العقوبات الاقتصادية النفطية ضد روسيا، وهو ما أدى لحدوث ما عشناه وشاهدناه جميعًا من ارتفاعات في أسعار النفط، قبل أن تنخفض نتيجة لتصريحات ترامب. تلك العقوبات كانت سببًا مباشرًا في ارتفاع أسعار النفط، بالتالي فإن خفض العقوبات وحل مشكلة أوكرانيا مع روسيا، يمكن أن يكون له هدف أسمى، يتمثل في خفض أسعار النفط.

الحقيقة أن هناك عوامل كثيرة _بخلاف العقوبات_ لها علاقة بأسعار النفط. فجميع التقارير الصادرة في الفترة السابقة كانت تتحدث عن وجود وفرة في إنتاج النفط مقابل طلب أقل، نتيجة لإنخفاض معدلات النمو الاقتصادي في الصين. ثم يأتي ترامب ليطالب بخفض الأسعار؟ مما يترتب عليه زيادة الإنتاج، وهو ما يتعارض مع وضع السوق النفطي العالمي؟

كثيرًا ما كان ترامب يطالب ويطالب ويطالب... لكن جميع مطالبه لم يكن لها أي صدى داخل "أوبك+"

أصلاً توجد خطة لدى "أوبك+" لزيادة إنتاج النفط في مارس 2025 بحوالي 120 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من مارس القادم. لكن تصريحات ترامب، كما قلتُ سابقًا، أربكت السوق النفطي العالمي، وهو ما أدى إلى قيام العديد من المؤسسات ذات الصلة بقطاع النفط، أن تصبح في حالة ترقب وتخوّف تجاه مستقبل سوق النفط العالمي. الخلاصة، لا أعتقد أنَّ "أوبك+" سوف تغيِّر من سياساتها النفطية، لمجرد قيام ترامب بمطالبتها بذلك. ذلك أنه خلال فترة رئاسته الأولى، كثيرًا ما كان ترامب يطالب ويطالب ويطالب... لكن جميع مطالبه لم يكن لها أي صدى داخل "أوبك+".

https://youtu.be/rxGujhfGcMg?si=Op7T_rzajdp6A_fP