د. مدحت حماد يكتب: “بازل القدرات الجوفضائية” الإيرانية.

د. مدحت حماد.

أستاذ اللغة الفارسية والدراسات الإيرانية
تعد إيران هي الدولة الأولى في العالم التي أنشأت ما يسمى بـ “القوات الجوافضائية” وذلك في العام 2014، تلتها روسيا، ثم الصين فالولايات المتحدة الأمريكية. لتكشف بذلك عن “طموحها الإستراتيجي الكوني”، الممتد إلى خارج نطاق الطرة الأرضية، حيث تعتزم الجمهورية الإسلامية الإيرانية الوصول إلى الكيل 75000 خراج الغلاف الجوي.
طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
هذه الجملة، أو هذه الحكمة، تنطبق تمام الإنطباق على الإيرانيين الذين هُم “في مقدمة وصدارة صٌناع السجاد اليدوي في العالم” وهي الصناعة التي لا تتحقق ولا تنجح ولا تزدهر إلاَّ بالصبر. طريق الألف ميل يبدأ بخطوة.
1994 هو عام وضع حجر الأساس لبرنامج الفضائي الإيراني.
في عام 1994 كان مرشد الجمهورية الإسلامية الإيرانية “سيد علي خامنه اي” قد دشَّن “إطلاق” البرنامج الفضائي الإيراني، دون أن يلتفت أحد لذلك، حيث كان الاعالم بأسره، قد إندفع للمشاركة في تنفيذ “خطة إعادة الإعمار” التي كان قد وضعها هاشمي رفسنجاني، بعد توقف الحرب العراقية الإيرانية. فبالتوازي مع تنفيذ خطة الإعمار الشامل، كانت إيران قد بدأت في تنفيذ مجموعة من البرامج والخطط الإستراتيجية الأخرى وهي: برنامج الصواريخ الباليستية، البرنامج النووي والبرنامج الفضائي.
إذًا، كان السيد “علي خامنه اي”، قد أصدر تكليفه الإستراتيجي الديني القومي الإيراني: “على علماء إيران النجباء النبهاء المؤمنين المخلصين الصادقين، أن يحددوا لإيران أين ومتى وكيف تقف في الفضاء”. ومنذ ذلك الوقت واجمهورية الإسلامية الإيرانية تسير بخطى حثيثة وطيدة لتحقيق هذا الهدف، حتى أخذت مؤشراته تظهر إلى النور في نهاية فترة رئاسة أحمدي نجاد الثانية، أي في نهاية عام 2011 والربع الأول من عام 2012، حين أعلن أحمدي نجاد قائلاً: “إنه ردًا على العقوبات الأوربية والأمريكية التي فرضت على إيران، فإن إيران سوف تطلق أول قمر صناعي، صناعة إيرانية، من داخل محطة فائية إيرانية داخل إيران، في عام 2018 بدلا من عام 2020، وهو ما تحقق فعليًا، في نهاية فترة “حسن روحاني”.

الآن ونحن نقترب من منتصف عام 2025، نستطيع أن نؤكد على الحقائق التالية”
- تمتلك إيران الآن منظومة من محطات إطلاق المركبات والأقمار الصناعية تصل إلى ست محطات داخل إيران.
- تمتلك إيران الآن قرابة 30 قمراً صناعيًا عسكرياً وعلميًا واتصالاتيًا من طرازات مختلفة، وعلى ارتفاعات مختلفة تبدأ من 425كم فوق سطح الأرض وحتى 1225كم فوق سطح الأرض.
- خلال الفترة من مارس 2022 مارس 2023 أطلقت إيران، 11 قمرًا صناعيًا .
- أعلنت إيران في في 3 فبراير 2024 الإنتهاء من تصنيع 30 قمر صناعي، وأن 12 قمرًا صناعيًا جاهزًا للإطلاق حتى مارس 2024. (الجدير بالذكر أن الثالث من فبراير هو العيد الوطني الإيراني للصناعات الفضائية).
- تضم الصواريخ الفضائية الإيرانية صواريخ طراز: سيمرغ “العنقاء”، ذو الجناح، قاصد، قائم.
- تتشكّل منظومة الصناعات الفضائية الإيرانية من : منصات الإطلاق، الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية، المحطات الأرضية، والصواريخ حاملة الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
- من طرازات الأقمار الصناعية العاملة الآن: أسرة الأقمار الناعية “نور”، مهدا، هاتف، كيهان. والقمر الصناعي “مهدا” يعمل بالطاقة الشمسية، وهو يعمل في مداره على ارتفاع 1150كم، أما أسرة الأقمار الصناعية “نور” (1،2،3،4) فهى تعمل على ارتفاعات تتراوح بين 425-525كم فوق سطح الأرض.
- من المهام العلمية التي تقوم منومات الأقمار الصناعية الإيرانية بخلاف المهام العسكرية: مسح الأرض طوبوغرافيًا، جيولوجيًا، مناخيًا، الحرارة، الرطوبة، الطقس، الاتصالات، انترنت الأشياء”.
- من المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال الفضاء “جامعة مالك الأشتر”، منظمة الفضاء، وزارة الدفاع، جامعة شريف صنعتي، وزارة الصناعة، جامعة طهران، وزارة الاتصالات.
- إنشاء محطة الفضاء في منطقة “جاسك” على المحيط الهندي.
من ناحية أخرى، وبالتوازي مع ذلك، قامت إيران بخطوتين استراتيجيتين نوعيتين هما: تدشين القيادة البحرية لأعالي البحار في عام 2019، تدشين القيادة البحرية القطبية الخاصة بالقطب الجنوبي، جنوب المحيط الهندي، وذلك في 2014.
في هذا الصدد، يُذكر أن القيادة العامة للقوات البحرية الإيرانية توجد في ميناء “بندر عباس” بجانب القيادة الجوية البحرية في بندر عباس التي تضم 15 طائرة، بينما توجد قيادة المنطقة البحرية الثانية في ميناء”جاسك” وتضم مناطق “هرمزجان، بوشهر، عسلويه، خارك وخرمشهر”، أما قيادة المنطقة البحرية الثالثة فتوجد في “كنارك” وتضم “سيستان وبلوتشستان، بالاضافة إلى تشابهار على المحيط الهندي والحدود الإيرانية الباكستانية. أخيرًا توجد قيادة المنطقة البحرية الرابعة في “ديار أنزلي”، التي تضم مقر قيادة القوات البحرية في قزوين، مقر صناعة الغواصات، ومقر صناعة السفن الحربية” وأخيرًا مقر القيادة العامة للقوات البحرية ومركز صناعة السفن المعروف “ندا جا” بإسم “شهداء 7 تير”، هذا إلى جانب “القاعدة الجوية الإستراتيجية البحرية” في بحر قزوين، التي تشتمل على 56 طائرة. وأخيرًا “جامعة الإمام الخميني للعلوم والتكنولوجيا البحرية” الخاص بتعليم وإعداد “قادة القوات البحرية”