admin

منير أديب: 10 علامات دالة على المشروع الصاروخي الإيراني.

منير أديب

باحث في الشؤون السياسية والإستراتيجية وقضايا الأمن القومي والإرهاب

منير أديب

1- تمتلك إيران قراية ثلاثة آلاف صاروخ بالستي؛ عوضت فقدها الأخير في حرب ال 12 يوم مع إسرائيل بإنتاج خمسمائة صاروخ.
2- يصل مدى ما تمتلكه إيران من صواريخ ما بين 45 كيلو متر الى 2800 كيلو متر (صواريخ كروز البحرية، جو أرض، الصواريخ الفضائية، الصواريخ البالستية، ….).
3- تمتلك أكبر مخزون من الصواريخ في الشرق الأوسط.
4- قامت بتطوير النظام الصاروخي من شهاب 3 إلى البالستي (مثال)، فبدلاً من حمل 50 كيلو جرام باتت تحمل 1000 كيلو جرام رؤوس حربية.
5- نجحت إيران في إنتاج الوفود الصلب وهو ما ساعد في تطوير برنامجها الصاروخي وجعلها أكثر دقة وسرعة.
6- تعمل إيران على تطوير ذاتي لمدى الصواريخ التي تمتلكها بحيث تكون الأسرع و الأكثر إصابة لأهدافها.
7- تسعى إيران إلى امتلاك قراية 20 ألف صاروخ وهو سلاح لا يقل عن إمتلاك قنبلة نووية من حيث الخطر والتأثير.
8- تنتج إيران في الشهر قراية 50 صاروخاً بالستيا، وتسعى لإنتاج قراية 200 صاروخاً ف الشهر الواحد.
9- تشعر واشنطن وتل أبيب بخطر المشروع الصاروخي على أمنها، كما أن جيرانها في الإقليم يشعرون بنفس الخطر وسط محاولات الأخيرة للسيطرة على بعض البلدان العربية (العراق، لبنان، اليمن، سوريا من قبل).
10- حرب وشيكة ومؤكدة من قبل تل أبيب وواشنطن على إيران مطلع العام القادم 2026 للقضاء على المشروع الصاروخي وما تبقى من المشروع النووي.

https://www.youtube.com/watch?v=ZDkC_5S2CjI

بوادر لفشل الرباعية ومستشار الرئيس الأمريكي مسعد بولس في ملف السودان. والحروب الأهلية المحتملة(١).

بقلم الصادق علي حسن.

رئيس المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات

الصادق علي حسن.

فرص نجاح الولايات المتحدة والرباعية في حل الأزمة السودانية.

انفردت الولايات المتحدة الأمريكية حاليا بدور شرطي العالم ، وقد اصبحت القوة العظمى الأولى بلا منازع في العالم. وتتحكم في مصيره ايجابا وسلبا . لقد انقسم الإتحاد السوفيتي في ١٩٩١م إلى ١٥ دولة (جمهورية مستقلة) هي: روسيا- أوكرانيا- بيلاروسيا- كازاخستان - اوزبكستان - تركمانستان - قرغيزستان- طاجيكستان- أرمينيا- أذربيجان- جورجينا- ليتوانيا - لاتفيا -استونيا - مولدوفا). ثم تحولت دولة روسيا وريثة الإتحاد السوفيتي في دوره الدولي قبل التفكك ، وقد حصل على مقعده الدائم بمجلس الأمن الدولي وحق النقض ، إلى دولة أقل في القدرات والامكانيات مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية. لقد صارت قدراتها ودورها الدولي أشبه بدولتي أوروبا بريطانيا وفرنسا ، كما وتخلت روسيا عن الأيديولوجية الشيوعية ، وفقدت زخم رعاة الشيوعية والاشتراكية العالمية. وصارت منهمكة في مراعاة أجندات مصالحها الداخلية، ودخلت في تعارض مصالح وحروب مستعرة مع شقيقتها الصغري أوكرانيا الجمهورية المستقلة والقوى الثانية من حيث القدرات والامكانيات بعد روسيا في الاتحاد السوفيتي قبل التفكك. لقد تأخرت روسيا كثيرا عن الولايات المتحدة في السباق التقني والعسكري، كما وفي التنافس على الفضاء وفي التكنولوجيا وفي كافة مجالات الاتصالات والسيطرة على المدارات الفضائية، كما وحلت مكانها في النفوذ الدولي الصين، التي صارت تلي الولايات المتحدة في القدرات والتأثير الدولي. لذلك صار دور الولايات المتحدة الأمريكية هو الدور الأهم في الأزمة السودانية.

روسيا وتصدير المرتزقة إلى إفريقيا والسودان ونهب موارد الشعوب.

فقدت روسيا التي خسرت الأيديولوجية الماركسية التي كانت تعطيها الزخم العالمي، وحلَّت محل دول الغرب الأوروبي في نهب موارد الشعوب الإفريقية بمثلما تفعل دولة الإمارات. فعلى الرغم من الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا فإن المرتزقة الروس والأوكران والشيشان لا زالوا من خلال فروع وأذرع "شركات فاجنر المشتركة" يقومون بنهب ثروات البلدان الإفريقية. وفي ظل الحرب العبثية الدائرة بالسودان يتواجد المرتزقة الروس والأوكران والشيشان ويقومون بالتعدين في الشريط الحدودي ما بين السودان وإفريقيا الوسطى وحول منطقتي أم دافور الحدودتين وكذلك في المناجم بمناطق سنقو بجنوب دارفور ضمن مجموعات شركات ومرتزقة من دول متعددة الجنسيات.

الدور الأمريكي المفقود في الأزمة السودانية.

في عهد رئاسته الحالي، اتجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نحو التخلي عن تحالف بلاده التقليدي مع أوروبا، وأنشأ لبلاده مشروعًا لتحالف جديد في الشرق الأوسط إلى جانب حلفه التقليدي مع إسرائيل. ومن خلال التحالف المذكور، والوضع الدولي الجديد في الشرق الأوسط، وبما يمتلكه الرئيس الأمريكي ترامب من جرأة وعدم التقيد بالأعراف الدبلوماسية التقليدية المرعية، وما تقوم عليه سياسته الواضحة ونهجه العملي على مراعاة مصالح بلاده (أمريكا اولاً)، لا يهتم ترامب أو يدعي الإهتمام بحقوق الإنسان أو الديمقراطية خارج بلاده. وتأتي أهمية تأثير أمريكا ودور الرئيس ترامب خارج بلاده، وقد قضى فترة بمقياس فترة الولاية الرئاسية الأمريكية (اربع سنوات) طويلة بالبيت الأبيض، فبعد اشهر سيجد نفسه في حملة لتجديد انتخابه لولاية ثانية، قد تجعله إذا فاز بها الرئيس الأمريكي الذي عاد للرئاسة بعد دورة أولى وخسارة دورة ثانية، ليعود ويتولى الرئاسة لدورتين متتاليتين، ويكون بذلك قد دخل في سجل التاريخ الأمريكي (بحسب المذكور في التاريخ الأمريكي)، لياتي بعد الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت (اربع دورات متتالية)، و"غروفر كيفلاند" الذي فاز بفترتين غير متتاليتين ، ليُضاف لهما ترامب الذي صار يصل إلى كل ما يريده، وقد أبدى رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام هذا العام بمثل مع حصل عليه الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، فإذا فاز في الإنتخابات الأمريكية القادمة، و من أبرز إنجازاته الخارجية حتى الآن تسوية الحرب الكنغولية الرواندية، ووقف الحرب بين طهران وتل ابيب، واتفاق غزة قيد التنفيذ. ودخل ملف الأزمة السودانية الأبيض، وقد باتت الأزمة المذكورة تمثل أسوأ كارثة إنسانية في العالم، كما وملف الأزمة السودانية في البيت الأبيض بيد صهره وكبير مستشاريه مسعد بولس. يحتاج ترامب إلى نقاط تُضاف لسجل إنجازاته الخارجية بحل الأزمة السودانية، فإضافة إلى تحقيق مكاسب الموقع الجيوسياسي للسودان، وقد لا تكون الاعتبارات الأخرى مثل موارد السودان هامة بالنسبة له. فالموارد سواء في السودان أو غيره يمكن أن تأتي إلى الولايات المتحدة بمثلما قال الخليفة العباسي هرون الرشيد للسحابة الممطرة ( أمطري حيث شئت، فإن خراجك لي)، إن حل الأزمة السودانية يعطي ترامب مكاسب سياسية متعددة داخلية في الإنتخابات الأمريكية العامة القادمة وخارجية بمحاصرة التمدد الروسي في البحر الأحمر والتوغل الصيني في إفريقيا وتجديد رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام العام القادم.

تجاوز ترامب لأوروبا في ملف السودان.

الباحث عن الدور الأمريكي الخارجي في عهد ترامب، قد يجد أن الولايات المتحدة في عهد ترامب تخلت عن تحالفها التقليدي الخارجي مع أوروبا. وتُكشف آلية الرباعية التي تكونت من (الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية والإمارات ومصر)، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد حزمت أمرها بالتخلي عن التنسيق مع أوروبا بشأن الأزمة السودانية حتى في حده الأدني ، كما ومن الواضح أن الولايات المتحدة في بداية عهد ترامب، كانت تتلمس المداخل للإمساك بكل أطراف الحلول الخارجية، لذلك كانت مترددة ما بين آلية سداسية تُضاف إليها بريطانيا صاحبة الدور التقليدي في السودان وتعطي بذلك أوروبا ممثلة في بريطانيا بالرغم من خروجها من الإتحاد الأوروبي دور الحضور الرمزي، كما وإبراز الإهتمام بقضايا مكافحة الهجرة غير الشرعية التي تقلق مضاجع أوروبا، ويعد السودان من ابواب الهجرة غير الشرعية المشرعة. ودولة قطر تعزيزا للشراكة مع الدور المرن لحركة الإسلام السياسي المعتدل ممثلة في قطر ومن خلفها تركيا. ولكن على ما يبدو اكتفت الولايات المتحدة بالآلية الرباعية واستبعدت أوروبا عن حل الأزمة السودانية. فقطر ودوره، والإسلام السياسي المعتدل يمكن أن يحتفظ لهما بالدور المحتمل بطرق أخرى. كذلك فإن حضور بريطانيا يعني ضمان مكاسب صمود وحلفاه، وقد لا تكون الولايات المتحدة متحمسة لأي دور لصمود وحمدوك. كما وقد لا ترى الإمارات في حمدوك وصمود باثقالهما السابقة الضامن لمصالحها في السودان مستقبلا، وقد تغير المشهد العام بالسودان، ليفرز نفوذًا بإقليم دارفور شبيها لحفتر ليبيا، مما قد يتيح للإمارات وضع يدها عبر حميدتي على دارفور وكردفان، وتوحيد مركز الصراع مع بورتسودان للحفاظ على مصالحها بمثل ما يقوم به حفتر بليبيا، والابقاء على حمدوك ومجموعته لأداء دور الضغط السياسي في المناطق الخاضعة لسيطرة بورتسودان، لأجبار البرهان وحلفاه للقبول بتسوية سياسية تضمن وجود مركز موحد في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع وحليفته قوى تأسيس من جهة، ومن خلالهما يتم الإستثمار في المعادن ومواصلة الصرف عليهما من عائداتها وعلى نفقات المركز الجديد، وتقنين تزويد الإمارات بجنود متمرسين على القتال تقوم بالأدوار الخارجية لدولة الإمارات، ومركز آخر يناهض نظام بورتسودان بقيادة صمود الذي على رأسه د.عبد الله حمدوك ، ومن خلالهما تحقيق حفظ مصالح دولة الإمارات في موانئ البحر الأحمر وعلى رأسها ابو عمامة ، والأراضي الشاسعة للزراعة ، والاستثمار في المعادن.

نواصل الحديث في الحلقة القادمة إن شاء الله..

د. ضيايف صبح الدين نصري أويتش: مكانة مولانا جلال الدين الرومي في العالم العربي.

د. ضيايف صبح الدين نصري أويتش.

دكتوراة في العلوم اللغوية.

د. ضيايف صبح الدين نصري أويتش

رئيس قسم "الشرق الأوسط والأدنى" في "معهد دراسة الدول الآسيوية والأوروبية".

الأكاديمية الوطنية للعلوم في طاجيكستان.

ترجمة: د. عبد الغفار كمال زاده

-1-

من هو مولانا جلال الدين؟

مولانا جلال الدين البلخي الرومي (1207-1273م) كان شاعرًا صوفيًا طاجيكيًا فارسيًا. اشتهر بتعاليمه الصوفيِّة وأشعاره المتنوعة الأغراض والموضوعات. وُلِد في مدينة "بلخ" بأفغانستان. درس الفقه والعلوم الدينية على والده، ثم تأثر بالعديد من الشيوخ أثناء إقامته في دمشق والأناضول وبغداد وقونيا. تأثر بالترمذي، ومحي الدين بن عربي، وفريد الدين العطار النيسابوري (نسبة إلى نيسابور) الذي أوصى والد الرومي قائلاً: "اعتن بهذا الولد فَعَن قريب سينفث في العالم نفسًا مشتعلا".

مع احتلال المغول لمدينته "بلخ"، اضطر والده وعائلته للمغادرة إلى "بغداد" -التي كانت لاتزال آنذاك عاصمة الدولة العباسية - ثم اتجه إلى "مكة، ثم سافر واستقر بعدها هو في قونيا. بعد لقائه "ـشمس الدين التبريزي"، انصرف عن التدريس ليُركِّز على "التصوف والشعر". بعد وفاته أسسَّ أتباعه وابنه "الطريقة المولوية"، التي صارت بعد ذلك واحدة من أهم الطرق الصوفية.

اشتهر "الرومي" بكتابه المثنوي المعاني. الذي يضم قصائد فارسية تحتوي على حدود ألف بيت، صار يرددها ويحفظها الصوفيون. فهي من أجمل ما كُتِبَ ونُظِمَ في "العشق الإلهي والصوفي" بصفة خاصة، ومن أهم "الدواوين الشعرية الصوفية" بصفة عامة. تقدر أشعار الرومي بـ 40 ألف بيتًا شعريًا. كذلك له أيضًا "ديوان شمس التبريزي" الذي كتبه عن مُلهِمَه وشَيخَه "التبريزي" بعد رحيله.

يبلغ عدد رباعياته الشهيرة 1959 رباعية، وهي من أهم أشعاره. كما أنها تعد من أهم ما تركه من آثار، إذ تضمنت 3318 بيتًا. كما ترك "الرومي" أثارًا نثرية منها "الرسائل" لمريديه ومعارفه ورجال الدولة. كذلك "المجالس السبعة" التي جمع فيها مواعظه. أيضًا كتابه "فيه ما فيه" الذي يضم 71 محاضرة مختلفة.

-2-

"استطرادٌ في أعمال ومصادر الدراسات المولوية في العالم العربي."

يولي الباحثون والعلماء المعاصرون في العالم العربي اهتمامًا خاصًا بأعمال مولانا جلال الدين الرومي. فقد درسوا أعماله الشعرية والنثرية، حيث قاموا بتأليف العديد من المؤلفات العلمية على أساسها. ومعظم المقالات المنشورة باللغة العربية عن مولاني وأفكاره وأعماله، تصفه بأنه شاعرٌ قويٌّ ذو فكرٍ صوفيّ، وحبٍّ كبيرٍ لله، وصاحب أعمالٍ ثريةٍ وجميل. كما تشير هذه الظاهرة إلى أن محبي ومريدي "الطريقة المولوية" من العرب، وكثيرًا من رفاقهم المتحدثين، هُم على درايةٍ كافيةٍ بشخصية مولانا جلال الدين الرومي الفكرية والأدبية. على سبيل المثال أشارت كل من "نرجس غنجي" و"فاطمة إشراقي"، وهما باحثتان إيرانيتان متخصصتان في "الطريقة المولوية"، في مقالٍ بعنوان: "استطرادٌ في أعمال ومصادر الدراسات المولوية في العالم العربي"، إلى أن "تاريخ الدراسات المولوية الأولى في العالم العربي يعود إلى أكثر من سبعين عامًا". مع ذلك إذا نظرنا إلى جميع الأبحاث والترجمات لأعمال الشعراء التي نشرها الباحثون والأكاديميون العرب، سوف نخلص إلى أن مولانا معروفٌ في العالم العربي من وقت أطول بكثير عما ذكرته هاتان الباحثتان. فقد كانت المرة الأولى التي تعرّف الباحثون العرب ومحبو الأدب على "المثنوي الروحي"، كانت في عام ١٨٧٢م كذلك كان "يوسف بن أحمد القونوي المولوي الرومي"، وهو عالم وكاتب من أصل تركي، تلقى تعليمه العربي، وشيخ دير بكتاشي في إسطنبول، والمعروف بـ"الزهدي"، كان قد ألفَّ كتابًا عام ١٨٧٧م بعنوان: "المنهج القوي للطلب الشريف المثنوي". وهو ترجمة وشرح لكتب "المثنوي الروحي" الستة. وهو الكتاب الذي نشرته مطبعة "بولاق" بالقاهرة. كما ذكر "عبد العزيز" صاحب الجواهر، وهو عالم مولوي عربي آخر، في كتابه: "جواهر العصر في ترديتي المثنوي مولانا محمد جلال الدين البلخي الرومي"، ذكر أن "المنهج القوي لطلب الشريف المثنوي" يعتبر من أفضل شروح "المثنوي الروحاني".

من المؤلفين الأكاديميين العرب الكبار أيضاً الأستاذ الدكتور "عبد الوهاب عزام"، الذي ألفَّ ونشرَ كتاباً بعنوان: "فصول من المثنوي" في القاهرة عام 1946م الكتاب يقع في 199 صفحة. لقد ترجم المؤلف في هذا الكتاب أجزاء من "مثنوي المناوي" إلى العربية، مثل: "قصة التجاري والبابغا"، "قصة الأسد والوحوش" فضلاً عن عدة قصص أخرى من "مثنوي المناوي".

الترجمة الكاملة لكتاب "المثنوي المناوي"، كانت هي ثمرة جهود "عبد العزيز صاحب الجواهري"، شقيق "محمد مهدي الجواهري"، شاعر العراق. الجواهري، الذي كان من أشد المعجبين بمولانا جلال الدين الرومي وأعماله منذ شبابه، قَدِمَ إلى "خراسان"، وقبل أن يستقر في "كرمانشاه"، ترجم ست مجلدات من "المثنوي الروحي" إلى الشعر العربي، وأضاف إليها شروحًا وتفسيرات، وقد نُشِرَ هذا العمل عام ١٩٥٨م من قِبل مطبعة جامعة طهران بعنوان: "جواهر الآثار في طراد مثنوي مولانا غفاغور محمد جلال الدين البلخي الرومي".

-3-

"مثنوي جلال الدين الرومي، أعظم شاعر صوفي".

من العلماء الأكاديميين العرب أيضًا الأستاذ الدكتور "محمد عبد السلام كفافي"، أستاذ اللغة الفارسية وآدابها، كلية الآداب بجامعة القاهرة، الذي يعتبر نفسه من تلامذة "الأستاذ الدكتور "عبد الوهاب عزام". في عامي ١٩٦٦ و١٩٦٧، نشر "كفافي" كتابًا من جزئين بعنوان: "مثنوي جلال الدين الرومي، أعظم شاعر صوفي". في مقدمة كتابه، الذي نُشر في بيروت، يُقدم المؤلف مناقشة قيّمة للطريقة "المولوية البجوهية" في العالمين الغربي والعربي، وكذلك التصويرات الفارسية والتركية والعربية للمثنوي.

هناك عالم عربي آخر، هو "السيد محمد جمال الهاشمي العراقي"، قام بترجمة قصص المثنوي إلى الشعر العربي في عام ١٩٩٥، ونشرها في دار الحق ببيروت في كتاب يتكون من ٣٢٥ صفحة. ومن سمات ومزايا هذا الكتاب أن المُتَرجِم حفظ كل قافية في كل بيت بناءً على نموذجه الطاجيكى، مما جعل الترجمة بلا شك صعبة ومعقدة عليه "مولانا جلال الدين الرومي"، الذي كان قد أمضى أطول رحلة له في سوريا (سوريا الحالية) ودرس هناك، وتتلمذ على يد خيرة علماء تلك البلاد، كذلك كان على دراية باللهجة السريانية. واليوم، يبذل الباحثون السوريون جهودًا لدراسة أعمال "مولانا جلال الدين الرومي الصوفية".

-4-

"الدكتور عيسى علي العقاب".

مقالنا يدور حول أحد علماء المولانا المعاصرين في بلاد الشام، أرض العلم والتنوير منذ قرون، التي تضم مكتبات عالمية شهيرة. مقالنا هذا حول "الدكتور عيسى علي العقاب".

يُعد الدكتور "عيسى علي العقاب" أحد علماء الأدب المشهورين في سوريا. وُلدَ عام 1950 في احدى قرى محافظة الرقة السورية. تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته، وفي عام 1972 التحق بقسم اللغة العربية بجامعة حلب، وبعد تخرجه، التحق بجامعة طهران. بعد ذلك، انضم إلى "قسم اللغة العربية" في مركز الدراسات العلمية بجامعة حلب (دراسات العلوم في اللغة العربية وأدبها من نص اللغة العربية وأدبها) ثم حصل على درجة الماجستير. خلال دراسته الجامعية، كان قد أجرى أبحاثًا علمية حول موضوع "العلاقات الأدبية بين الإيرانيين والعرب". يتخصص "علي العقاب"، في الأدب بشكل رئيسي، خاصة في مجالات التصوف والنقد الأدبي والبلاغة العربية. حيث يُعدّ التصوف من هواياته الدائمة، ويتمثل الجزء الرئيسي من كتاباته في ترجمة الأعمال الصوفية الطاجيكية والفارسية إلى العربية.

كان الأمر كما لو أنني وجدتُ قلبي في "المثنوي!

من بين جميع الشعراء الطاجيك والفرس، أَولَى الدكتور عيسى علي الاهتمام الأكبر لأعمال "مولانا جلال الدين الرومي"، وترجم عدة كتب عن مولانا وأعماله، وعرّف القراء الناطقين باللغة العربية بأفكار مولانا وخواطره. كما يقول هو نفسه: "عندما تعلمتُ الإنجليزية، أدركتُ أن الغربيين مفتونون جدًا بمولانا ويثنون عليه. لذلك قرأتُ أعمال "العلامة محمد إقبال" باللغة العربية. لقد سعدتُ جدًا بقراءة أعمال "إقبال"، ووجدتُ أنه يذكر "جلال الدين الرومي" بشغف خاص. منذ ذلك الحين، أصبح لديّ اهتمام بمولانا. لقد حاولتُ قراءة الأعمال المكتوبة عنه باللغة العربية. في الحقيقة، يجب أن أقول إنني كنتُ أبحث عن شيء ما، وأخيرًا وجدته. كان الأمر كما لو أنني وجدتُ قلبي في "المثنوي". يقتبس الأستاذ العقاب البيت التالي من سعدي:

البحر لا يُحصى منافعه،

إذا أردتَ الصحة، فهي على الشاطئ.

ثم يقول:

"... لم أستطع الوقوف على هذا الشاطئ، مع أنني لم أكن أملك وسائل السباحة. منذ ذلك الحين، تغيرت حياتي حقًا في الجوانب الروحية..."

يُعد "عيسى علي" أحد العلماء الذين قدموا مساهمة كبيرة للثقافة الطاجيكية والفارسية في القرن الحادي والعشرين. حيث أجرى أبحاثًا قيّمة للتعريف بهذه الثقافة وتأثيرها على أهل العلم والأدب والثقافة العربية. من بين دراساته كتاب "تأصيل الحكمة الفارسية في الأدب العربي المعاصر في العصر العباسي الأول"، الذي تُرجم إلى الفارسية تحت عنوان "تأصيل بندي بر أدب عرب" لعبد الله شريف خجستا، ونُشر بعاصمة دار النشر العلمي والثقافي عام 1996.

-5-

كان هذا الصوفي الهندي مولعًا بالتصوف.

يتأمل الباحث السوري في مقارنة "الأدبين الطاجيكى والفارسي" بالأدب العربي، ويعتبر الأدبين "الطاجيكى والفارسي" متفوقان على الأدب العربي، ويعود حبه وشغفه بالأدبين الطاجيكى والفارسي إلى معنى شعر "مولانا البكر". هنا تجدر الإشارة إلى أن معظم ترجمات "علي العقاب" لأعمال مولانا جلال الدين الرومي مأخوذة عن الإنجليزية. ترجمته الأولى بعنوان "يدوش شعر". يتألف هذا الكتاب في الواقع من ست خُطب ألفها الصوفي الهندي الشهير "عنايت خان" في أمريكا عام ١٩٢٣. كان هذا الصوفي الهندي مولعًا بالتصوف، وكانت مواقفه العلمية وحياته تعبيرًا عن ذلك. تتناول خُطب هذا الصوفي السنائي، والعطار، ومولانا، وحافظ، والخيام، وسعدي، ووفقًا لعيسى العقاب، فقد "فُقِد" قسم الخيام من هذا الكتاب لاحقًا لأسباب مجهولة. جَمَعَ الشاعر والمترجم الأمريكي، "كولمان برايان باركس" (١٩٣٧)، المهتم بالتصوف والتصوف وشعر مولانا جلال الدين الرومي، البقية (السنائي، والعطار، ومولانا، وحافظ، وسعدي) وكتب مقدمة له، ونشره مع سيرة ذاتية لهؤلاء. الشعراء. "مع أنه لا يجيد الفارسية، إلا أنه معروف بإعادة كتابة قصائد مولانا استنادًا إلى ترجمات إنجليزية أخرى."

كما ألّف "عيسى العقاب" كتابًا آخر عن مولانا بعنوان "جلال الدين الرومي والتصوف"، ترجمته المستشرقة الفرنسية إيفا دي فيتراي ميرويتز (1909-1999). كان هذا المستشرق الفرنسي، الذي اعتنق الإسلام نتيجة قراءته للكتب الصوفية الإسلامية، معجبًا جدًا بمولانا جلال الدين الرومي. هذا الكتاب، الذي تُرجم إلى الإنجليزية في أمريكا، ترجمه إلى العربية الأستاذ "علي العقاب". يقول الأستاذ العقاب عن هذا الكتاب: "تأثر مؤلف هذا الكتاب كثيرًا بمولانا... ومن يقرأ هذا الكتاب سيتأثر بشدة". من تأليف الباحثة العربية آن ماري شيمل (مواليد 7 أبريل 1922 - توفيت 26 يناير 2003) ترجمة كتاب "مختارات ديوان شمس"، الذي قارنته بالأصل الإنجليزي وترجمته من الإنجليزية إلى العربية. تقول: "... ساعدني هذا العمل في ترجمته إلى العربية وقرّبني من مولانا". كما ترجم الدكتور "عيسى علي العقاب" كتاب مولانا "فيه مو فيه"، الذي ألفه الباحث والمترجم الإنجليزي "آرثر جون أربيري" (مواليد 12 مايو 1905 - توفي 2 أكتوبر 1969)، الذي أعدّ "بديع الزمان فروزن فر" أصله الفارسي، ونشرته دار نشر "دار الفكر" بدمشق.

بعد ترجمة العمل الفلسفي "فيه مو فيه"، ترجم الباحث السوري مولانا كتاب "كلية شمس" الذي نشره "بديع الزمان فروزن فر" أيضًا، وصدرت ترجمته الإنجليزية، واستنادًا إليه، ترجم كتاب "مختارات شمس ديفوني" (مختارات شمس ديفوني) الذي نُشر تحت عنوان "يد العشق".

من إسهامات هذا الباحث السوري الجليل ترجمة كتاب مولانا "مجوليسي سبأ". وقد ترجم هذا العمل من الفارسية إلى العربية، ومن أعماله أيضًا ترجمة رباعيات مولانا جلال الدين الرومي.

-6-

"دولة الأمويين دولة عربية، ودولة العباسيين خراسانية".

من العوامل التي دفعت الدكتور "عيسى علي العقاب" إلى الاهتمام بالأدب "الطاجيكى الفارسي" هو تأثيره على الأدب العربي، الذي انتقل إلى العرب في القرنين الثامن والعاشر. في هذا السياق، كتب هذا الباحث السوري عملاً قيّماً بعنوان "تأثير الأفكار الفارسية على الأدب العربي في العصر العباسي الأول". بالإضافة إلى هذا العمل، كُتبت العديد من الأعمال الأخرى في مجال الأدب العربي المتعلقة بهذه القضية. يصف هذا الباحث تأثير "الادبين الطاجيكى والفارسي" على الأدب العربي بعبارة رائعة من الجاحظ: "دولة الأمويين دولة عربية، ودولة العباسيين خراسانية".

هو يعتبر أن بِنيَة المجتمع في ذلك الوقت كانت عربية خراسانية. من وجهة نظر هذا الباحث، لم يقتصر دور العرب على بناء الثقافة الإسلامية، بل إن دور العلماء "الطاجيك والفرس" في تطوير الثقافة والأدب العربي الإسلامي هو "فريد من نوعه". يقول: "... لم يقتصر دور العرب والإيرانيين على بناء الثقافة الإسلامية، بل كانوا جماعة اعتنقت الإسلام جماعات، وخدم كلٌّ منهم هذه الثقافة على طريقته. إلا أن الخراسانيين، لقربهم من الإسلام، كانوا قد لعبوا دورًا هامًا في هذا الشأن، وهناك دلائل واضحة على مشاركتهم في هذا السياق". لذلك، لم يتردد أحد المستشرقين الروس المشهورين، إ. يو. كراتشكوفسكي، في القول: "... لم يقتصر دور العرب على المساهمة في تطوير الثقافة والأدب العربي وإتقانهما، بل ساهم أيضًا عدد من الشعوب والقوميات الأخرى".

في كتاب "تأصيل الحكمة الفارسية في الأدب العربي المعاصر في عصر العباس الأول" ورد أن الجاحظ يقول: وقَّع "عبد الله بن طاهر" رسالة كالتالي: "أنا الذي هو". ويترتب على بحث "عيسى علي العقاب" أن الكُتّاب العرب في القرون السابقة استخدموا الكثير من الأمثال والأقوال الطاجيكية الفارسية في أعمالهم. لكنهم لم يذكروا المصادر التي استخدموها في أعمالهم، لكن الباحث يعترف في موضع آخر ببعض هذه الأمثال، بصفتها "قاسم بشري مشترك" بين الشعوب الطاجيكية والفارسية والعربية. وكما ذكرنا سابقًا، فإن الدكتور "عيسى علي العقاب"، اهتمَّ أكثر اهتمامًا بالتصوف. ويقول: "إن التصوف منسجم مع طبيعته وأنه خُلق لذلك". وينظر في القصص الشعرية التي غناها شعراء ومفكرون طاجيكيون وفارسيون، مثل مولانا وجامي وعطار.

يعتبر سنائي، وغيره، العنصر الرئيسي والميزة المميزة للشعر الطاجيكى الفارسي، الذي يعبر عن الروحانية وينقلها من خلال القصص، ويعتبرها من أكثر الوسائل تأثيرًا في تثقيف الإنسان. يرى "مولانا جلال الدين الرومي" أن كل فكرة تُعبّر عنها القصص رغبةً منه في تعليمنا.

-7-

إنَّ كل أدب لديه القدرة على التأثير "يكون أجمل".

في العربية، كلمة "صوفي" مشتقة من "صف"، و"صفا" تعني الإخلاص ونقاء الروح. يروي مولانا قصة "الصينيين والرومان" في "المثنوي". كانوا يفتخرون بمهاراتهم في الرسم، إلى أن وصلوا إلى ملك وطلبوا منه أن يختبر مهاراتهم في الرسم. أعطى الملك لكل من الصينيين والرومان منزلًا متقابلًا ليُرونه لوحاتَهم. برسمهم الجدران، رسموا أجمل لوحاتهم. حدَّث الرومان أنفسهم بأنَّ الصينيين "أمهر منَّا"، وأننا لسنا بمستوى كفاءتهم، وأن علينا أن نُصقل جدران منازلنا حتى تصبح مثالية. عندما وصل الملك، أُعجب بشدة باللوحات الصينية. أخذ الرومان الستائر. من بيوتهم والبيوت الصينية. كانت الغرفة الصينية تتألق بأكمل جمال على جدران الرومان المصقولة.

وهذا المعنى الصوفي معنى واحد، كما يقول الباحث السوري. وعندما يرويها مولانا جلال الدين الرومي في هذه القصة، تبقى هذه القصة في ذاكرتنا جميعًا، لما فيها من جوانب الجمال والأناقة. والآن، إذا كان تعريفنا للجمال هو "الجمال الأدبي" أو الجمال بمعناه العام، فيمكننا القول بأنَّ كل ما يتوافق وينسجم مع الطبيعة البشرية هو "جميل"، وأنَّ كل أدب لديه القدرة على التأثير "يكون أجمل"، كما يقول الدكتور "عيسى علي العقاب".

ثمّة نقطة مثيرة للاهتمام للغاية في هذا المقال، هي أن الباحث السوري يتأمل في القضايا الإنسانية وتَفوّق الأدب الشرقي على الأدب الغربي. فهو يقول: "أودُّ أن أناقشَ مسألةً تتعلقُ بالثقافةِ الطاجيكيةِ الفارسية، وهي مسألةٌ أُولِيها اهتمامًا بالغًا. لديَّ خبرةٌ واسعةٌ في الأدبِ الغربي، إذ ترجمتُ ثمانيةَ كتبٍ من الإنجليزيةِ إلى العربية. من بينها "الخيولُ الرمزيةُ"، والرومانسية الأُوروبيةُ بأقلامِ أعلامه"، والنظرية الأدبيةُ في القرنِ العشرين"، ولغة الشعراء"، و"قضايا النقد".

من واقعِ تجربتي، توصلتُ إلى استنتاجٍ مفاده: أنَّ الغربيينَ لم يكونوا لطفاءَ مَعَنَا. ما لدينا أجملُ بكثيرٍ مما لديهم. في البداية، تخيلنا أنه عندما نصل إلى شيء ذي قيمة مع الأفكار الغربية، نجد أننا مهزومون أمام الغرب والغربيين. لكنني وجدت قضايا إنسانية مع الشرقيين. وما لدينا في هذه المجالات أكثر بكثير مما لدى الغربيين".

يقول في موضع آخر: "للكلمات تأثير خاص على نفوس أهل الشرق. أحيانًا لا تخترق الكلمة حُجب الزمان والمكان، بل تترك أثرها إلى الأبد في أعماق نفوسهم وتترك أثرها على سلوكهم. وعندما يمكن اعتبار مثل هذا الوضع شائعًا لدى الشعوب الشرقية الأخرى، فلا يوجد أدنى شك لدى الباحث في اعتبار الإيرانيين القدماء أفضل مثال على الروح الشرقية في هذا الصدد. روح تؤمن بالكلمات الحكيمة والمواعظ والأمثال ".

-8-

"عظمة المعنى الأصيل والمؤثر والإنساني لأعمال مفكرينا".

الحقيقة أنه عندما تفكر مَليًا فيما يقوله هذا الباحث، سوف نجد أن كلماته صادقة بالفعل. حيث تحظى كتابات ومؤلفات مفكرينا وشعرائنا وحكمائنا بقبولٍ واسعٍ في الدول الغربية، وهو ما يدل على "عظمة المعنى الأصيل والمؤثر والإنساني لأعمال مفكرينا". فعلى سبيل المثال، يُعد كتاب "المثنوي المعنوي" من أكثر الكتب انتشارًا وقراءةً في العالم الغربي، وهو ما تؤكده كلمات الدكتور "عيسى علي العقاب".

جاء في كتاب "تأثير الحكمة الفارسية على الأدب العربي: دراسة في الأدب التطبيقي": "يمكننا القول إن أول حكيم عرفه الشرق هو "زرادشت"، الذي كان إيرانيًا جسدًا وروحًا ولغةً. يُعتبر كتابه "الأفستا" مصدر فخرٍ ليس للإيرانيين فحسب، بل لجميع الأمم الشرقية أيضًا. فقد استطاع أن يجمع حوله أمةً مُشتتةً مُنهَكَة في فترةٍ وجيزة، ويقودها نحو حياةٍ وحكمٍ قوييِّن". يُذكر أيضًا أن "أردشير باباكان، ببصيرته الثاقبة، أدرك أنه بعد الآثار المدمرة للحروب والأعمال العدائية، لابد من العودة إلى "الديانة الزرادشتية" للتعافي من شَرذَمِة الأمة وجَبر انقسامات الشعب". كذلك من الأمثلة المثيرة للاهتمام الأخرى: "من المدهش حقًا أن الخليفة عمر بن الخطاب قال عن الزرادشتيين: "عاملوهم كما تعاملون أهل الكتاب". الأكثر إثارة للدهشة هو أن "أتباع الزرادشتية" رافقوا قافلة الحضارة الإسلامية في العصر العباسي. وهي مهمة لا يمكن أن يقوم بها إلا المتعلمون تعليمًا عاليًا".

الخلاصة

... سيواصل باحث عربي دراسة الأدب الفارسي الطاجيكى والحضارة القديمة للشعب الطاجيكى، بما في ذلك "مولانا جلال الدين البلخي". تجدر الإشارة إلى أن شعراءنا ومفكرينا تأثروا بشكل كبير بالأدب العربي، وقد درس وناقش الباحثون الطاجيك هذا التأثير إلى حد ما. مع ذلك، فإن من القضايا المهمة اليوم، ضرورة العمل على إقامة جسور للتواصل الثقافي العلمي الأدبي بين الباحثين والأكاديميين العرب والطاجيك، من أجل "دراسة أعمال الشعراء والمفكرين الطاجيك من قبل الباحثين العرب". ونأمل أن يهتم الباحثون العرب وغيرهم من الطاجيك بدراسة هذه القضية، من جهة وأن يعمل الباحثون والأكاديميون العرب والطاجيك على خلق قنوات التواصل اللازمة مع الباحثين والأكاديميين المستشرقين من أجل تشجيعهم على دراسة وبحث ومناقشة "النتاج الفكري والأدبي والثقافي لـ "المفكرين الطاجيك". الذين حظوا بدراسات علمية حقيقية من جانب العلماء العرب.

د. مدحت حماد: فرص اشتعال “الحرب الإقليمية الكبرى” لم تنته بعد؟

د. مدحت حماد

أستاذ اللغة الفارسية والدراسات الإيرانية الخليجية.

بجامعة طنطا وأكاديمية ناصر العسكرية العليا.

أ.د. مدحت حماد

على الرغم من كل ما حدث أو صدر عن قمة شرم الشيخ للسلام، وعلى الرغم من مستويات التفاؤل التي غلبت أو سادت تصريحات وأفعال الرؤساء والقادة الذين اجتمعوا في شرم الشيخ، وعلى الرغم من أن كلمة "السلام" قد تكررت على ألسنة الجميع عشرات إن لم يكن مئات المرَّات، وعاى الرغم مما تم من تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، وما صاحبه من توقف لآلة التدمير الصهيونية في فلسطين المحتلة من جهة عودة دخول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة من جهة أخرى، إلا أنه لا يمكننا مطلقًا أن نقول بأن "هذا السلام" قد بدأ أولى خطواته على أرض الواقع.

ذلك أن هناك عشرات وعشرات الأحداث التي تمت أو التي كان يجب أن تتم، هي التي ترتبط بها فعليًا تحقيق السلام المنشود الضائع في الشرق الأوسط بصفة عامة وفلسطين بصفة خاصة. من هذه الأحداث:

1- تأكيد ترامب في الكنيسيت الإسرائيلي على أن القدس بشطريها، هي العاصمة الأبدية لإسرائيل.

2- تأكيد ترامب على سيادة إسرائيل على الجولان.

3- تأكيد ترامب على رفضه لمشروع "حل الدولتين".

4- تأكيد ترامب على "مبدأ السلام مقابل السلام" وليس "الأرض مقابل السلام".

5- تأكيد ترامب على استمرار تبنيه "مشرع الدين الإبراهيمي".

6- تأكيد ترامب على إصرار القضاء التام على القدرات النوووية الإيرانية.

7- تأكيد ترامب على إصراره القضاء على المشروع الصاروخي الإستراتيجي الإيراني.

8- تأكيد إيران على استمرارها في تنفيذ جميع برامجها ومشاريعها الإستراتيجية مثل "البرنامج النووي" و"البرنامج الصاروخي".

9- تأكيد إيران على عدم الإعتراف بإسرائيل.

10- تأكيد إيران على عدم التفاوض _ومن ثم عدم عودة العلاقات_ مع أمريكا إلا بعد أن ترفع جميع العقوبات.

الحديث عن السلام في الشرق الأوسط، حديث لا يقوم على معطيات حقيقية.

الحقيقة أن جميع ما سبق ذكره ليس له سوى معنى وحيد، هو أن الحديث عن السلام في الشرق الأوسط، حديث لا يقوم على معطيات حقيقية، لأن الأطراف الإقليمية والدولية التي يُفتَرض أن يقوم ويتحقق السلام عليها ومن خلالها، لازالت في حالة عداء وجودي، ولازالت دماء القتلى والجرحى تسيل وتجري بسببها وبينها.

كذلك القول بأن ثمة سلام بات يلوح في الأفق بخصوص القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائلي، إنما هو قول مغلوط ومشكوك في صوابه، حتى وإن اعتنقت بعض الدول الإقليمية لمنهج السلام القائم على الحقوق والقوة مثل مصر. فالقضايا الخلافية المصيرية لازالت موضع اختلافات جذرية عميقة، فضلاً عن اتساع الفجوات المرتبطة بالعقيدة السياسية والعسكرية بل والدينية بين جميع الأطراف.

أمريكا تحشد قواتها العسكرية في منطقة الخليج وتركيا وآسيا الوسطى والمحيط الهندي. السؤال هو: لماذا؟ إسرائيل تقوم بنفس الشيئ، حيث تقوم بترميم وتعويض خسائرها نتيجة حرب يونيو 2025 مع إيران ونتيجة لحرب العامين مع حماس في غزة وكذلك حزب الله وجماعة أنصار الله. السؤال أيضًا هو: لماذا؟

إيران نفس الشيئ، تقوم بترميم قواعدها الصاروخية واستعواض خسائرها في كافة الأسلحة والقطاعات الحيوية، بل إن المرشد الإيراني "سيد علي خامنه اي" طالب الإيرانيين بتخزين الغذاء، كذلك التسريبات المؤَكِدَة على وصول شحنات عسكرية روسية صينية إلى إيران، كلها وقائع وأحداث تجعلنا نسأل أنفسنا: لماذا؟

أي لماذا تستعد جميع الأطراف عسكريًا ولوجستيًا على هذا النحو؟ أَمِن أجل السلام يستعدون؟ أم ماذا؟ في ظني أنني أعتقد بأن ما حدث في شرم الشيخ مؤخراً، وأن التوقيع على اتفاق وقف اطلاق النار في غزة، إنما هي بمثابة خطوات وإجراءات إقليمية تمهِّد الطريق نحو إشتعال الحرب الإقليمية الكبرى، التي أعتقد في أنها قادمة لا محالة، ما لم يحدث تحول جذري حقيقي فيما بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية من جهة، والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من جهة أخرى.

من هنا فإنني أعتقد فعليًا بأن فرص اشتعال "الحرب الإقليمية الكبرى" لم تنته بعد.

د. محمد السعيد إدريس يكشف: هندسة أمريكية جديدة للشرق الأوسط.

د. محمد السعيد إدريس

مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية.

د. محمد السعيد إدريس

توماس بّراك السفير الأمريكى لدى تركيا: لا يوجد شرق أوسطـ، وإنما قبائل وقرى ودول قومية أنشأها سايكس – بيكو.

فى مداخلة بدت غريبة على آذان من استمعوا إليها، رغم أنهم كانوا من كبار المسئولين الأمريكيين لكونهم أعضاء فى الكونجرس الأمريكى، فاجأ توماس بّراك السفير الأمريكى لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، والرجل الذى يصول ويجول فى إدارة القرار اللبنانى، هؤلاء «المشرعين» أعضاء الكونجرس (26/9/2025)، بنفيه وجود ما يسمى «الشرق الأوسط»، ونفى ما يسمى «دولًا» بهذه المنطقة، وقال إن «ما يسمى الشرق الأوسط يدار من خلال القبائل والقرى والعائلات والطوائف لا من خلال الدول القومية الحقيقية»، ومشيرًا إلى اتفاقية «سايكس – بيكو، لعام 1916 كأصل لتخليق الدول الحالية وترسيم حدودها»، ما يعنى أن هذه الاتفاقية «اللعينة» التى ولدت من رحم الحرب العالمية الأولى وتدمير «الإمبراطورية العثمانية» هى أصل الدول الحالية وليست أصل الداء والوباء، الذى ألم بالوطن العربى. وقال للصحفيين أمام البيت الأبيض «لا يوجد شرق أوسطـ، وإنما قبائل وقرى ودول قومية أنشأها سايكس – بيكو.. أعتقد أنه يجب ألا نتحدث عن 27 دولة، لأن الواقع الحقيقى هو 110 مجموعات اثنية».

«إذا كانوا لا يتقبلون كلمة (إخضاع) نقول لهم: ولايهمكم نسميها ازدهارا»!!

توماس برّاك (الذى ترجع أصوله إلى لبنان) لم يكتف بذلك، وهو شديد الانشغال بنزع سلاح المقاومة فى لبنان، كشرط مسبق لأى حديث عن دعم مالى للبنان (عربى أو دولى)، وأى حديث عن انسحاب إسرائيلى من المناطق التى تحتلها قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى فى جنوب لبنان، أو وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، تورط فى كشفه لـ «جوهر السياسة الأمريكية فى الوطن العربى» وهو «ضم مناطق إلى إسرائيل»، سواء كانت هذه المناطق فى الضفة الغربية الفلسطينية أو لبنان أو سوريا. وفى استخفاف منه بالعقول والمشاعر العربية التى أدرك فداحة وقع مصطلح «الضم والإخضاع» عليها، قال لمستمعيه: «إذا كانوا لا يتقبلون كلمة (إخضاع) نقول لهم: ولايهمكم نسميها ازدهارا».

هذا الإدراك الأمريكى يجب ألا يغيب عن العقل العربى وهو شديد الانشغال بـ «مآلات خطة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب» لما يسميه «السلام فى الشرق الأوسط» أحيانًا، أو بتحرير الأسرى الإسرائيليين خاصة فى ظل التطورات المتسارعة والمتلاحقة، منذ إعلان حركة المقاومة الإسلامية «حماس» مساء الجمعة الماضى (3/10/2025) ردها على «خطة ترامب»، وتعليق الرئيس ترامب على هذا الرد بعد ساعات من تسليم حركة «حماس» ردها للوسطاء (مصر وقطر وتركيا) الذى قبل فيه هذا الرد، وأعرب عن اعتقاده أن «حماس مستعدة للسلام»، وطالب إسرائيل بالتوقف عن قصف غزة، خاصة أن رد حركة «حماس» كشف أنها «مستعدة للإفراج عن جميع الرهائن بموجب خطته لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة».

أى علاقة تربط بين المفاهيم «المغلوطة» التى تحدث بها توماس باراك، وبين خطة الرئيس دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة؟

أى علاقة تربط بين المفاهيم «المغلوطة» التى تحدث بها توماس باراك، رجل ترامب فى المشرق العربى، عن العرب والدول العربية، وبين خطة الرئيس دونالد ترامب الخاصة بقطاع غزة؟. هذا السؤال يفتح أمامنا الأبواب الواسعة لعشرات من الأسئلة الأخرى>

أولها: لماذا تحمس ترامب لطرح هذه الخطة وفى أى ظروف؟ وماذا يريد ترامب من وراء فرض هذه الخطة.. هل يريد فقط وقف الحرب فى غزة، أم يريد ما وراء وقف هذه الحرب، وبالتحديد الأدوار الأمريكية الجديدة فى المنطقة، سواء موضوع فرض أمريكا «حاكمًا» للمنطقة، وليس إسرائيل وحدها على نحو ما كان بنيامين نيتانياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلى يحلم بفرض «نظام إسرائيلى للشرق الأوسط» تحكمه إسرائيل بالقوة العسكرية.

لماذا كان الرئيس الأمريكى شديد الانفعال فى تهديد حركة «حماس» بل والمنطقة كلها إذا لم تقبل بخطته؟

وثانيها: لماذا كان الرئيس الأمريكى شديد الانفعال فى تهديد حركة «حماس» بل والمنطقة كلها إذا لم تقبل بخطته باستخدام القوة المفرطة، القوة الأمريكية وليس فقط القوة الإسرائيلية؟ فقد أكد ترامب قبل ثلاثة أيام من إصدار حركة «حماس» ردها على خطته، وبالتحديد يوم الثلاثاء (30/9/2025) أن «الجيش الأمريكى قد يضطر للتدخل فى حال فشل تسوية الوضع فى الشرق الأوسط»، وقال فى حديثه لكبار ضباط الجيش الأمريكى «سنسوى الوضع فى الشرق الأوسط»، وزاد «سنراقب الجزء المتقلب من العالم فى الشرق الأوسط.. وسنعمل على إبقائه هادئًا، حتى لا يضطر الجيش الأمريكى للتدخل».

ثالثها: ما هى العلاقة بين التركيز على فرض الاستجابة لخطة الرئيس ترامب الخاصة بقطاع غزة وبين هذا الحديث عن الحرب؟.. ولماذا غير الرئيس ترامب من بنود خطته بعد اللقاء الذى تم فى واشنطن بين نيتانياهو ومستشارى الرئيس، الأمر الذى أكده وزير الخارجية الباكستانى «محمد اسحق دار» (3/10/2025). الأمر التنفيذى الذى أصدره الرئيس الأمريكى، الذى نص على أن «أى هجوم على قطر تهديد لأمريكا»، يكشف عن بعض خيوط الترابط بين خطة ترامب الخاصة بتسوية الأزمة فى غزة، وبين التلويح بدور عسكرى أمريكى جديد فى الشرق الأوسط.. وهنا يجدر التساؤل عن احتمالات شن عدوان أمريكى – إسرائيلى على إيران، ومقايضة أمريكا بتسوية أزمة غزة بدعم عربى لمثل هذا العدوان، خاصة بعد إعلان روسيا دخول «معاهدة الشراكة الاستراتيجية الروسية – الإيرانية الشاملة» حيز التنفيذ، واعتبار ذلك «علامة فارقة فى تاريخ العلاقات بين البلدين»، كل هذه الأسئلة تكشف عن شىء محدد، رغم غموضه، هو أن «خطة ترامب» وجهود تسوية الأزمة فى غزة، كما أنها لم تنبت من فراغ، وأنها وليدة التحولات الشديدة الأهمية فى الموقف الدولى لمصلحة قضية فلسطين، فإنها ليست معدومة الأهداف، بل إنها لبنة أمريكية جديدة فى إعادة هندسة الخرائط فى الشرق الأوسط من منظور دور أمريكى جديد، فى وقت تتآكل فيه المكانة الأمريكية عالميًا، وتتفاقم فيه الأزمات الداخلية، ويزداد فيه السخط الدولى على السياسة الأمريكية، لانحيازها المطلق لإسرائيل.

حسن الطرزي: كلام الليل ،، الحرب المقبلة..؟

يصر ترامب على أن إنهاء حرب غزة يُنهي حروب الشرق الأوسط كافة وينشر السلام في المنطقة، هل يدرك ما يقول؟ قبل حرب 7 اكتوبر عاشت غزة حروبا كثيرة بدأت بالقتال وانتهت بالتوقيع فلا شئ منطقيا حتى الان يضمن عدم اندلاعها مجددا.

حسن الطرزي

إقليميا، عاش لبنان تجارب مماثلة وبعضها كان بالتزامن وبالتالي فإن جبهة الجنوب لا تزال ساخنة ولا يزال السلاح منتشرا فيها ولا تزال قوات نتنياهو تسيطر على 5 مواقع على الارض اللبنانية وقد تشتعل الحرب هناك مجددا.

إيران تصر على موقفها من التخصيب وتعتبره مصيرياً. فيما لم تتوقف حكومة نتنياهو - في اعتقادي - عن البحث عن 460 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران، وقد تباغت الجميع بضربة ربما تشعل حرب الصواريخ مجددا.

العراق؟ نتنياهو كان قد وجه من منبر الامم المتحدة تهديدا مباشرا للفصائل العراقية الموالية لإيران، ولا يبدو أنه سيفكر كثيرا في الضرب إذا ما قرر ذلك لأنه لن يعدم المبررات مثل كل مرة.

لا ننسى، أن في شمال سوريا قوات تركية تقول أنقرة إنها تنفذ مهمات للحفاظ على أمن تركيا.

سوريًا من جهتها حاولت سحب كل فتيل صالح للاشتعال ولا زالت تتمسك بسياسة ضبط النفس لكن خصمها الذي يبتلع الجولان شيئا فشيئا لا يعرف غير التمدد والنهب والاستيلاء ليوسع ما يسميها حدوده من خلال مناطق عازلة ومناطق منزوعة السلاح والدسم، ولأجل هذا قد يلجأ للأسلوب ذاته مجددا. ولا ننسى، أن في شمال سوريا قوات تركية تقول أنقرة إنها تنفذ مهمات للحفاظ على أمن تركيا.

عن أي سلام يتحدث ترامب؟

حتى الأردن ومصر اللتان وقعتا اتفاقيات لا تعتبران أن لديهما علاقات دافئة مع حكومة نتنياهو ومن قبل حرب غزة، لأن التهديد بضم الضفة الغربية كان سياسة متبعة، ولأن اقتحامات المناطق (أ & ب) كانت روتينا يوميا لا يخلو من قتل وجرح واعتقال وهدم وتجريف، ولأن اعتداءات المستوطنين لا تزال مستمرة، وهذه قد تشعل فتيل انتفاضة ثالثة وتندلع المعارك مجددا.

خاتمة

لا أعتقد أن ترامب سيوافق على أي شئ مما تقدم لأنه فعليا لا يريد حروبا جديدة، لكنه قطعا لن يمنع نتنياهو ولن يوقف تزويده بالسلاح.

بيان رسمي صادر عن مركز الفارابي بخصوص زيارة الدكتور أمير الموسوي للقاهرة.

بيان رسمي صادر

عن مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية بخصوص زيارة الدكتور أمير الموسوي للقاهرة.

تعقيباً ورداً على ما جرى من لغط وجدل وشائعات، سواء على وسائل التواصل الإجتماعي أو على وسائل الإعلام المختلفة، بشأن زيارة الدكتور محمد الموسوي، رئيس مركز "أسفَر" للدراسات السياسية والاستراتيجية(طهران، بغداد وبيروت)، التي كان مقررًا أن تبدأ في يوم الأحد الموافق ٧ سبتمبر ٢٠٢٥، بشأن الدور الذي لعبه "مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية"، فيما جرى من أحداث، فإن المركز يؤكد على ما يلي:

إن المركز إذ يؤكد على ترحيبه بضيوف مصر، وإذ يؤكد أنه كان حريصاً بالفعل على إقامة وتنفيذ البرنامج العلمي الثقافي للدكتور أمير الموسوي الذي كان قد تم وضعه بعناية، لما يحظى به من مكانة ودور، خاصة وأنها كانت المرَّة الأولى التي يزور فيها مصر ، فإن المركز في المقابل يؤكد على ما يلي:

١) أن المركز لم يقم بأية إجراءات خاصة بتوجيه الدعوة أو المشاركة في إنهاء إجراءات دخول الدكتور أمير الموسوي إلى مصر، بأي شكل من الأشكال.

٢) أن دور المركز انحصرَ في برنامج الندوات واللقاءات العلمية للزيارة، وهو ما قام المركز بالإعلان عنه رسمياً على الموقع الإلكتروني الرسمي الوحيد.

٣) أن المركز لا علاقة له إطلاقاً بكافة الإجراءات القانونية الخاصة بدخول أو خروج الضيوف أو الأجانب إلى مصر. في هذا الصدد يؤكِّد مجلس إدارة مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية على الثوابت التالية:

أولاً.. أن المركز إنما قد وٌجِدَ وتأسس، من أجل هدف أساسي وحيد، هو خدمة الوطن في جميع المجالات والقطاعات العلمية، الاقتصادية الثقافية، الإعلامية التنويرية، التنموية والاجتماعية الشاملة، بما يُساهم في تحقيق الأهداف والمصالح الإستراتيجية والحيوية العليا للوطن.

ثانيًا.. أن المركز حريص كل الحرص على ألَّا ينجرف نحو الانخراط بأي شكل من الأشكال في القضايا الخلافية، أو الموضوعات والقضايا التي يمكن أن تمس من قريب أو بعيد المصالح الإستراتيجية العليا للوطن، وفي مقدمتها وعلى رأسها أيَّة موضوعات أو قضايا تمس أمن واستقرار الوطن على الصعيدين الداخلي والخارجي.

ثالثًا.. حرص المركز على أن يكون نموذجاً ايجابياً فعالاً لكافة مؤسسات وهيئات المجتمع المدني، التي لم تتأسس إلا من أجل المساهمة والمشاركة الفعّالة والبناءَّة في التنمية الشاملة المستدامة للوطن.

رابعًا.. أن المركز لن يكون مَطيِّة لأي شيء مهما كان، صَغُرَ أم كَبُرَ، يكون من شأنه المساس أو الإضرار بأي شكل كان للمصالح والأهداف الإستراتيجية العليا للوطن.

في النهاية فإن المركز من حيث المبدأ لا يمانع في إقامة وتنفيذ الندوات واللقاءات وكافة الأنشطة العلمية والثقافية التي من شأنها دعم مصالح ومكانة مصر، وتعزيز أواصر الصداقة والعلاقات مع مختلف النُخَب العربية والإسلامية، في إطار المصالح والقوانين الخاصة بالوطن، وأنه متى ما عاد الدكتور أمير الموسوي إلى مصر في المستقبل، سَيَشرُف بإقامة وتنفيذ الأنشطة والفاعليات التي من شأنها دعم العلاقات المصرية الإيرانية العراقية والعربية.

والله الموفِّق.

رئيس المركز

أ.د. مدحت حماد

“الفارابي نيوز” ينشر برنامج الندوات الخاصة بزيار الدكتور “أمير الموسوي”

يعقد مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية بالتعاون مع شركة CIS تحت رعاية المهندس عادل عفيفي المدير التنفيذي للشركة، وذلك بمناسبة سلسلة من الندوات والفاعليات إعتبارًا من مساء الغد الأحد الموافق 7سبتمبر 2025، وذلك بالمقر الدائم لأنشطة المركز بالمنتدى الثقافي المصري 1101 كورنيش النيل جاردن سيتي، بجوار السفارة البريطانية مباشرة، وذلك بمناسبة:

أ.د. مدحت حماد
رئيس مجلس إدارة مركز الفارابي للدراسات السياسية والتتنموية

زيارة السيد الدكتور أمير الموسوي

مدير مؤسسة "أسفر" للدراسات والبحوث الإستراتيجية (بغداد -طهران – بيروت).

سوف تتناول هذه الندوات عددًا من القطاعات والمجالات الاقتصادية التي يمكن أن تتكامل فيها المصالح الاقتصادية والتكنولوجية بين مصر وإيران. كما سيشارك فيها نخبة من الخبراء التكنولوجيين والاقتصاديين والإستراتيجيين في مختلف المجالات ذات الصلة. فيما يلي البرنامج الخاص بهذه الندوات:

مهندس عادل عفيفي
المدير التنفيذي لشركة CIS Egypt

بمناسبة زيارة السيد الدكتور أمير الموسوي

مدير مؤسسة "أسفر" للدراسات والبحوث الإستراتيجية (بغداد -طهران – بيروت)

7 - 11 سبتمبر 2025 القاهرة

اليوم الوقت البرنامج
الأحد 7 سبتمبر 2025 05:00pm – 08:00 pm الندوة الأولى: "مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية": اقتصاديات النفط والغاز والطاقة المتجددة. الفرص والتحديات. مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية.
الثلاثاء 9 سبتمبر 2025 11:00am – 03:00 pm الندوة الثانية: "مستقبل العلاقات المصرية – الإيرانية: آليات تعزيز التعاون في قطاع الصحة والدواء. الواقع والمستقبل. مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية.
الخميس 11 سبتمبر 2025 11:00am – 02:00 pm الندوة الثالثة: "مستقبل العلاقات المصرية- الايرانية" فى ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية. يعقد الندوة المجلس المصري للشؤون الخارجية، بمقر المجلس بالمعادي.
07:00pm – 10:00 pm لقاء مفتوح مع الاعلامين: مستقبل العلاقات المصرية- الإيرانية.. الفرص والتحديات. مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية.
باستثناء الندوة الثالثة، تُعقد جميع الندوات والفاعليات، بالمقر الدائم لأنشطة المركز بالمنتدى الثقافي المصري، 1101 كورنيش النيل، جاردن سيتي، بجوار السفارة البريطانية مباشرة.

 رئيس مجلس الإدارة                 رئيس الهيئة العلمية العليا لمركز الفارابي                    المدير التنفيذي لشركة CIS

  أ.د. مدحت حماد                   ل.د. علاء عز الدين منصور                                م. عادل عفيفي

شركة “CIS Egypt” أحد داعمي الاقتصاد ورؤية الدولة المصرية 2030

الحسين مدحت حماد المحامي

دراسات عليا في القانون.

المستشار القانوني لجمعية "سوا للخدمات والرعاية المتكاملة".

في سوقٍ تتسارع وتيرته وتتعقد تحدياته، تبرز الحاجة إلى شريكٍ حقيقي يضع معايير الجودة والسلامة نصب عينيه، شريك لا يقتصر دوره على الكشف عن الأخطاء، بل يهدف إلى تمكين عملائه من تحقيق التميز والمنافسة بثقة، وهنا يأتي دور شركات الفحص والاستشارات الفنية، وهي جهات مستقلة ومحايدة تقدم خدمات تقييم ومراجعة للمنتجات والمشاريع والمعدات في مختلف مراحل عملها، ويهدف عمل هذه الشركات إلى حماية الأفراد وكذلك حماية الاقتصاد الكلي من خلال خفض الخسائر وتعزيز الثقة وتسريع حل النزاعات، وتختص هذه النوعية من الشركات بأعمال الفحص والفحص التقني والتفتيش وإصدار التقارير وتقديم الاستشارات.

م. عادل عفيفي المدير التنفيذي لشركة CIS في مصر والعراق

يأتي في مقدمة هذه الشركات؛ شركة CIS EGYPT - consulting inspection services والتي تلعب دور الحارس غير المرئي الذي يحمي سلامة الحالة الاقتصادية ويضمن الجودة والاستدامة. إن شركة CIS consulting inspection services والتي سنشير إليها اختصارا بشركة CIS Egypt فيما يلي:

هي شركة لتقديم خدمات الفحص والاستشارات والاشراف والمراقبة والحوكمة والرقمنة، وكذلك تطوير الصناعات وخدمات الطاقة بما في ذلك صناعات النفط والغاز وإنتاج الكهرباء وإنتاج الطاقة المتجددة وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة.

CIS Egypt هي رفيق نجاحك في رحلة الجودة والتميز الصناعي

في الاختيار والمفاضلة بين الأنسب من بين شركات الفحص والاستشارات الفنية ينظر العميل إلى عدة مقومات رئيسية على رأسها الحماية والثقة والخبرة ومن بينها السمعة الحسنة والتميز الذي لا يقارن، فضلا عن الاعتمادات الدولية من جهات عالمية، والسرعة والدقة ونطاق الخدمات، وحين النظر في مدى توافر هذه المقومات في شركة CIS Egypt نجدها جميعا قد توافرت بشكل لا يترك مجالا للتردد أو للتفكير مرتين.

قضت الشركة سنوات طويلة في السوق العالمي والمحلي تكتسب الخبرة فوق الخبرة وتراكم معارفها وتوثق علاقات ثابتة وراسخة مع عملاءها ومع مختلف الأطراف، كما تملك من الاعتمادات الدولية ما يؤكد تميزها واحترافيتها من ناحية وما يؤهلها للقيام بأي مهمة أيا كان مستوى تعقيدها وأيا كانت التحديات والعقبات وبسرعة ودقة وجودة منقطعة النظير.

إن اختيار CIS Egypt ضرورة لأن جودة عملك تستحق أكثر من مجرد تفتيش!

لم يعد خافيًا على أحد أن عمليات التفتيش والفحص الروتينية لم تعد كافية في ظل بيئة أعمالٍ تتطلب الدقة والسرعة معًا وقد أدركت CIS Egypt هذه الحقيقة مبكرًا، فصممت نفسها لتكون شريكًا استراتيجيًا يعمل على عدة محاور، أولها "حماية الاستثمار" من خلال كشف أي انحراف عن المواصفات المطلوبة في مرحلة مبكرة، بما يمكن الشركة من أن توفر على عملائها تكاليف باهظة قد تنتج عن استلام منتجات معيبة أو غير مطابقة، فضلا عن "تعزيز السمعة" حيث أن منتجك هو انعكاس لسمعتك، وعليه فضمان جودته يعني حماية صورتك في السوق وبناء ثقة راسخة مع عملائك، كما تعمل الشركة على "تسريع العمليات" وذلك من خلال تقاريرها السريعة والدقيقة والتي تزيل عقبات الشك والتردد، مما يمكنك من اتخاذ قراراتك بثقة والمضي قدمًا في مشاريعك دون تأخير.

ما يميز CIS Egypt ليس فقط ما تقدمه من خدمات، بل كيف تقدمها:

إن من أبرز ما يميز شركة CIS Egypt هو ما تحوزه من عقول فنية رفيعة المستوى، حيث تضع الشركة على عاتقها التزاما بألا توكل مهمة الفحص إلا إلى مهندسين وخبراء متخصصين ذوي خبرة عميقة في مجالاتهم (كهرباء، ميكانيكا، كيماويات، أغذية، وغيرها)، بالشكل الذي لا يجعلهم يبحثون عن العيوب فحسب، بل، يفهمون عمليات التصنيع من جذورها. كما تملك الشركة غطاء ونطاقا جغرافيا واسعا، جعلها قادرة على تقديم خدماتها في كافة أنحاء الجمهورية بل وعلى الصعيد الدولي أيضا، حيث أضحت CIS Egypt شريكا مثاليا للشركات التي تعمل في بيئة عابرة للحدود.

إن ما تتمتع به الشركة من استقلالية وحياد التام، فضلا عن مصداقيتها ونزاهتها وشفافيتها جعل من تقارير CIS Egypt ما هو مرآة تعكس الحقيقة دون أي تحيز، بما يضمن أن رأيها الفني محضٌ وموضوعي. يضاف لما تقدم ما تقدمه الشركة من نموذج للخدمة المتكاملة، حيث لا تقدم CIS Egypt خدمة الفحص بمعزل عن غيرها، حيث تقدم خدماتها الاستشارية التي تسبق العملية وخدمات ما بعد التفتيش (مثل تسوية المطالبات)، الأمر الذي يجعل من الشركة بيت خبرة متكاملًا تحت سقف واحد.

CIS Egypt هي أحد داعمي الاقتصاد ورؤية الدولة المصرية 2030

مهندس عادل عفيفي المدير التنفيذي لشركة CIS في مصر والعراق

مع النهضة الاقتصادية والصناعية التي تشهدها مصر، وزيادة حجم المشروعات القومية والاستثمارات الأجنبية، أصبح دور شركة CIS Egypt أكثر حيوية من أي وقت مضى، نظرا لأنها تساهم بشكل مباشر في "حماية الاستثمارات" حيث تضمن للمستثمرين المحليين والأجانب أن أموالهم موظفة في مشروعات ذات جودة عالية فضلا عن تقليل نسب المخاطرة، كما أن أعمالها تدعم رؤية 2030 من خلال رفع جودة المنتج المحلي وزيادة قدرته على المنافسة في الأسواق العالمية، مما يدعم محور الاقتصاد التنافسي في الرؤية فضلا عن محاور الطاقة النظيفة والبيئة والمناخ والمجتمعات الآمنة وغيرها، وأخيرا وليس آخرا حماية المستهلك المصري وهو الهدف الأهم، حيث تضمن هذه الخدمات وصول منتجات آمنة وصالحة للاستخدام إلى يديه.

نماذج من قصص نجاح لشركة CIS Egypt

تتجلى قيمة CIS Egypt في النتائج الملموسة التي تحققها لعملائها، فعلى سبيل المثال وخلال تقديم الشركة لخدماتها لإحدى شركات المقاولات كشف فريق التفتيش التابع لـ CIS Egypt عن عدم مطابقة مقاسات حديد التسليح للمواصفات قبل شحنه بأسابيع، الأمر الذي كان أحد أثاره تجنيب الشركة لخسائر ضخمة وتوفير مئات الآلاف من الجنيهات كانت ستُهدر في إعادة الشحن أو إصلاح الأخطاء، وحماية المشروع من تأخيرٍ كان ليضر بسمعة الشركة. في قضية تسوية مطالبة: أوفدت إحدى شركات التأمين CIS Egypt للتحقيق في تلف شحنة أغذية، أثبت التقرير المحايد أن سبب التلف هو سوء تخزين سابق وليس أثناء النقل، مما قد ساعد في حل النزاع بعدالة وحماية شركة النقل من مسؤولية غير مستحقة.

وفي تجربة أخرى قام مستثمر بشراء خط إنتاج كامل من الخارج، وأثناء قيام فريق CIS Egypt بتنفيذ مهامه اكتشف عيبًا فنيًا خفيًا في إحدى الماكينات الرئيسية قبل شحنها، وقد سمح ذلك للمستثمر بالمطالبة بالضمان وتصليح العيب دون أي تكلفة، مما جنبه خسائر فادحة وكسادًا في المشروع كان ليحدث قبل أن يبدأ.

نماذج لإسهامات الشركة في المجالات المختلفة في القطر المصري

المثال الأول:

التفتيش والمراقبة لمشروع محطة كهرباء عملاقة (Power Plant Project)

غالبًا ما تكون شركة CIS مصر شريكًا في مشاريع البنية التحتية الكبرى، أحد أبرز الأمثلة هو عملها في مشاريع محطات توليد الكهرباء (مثل المحطات التي تعمل بالدورة المركبة في العاصمة الإدارية الجديدة أو بني سويف)، حيث تقوم شركة CIS Egypt بدور حاسم في مراقبة الجودة وضمان أن جميع الأعمال (الإنشائية، والميكانيكية، والكهربائية) تتم وفقًا لأعلى المعايير الدولية ومواصفات العميل. وفي هذا السياق تشمل أعمال الشركة مراقبة أعمال اللحام والتركيبات الميكانيكية للتوربينات والغلايات، فحص المواد والمواسير والصمامات المستخدمة، وكذا اختبارات الضغط والتسريب لأنظمة المواسير، والمراجعة المستندية للشهادات ونتائج الاختبارات. وهذه المشاريع من المشاريع الحيوية لأمن مصر في قطاع الطاقة وهي مشاريع ضخمة الحجم والتكلفة، ما تسبب في منح CIS سمعة طيبة في قطاع الطاقة.

المثال الثاني:

التفتيش على مشروع إنشاءات بحرية (Offshore Project) أو خطوط أنابيب غاز.

تشارك شركة CIS Egypt في مشاريع البحر المتوسط للغاز الطبيعي، سواء في مراحل الإنشاء على البر (مثل بناء الأرصفة والمنصات) أو التفتيش على المعدات والأنابيب قبل الشحن والتركيب، ويشمل عملها فحص أنابيب الغاز، والعوامات، وأنظمة الربط تحت الماء. وفي هذا السياق تشمل أعمال الشركة فحص المواد الخام (الصلب) المستخدم في التصنيع، مراقبة عمليات اللحام طوال مراحل التصنيع، إجراء اختبارات غير إتلافيه (NDT) مثل اختبار الموجات فوق الصوتية (UT) والاختبارات الجزئية (MPI)، إصدار تقارير التفتيش قبل الشحن، وغيرهم.

إن العمل في قطاع النفط والغاز يعد من أعلى القطاعات تطلبا من حيث معايير الجودة والسلامة. وكان لوجود شركة مصرية مثل CIS كشريك موثوق به في هذه المشاريع القومية العملاقة قد ساهم في زيادة مكانتها وسمعتها بشكل كبير.

المثال الثالث:

مراقبة الجودة لمشروع ناطحة سحاب أو برج سكني فاخر

حيث تقوم شركة CIS بدور استشاري مراقبة الجودة في مشاريع الأبراج السكنية والفنادق الفاخرة في القاهرة الكبرى والساحل الشمالي والعاصمة الإدارية الجديدة، حيث تضمن الشركة أن تتم الأعمال الإنشائية (الخرسانة المسلحة، أعمال التشطيب) والكهربائية والسباكة تتم بشكل صحيح. وفي هذا السياق تشمل أعمال الشركة أخذ عينات واختبار قوة الخرسانة (Core test)، فحص حديد التسليح ومواد البناء، ومراقبة أعمال التشطيب الداخلية (بلاط، دهانات، تركيب أدوات صحية) لضمان مطابقتها للمواصفات، وكذلك فحص أنظمة مكافحة الحريق.

إن هذه المشاريع هي مشاريع مرئية للجمهور وترتبط مباشرة بسمعة المطورين العقاريين، وبالتالي فضمان جودة وسلامة هذه الأبراج يضع CIS في صدارة شركات الاستشارات الهندسية في القطاع العقاري.

خاتمة

إن خدمات الفحص والاستشارات الفنية ليست تكلفة إضافية، بل هي استثمار ذكي يحمي الأموال ويبني السمعة ويضمن الاستمرارية، إنها العين الخبيرة التي ترى ما لا نراه، والدرع الذي يحمي مصالحنا من المخاطر الخفية.

لذلك، سواء كنت مستورداً، مصدراً، مستثمراً، أو صاحب مصنع، فإن التعاقد مع شركة CIS Egypt هو خطوة ضرورية نحو النجاح والتميز، ابحث عن الشريك الذي يفهم احتياجاتك، ويقدم لك التقارير التي تمنحك الطمأنينة وتؤكد لك أنك على الطريق الصحيح.

د. محمد السعيد إدريس: الضلع الغائب فى «مثلث القوة الإقليمى»

د. محمد السعيد إدريس

لحسن حظى تلقيت مجموعة من الملاحظات الفائقة الأهمية من أساتذة وخبراء كرام، حول مقالى المنشور بالأهرام (المثلث الذهبى بين الممكن والمستحيل – 12/8/2025)، هذه الملاحظات يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، لكل منها رؤيتها التى أحترمها.. وكم كان بودى أن أذكر أسماء هؤلاء السادة والسيدات الأكارم، الذين تفضلوا علىّ بملاحظاتهم، لولا أن مساحة المقال لا تكفى لذلك، ومن ثم سأركز على الأفكار، التى أعترف بداية بأنها فرضت علىّ التعجيل بالكتابة فى موضوع «الضلع الغائب فى مثلث القوة الإقليمى، وأعنى به الضلع العربى فى مقترح التكامل الإقليمى العربى – الإيرانى – التركى، الذى أعطيته اسم «المثلث الذهبى»، وحددت أضلاعه بالقوى الإقليمية الكبرى الثلاث التى شكلت، تاريخيًا، مع كيان الاحتلال الإسرائيلى، ما يعرف بـ «قلب النظام»، وهى: مصر وإيران وتركيا.

وتشكيل «قلب النظام» (The Core Sector)، ليس مسألة مجاملات، بل هو أعباء ومسئوليات.. قلب النظام هو الذى يحدد توجهاته وسياساته ويتحكم فى تفاعلاته، ويتكون عادة من القوى أو الدول التى تمتلك مقاليد النفوذ والتأثير داخل النظام، وفقًا للمعايير المتفق عليها بين أعضاء النظام، وهو عادة الدول التى تتحمل مسئوليات أعباء النظام والدفاع عن قضاياه.

قلب نظام الشرق الأوسط كان يتكون مما نسميه «مستطيل التوتر الإقليمى» أي: مصر، إيران، تركيا وإسرائيل.

القوى الإسلامية العربية الإقليمية الشرق أوسطية

من هنا جاء وجود مصر فى قلب النظام الإقليمى للشرق الأوسط وقلب النظام الإقليمى العربى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، خاصة مع تفجر ثورة 23 يوليو 1952 بزعامة جمال عبدالناصر، التى قادت دعوة حركة التحرر العربى والوحدة العربية داخل النظام العربى، والعمل من أجل تحرير فلسطين كقضايا محورية للنظام العربى، وبها اندفعت مصر إلى خوض صراع مرير مع القوى الإقليمية الكبرى الثلاث فى الشرق الأوسط: إيران وتركيا وإسرائيل من أجل تلك القضايا الثلاث، حيث كانت مصر تقود العروبة من أجل التحرر والوحدة وتحرير فلسطين فى مواجهة كيان الاحتلال، الذى كانت تدعمه فى تلك السنوات كل من: إيران «نظام الشاه» وتركيا، وكان قلب نظام الشرق الأوسط يتكون فى تلك السنوات مما نسميه «مستطيل التوتر الإقليمى»، الذى يضم القوى الأربع الكبرى: مصر وإيران وتركيا وإسرائيل، واستمر هذا الحال إلى أن وقعت مصر معاهدة السلام مع كيان الاحتلال الإسرائيلى، وقبلها نكسة يونيو 1967، ثم وفاة جمال عبدالناصر، وما تلى حرب 1973 من انفجار فى أسعار النفط وتراكم الثروات العربية عند الدول العربية النفطية، واتجاه مصر «السادات» إلى مصادقة الولايات المتحدة والسلام مع إسرائيل، عندها حدث تحول جذرى فى بنية «قلب النظام العربى»، إذ انزلق قلب النظام من القاهرة إلى الرياض، وأصبحت تفاعلات النظام العربى تأخذ منحى جديدًا غير صدامى مع الولايات المتحدة وكيان الاحتلال الإسرائيلى، إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن.

مشروع التكامل الحضارى العربى – إسلامى يضم: "العرب وإيران وتركيا"

ونحن عندما نتحدث ونطمع فى التأسيس لمشروع تكامل حضارى عربى – إسلامى يضم العرب وإيران وتركيا، تكون فيه مصر ممثلة للضلع العربى وليست نائبة عنه، فإن هذا المشروع نراه مطالبا بخوض صراع وجودى مع مشروع جديد يهدد دول الإقليم هو المشروع الأمريكى – الإسرائيلى، ومن ثم فنحن أمام معادلات جديدة ضرورية للقوة العربية ورؤى والتزامات عربية جديدة، تخوض صراعًا حقيقيًا مع المشروع الأمريكى – الإسرائيلى، الذى يرتكز الآن على إستراتيجية التفريغ الإسرائيلى لقطاع غزة والضفة الغربية من الشعب الفلسطينى بدعم أمريكى، والانطلاق إلى فرض مشروع «إسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل».

هذا الصراع يصعب، بل يستحيل، على العرب أن يخوضوه وحدهم دون تكامل حضارى وليس فقط تكامل قوة مع كل من إيران وتركيا، ولكن ليس على حساب الكفاح الجاد من أجل التأسيس لمشروع نهضوى عربى، يحقق الوحدة التى يعتقد كثيرون أنها باتت مستحيلة فى ظل الظروف العربية المأساوية الراهنة، التى أخذت تهدد الوحدة الوطنية لكثير من الدول العربية، بهدف إعادة تقسيمها إلى دويلات طائفية وعرقية، للحيلولة دون تحقيق وحدة العرب من ناحية، ولتسهيل مهمة إخضاعها والسيطرة عليها إسرائيليًا.

الملاحظات السابقة أخذتنى مباشرة إلى تفاصيل ومحتوى ما تلقيته من ملاحظات كريمة قسمتها على النحو التالى:

الأولى: ملاحظات تستنكر التكامل العربى مع إيران وتركيا فى ظل انخراط البلدين فى مشاريع سياسية وأطماع عسكرية فى دول عربية.

الثانية: ملاحظات تستنكر انخراطا فى تكامل عربى – إيرانى – تركى دون إكمال مشروع التكامل العربى، أى دون التأسيس لقوة عربية قادرة على «التفاعل المتوازن» مع إيران وتركيا.

الثالثة: تستنكر أن تكون مصر هى الطرف العربى المشارك فى التفاعل الإقليمى مع إيران وتركيا، على أساس أن «مصر الراهنة» غير مؤهلة لقيادة مثل هذا الدور، وأن السعودية هى التى يجب أن تشيد هذا التكامل مع إيران وتركيا.

"الضلع العربى" هو: «الضلع الغائب» فى مثلث القوة الإقليمى أو المثلث الذهبى.

ملاحظات مهمة، فى حاجة إلى مزيد من التحليل لكنها، وهذا هو المهم، تفرض علينا مسئولية العمل بالتوازى لمشروع توحد عربى ومشروع تكامل إقليمى، وأن تكون البداية هى فرض وجود «الضلع الغائب» فى مثلث القوة الإقليمى أو المثلث الذهبى وأعنى به الضلع العربى، الذى لم يفشل فقط على مدى أكثر من 70 عامًا فى تحقيق هدف الوحدة، بل فشل أيضًا فى تحقيق مشروع تكامل عربى.

الخطوة الأولى فى إنجاز هذه المهمة أن نتوافق على تعريف محدد للنظام الذى نريد، فهو حتمًا يجب ألا يكون نظامًا تهادنيًا مع كيان الاحتلال الإسرائيلى، ومن ثم يجب أن يكون نظامًا مقاومًا لهذا الكيان ومشروعه التوسعى، وهو نظام يجب أن يؤمن التحرر للأمة واستقلالها، ومن ثم لا يمكن أن يكون نظامًا تابعًا لأى قوة دولية، خاصة الأمريكية، وهو نظام يجب أن يؤسس على مفهوم جديد لـ «العروبة».. يجب أن يؤسس على عروبة تكون جزءا من حركة تحرر إقليمية وعالمية، وأن يؤسس لعروبة «ديمقراطية»، يكون للشعب فيها السيادة الكاملة فى تقرير المصير، وأن تكون عروبة «غير شوفينية» أى غير متعصبة أو عنصرية، وأن تكون منفتحة على القوميات الأخرى، خاصة فى جوارنا الإقليمى الحضارى، التى ستعمل من أجل التكامل معه فى مشروع حضارى عروبى – إسلامى فى عالم يشهد صراعا حضاريا غير مسبوق.

الدكتور ضيو مطوك يفتتح “المركز الأفريقي لفض النزاعات وبناء السلام”

يستعد الأستاذ الدكتور ضيو مطوك ديينق وول، وزير الاستثمار الوطني، والخبير الاستراتيجي في مجال فض النزاعات وبناء السلام، لافتتاح وتدشين مركزًا فكريًا يهتم بدراسة جذور النزاعات لمخاطبتها وبناء السلام في العاصمة "جوبا".

وقال الدكتور مطوك رئيس مجلس الإدارة في أول اجتماع للمجلس: إن المركز سيساهم في دراسة مسببات النزاعات في مختلف المواقع في البلاد، كما سيساهم في فضها وبناء السلام بين المجتمعات. وأضاف: إن المركز سيعمل داخليًا أولًا ضمن خطته ورؤيته قصيرة المدى، ثم يمتد عمله في المدى البعيد إلى المنطقة والقارة الأفريقية.

هذا ومن الجدير بالذكر قرب الانتهاء من الترتيبات الخاصة لإعداد وافتتاح مقر المركز في حي التجارية جوار فندق آرون والفلل الرئاسية. وسيحمل المركز اسم «المركز الأفريقي لفض النزاعات وبناء السلام».

يعمل الدكتور ضيو مطوك أستاذًا بجامعة جوبا في مركز دراسات السلام والأمن والتنمية، وكذلك قام بالإشراف على عشرات الأطروحات لطلاب الدكتوراه.

وكان الدكتور ضيو مطوك ديينق وول قد نال درجة الدكتوراه في "مجال دراسات السلام وفض النزاعات"، بجامعة جوبا، كما تلقى دراسات فوق الدكتوراه بجامعة أتلاتيك العالمية بالولايات المتحدة الأمريكية.

آفاق رحبة لإقامة تعاون مستقبلي بين "مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية" وبين "المركز الأفريقي لفض النزاعات وبناء السلام"

على صعيد آخر، يتقدم "الأستاذ الدكتور مدحت حماد رئيس مجلس إدارة مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية"، بالأصالة عن نفسه ونيابة عن مجلس إدارة مكز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية بأسمى التهاني للأستاذ الدكتور ضيو مطوق على هذا الانجاز النوعي الرائع المهم، مؤكدًا على حاجة الشعوب والمجتمعات ومن ثم الدول الأفريقية لمثل هذه الجهود والمبادرات النوعية التي تهدف إلى الحد من الحروب والصراعات داخل قارتنا الإفريقية من أجل تحقيق وضمان استمرار التنمية المستدامة داخل الوطن الإفريقي الكبير، بما من شأنه تحقيق السلم والأمن الإفرقيين لجميع الشعوب والأوطان الإفريقية، مؤكدًا في الوقت ذاته الحرص على إقامة تعاون مستقبلي شامل بين "مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية" من جهة وبين "المركز الأفريقي لفض النزاعات وبناء السلام" من جهة أخرى، وذلك استنادًا للعلاقات الأخوية الوثيقة بين إدارة المركزين الشقيقين.

الدكتور مدحت حماد وسفير جمهورية جنوب السودان والأستاذة أسماء الحسيني يشاركون الأستاذ الدكتور ضيو مطوك في حفل تدشين روايته "إعدام جوزيف"، التي أقامها مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية في الأربعاء الموافق 5 فبراير2025

نحو شراكة مصرية إيرانية في مواجهة التحديات المشتركة.

د.نجلاء سعد البحيري

د.نجلاء سعد البحيري مدرس اللغة الفارسية وآدابها جامعة قناة السويس.

مقدمة تحليلية

في ظل التصعيد المتسارع الذي يشهده الإقليم بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وإسرائيل وما يصاحبه من توترات متشابكة على المستويين العسكري والسياسي فإن طرح أي رؤية استراتيجية للعلاقات الإقليمية لا بد أن ينطلق من قراءة واقعية للتوازنات الراهنة دون التسرع في استخلاص نتائج أو إطلاق أحكام

وبينما يبقى مستقبل الصراع مفتوحًا على سيناريوهات متعددة تظل مسؤولية العواصم الكبرى في المنطقة التفكير بعقلانية في آفاق ما بعد التصعيد ليس من باب القفز على المراحل بل من منطلق الاستعداد لتشكيل واقع إقليمي أكثر توازنًا واستقرارًا حال توفرت الشروط

وفي هذا الإطار لا تُطرح فكرة إعادة النظر في العلاقات المصرية الإيرانية كدعوة آنية لاتخاذ مواقف ميدانية بل كمقاربة استراتيجية طويلة المدى تستند إلى ثوابت السياسة المصرية في التوازن والانفتاح ورفض الاستقطاب مع الحرص على مراعاة حساسية الملفات ومراحل تطورها. فالتحولات الجيوسياسية الكبرى لا تفرض القطيعة الدائمة ولا التحالف الأعمى بل تدعو إلى بناء جسور عقلانية تُعلي من المصلحة الوطنية وتُبقي الخيارات مفتوحة دون تنازل عن المبادئ

أولا من الجمود إلى الحوار مقاربة جديدة للعلاقات المصرية الإيرانية

رغم عقود من البرود في العلاقات إلا أن المرحلة الراهنة تكشف عن مؤشرات لتهدئة دبلوماسية وتحرك حذر نحو بناء قنوات اتصال مباشرة وغير مباشرة تعكس إدراك الطرفين لأهمية الانفتاح والتعاون الانتقائي في ملفات بعينها. وتُسجل الأعوام الأخيرة تواصلا غير معلن عبر قنوات سياسية وفنية تناولت موضوعات إنسانية وتنموية بعيدا عن الشعارات أو الاستقطابات الحادة وهو ما يشير إلى توجه متدرج نحو تطبيع مرن يأخذ في الحسبان اعتبارات السيادة والخصوصية الوطنية

ثانيا تحديات إقليمية تتطلب شراكة عقلانية

تشهد المنطقة أزمات معقدة تتجاوز قدرة الدول منفردة على التعامل معها وهنا تظهر الحاجة إلى تفاهمات إقليمية في القضايا التالية:

القضية الفلسطينية تمثل إحدى أبرز نقاط الالتقاء بين رؤى القاهرة وطهران خصوصا في ظل التصعيد الإسرائيلي ومشاريع التهجير والضم ورغم تفاوت أدوات التحرك إلا أن وحدة الموقف في دعم الحقوق الفلسطينية المشروعة تشكل أرضية لتقارب واقعي.

أمن الممرات البحرية يمثل مصلحة جماعية حيث تتفق رؤى الجانبين على ضرورة تحييد الممرات الحيوية من التوترات باعتبارها شريانا استراتيجيا للاقتصاد العالمي

ظاهرة الإرهاب العابرة للحدود تستوجب تنسيقا أمنيا مرنا يراعي خصوصية كل طرف ويؤسس لتبادل الخبرات في مكافحة التطرف والجريمة المنظمة.

صون المكون الثقافي والديني من محاولات التفكيك الطائفي يمثل مسؤولية مشتركة تقوم على إرث حضاري مشترك ورفض لتوظيف الانقسام المذهبي في خدمة مشاريع التفتيت

ثالثا لماذا الآن الفرصة الجيوسياسية الجديدة

تراجع الانخراط الغربي التقليدي في ملفات الإقليم وظهور قوى جديدة على الساحة الدولية دفع عددا من العواصم العربية إلى إعادة ترتيب أولوياتها وفق منطق الواقعية وتعظيم الاستقلالية. تأتي هذه الديناميكية متزامنة مع سياسة إيرانية أكثر مرونة تجاه الجوار العربي ومع ثبات الموقف المصري القائم على عدم الانجرار خلف الصراعات تبدو الفرصة مهيأة لمرحلة من الحوار المدروس والتنسيق المنضبط

رابعا الاقتصاد مدخل مستدام للشراكة

لا تكتمل أي مقاربة سياسية دون بُعد اقتصادي يدعم استقرار العلاقات ويعزز جدواها ومن أبرز مسارات التقارب الممكنة:

  • تطوير التعاون في مجالات الطاقة والدواء والصناعات الثقيلة
  • تنسيق مشاريع البنية التحتية الإقليمية بالشراكة مع دول المشرق العربي.
  • تبادل الخبرات في التكنولوجيا والزراعة والاستخدامات السلمية للطاقة.
  • تفعيل السياحة الثقافية والدينية لخلق تواصل شعبي حقيقي.

خامسا السياسة المصرية كصمام أمان للتوازن الإقليمي

تتحرك مصر في علاقاتها الدولية وفق منطق التوازن والانفتاح وتسعى لبناء علاقات قائمة على المصالح لا الإملاءات وهو ما يجعل تعزيز علاقاتها مع طهران جزءا من رؤية أوسع لإعادة إنتاج التوازن الإقليمي لا استبداله بمحور جديد. نجحت القاهرة في الجمع بين أطراف متباينة وهو ما يمنحها مكانة مميزة كطرف وسيط موثوق به لا كطرف صراع

سادسا من التحفظ إلى الشراكة الندية

تجاوز حالة التحفظ المتبادل بين القاهرة وطهران لا يعني بالضرورة تحالفا بقدر ما يؤسس لنموذج من التعاون الندي القائم على التكامل واحترام المصالح دون ذوبان أو استقطاب. ويفتح هذا الإطار المجال للتنسيق في ملفات حساسة مثل الوساطة الإقليمية وحوار الحضارات ومبادرات الأمن الجماعي دون أن يُفرض على أي طرف التنازل عن أولوياته

سابعا خلاصة استراتيجية

التقارب بين مصر وإيران ليس غاية في ذاته بل خطوة عقلانية في سبيل بناء شرق أوسط أكثر استقرارا وتوازنا في ظل تحديات متصاعدة وتراجع فاعلية المنظومات الدولية التقليدية. ومع توفر الإرادة السياسية والرؤية الواقعية يمكن للطرفين الانتقال من حالة الجمود إلى علاقة تعاون عقلاني تؤمن مصالح الطرفين وتخدم قضايا الأمة

خاتمة

بين القاهرة وطهران رصيد حضاري وإنساني ومصالح مشتركة يمكن البناء عليها بعيدا عن ضجيج الاستقطاب وخطابات الهيمنة. وفي عالم يتبدل بسرعة تبقى الحكمة والتوازن هما الضمانة الوحيدة لحماية مصالح الشعوب وصناعة مستقبل يستند إلى الاستقلال والندية لا إلى التبعية أو الصدام.

“علي خامنه اى” يُؤسِّس للحضارة الإيرانية في القرن 21

أ.د. مدحت حماد

أ.د. مدحت حماد، أستاذ اللغة الفارسية والدراسات الإيرانية، كلية الآداب، جامعة طنطا.

يوم الثلاثاء الموافق 4 يونيو 2025، ولمدة ساعة تقريبًا، وبمناسبة الذكرى السنوية لرحيل آية الله الخميني" مؤسِّس الجمهورية الإسلامية في إيران، ألقى "سيد علي خامنه اي" _مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران_ خطابًا إستراتيجيًا هو الثالث من نوعه منذ اختياره مرشدًا للجمهورية والثورة الإسلامية خلفًا للإمام الراحل آية الله الخميني في يونيو 1989، الخطاب الأول كان في سبتمبر 1994 حين دشَّن ووضع حجر الأساس للبرنامج الفضائي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، في أعقاب الخلافات التي كانت قد حدثت بين إيران وروسيا بشأن حصة ونسبة "المُكوِّن الإيراني في أول قمر صناعي كانت إيران قد قررت بنائه وتصنيعه بالتعاون مع روسيا، آنذاك رفض علي خامنه اى العرض الروسي وأصدر فتواة التي قال فيها: "على علماء إيران النُجباء الأتقياء المؤمنين المخلصين للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يُحددوا لإيران أين ومتى وكيف تقف في الفضاء". أما الخطاب الثاني فكان في أبريل عام 2004 وهو الخطاب الذي كان قد دشَّن من خلاله "إطلاق البرنامج النووي الإيراني" أيضًا من خلال الفتوى التي قال فيها: "على علماء إيران النُجباء الأتقياء المؤمنين المخلصين للجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يمكنوا إيران من إمتلاك كافة عناصر منظومة التكنولوجيا النووية بما فيها تكنولوجيا الوقود النووي وتخصيب اليورانيوم".

لماذا هو "خطاب إستراتيجي"؟

عدة أسباب جوهرية هي التي جعلت من خطاب الرابع من يونيو 2025 "الخطاب الإستراتيجي الثالث"، هذه الأسباب هي كما يلي:

  1. أنه كان قد جاء في "ظرف وتوقيت استثنائي" غير مسبوق على صعيد مستقبل البرنامج النووي الإيراني.
  2. أنه كان قد جاء في خِضَم "أحداث إقليمية ودولية"، هي بمثابة "مخاض حقيقي" للنظام العالمي الجديد.
  3. أنه كان قد جاء في ظل انطلاق "مباحثات إيرانية أمريكية" غير مسبوقة حول البرنامج النووي الإيراني، وهي المباحثات التي كان من المفترض أن تؤدي في النهاية إلى خيارات حاسمة نوعية إستراتيجية حاكمة لمستقبل النظام السياسي للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
  4. أنه كان قد جاء "لتدشين عصر جديد" من عُمر الجمهورية الإسلامية، عصر يرتكز ارتكازًا مباشرًا على "القدرات التكنولوجية التقنية العلمية الإستراتيجية"، جمبًا إلى جمب مع "ولاية الفقه".
  5. أنه كان قد جاء للتأكيد على إحياء وتجديد "الثوابت العقائدية الدينية المذهبية الفكرية القومية والحضارية" للجمهورية الإسلامية الإيرانية "بصفتها المتحدث الرسمي للقومية والحضارة الإيرانية في القرن الحادي والعشرين"، وهي الثوابت التي كان قد أسسَّ لها "آية الله الخميني" قبل وأثناء وبعد قيام الجمهورية الإسلامية في إيران. هذه الثوابت هي "ثوابت جامعة شاملة كُليِّة" في مسيرة بناء حضارات الدول والأمم والشعوب، التي كان الإمام آية الله الخميني قد حصرها _وأورثها وزرعها وسقاها حتى صارت شجرة راسخة_ في ركيزتين قِيميَّتين دائمتين هما: "ولاية الفقيه" و: "نعم.. نحن نستطيع". فلقد شكلت هاتان الركيزتان القِيَّميتان "بوتقة واحدة" انصهرت بداخلها "جميع الطموحات والأحلام والتطلعات لجميع الشعوب والقوميات التي تعيش داخل الهضبة الإيرانية".
  6. أنه كان قد كشف ولأول مرَّة وبوضوح لا لبث فيه عن الأبعاد الحقيقية للطموحات والأهداف الإستراتيجية التنموية الدائمة في الخمسين عامًا القادمة.
  7. أنه كان قد أكدَّ على الجهوزية الإيرانية العسكرية وغير العسكرية للدفاع عن _وحماية_ مبادئها، أهدافها، طموحاتها ومنجزاتها العلمية التكنولوجية الاقتصادية التي أدركتها بعرق وأظافر جميع شبابها بعد عقود طويلة من الحرمان والمكابدة والصمود والتحدي.
  8. أنه كان قد قد رسم "خارطة طريق إستراتيجية" للأمة الإيرانية يجب تنفيذها وتحقيقها على أرض الواقع، من جانب جميع فئات وطبقات ومستويات وأطياف وقبائل وأعراق وقوميات التي تتشكَّل منها هذه الأمة، لأنها قد صارت "الأمة الإسلامية المُكلفة شرعًا لتهيئة الأرض لظهور إمام الزمان المهدي المنتظر" وهو ما نصَّ على ذلك دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي حظيَ بموافقة 99.5% من سكان إيران في يونيو عام 1979.

"الأبعاد/الأهداف" الإستراتيجية الرئيسية للخطاب.

بشكل محدد، يمكننا القول بأن ثمة "أهداف إستراتيجية" محددة هي التي دشنها "آية الله علي خامنه اي" في خطاب الرابع من يونيو 2025، هذه الأبعاد الإستراتيجية هي كالتالي:

أولاً: أنه من الآن فصاعدًا، عندما تريد القوى الدولية الكبرى _وبالتالي القوى الإقليمية_ وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، أن تتكلم مع الجمهورية الإسلامية وبالتالي الأمة الإيرانية، يجب عليها أن "تتكلم معها بأدب، (مَن أنتم أيها الأمريكيون لكل تقولوا لإيران يجب وقف التخصيب وتفكيك برنامجكم النووي؟ مَن أنتم؟ يجب أن تتكلمون مع الجمهورية الإسلامية ومع الأمة الإيرانية بأدب).

ثانيًا: للجمهورية الإسلامية _وبالتالي الأمة الإيرانية_ أهداف وأحلام وطموحات مشروعة، هذه الأهداف والأحلام والطموحات، لن تتحقق إلا بسواعد وعقول الشباب الإيراني المؤمن التقي الوَرِع المخلص للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهؤلاء الشباب هُم الذين حملوا على عاتقهم بناء القدرات العسكرية الوطنية الإيرانية أثناء الحرب العراقية الإيرانية، والذين كانوا قد تمكنوا لأول مرّة من صناعة الصواريخ المضادة للدبابات والعربات المدرعة، لدرجة أن علي خامنه اي عندما زفَّ الخبر لآية الله الخميني، فوجئ بالفرحة والسعادة الغامرة التي ملأت وجه الإمام الخميني.

ثالثًا: "البرنامج النووي الإيراني هو قاطرة الحضارة الإيرانية" في القرن الحادي والعشرين، و"تخصيب اليورانيوم" هو "صمام الأمان" للبرنامج النووي الإيراني، ومن ثم "صمام الأمان للحضارة الإيرانية في القرن الحادي والعشرين". هذا ما جسده "علي خامنه اى" بقوله: "حتى لو امتلكنا مائة مفاعل نووي، ولم نمتلك "تخصيب اليورانيوم" فإن هذه المفاعلات المائة لن تساوي شيئا". هذا بخلاف دَور "تخصيب اليورانيوم" في تصنيع قضبان الوقود النووي اللازم لتشغيل المفاعلات النووية لإنتاج الطاقة، وكذلك في مختلف القطاعات الاقتصادية الأخرى مثل الزراعة، صناعة الدواء والفضاء.

طبعًا بخلاف "الدور السيادي الإستراتيجي" الذي يحققه امتلاك إيران لجميع عناصر ومكونات ومراحل التكنولوجيا النووية، ألا وهو تمكين القوات المسلحة الإيرانية من "الوجود والبقاء الدائمين في أعالي البحار من جهة والمنطقة القطبية الجنوبية "جنوب المحيط الهادي" من جهة أخرى، وذلك عبر الغواصات وحاملات الطائرات التي ستعمل بالطاقة النووية. الأمر الذي سيمكِّن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومن ثم "الأمة الإيرانية" من خلق أرجل راسخة لها على امتداد الكرة الأرضية بما من شأنه تحقيق الأهداف الإستراتيجية القومية الإسلامية العليا التي نصَّ عليها وحددها دستور 1979م.

وقف إطلاق النار غير المكتوب أو غير المشتمل على أية بنود، الذي تمَّ بين "أمريكا وإسرائيل" من جانب، وبين "الجمهورية الإلامية" من جانب آخر، ثمَّ خطاب النصر الذي ألقاه علي خامنه اى أمس الخميس 25 يونيو2025 وما اشتمل عليه من كلمات ومصطلحات فضلا عن صياغته ومكوناته ومضمونه ودلالاته، يرسخان لديِّ قناعة مفادها أن وقت إطلاق وتدشين المشروع الحضاري للجمهورية الإسلامية الإيرانية في القرن 21 قد إقترب موعده.

«الصحوة» والوعى بحقيقة الصراع.

د. محمد السعيد إدريس

د. محمد السعيد إدريس

مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية.

خيارنا هو: مواجهة المشروع الصهيونى - الأمريكى بأبعاده الاستعمارية، الإمبريالية، والدينية

إذا كان خيارنا فى مواجهة التحديات والمخاطر، التى وصفناها بأنها «استئصالية» لوجود الأمة العربية بأقطارها المختلفة، من خلال السعى إلى تفكيكها وإعادة تقسيمها إلى دويلات هشة وضعيفة عرقية ودينية وطائفية، بما يعنيه ذلك من استئصال لهويتها العربية، ناهيك عن مشروع استئصال مرتكزاتها الحضارية المتجذرة فى دينها الإسلامى، بالعمل على استبداله بدين آخر تلفيقى يسمونه «الدين الإبراهيمى»، فإن هذا الخيار يستلزم تبنى خيار المواجهة مع تلك المخاطر والتحديات المتضمنة فى المشروع الصهيونى - الأمريكى بأبعاده الاستعمارية والإمبريالية، وبأبعاده الدينية المتخفية فى أطروحات الحضارة الغربية.

«مثلث النهضة» الذى بدونه لن يكون لدينا أمل فى هزيمة المشروع الصهيونى – الأمريكى.

وإذا كان خيارنا مع هذا المشروع الصهيونى – الأمريكى هو «خيار مقاومة» وليس «خيار مهادنة» أو «خيار استسلام»، فإن المواجهة تكون بالعمل على تأسيس مشروع للمواجهة يكافئ ويوازن المشروع الصهيونى – الأمريكى، ويعمل فى الاتجاه المعاكس، والوعى أولاً بأن هذا المشروع الذى يجب أن يكون مشروعاً نهضوياً للأمة يرتكز على أسس حضارية وهوية عربية - إسلامية، والوعى ثانياً بأن الصراع أضحى «صراع وجود» إما أن ينتصر المشروع الصهيونى – الأمريكى ويعلى من وجوده وسطوته على أنقاض وجودنا نحن كدول عربية وكأمة وكمرتكز حضارى عربى – إسلامى، وإما أن ننتصر نحن ويندحر هذا المشروع الصهيونى - الأمريكى، وتحقق الأمة وحدتها وتكاملها مع جوارها الحضارى الإسلامى فى مشروع نهضوى، جديد يضم الأمة العربية والأمة الإيرانية والأمة التركية، أى إقامة «مثلث النهضة» الذى بدونه لن يكون لدينا أمل فى هزيمة المشروع الصهيونى – الأمريكى.

ربما يرى كثيرون أن مثل هذا الطموح ليس إلا «هذيانا رغائبيا» (قائم على الرغبة والتمني)، نظراً لأن الأمة العربية الآن فى حضيض الحضيض، بدليل كل هذا القتل والتدمير الإسرائيلى الممنهج فى غزة والتوسع لضم القطاع مع الضفة الغربية إلى كيان الاحتلال الإسرائيلى وسط صمت دولى وعربى وعجز عن فعل أى شىء، لكن ولأننا وصلنا إلى هذا المستوى الشديد الرداءة وغير المسبوق من تدنى المكانة والتأثير، فقد أضحى ضرورياً أن نتحرك وبجدية نحو بناء مشروع للصحوة الجديدة الكفيل بتحقيق الطموح فى إعادة تأسيس للنهوض العربى.

ربما يكون السؤال المهم هنا هو: كيف؟

الإجابة المباشرة هى الوعى بحقيقة الصراع الذى يستهدفنا والذى وصفناه بأنه «صراع استئصالي» للوطن وللأمة وللهوية، صراع لا يعترف بقانون ولا يحترم مواثيق بدليل أن من يصارعوننا ارتكبوا، تاريخياً، أبشع مجازر التاريخ، وليس لديهم ما يمنعهم من أن يرتكبوا المجازر نفسها فى كل بلد عربى لتحقيق أهداف الاستئصالات التى يريدونها، والأمثلة على ذلك كثيرة بشواهد وسجلات التاريخ .

- ففى ألمانيا اغتصب الأمريكيون مع الإنجليز والفرنسيين مليونى امرأة ألمانية فى أثناء الحرب العالمية الثانية، وتسببوا فى وفاة 200 ألف امرأة بسبب الاغتصاب المتكرر.

https://www.youtube.com/watch?v=OXSQDDKf_wo&pp=0gcJCdgAo7VqN5tD

- فى حرب فيتنام قام الأمريكيون بقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة، ونزعت أحشاء 3.000 شخص وهم أحياء، وإحراق 4,000 حتى الموت، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية.

- فى اليابان، قتلت القنابل ما يصل إلى 140 ألف شخص فى هيروشيما و80 ألف شخص فى ناجازاكى، وأضعافهم تشوهوا وماتوا بسبب الإشعاعات .

- فى الفلبين، حسب التحقيق الذى جرى فى الكونجرس فى جرائم الحرب فى الفلبين، تم إثبات قتل ما يقرب من مليون ونصف المليون مدنى.

- فى العراق: قتل 2 مليون مدنى ما بين شباب وأطفال ونساء وشيوخ، واغتصاب آلاف العراقيات بخلاف التعذيب الوحشى فى سجن أبوغريب.

وما يرتكبه الإسرائيليون فى قطاع غزة لا يقل بشاعة ولا وحشية حسب أحدث إحصائيات وزارة الصحة الفلسطينية التى تفيد باستشهاد 54 ألفاً و84 فلسطينية وإصابة أكثر من 123 ألفاً آخرين منذ السابع من أكتوبر 2023، ولا يزال آلاف الضحايا فى عداد المفقودين. وتشير بيانات الوزارة إلى أن إسرائيل: ارتكبت «14 ألف مجزرة بغزة، وتسببت بمسح 2483 عائلة من السجل المدنى بالكامل»، فيما بقيت 5620 عائلة ليس بها إلا ناج واحد .

ووفقاً للإحصائية ذاتها، يسقط طفل قتيل كل 40 دقيقة، وسيدة كل 60 دقيقة ، كما تشير إلى مقتل 16854 طفلاً منذ بداية الحرب بواقع 31.5% من أعداد الضحايا من بينهم 931 طفلاً كانت أعمارهم أقل من عام واحد.

هذه البيانات كافية لإعادة تخليق الوعى بمن علينا أن نواجههم ونقاومهم .

أمس الأول فقط تأكد استشهاد الدكتور حمدى النجار، متأثراً بإصابته، والد الأطفال التسعة الذين استشهدوا حرقاً واستقبلت أجسادهم المحترقة أمهم الدكتورة آلاء النجار التى كانت تمارس عملها فى معالجة الجرحى والمصابين بمستشفى ناصر فى خان يونس، وهى من استقبل الجثامين قبل أن تكتشف أنهم أبناؤها، وإن دل ذلك على شىء فهو دليل على جدية المشروع الاستئصالى الإسرائيلى، الذى شرح خلفيته العرقية اللواء «ديفيد زيني» الرئيس الجديد المعين من نيتانياهو رئيساً لجهاز الأمن الداخلى (الشاباك) فى تسريب نقلته «القناة 12» العبرية (25/5/2025) بقوله: «لدينا إنذار استخباراتى دائم بنيِّة مسلمين أشرار قتل يهود طيبين منذ أن ولد إسماعيل وحتى إشعار آخر».

هكذا يلخصون الصراع وامتداداته التاريخية ضدنا باعتباره «فريضة دينية» أولاً، ولأنه صراع مستقبلى بقدر ما هو صراع تاريخى.

الوعى بهذه الحقيقة هو المدخل الحقيقى للتأسيس لخيار الصحوة والمواجهة الذى يجب أن نسلكه وننخرط فيه حفاظاً على البقاء والوجود وأملاً فى مستقبل يليق بالمكانة التاريخية لأمتنا.

تساؤلات حتمية حول العلاقات المصرية الإيرانية؟

د. مدحت حماد.. أستاذ الدراسات الإيرانية جامعة طنطا.

أ.د. مدحت حماد

زيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي إلى مصر، لم تكن زيارة عادية بأي حال من الأحوال. فرغم أنها زيارة لوزير الخارجية، إلا أنها حظيت بإهتمام ثنائي مصري إيراني، إقليمي ودولي غير متوقع على الإطلاق. أسباب ذلك كثيرة ومختلفة ومتداخلة ومتشابكة ومعقدة و... وهي تكاد تكون مرتبطة بالعالم بأسره، شرقه وغربه.. شماله وجنوبه، ولا عجب في ذلك، فالدولتان "مصر وإيران" هما من الأقطاب المغناطيسية الكونية التي تتعدد وتتقاطع مجالاتهما المعناطيسية على مستوى الكرة الأرضية. ما حدث بسبب وحول ونتيجة زيارة وزير الخارجية الإيراني يجعلنا نسأل: إذا كان هذا هو ما حدث نتيجة لزيارة وزير الخارجية الإيراني، فما الذي سيحدث عندما تكون الزيارة "هي زيارة رسمية لرئيس إيران إلى مصر؟".

بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر.

ما السِر في حرص المسؤلين الأجانب لتناول "طبق الكشري المصراوي" في خان الخليلي بالحسين؟

مرة أخرى نعود لنسأل لماذا كل هذا الإهتمام، ولماذا جميع هذه التساؤلات المرتبطة بزيارة وزير الخارجية الإيراني إلى مصر؟ السؤال المهم هو: ما السِر في حرص المسؤلين الأجانب لتناول "طبق الكشري المصراوي" في خان الخليلي بالحسين؟ منذ بضعة أسابيع كان ماكرون، واليوم عباس عراقتشي، فما السِر وراء ذلك؟ ثم يأتي السؤال الأهم قبل كل هذا، وهو: أين وكيف وبواسطة مَن تم الإعداد لهذا التطور الهام في العلاقات المصرية الإيرانية؟ السؤال الآخر الأكثر أهمية هو: ما هي الآفاق والتوقعات والنتائج والتداعيات والمتغيرات التي ترتبت ونتجت أو ستترتب وستنتج عن هذه الزيارة؟ إلى أي اتجاه ستقود هذه العلاقات؟ لصالح مَن وضد مَن ستكون النتائج؟ ما هي الأطراف المؤيدة والمُرَّحِبة والمساندة لعودة هذه العلاقات؟ وما هي الأطراف الرافضة والمعارضة والمعادية لها؟ كيف ستكون ردود أفعال وتصرفات الدول الأولى؟ ونفس الأمر بالنسبة للدول الثانية؟ وإذا نجحت الدول الأولى، فكيف ستكون النتائج؟ وهل ستتمكن الدول الثانية، مرة أخرى، من إجهاض الأمل في عودة علاقات الدولتين وتشاركهما؟

عباس عراقتشي وزير خارجية إيران.

إلى أي مدى سيكون حرص الدولتين على استكمال طريق تأسيس علاقاتهما الاستراتيجية من جديد؟ وكيف سيتحقق ذلك؟ وما هو الوقت اللازم لإدراك الأمر؟ إذا أدركت الدولتان إقامة شراكة إستراتيجية بينهما، على حساب من ولصالح من سيكون ذلك؟ أصلًا ما هي النوايا والدوافع التي أخذت الدولتين نحو إعادة التواصل ومن ثم التقارب السياسي فيما بينهما؟ كيف سيكون التوافق وما هو المدى الزمني لذلك؟ وما هي دوائر ونطاقات التقارب بين الدولتين؟ هل تنازلت الدولتان عن ثوابتهما الإستراتيجية من أجل إقامة العلاقات الثنائية بينهما؟ أم أن هناك تصحيح ما في طبيعة إدراك كل منهما تجاه الأخرى؟وإذا كان ذلك كذلك، فما هي المصلحة الكبرى أو العُظمى التي ترقد متكئة على أسِرَّتها خلف النوافذ والأبواب؟

هل المتغيرات والمستجدات الإقليمية والدولية هي التي خلقت السبيل لذلك؟ أم أن صحوة تاريخية ثقافية حضارية هي التي أسست أو تؤسِّس لما هو قادم في الطريق؟ إذا كان نيتانياهو وترامب قد كشفا عن قرارهما بتغيير الخريطة السياسية للشرق الأوسط، فهل يمكن أن نعتبر أننا بصدد محور إقليمي مدعوم بمحور دولي يهدف إلى مجابهة أو إجهاض أو احتواء المشروع الصهيوأمريكي الخاص بالشرق الأوسط؟

السؤال الأخير هنا هو: هل إنتهت أو توقفت الأسئلة عند هذا القدر؟

بدر عبد العاطي وزير خارجية مصر وعباس عراقتشي وزير خارجية إيران.

عباسي عراقتشي يتناول "وجبة كشري مصرية" في خان الخليلي بالحسين.

عباس عراقتشي وزير خارجية إيران في خان الخليلي بالقاهرة الفاطمية.