أسبوع الخير للواء الدكتور سمير فرج
تقرير كتبه/ الدكتور مدحت حماد
لأن شهر أكتوبر أصبح منذ نصف قرن هو شهر الخير بالنسة للمصريين، ولأن مصر لازالت ترتوي من دماء وعرق رجالاتها الذين كتب الله لهم شرف المشاركة في صناعة النصر العظيم، ولأن الله أراد لنا أن يطول ويمتد عمر بعض هؤلاء الرجال حتى نعيشهم عن قرب، ونرتوي من خبراتهم ونستنير من بصائرهم، ونستقوى بنصائحم وتجاربهم، كان الأسبوع الماضي هو "أسبوع الخير" بالنسبة للكثير من المصرين بصفة عامة، وسيادة اللواء الدكتور سمير فرج بصفة خاصة.
خلال هذا الأسبوع تشرفت ثلاث مؤسسات نوعية مصرية وطنية باستضافة سيادة اللواء الدكتور سمير فرج للمشاركة في الفعاليات التي أقامتها بمناسبة احتفالات مصرنا الغالية بذكر انتصارات حرب اكتوبر المجيدة.
لقاء "رؤساء الشركات والدرجات القيادية العليا في الوزارة".
جاءت الفاعلية الأولى في اللقاء الذي نظمته وزارة البترول لـ "رؤساء الشركات والدرجات القيادية العليا في الوزارة" عن انتصارات الجيش المصري في حرب اكتوبر ٧٣، حيث استضافت الوزارة اللواء الدكتور سمير فرج لينقل إلى "رؤساء الشركات والدرجات القيادية العليا في الوزارة" فكر ونهج ومنهج قادة مصر الذين قادوا وحملوا على عاتقهم عملية الاعداد والتخطيط الشامل لتفاصيل الحرب والعبور و... حيث أكدّ سيادته على نقطة جوهرية كانت بمثابة "كلمة السر" وراء ما تحقق، ألا وهي أن قناعة قادة ورجال حرب أكتوبر كانت تقوم على أنه لابد من تحقيق النصر والانتصار وفقًا للإمكانات الفعلية المتاحة دون التعلل والتحجج بنقص الموارد والامكانات.
وكأنها المرّة الأولى التي يتسلم فيها درعًا وتكريمًا.
ثم كان اللقاء الثاني مختلفًا تماماً في طبيعته وطبيعة الحضور والمشاركين، وهو اللقاء الذي نظمته قيادة جامعة عين شمس الرشيدة بدعوه من الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعه عن نصر حرب اكتوبر ٧٣ في قاعهً الاحتفالات. الرئيسيه للجامعه، وذلك حرصًا وسعيًا منها على ربط شباب مصر 2024 بشباب ورجال مصر الذين كانوا يحملون رايتها في 1973 والذين كان من بينهم اللواء الدكتور سمير فرج، ليكون خير قدوة لخير رجال مصر في 2024، وهو اللقاء الذي أشبع وجدان هؤلاء الشباب بل ووجدان الدكتور سمير فرج نفسه. نعم لقد كانت محاضرة في شكلها، لكنها كانت في جوهرها وحقيقتها بمثابة عملية "توريث للتجارب والخبرات" من جهة، وبمثابة "نقل حمل الراية" من جيل إلى جيل مصري جديد من جهة أخرى.
من أجمل ما تميّز به اللقاء، تلك الحالة الشعورية الوجدانية التي بدت وظهرت على ملامح ووجه اللواء الدكتور سمير فرج عندما وقف ليتسلم بفرحة ملأت تفاصيل شخصيته وهو يتسلم "درع جامعة عين شمس" من الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين رئيس الجامعة، حتى بدا وكأنها المرّة الأولى التي يتسلم فيها درعًا وتكريمًا، رغم الأوسمة والنياشين والتكريمات وكل مظاهر الشكر والتقدير التي عاشها الرجل طوال حياته عن جدارة واستحقاق، لكن تكريم جامعة عين شمس كان تكريمًا ذو طبيعة وجدانية خاصة، السبب والسر في ذلك هو أنه أحد أبناء وخريجي هذه جامعة عين شمس العريقة.
"درع "مجمع كوبري القبه العسكري".
ثم كان مسك الختام لأسبوع الخير، في "مجمع كوبري القبه العسكري"، أكبر صرح طبي أقامته وشيدته قواتنا المسلحة كحصن وكصرح طبي شامل متطور حديث وقت السلم والحرب معًا، فقام الرجل وبنهج جديد، وبأسلوب جديد، بتقديم ونقل خبرته، من خلال محاضرة عن حرب اكتوبر 1973، وهي المحاضر التي شهدت مشاركة متنوعة من مختلف الفئات والتخصصات والأعمار، من العاملين في "مجمع كوبري القبه العسكري" وكذلك من الضيوف العسكريين والمدنيين المشاركين، وهو النهج والتقليد الذي تتميز به المؤسسات والهيئات التابعة لقواتنا المسلحة، بهدف تعميم الفائدة، وترسيخ القيم، وربط الأجيال بعضها ببعض، ومن أجمل ما شهده اللقاء إعادة الشكر والتقدير لـ الواء الدكتور سمير فرج من خلال تسليمه "درع "مجمع كوبري القبه العسكري" الذي قام به وبإسم جميع العاملين في "مجمع كوبري القبه العسكري"، سيادة اللواء طه علاء غيته.
للشعب المصري العريق، "منظومة أمثال شعبية عبقرية رائعة ومذهلة"، من هذه "الأمثال" المثل الذي يقول: "اللي ملوش كبير، بيشتريلوه كبير". ونحن كمصريين دومًا لنا كبار وعظماء، في جميع العصور، ومن قبل أن يبدأ التاريخ، في أوقات السلم وفي أوقات الحرب، وأبدًا لن تنضب مصر من رجالها الكبار في جميع المجالات وعلى مر العصور، مهما كانت التحديات ومهما بلغت الصعاب.
د. مدحت حماد
رئيس مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية