رؤى ومقالات

د. مدحت حماد: هل سيكرر العرب مرة أخرى حساباتهم الإستراتيجية الخاطئة؟ (الحلقة الأولى)

الأحداث الجارية في شرق المتوسط الآن، هي أحدث "خطيرة" بامتياز، وهي أحداث "مفصلية فارقة"، وهي أيضًا أحداث "مُنشِئة كاشفة". الواقع العسكري "المُخيف" في شرق المتوسط لا يدل على أن المقصود هو "محور المقاومة" بقيادة إيران فحسب، إنما يدل على أننا بصدد "حدث إقليمي دولي إستراتيجي" يتشكَّل في رحم شرق المتوسط، وأن "طوفان الأقصى" كان بمثابة العُنصر أو العامل المحَّفِز لنشوء وميلاد هذا الحدث.

تمامًا مثلما كانت جريمة صدام حسين بغزوه الكويت هي العنصر والعامل المحَّفِز لما حدث بعده، من غزو للعراق، إحداث تغيير جذري في خريطة وهيكلية وبنية "النظام السياسي العراقي" من جهة، وقطع "الحبل السُري العربي" الذي كان يربط العراق مباشرة بجميع دوائر الأمن القومي العربي.

فبسبب جريمة إحتلال الكويت التي لم تستمر سوى شهور معدودات، والتي صاحبتها "مشاعر زائفة بالزهو النصر السياسي" لدى صدَّام حسين ونظامه، إنفك "عقد التضامن العربي الخليجي العراقي" لعقود طويلة، ولسوف تستمر لأجل غير مُسمى.

فلقد انقطعت كل أواصر الصلة والعلاقات بين "دول مجلس التعاون الخليجي" وبين "العراق" ما بعد صدام حسين، بل صار هناك عداء محكم، وتشكلت خريطة عدم الثقة والكراهية _عبر وسائل وآليات متنوعة عديدة_ وصلت لحد العداء بين الطرفين لقرابة ثلاثين عامًا أو يزيد، مما نتج عنه وبشكل غير مسبوق، منذ سقوط الخلافة العباسية، أن صار العراق بمثابة العمق الإستراتيجي النوعي لإيران، بعد أن كان "بوابة الأمن القومي العربي الشرقية"!

منذ ذلك التاريخ، ومنذ تبلورت تلك المتغيرات والمستجدات، فَقَدَ العربُ العراقَ. وتحول وضع العراق إلى أن صار شبيهًا بوضع "الدول الإقليمية" المجاورة للوطن العربي، وذلك بالرغم من كل "ظواهر أو مَظاهر العروبة الشكلية" التي ترسم الصورة السياسية "للنظام السياسي العراقي". لكن الحقيقة أن العراق قد بات مكونًا أصيلاً من مكونات "التحالف الإقليمي" الذي يعرفه الجميع بمسمى "محور المقاومة" الإسلامية بقيادة إيران.

واقع الأمر الذي تعيشه الدول العربية في المشرق ومعها مصر يقول ما يلي:

1- إن جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ رفعت رسميًا إسم "إسرائيل" من قائمة الأعداء، سواء من خلال وعن طريق توقع معهدات السلام، أو من خلال وعن طريق التطبيع أو من خلال وعن طريق إعلان النيِّة للتطبيع المشروط.

2- إن جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ تقيم علاقات سياسية، اقتصادية مع إسرائيل.

3- بعض هذه الدول تقيم علاقات أمنية عسكرية مع إسرائيل.

4- إن جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ قد تخلت عن الكفاح المسلح لتحرير فلسطين والقدس وإقامة الدولة الفلسطينية ولو على أراضي الرابع من يونيو1976بعاصمة محدودة في القدس الشرقية.

5- جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ تقيم علاقات سياسية، اقتصادية، أمنية وعسكرية بل وربما استراتيجية مع أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا، وجميعها من الدول الراعية لإسرائيل الضامنة لبقائها وإستمرار وجودها.

فقط "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" هي التي تقود المقاومة الفلسطينية ومنذ عودة الخميني لإيران في فبراير 1979 وإعلانه سحب الإعتراف الإيراني بإسرائيل، ثم إعتراف الجمهورية الإسلامية بفلسطين كدولة وتسليم سفارة إسرائيل لياسر عرفات لتكون "سفارة دولة فلسطين"، تقود العملية الإستراتيجية الشاملة _طويلة الأجل" لتحرير فلسطين والقدس، قيادة سياسية، دينية بل وإستراتيجية. وهي قيادة تتميز بعدد من الخصائص والسمات النوعية مثل:

1- أنها لم تسعى لإذابة المقاومة الفلسطينية في "بوابة المذهبية الدينية"، وإنما تعاملت معها من منظور الثوابت والقواسم الإسلامية المشتركة بين جميع المسلمين على إختلاف مذاهبهم(سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين، الإسلام هو الديانة السماوية الخاتمة، القرآن الكريم هو كتاب الله الحبل المتين، القِبلة الدينية كانت المسجد الأقصى ثم أصبحت مكة المكرمة).

2- أنها لم تسعى إلى فرض إرادة سياسية ما على المقاومة الفلسطينية، هي فقط قدمت نفسها كظهير إستراتيجي: سياسي، إعلامي، اقتصادي، علمي، تكنولوجي بل وعسكري.

3- أنها قد نزلت معها الميدان _عبر ومن خلال فيلق القدس_ من أجل الإعداد والتخطيط والمشاركة الوجدانية الروحية، الميدانية العسكرية.

4_ أنها قدمت للمقاومة الفلسطينية "سابقة أعمالها" بشأن عقيدتها المعادية لإسرائيل. أقصد هنا "حزب الله اللبناني"، وهي سابقة الأعمال التي تميزت بالقدرة على البقاء والقدرة على الإنتصار ومن ثم القدرة على تحرير الأرض و"فرض الإرادة" وهذه جميعها متطلبات ومكونات وعوامل البقاء لأي حركة مقاومة. (مصر عبد الناصر والمقاومة الجزائرية نموذجًا).

5- أنها قدمت كذلك للمقاومة الفلسطينية "سجلاً ناجحًا ناصعًا" لدورها الإقليمي، المتمثل في دعم وتأييد وحماية النظام السوري بصفة عامة و"بشار الأسد" بصفة خاصة.

6- أنها تقدم "الأدلة الدامغة" للمقاومة الفلسطينية والعالم الإسلامي بأسره، على مشروعية ومصداقية مواقفها وإستقامة عقيدتها وأيديوليجتها الدينية الإسلامية، وهي الأدلة التي تجسدها "جميع أشكال ومستويات وأنماط الحظر والعقوبات السياسية، التكنولوجية، الاقتصادية، العسكرية... إلخ كل ذلك بسبب مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.

فإذا ما نظرنا لطوفان الأقصى في ظل وفي إطار جميع "المعطيات" السابقة، وأضفنا عليها ما يلي:

1- أن الدول العربية سالفة الذكر، عجزت فعليًا وحقيقيًا عن منع إراقة الدماء الفلسطينية.

2- أنها أيضًا عجزت عجزًا تامًا ومطلقًا عن تقديم الدعم الاقتصادي للفلسطينيين.

3- أن جميع هذه الدول لم تغضب الغضبة القومية الدينية أو حتى الإنسانية التي كان يجب أن تكون إثر وقوع قرابة خمسين ألف شهيدًا فلسطينيًا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وقرابة 100 ألف جريحًا أيضًا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

4- أنه ما من دولة عربية من الدول سالفة الذكر كانت لديها القدرة الدينية على نُصرة الفلسطينيين بالسلاح لصد الأعداء التاريخيين للأمة الإسلامية، أي اليهود.

5- أن بعض الدول العربية سالفة الذكر حرصت -ولأسباب متنوعة- على إقامة مهرجانات الترفيه والغناء والرقص طول العام الأول من طوفان الأقصى.

من هنا يعود السؤال الذي سبق وأن قمتُ بطرحه في عدة مقالات قبل إنطلاق "طوفان الأقصى" بعامين، السؤال هو:

ماذا لو تمكنت المقاومة الفلسطينية من تحرير فلسطين والقدس بمساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

إن هذا السؤال هو "الحقيقة الوحيدةالكامنة" التي قصدتها من إختاري لعنوان هذا المقال وهو: هل سيكرِّر العرب مرة أخرى حساباتهم الإستراتيجية الخاطئة؟

مبدئيًا أُجيب على سؤالي هذا فأقول: نَعَم. نَعَم سوف يكرِّر العرب حساباتهم الإستراتيجية الخاطئة مرة أخرى.

أما لماذا؟ وكيف؟ فلهذا كله حديث آخر بإذن الله.

الدكتورة فاطمة مصطفى في حوار مع “الفارابي”: أجساد النساء السودانيات ساحة الحرب بين الأشقاء!

الدكتور مدحت حماد شاهد على الحوار، يكتب:

في حوار أجراه مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية مع الدكتورة فاطمة مصطفى ، إبنة الأستاذة "زينب" أول إمرأة سودانية تؤسّس مدارس التعليم الاساسي للبنات في الإقليم الشرقي للسودان بعد تخرجها من كلية معلمات أم درمان في العام ١٩٤١ م ، والتي تم تأسيس "جمعية زينب" على إسمها، وهي جمعية أهلية لتنمية وتطوير المرأة في العام ٢٠٠٠ في السودان الجريح.

لقد فوجئت بما لم أكن أتخيله، فقد كنت أتوقع حوارًا تحليليًا سياسيًا بالدرجة الأولى، حوار يجسّد ويحلل ويشرح ويفسّر و... لتفاصيل الحرب الأهلية في السودان،

فإذا بي أجده: حواراً صريحًا مُؤلمًا، اختنق بأنين يُجَسِّد حُرقة جميع النساء السودانيات في الداخل والخارج، حوار اكتوى بنيران زفير بكاء الأطفال والشيوخ والعجائز والمرضى والنساء الثكالى والأمهات المكلومات والفتيات اللاتي فقدن الأب والأخ، وجميع اليتامى الذين فقدوا آبائهم في حرب تقاتل فيها أبناء العمومة والأخوال، تقاتلت فيها العائلات التي تربطها أواصر المصاهرة على مدى عقود وقرون،

حوار جسَّد صراخ الأرض السودانية من فوران دماء أهليها، جسَّد غليان نهر النيل حُرقة ولوعة.

لقد جسدت وشخصت الدكتورة فاطمة مصطفى الواقع المُحزن الذي وصل إليه الأشقاء في السودان.

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

لكن السيدة، الأستاذة، المرأة، الأم فاطمة مصطفى..

بمكابدة مُضنية حتى لا تنسال دموعها أو تُشَق بسببها جَنبات أضلاعها، صرخت المرأة، انفجرت السيدة، تحدثت الأستاذة، شخصَّت القائدة، لتشرح تفاصيل المشهد بكل آلامه، بجميع مستوياته، بمكابدة مضنية مَلَكَت زِمَام دموعها، استحضرت كامل طاقتها الذهنية والعقلية، جَمَعَت كل طاقاتها الفكرية والإنسانية والوطنية والقومية لتصرخ قائلة:

وا حزناه، وا مصيبتاه، وا ويلتاه، وا معتصماه: لقد أصبحت أجساد النساء السودانيات ساحة الحرب بين الأشقاء!

سوف يقوم مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية بنشر الحوار على أجزاء ثلاثة اعتبارًا من الأربعاء 4 سبتمبر 2024

د. مدحت حماد.. شاهد على الحوار.

د مدحت حماد يكتب: تقديري للموقف بشأن تداعيات استشهاد إسماعيل هنية

توقيت بدء الأخذ بالثأر.

سيتم بدء الثأر بعد عصر الغد الجمعة ٢ أغسطس ٢٠٢٤، أو السبت 3أغسطس 2024

سيشترك في الثأر كل من:

إيران، حزب الله، الحوثييون، حماس، الجهاد والمقاومة العراقية.

المجال الجغرافي للأخذ بالثأر:

سيتم قصف تل ابيب، حيفا، عسقلان وإيلات وجميع مستوطنات الشمال الإسرائيلي.

نماذج للأهداف الإستراتيجية للثأر:

سيتم قصف قواعد عسكرية وأماكن إستراتيجية مثل محطات الكهرباء، بعض المواني.

فرص أخرى مزامنة للأخذ بالثأر:

قد تحتل قوات حزب الله بعض مستعمرات الشمال الإسرائيلية.

قد يتم اغتيال شخصيات عسكرية سياسية.

الموقف الإسرائيلي بعد الثأر:

لن تصمت إسرائيل، بل ستقوم بالرد، سيشمل الرد ضرب بيروت، اليمن، وتهران.

ما بعد الرد الإسرائيلي بعد الأخذ بالثأر:

سيتم الرد على الرد، وسيجتاح حسن نصر الله جميييع أراضي الشمال الإسرائيلي.

ستدخل سوريا الحرب، وقد تسترد الجولان أو جزءاً منها.

عملية الأخذ بالثأر والانتخابات الأمريكية:

ستشتعل الحرب الكبرى الشاملة قبل ٥ نوفمبر، أي قبل الانتخابات الأمريكية.

أتمنى _ وفي نفس الوقت لا أتمنى_ أن أكون مُخطئاً.

أ.د. مدحت حماد، أستاذ الدراسات الإيرانية والخليجية جامعة طنطا.

د. أحمد مصطفى: اغتيال إسماعيل هنية والتأثيرات المحتملة لذلك؟

تأثير اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على حركة حماس وفلسطين، وكيف سيكون موقفها من الصراع الحالي مع الكيان الصهيوني؟

إن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، من شأنه أن يغير المشهد السياسي في فلسطين والمنطقة بشكل كبير. فدور هنية ليس رمزيًا فحسب، بل هو ليس مجرد دور رمزي بل مشارك بعمق في عمليات صنع القرار في حماس، وهو لاعب مهم في الساحة السياسية الفلسطينية وشخصية راسخة في الجغرافيا السياسية المعقدة في الشرق الأوسط. ومن شأن اغتياله أن يخلق فراغًا في السلطة داخل حماس، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات في قطاع غزة والضفة الغربية والمجتمعات الفلسطينية في الشتات.
وفي أعقاب ذلك مباشرة، ستواجه حماس فترات مكثفة من إعادة التنظيم الداخلي وخلافة القيادة. ويمكن للقيادة الجديدة أن تتخذ اتجاهاً راديكالياً أو أن تسلك طريقاً أكثر حذراً يتمثل في الحفاظ على سياسات هنية والسعي إلى المشاركة الدولية. ومن شأن اغتيال هنية أن يؤدي إلى تفاقم العلاقة المضطربة بين حماس وخصومها، ولا سيما الحكومة الإسرائيلية وحلفائها، الذين يشار إليهم غالباً باسم ”الكيان الصهيوني“. ومن شأن ذلك أن يحشد الدعم الفلسطيني وراء حماس، مما يؤدي إلى إدانة واسعة النطاق وتصاعد التوتر.
وفي مواجهة فقدان حماس لرأسها السياسي، يمكن أن تشهد حماس تحولاً في سياستها نحو مزيد من التشدد، وتضخيم عملياتها العسكرية كـ إستعراض للقوة أمام الخصوم الخارجيين والوحدة في مواجهة عدو مشترك. وعلى افتراض أن إسرائيل ستُعتبر مسؤولة عن الاغتيال، قد تردّ حماس من خلال زيادة إطلاق الصواريخ، ما قد يؤدي إلى دورة تصعيد سلبية قد تتوج بصراع عسكري جديد واسع النطاق.ومن شأن المجتمع الدولي أن يثير ردود فعل متباينة، حيث ستنأى بعض الدول عن حماس، في حين قد تحتشد دول أخرى، ولا سيما تلك التي تربطها علاقات تاريخية بفلسطين وتعارض الأعمال العسكرية الإسرائيلية، خلف حماس. ومن منظور أوسع لحل النزاع، يمكن أن يكون اغتيال هنية إما حافزًا للسلام أو أن يدفع المنطقة إلى دوامة أخرى من العنف والهجمات الانتقامية.

من قد يحل محل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد اغتياله، وماذا سيكون موقفه من الكيان الصهيوني؟

إن استبدال قيادة هنية داخل حماس مهمة معقدة تتطلب تحقيق التوازن بين الديناميكيات الداخلية، والتعامل مع الضغوط الخارجية من الجهات الفاعلة الدولية، وتوجيه مسار الصراع المستمر مع إسرائيل. ومن بين الخلفاء المحتملين داخل التسلسل الهرمي لـ حماس يحيى السنوار الذي يقود الجناح العسكري ويتمتع بنفوذ كبير على سياسات الحركة. ويمكن أن يشير صعود السنوار إلى نهج أكثر تشددًا تجاه إسرائيل، مما يؤدي إلى اشتباكات أكثر تواترًا مع الكيان الصهيوني وتضاؤل احتمالات إجراء محادثات المصالحة.
وبدلاً من ذلك، يمكن أن يجلب موسى أبو مرزوق، وهو قيادي مؤثر في المكائد السياسية لحماس، مجموعة من الاستراتيجيات الأكثر دبلوماسية وحزماً إلى الواجهة. وقد تشير قيادته إلى استعداد حماس لإعادة التفاوض على الشروط مع إسرائيل أو المجتمع الدولي، مما يشير إلى بعض الانفتاح على الانخراط في قضايا مثل رفع الحصار وتحسين الظروف الإنسانية للشعب الفلسطيني. هذا ولن يعكس نهج القائد الجديد تجاه إسرائيل ايديولوجيته الشخصية فحسب، بل سيعكس أيضًا الإرادة الجماعية لـ حماس كحركة ملتزمة بشكل أساسي بالقضية الفلسطينية والمقاومة ضد القمع والحرمان. إن صعود قائد جديد يمكن أن يدفع حماس نحو مزيد من المقاومة المكثفة أو أن يؤدي إلى إعادة النظر في حل دبلوماسي مدفوعًا بالاحتياجات الملحة للشعب الفلسطيني للاستقرار والتقدم.
ومهما يكن من أمر، فإن موقف البديل المغتال من إسرائيل سيبقى ثابتاً على حق الشعب الفلسطيني الأصيل في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال، وهو ما يعكس الروح الجماعية لـ نضال حماس من أجل الاعتراف والسيادة والعدالة في المنطقة.

ماذا سيكون الموقف الدولي من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خاصة الصين بعد المصالحة الأخيرة التي تمت بين حركتي فتح وحماس؟

من شأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن يثير ردود فعل دولية معقدة، تؤثر على العلاقات الدبلوماسية والمشهد السياسي العالمي. ويمكن أن يؤثر موقف الصين من الحدث على اتجاه رد الفعل الدولي ومستقبل العلاقات متعددة الأطراف في الشرق الأوسط. من المرجح أن تدين الصين، المعروفة بنهجها الدبلوماسي والدقيق، عملية الاغتيال ذات الدوافع السياسية، مع التركيز على مبادئ السيادة وعدم التدخل. وسيُنظر إلى أي عمل من أعمال العنف التي تقوض هذه الجهود على أنه سيؤدي إلى نتائج عكسية للسلام والوئام الإقليمي.
كما سيؤكد رد الصين على أهمية دور المجتمع الدولي في ضمان العدالة وحماية القادة السياسيين من عمليات القتل المستهدف. وقد تدعو الحكومة الصينية إلى إجراء تحقيق دولي محايد، مع التأكيد على ضرورة محاسبة الجناة. ومن المحتمل أن تؤدي عملية الاغتيال إلى استقطاب الآراء، حيث قد تتفاعل الدول التي تعتبر حماس منظمة إرهابية بردود فعل صامتة أو موافقة ضمنية. ومن ناحية أخرى، قد تعرب الدول التي تدعم أجندة فلسطينية أوسع أو تنتقد السياسات العدوانية في المنطقة عن إدانتها الشديدة وتطالب بإجراء تحقيق شامل.
وقد تؤدي عملية الاغتيال إلى تعطيل الجهود الأخيرة للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، مما يعزز بيئة من عدم الثقة وربما يشعل الصراعات الداخلية في الأراضي الفلسطينية. وقد يُنظر إلى مثل هذه النتيجة على أنها انتكاسة للعلاقات الدبلوماسية بين الفصائل، ولـ الأدوار التي تضطلع بها الصين وغيرها من الأطراف الدولية المعنية كـ صانعي سلام.
بعض المصادر العالمية التي تزعم وجود تواطؤ لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صباح الأربعاء 31 يوليو 2024
أثار اغتيال إسماعيل هنية، رئيس الجناح السياسي لحركة حماس، تكهنات ومزاعم دولية. وتشير هذه المزاعم إلى أن أعضاء رفيعي المستوى في الحزب الديمقراطي وأركان إدارة بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووكالة الاستخبارات المركزية، متورطون مع نتنياهو، أثناء دعوته للكونجرس الإسبوع الماضي، في مؤامرة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية". ويُعتقد أن هذه المؤامرة، التي تغذيها التكنولوجيا والاستخبارات، قد تم تمكينها من خلال التكنولوجيا والعلاقة الحميمة مع الاستخبارات.
وتشير هذه المؤامرة التخمينية إلى أن هذه الجهات، التي لكل منها أهدافها الجيوسياسية الخاصة، رأت في إزاحة هنية فائدة استراتيجية. ومع ذلك، فقد قوبلت هذه الادعاءات بالتشكيك، مما دفع الكثيرين إلى الشك في الترويج لأنصاف الحقائق والدوافع الخفية.
وقد أثار التقاء الأحداث والتورط المفترض لشخصيات رفيعة المستوى معضلة بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالقلق من الإجراءات المدعومة من الدولة التي تسبب ضرراً أكثر من نفعها. وتزيد هذه الادعاءات من تعقيد العلاقات الدولية الحالية وتسلط الضوء على التصدعات العميقة في النظام العالمي.
وعلى الرغم من الضبابية التي تكتنف هذه القضية، إلا أنها تسلط الضوء على التفاعل بين الدول القوية ووكالاتها السرية ودور عمالقة التكنولوجيا في الشؤون العالمية، مما يؤشر إلى حقبة جديدة في العلاقات الدولية. ويؤكد على الديناميكيات دائمة التطور في كيفية التقاء القوى والجغرافيا السياسية والتكنولوجيا في العالم المعاصر.

ما هي التداعيات السياسية والاقتصادية الناجمة عن اغتيال إسماعيل هنية؟

يمكن أن يكون لاغتيال إسماعيل هنية، وهو شخصية رئيسية في السياسة الفلسطينية، آثار سياسية واقتصادية كبيرة، لا سيما على استقرار المنطقة وتأثيره على تجارة النفط والغاز. وقد يؤدي هذا الحدث إلى الإخلال بتوازن القوى الحساس في الشرق الأوسط، مما يتسبب في سلسلة من الآثار عبر شبكات تجارة النفط والغاز، التي تعتبر محركات أساسية للاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
يمكن أن يؤدي موت هنية المفاجئ إلى تفاقم التوترات وربما يؤدي إلى زيادة الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، مما يؤثر على الاستقرار الإقليمي الأوسع نطاقاً. ويمكن أن يُترجم عدم اليقين هذا إلى تقلبات في السوق، مما يتسبب في آثار سلبية على التجارة، لا سيما في قطاع النفط والغاز المتقلب. يمكن أن تتصاعد أسعار النفط الخام بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات، حيث من المعروف أن التوترات الجيوسياسية تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. وقد يمتد التوتر في أسواق الطاقة إلى الأصول الأخرى، مما قد يتسبب في تصاعد القلق الاقتصادي العالمي.
يمكن أن يؤثر الصراع في مركز إنتاج الطاقة تأثيرًا كبيرًا على الغرب، مما قد يتسبب في حدوث تموجات اقتصادية في أسواق رأس المال والصناعات والمستهلكين. فـ الولايات المتحدة، وهي مستهلك ومنتج كبير للنفط، قد تواجه ارتفاعًا في أسعار الطاقة، مما قد يكون له عواقب سلبية على اقتصادها مثل ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. كما قد تتأثر الدول الأوروبية سلبًا بسبب اعتمادها الكبير على واردات النفط والغاز.
وتشمل التداعيات السياسية لهذا الحدث أن تجد الدول الغربية نفسها في وضع غير مستقر في الوقت الذي توازن فيه بين علاقتها مع إسرائيل وبين الغضب وردود الفعل العنيفة من المجتمع الإسلامي.

هل سيكون هناك رد فعل قوي من إيران وحزب الله والحوثي على اغتيال أحد القياديين في حزب الله وإسماعيل هنية رئيس حركة حماس أمس؟

المرشد علي خامنه اي يستقبل إسماعيل هنية في مكتبه قبل اغتياله بيوم واحد

يراقب المجتمع الدولي عن كثب رد إيران وحزب الله والحوثي على اغتيال القيادي في حماس إسماعيل هنية. إن هذا الهجوم المستهدف يهدد الاستقرار الإقليمي، وينطوي على إمكانية التصعيد إلى صراع أوسع نطاقًا بسبب الديناميكيات الجيوسياسية الكبيرة. وقد أدانت إيران، الداعم المالي والاستراتيجي لحزب الله، عملية الاغتيال، وقد ترد بأشكال مختلفة، إما مباشرة أو من خلال قوات بالوكالة. ولدى حزب الله سياسة طويلة الأمد تتمثل في عدم ترك مثل هذه الأعمال دون رد، وتشير أفعالهم الأخيرة إلى أنهم يعتبرون الانتقام العنيف ضرورة للحفاظ على الدعم الداخلي والمصداقية الخارجية.
وعلى الرغم من تورط الحوثيين في صراع داخلي في اليمن، إلا أنهم أثبتوا مرارًا وتكرارًا قدرتهم على شن حرب بعيدًا عن جبهتهم الداخلية. إن تورطهم في الرد الجماعي لإيران وحزب الله على عملية الاغتيال أمر غير محتمل ولكنه ليس مستبعدًا. ولديهم القدرة على شن هجمات بارزة على الأساطيل الدولية التي تبحر في مضيق باب المندب الاستراتيجي، مما يفاقم التوترات ويشير إلى تضامنهم مع حلفائهم.
وتؤكّد ردود الفعل المتوقعة هذه الطبيعة غير المستقرة للوضع واحتمال نشوب أزمة دراماتيكية وسريعة التطور. إن التقاء المصالح بين إيران وحزب الله وربما الحوثيين يمكن أن يسرّع من رد فعل إقليمي، مما قد يحوّل الحادث المحدد إلى مواجهة أوسع نطاقًا مع الدول المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد تمتد تداعيات مثل هذه المواجهة إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، مما يؤثر على الأسواق العالمية وأسعار النفط والتوازنات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا.
وقد يأتي رد هذه الفصائل بدرجات متفاوتة من الشدة، بما في ذلك الأعمال العسكرية أو الهجمات الإلكترونية أو الاغتيالات لخصومها. ويقف العالم حاليًا في حالة من الترقب، منتظرًا ليرى كيف ستترجم إيران وحزب الله وربما الحوثيون عزمهم إلى أفعال.

علي خامنه اي يصلي على روح الشهيد اسماعيل هنية

هل سيستفيد ترامب من اغتيال إسماعيل هنية بأيدي الديمقراطيين وكونه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية؟

من المحتمل أن يستفيد ترامب من اغتيال إسماعيل هنية من قبل الديمقراطيين، إذا تم تدبير اغتيال إسماعيل هنية أثناء وجود ترامب في منصبه، سواء من الناحية السياسية أو غير ذلك. إن توقيت الحدث وسياقه أمران حاسمان، إذ لن يضع ترامب مباشرةً في موقع قوة يمكنه من الاستفادة من الموقف لتحقيق مكاسب فورية. ومع ذلك، ومع تأثيره المستمر على الحزب الجمهوري وقاعدته الشعبية، يمكن للحدث أن يشكل خطابه واستراتيجيته للمساعي السياسية المستقبلية.
إن اغتيال قائد سياسي رفيع المستوى مثل هنية يمكن أن يُنسج بطرق مختلفة، مثل الادعاء بتبرئة موقفه السابق من العلاقات الدولية، وهو ما قد يجد صدى لدى الأمريكيين الذين يدعمون موقفًا أكثر عدوانية أو حزمًا في الصراعات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الحدث إلى مزيد من الانقسام في التحالف الديمقراطي، حيث سيتخذ المعتدلون والتقدميون مواقف متعارضة بناءً على وجهات نظرهم حول كيفية تفاعل الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي. ويمكن أن يستغل ترامب هذا الانشقاق المحتمل لتصوير نفسه كشخصية أكثر توحدًا مقارنة بالحزب الديمقراطي.
ومع ذلك، من المهم أيضًا النظر في رد الفعل العكسي المحتمل الذي يمكن أن يولده مثل هذا الحدث، على الصعيدين المحلي والدولي. يمكن أن يؤدي اغتيال هنية إلى إدانة دولية كبيرة وقد يؤدي إلى تصعيد النزاعات في المنطقة، خاصة بالنظر إلى الطبيعة المتقلبة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويمكن أن يؤثر ذلك على الرأي العام داخل الولايات المتحدة، حيث قد تميل المشاعر إلى تجنب التورط الذي يتدهور إلى صراعات أوسع نطاقاً.
وفي المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، يمكن أن يكون لعملية الاغتيال تأثيرات عميقة، بدءاً من التأثير على ديناميكيات القوى الإقليمية إلى احتمال إشعال المزيد من الاضطرابات. وعلى الرغم من عدم تورط ترامب بشكل مباشر على الأرجح، إلا أنه قد يجد نفسه مضطرًا للرد على هذه التطورات إذا كان لديه أي نية للحفاظ على وجوده على الساحة السياسية. ويمكن أن يؤدي تعامله مع الوضع إما إلى تعزيز سمعته كقائد حاسم أو الإضرار بها إذا خرج الوضع عن السيطرة.
وفي الختام، يمكن أن يؤدي اغتيال إسماعيل هنية إلى تصعيد التوتر بين إسرائيل وحماس، مما قد يؤدي إلى زيادة العسكرة أو تجديد جهود السلام. يتسم الرد الدولي على اغتيال هنية بالتعقيد، إذ ينطوي على تحالفات عالمية ومصالح استراتيجية ومبادئ معيارية. ويمكن أن يؤثر رد الصين على المشاركة الدبلوماسية وجهود السلام. أما التداعيات السياسية والاقتصادية فهي معقدة، بما في ذلك زيادة عدم الاستقرار الجيوسياسي، وتقلب أسعار الطاقة، وتفاعل ديناميكيات القوى العالمية. لقد كان اغتيال زعيم حزب الله فؤاد شكر وإسماعيل هنية حدثًا مهمًا سيختبر التحالفات الإقليمية وجهود حفظ السلام الدولية. ومن المرجح أن يكون الرد قوياً واستراتيجياً ولا يمكن التنبؤ به، مما يتطلب يقظة عالمية وتأهباً دبلوماسياً لتجنب تفاقم الوضع المتفجر. قد يتأثر الغرب سلبًا. ولا يمكن التنبؤ بالتأثيرات طويلة الأمد على مستقبل ترامب السياسي والمشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط

د. أحمد مصطفى

أحمد مصطفى.. رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة

أيمن سلامة: القانون الدولي يحظر اغتيال قادة حركات التحرر المسلحة.

يحظر القانون الدولي الإغتيالات السياسية لقادة حركات التحرر المسلحة التي تحارب الاحتلال الغاصب العسكري و تكافح لنيل حق المصير للشعب و الإقليم المحتلين.
الإغتيالات السياسية أحد أشكال الإرهاب وفق المواثيق الدولية.
في المقابل فالقادة العسكريون لحركات المقاومة المسلحة يجوز استهدافهم لطالما شاركوا في العدائيات العسكرية بشكل مباشر.
من الضروري أن يكون القائد العسكري للوحدات العسكرية لحماس او الجهاد أو أي حركة مقاومة مسلحة قائد ميداني فعلي و ليس مجرد قائد قانوني

الدكتور أيمن سلامة
خبير القانون الدولي الانساني
..أستاذ القانون الدولي بكلية الدفاع الوطني

رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة: يوليو 2024 شهر حاسم بالنسبة لفنزويلا، لماذا؟

مقدمة

في يوليو 2024، تواجه فنزويلا سلسلة من الأحداث المهمة التي يمكن أن تحدد مسارها المستقبلي. من المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية بعد يومين، والتي يمكن أن تمثل نقطة تحول في المشهد السياسي في البلاد، تنافسًا شديدًا، حيث يواجه الرئيس الحالي المعارضة. يمكن أن تحدد النتيجة ما إذا كانت فنزويلا ستستمر في مسارها الحالي للحكم الاستبدادي المزعوم أو ستشرع في اتجاه جديد نحو ما يسمى بنموذج الديمقراطية الغربية والازدهار. ومن المتوقع أن تقرر المحكمة الجنائية الدولية ما إذا كانت ستبدأ تحقيقًا رسميًا في الجرائم المزعومة ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة الفنزويلية. ويمكن أن يؤدي قرار الشروع في مثل هذا التحقيق إلى توجيه الاتهام إلى كبار المسؤولين الفنزويليين ومحاكمتهم، مما يزيد من عزلة البلاد عن المجتمع الدولي. على المجتمع الدولي دور حاسم في دعم فنزويلا خلال هذه الفترة الصعبة، حيث أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لها عواقب غير مقصودة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والتسبب في معاناة الشعب الفنزويلي.

القصة وراء العيد الوطني لفنزويلا ”05 يوليو“

يحتفل باليوم الوطني لفنزويلا، الذي يحتفل به في الخامس من يوليو، لإحياء ذكرى إعلان استقلال البلاد عن إسبانيا في عام 1811. تاريخ البلاد تاريخ معقد، تميز بالنضال من أجل الحرية وتقرير المصير على مدى قرنين من الزمان. في أواخر القرن الخامس عشر، استعمرت إسبانيا فنزويلا، وأسست نظاماً استغلالياً وقمعياً. فقد أُجبر السكان الأصليون على العمل في المناجم والمزارع، وأُخذت أراضيهم. كما تم جلب العبيد الأفارقة إلى المستعمرة، وتعرضوا لمعاملة قاسية.
ظهر إحساس بالهوية الوطنية بين الشعب الفنزويلي، وازدادت رغبته في الاستقلال. في عام 1810، سيطرت مجموعة من الوطنيين الفنزويليين على الحكومة في كاراكاس وأسسوا مجلسًا عسكريًا. أعلن كونغرس فنزويلا الاستقلال في 5 يوليو 1811، مما شكل بداية عهد جديد لفنزويلا.
ومع ذلك، لم يكن الطريق إلى الاستقلال سهلاً، وتبع ذلك حرب دموية. استغرق الأمر عقدًا آخر قبل أن تحصل فنزويلا على استقلالها، بمساعدة سيمون بوليفار وغيره من القادة الفنزويليين العظماء. واليوم، يحتفل في الخامس من يوليو باليوم الوطني لفنزويلا، وهو يوم فخر ووطنية لجميع الفنزويليين. إنه وقت للتفكير في تاريخ البلاد الغني، وتكريم الأبطال الذين ناضلوا من أجل الحرية والسيادة، والعمل من أجل مستقبل أفضل لجميع الفنزويليين.

لماذا تعتبر فنزويلا دولة مهمة في أمريكا اللاتينية؟

تُعد فنزويلا بلداً مهماً في أمريكا اللاتينية بسبب احتياطياتها النفطية الهائلة التي جعلتها لاعباً مهماً في سوق الطاقة العالمي. وتوفر صادراتها النفطية مصدر دخل كبير لبلدان أخرى في المنطقة. كما أن فنزويلا كانت رائدة في الدبلوماسية الإقليمية وجهود التكامل، حيث دعت إلى هوية أمريكية لاتينية موحدة وأنشأت منظمات مثل التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا اللاتينية (ألبا) وتجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك).
ينعكس التراث الثقافي الغني للبلد، المتأثر بالتأثيرات الأصلية والأفريقية والأوروبية، في موسيقاها وفنها وأدبها ومطبخها. كما أن حجمها وموقعها الاستراتيجي، باعتبارها سادس أكبر دولة في المنطقة، يجعلها مركزاً أساسياً للنقل ولاعباً رئيسياً في قضايا الأمن والدفاع الإقليمي.
وباختصار، ترجع مساهمات فنزويلا الكبيرة في المنطقة إلى حد كبير إلى مواردها الطبيعية الوفيرة، وريادتها في الدبلوماسية الإقليمية وجهود التكامل، وتراثها الثقافي الغني، وموقعها الاستراتيجي. وسوف تستمر في أداء دور حاسم في تشكيل مستقبل أمريكا اللاتينية.
فنزويلا بلد قوي رغم العقوبات الأمريكية، لماذا؟

لقد أظهرت فنزويلا، البلد الذي يواجه تحديات كبيرة، صمودًا وقوة ملحوظين على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة. فقد وفرت الموارد الطبيعية الغنية في البلاد، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن، مصدراً مهماً للإيرادات والاستقرار الاقتصادي، وجذبت الاستثمارات ودعمت القطاع الصناعي في البلاد. عززت الثقافة الفنزويلية المتنوعة والنابضة بالحياة والمتأثرة بالثقافات الأصلية والأفريقية والأوروبية إحساساً قوياً بالهوية الوطنية والفخر، مما أدى إلى توحيد البلاد في خضم المحن.
وظلت القيادة السياسية الفنزويلية ملتزمة باتباع سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الغذاء المدعوم والإسكان والرعاية الصحية للفئات السكانية الضعيفة. وعلى الرغم من الانتقادات والتحديات، فقد ساعدت هذه السياسات في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ومنع حدوث اضطرابات واسعة النطاق.
وقد أتاح موقع فنزويلا الجغرافي، مع إمكانية الوصول إلى المحيطين الأطلسي والهادئ، للبلاد الحفاظ على علاقات تجارية قوية ومواصلة تصدير مواردها الطبيعية القيمة على الرغم من العقوبات. وعموماً، فإن صمود فنزويلا وقوتها دليل على مرونتها وقوتها في خضم المحن.
فنزويلا رائدة عالمياً في مجال العدالة الاجتماعية والاشتراكية مع القوى العالمية الجديدة
أصبحت فنزويلا، في عهد الرئيسين هوغو شافيز ونيكولاس مادورو، رائدة عالميًا في مجال العدالة الاجتماعية والاشتراكية. وقد خطت البلاد خطوات كبيرة في الحد من الفقر وعدم المساواة، وتوفير فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويتجلى التزام الحكومة الفنزويلية بالعدالة الاجتماعية في برامجها الاجتماعية الواسعة النطاق، والمعروفة باسم ”misiones“، والتي تركز على مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والأمن الغذائي والإسكان.
ومن أبرز هذه البرامج برنامج ”باريو أدينترو“، وهو برنامج للرعاية الصحية قدم الخدمات الطبية للمجتمعات المحرومة من الخدمات، لا سيما في المناطق الحضرية. أنشأت الحكومة آلاف العيادات الطبية، ووظفت مئات الأطباء، وقدمت الرعاية الطبية المجانية لملايين الفنزويليين.
وأدت الاستثمارات في التعليم إلى زيادة كبيرة في معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وانخفاض معدلات التسرب من التعليم، وزيادة معدلات الالتحاق بالجامعات. كما نفذت الحكومة أيضًا سياسات تهدف إلى إعادة توزيع الثروة والحد من عدم المساواة في الدخل، مثل إصلاح الأراضي، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتأميم الصناعات الرئيسية.
وكانت فنزويلا داعية قوية إلى نظام عالمي جديد قائم على مبادئ التضامن والتعاون والاحترام المتبادل بين الدول، وسعت إلى بناء تحالفات مع الدول التقدمية الأخرى، لا سيما في جنوب الكرة الأرضية، لتحدي هيمنة القوى التقليدية وتعزيز نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه فنزويلا؟ هل هي تحديات صنعتها العقوبات الأمريكية؟
تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية حادة، يغذيها التضخم المفرط ونقص السلع الأساسية وانتشار الفقر على نطاق واسع. وقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بشكل كبير، وارتفعت معدلات البطالة. وقد أدت العقوبات الأمريكية إلى تفاقم الأزمة من خلال تصعيب وصول الحكومة الفنزويلية إلى الأسواق المالية الدولية، مما حد من قدرتها على الاقتراض وجعل من الصعب عليها دفع ثمن الواردات. كما استهدفت العقوبات صناعة النفط الفنزويلية، مما قلل من إنتاج النفط وتسبب في انخفاض صادرات النفط.
كما أن الأزمة الإنسانية في فنزويلا كبيرة أيضاً، حيث أدى النقص الحاد في السلع الأساسية إلى انتشار سوء التغذية والأمراض على نطاق واسع. كما انهار نظام الرعاية الصحية، وتفتقر العديد من المستشفيات إلى الإمدادات الأساسية. وقد أدت الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأمريكية إلى تفاقم الأزمة، مما جعل من الصعب على فنزويلا استيراد السلع من البلدان الأخرى، مما أثر على اقتصاداتها. أثارت الأزمة السياسية في فنزويلا مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وإمكانية امتداد الأزمة إلى بلدان أخرى في المنطقة.
فنزويلا ترغب في الانضمام إلى مجموعة بريكس كممثل عن أمريكا اللاتينية
وتدرس فنزويلا الانضمام إلى مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا لتنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل اعتمادها على الدول الغربية. وتسعى البلاد إلى الوصول إلى أسواق وفرص استثمارية جديدة، وتحفيز اقتصادها، وتعزيز علاقاتها السياسية مع القوى غير الغربية. كما تهدف أيضًا إلى تأكيد مكانتها كلاعب رئيسي في أمريكا اللاتينية، حيث تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
ومع ذلك، تواجه فنزويلا تحديات مثل التضخم المفرط، ونقص الغذاء، وانتشار الفقر على نطاق واسع، الأمر الذي يتطلب إصلاحات كبيرة في إدارتها الاقتصادية والحوكمة. وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال فنزويلا ملتزمة بالانضمام إلى مجموعة البريكس ووقعت العديد من الاتفاقيات مع الصين وروسيا والهند في مجالات مثل الطاقة والتعدين والبنية التحتية. كما تخطط لتوسيع تعاونها مع البرازيل وجنوب أفريقيا. كما ستساعد عضوية فنزويلا في مجموعة البريكس على تعزيز علاقاتها السياسية مع القوى غير الغربية وتعزيز مصالحها بشكل أكثر فعالية.
هل ستتبع فنزويلا عملية فك الارتباط بالدولار؟

تعاني فنزويلا، وهي دولة من دول أمريكا الجنوبية، من تحديات اقتصادية مثل التضخم المفرط والركود العميق والنقص الحاد في الدولار الأمريكي. ولمعالجة هذه المشاكل، قامت الحكومة الفنزويلية بتنفيذ عملية فك الارتباط بالدولار، بهدف تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتشجيع استخدام عملات أخرى في المعاملات الدولية. ويرجع ذلك إلى رغبة الحكومة في حماية نفسها من التقلبات وعدم اليقين في النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي. فالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة جعلت من الصعب على فنزويلا الوصول إلى الأسواق المالية الدولية والحصول على القروض والانخراط في التجارة الخارجية، مما ساهم في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى إلغاء الاستقطاب الرغبة في تعزيز استخدام عملة البلاد، البوليفار، في المعاملات المحلية والدولية. وقد طرحت الحكومة عملات ورقية ومعدنية جديدة، وأطلقت نسخة رقمية من العملة، وأنشأت مراكز لتحويل العملات لتسهيل تحويل العملة. وبالإضافة إلى ذلك، نفذت الحكومة تدابير لتثبيت قيمة البوليفار، مثل تثبيت سعر الصرف وفرض ضوابط صارمة على المعاملات بالعملات الأجنبية.
على الرغم من هذه الجهود، يبقى أن نرى ما إذا كانت فنزويلا ستتخلى تمامًا عن الدولار الأمريكي وتتبنى نظام عملة جديد. هناك عدد من التحديات والمخاطر المرتبطة بإلغاء الاستقطاب، بما في ذلك احتمال تقلب العملة، وصعوبة إقامة علاقات تجارية جديدة، وخطر المزيد من العزلة الاقتصادية. وعلاوة على ذلك، يعتمد نجاح عملية إزالة الاستقطاب على عدد من العوامل الخارجية، مثل مواقف وإجراءات البلدان الأخرى، واستقرار النظام المالي العالمي، وتطور السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

الانتخابات الرئاسية الفنزويلية 28 يوليو الانتخابات الرئاسية الفنزويلية

وقّع ثمانية من المرشحين العشرة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية المقبلة، بمن فيهم الرئيس نيكولاس مادورو، على اتفاق يلزمهم باحترام نتائج المنافسة كما أعلنتها السلطات الانتخابية. وقد يكون الاتفاق غير ذي أهمية بسبب تاريخ الحكومة في اختبار وخرق شروط الاتفاقات، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية، ولم يوقع عليه مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي يملك فرصة حقيقية لإنهاء سعي مادورو للفوز بولاية ثالثة في 28 يوليو.
لطالما كانت الهيئة الانتخابية مكدسة بحلفاء الحزب الحاكم الذين يعملون كأداة لحكومة مادورو، حيث يقومون بتطويع القواعد لصالح المرشحين المفضلين ويمنعون مشاركة المعارضة، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية. وذكر غونزاليز أنه لا يمكن أبدًا فرض اتفاق من جانب واحد ويجب أن ينبثق عن حوار محترم بين الأطراف.
وحدد المجلس الانتخابي موعد الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو المقبل، وهو ما يفي بأحد بنود الاتفاق الذي أشار إليه غونزاليس. وبموجب الاتفاق، تعهد الطرفان بالعمل على تحسين ظروف إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقد اختبر مادورو وحلفاؤه حدود الاتفاق باستمرار، بما في ذلك من خلال منع ترشيح ماريا كورينا ماتشادو التي فازت في الانتخابات الرئاسية التمهيدية لائتلاف المنصة الموحدة المدعوم من الولايات المتحدة.
هل المراقبة الغربية للانتخابات الرئاسية الفنزويلية نزيهة بما فيه الكفاية أم أنها تتبنى أجندة معينة؟
كانت الانتخابات الرئاسية الفنزويلية مثار جدل وسجال، مع مخاوف من أن المراقبين الغربيين قد يتأثرون بأجندات سياسية بدلاً من تعزيز القيم الديمقراطية. ويتهم منتقدو الحكومة الفنزويلية، لا سيما في عهد الرئيس نيكولاس مادورو، الحكومة بانتهاك حقوق الإنسان وقمع أصوات المعارضة وتقويض استقلال القضاء. وقد أدى ذلك إلى فرض عقوبات اقتصادية وضغوط دبلوماسية على فنزويلا.
وينظر بعض المراقبين الغربيين إلى الانتخابات على أنها فرصة لإضفاء الشرعية على النتائج أو نزع الشرعية عنها، وذلك حسب تفضيلاتهم السياسية. وتتهم الحكومة الفنزويلية المراقبين الغربيين بالتحيز وازدواجية المعايير، حيث يقبلون نتائج الانتخابات في الدول المنحازة سياسياً بينما ينتقدون أكثر من غيرهم. ويثير انخراط جهات غير ديمقراطية، مثل كوبا وروسيا، في دعم الحكومة الفنزويلية مخاوف بشأن نزاهة العملية الانتخابية وقدرة المراقبين الغربيين على الحياد.

ما هي سبل التعاون الممكنة بين فنزويلا ومصر؟ ما هو حجم التبادل التجاري بين الدولتين؟

لدى فنزويلا ومصر، وهما دولتان لهما تاريخ وثقافتان مختلفتان، القدرة على الانخراط في جهود تعاونية يمكن أن تعود بالنفع على الدولتين. يمكن أن يكون أحد مجالات التعاون في قطاع الطاقة، حيث تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، بينما تعمل مصر على توسيع إنتاجها من النفط والغاز. ويمكن للبلدين استكشاف مشاريع مشتركة أو مشاركة التكنولوجيا في التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما.
ويمكن أن يكون هناك مجال آخر للتعاون في القطاع الزراعي، حيث تتمتع مصر بتاريخ طويل في الإنتاج الزراعي ويمكنها مشاركة خبراتها مع فنزويلا. كما يمكن للبلدين استكشاف التجارة في المنتجات الزراعية، حيث تستورد مصر بعض السلع من فنزويلا والعكس صحيح.
وفقًا لـ مرصد إيكونوميك كومبليستي، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019 حوالي 55 مليون دولار، حيث صدرت مصر بشكل رئيسي الآلات والمعدات والمنتجات الكيماوية إلى فنزويلا، بينما صدرت فنزويلا بشكل رئيسي المعادن والوقود والمنتجات الغذائية إلى مصر.

ولزيادة التجارة والتعاون، يمكن للبلدين النظر في توقيع اتفاقيات ثنائية أو مذكرات تفاهم في مجالات محددة مثل الطاقة أو الزراعة أو السياحة. كما يمكنهما المشاركة في المعارض والمعارض التجارية للترويج لمنتجاتهما وخدماتهما.
علاوة على ذلك، يمكن لفنزويلا ومصر التعاون في مجال الثقافة والتعليم. يتمتع كلا البلدين بتراث ثقافي غني، وهناك العديد من الفرص للتبادل والتعاون في مجالات مثل الفن والموسيقى والأدب واللغة. على سبيل المثال، يمكن للبلدين تنظيم مهرجانات ثقافية أو تبادل المعارض أو إنشاء برامج تبادل طلابي.
التعاون الثقافي بين البلدين، والإنتاج الإعلامي المشترك، والشركات الناشئة، وإنشاء جامعة/مدرسة لاتينية للدراسات اللاتينية في مصر من شأنه تعزيز العلاقات مع أمريكا اللاتينية
يعد التعاون الثقافي بين الثقافتين أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز العلاقات بين الدول، لا سيما مصر وأمريكا اللاتينية، وخاصة فنزويلا. يمكن للأفلام الوثائقية أن تعزز التفاهم والتعاون الثقافي من خلال عرض وجهات النظر المختلفة وأوجه التشابه بين الثقافات. ويمكن أن يؤدي إنتاج أفلام وثائقية تركز على أمريكا اللاتينية وفنزويلا إلى زيادة الوعي والتفاهم بين المصريين، في حين يمكن لصانعي الأفلام الوثائقية في أمريكا اللاتينية وفنزويلا إنتاج أفلام وثائقية تعرض تاريخ مصر الغني وثقافتها ومجتمعها.
كما يمكن أن يساعد الانضمام إلى الإنتاج التلفزيوني والإعلامي في تعزيز التبادل الثقافي من خلال مشاركة الخبرات والموارد. يمكن أن توفر منصات التبادل الثقافي، مثل المنتديات على الإنترنت ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي والمراكز الثقافية، مساحة للأفراد والمنظمات للتواصل وتبادل الأفكار والتعاون في المشاريع. يمكن أن يؤدي دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال إلى تعزيز الابتكار وخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، مع تعزيز التبادل الثقافي في الوقت نفسه.
كما يمكن لإنشاء جامعة لاتينية أو مدرسة للدراسات اللاتينية في مصر أن يعزز الوعي بثقافة وتاريخ ومجتمع أمريكا اللاتينية بين المصريين. ويمكن أن تكون هذه المؤسسة بمثابة مركز للتعاون الثقافي بين البلدين، مما يسمح للأفراد والمنظمات من كلا المنطقتين بالالتقاء والعمل على مشاريع تعاونية.

لفنزويلا موقف تاريخي في دعم القضية الفلسطينية، لماذا؟

لفنزويلا تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية، حيث تعترف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال والعودة إلى وطنه. وقد دعت فنزويلا باستمرار إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، وأدانت بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. كما كانت فنزويلا من أشد المنتقدين لحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مسلطةً الضوء على العنف والتمييز والقمع.
ودعمت فنزويلا الجهود الرامية إلى تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى العدالة من خلال الآليات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية. وبالإضافة إلى الدعم الدبلوماسي والسياسي، قدمت فنزويلا مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك المساعدات الطبية والغذاء وغيرها من الضروريات الأساسية. وعلى الصعيد الدولي، دعت فنزويلا بفعالية إلى حل سلمي وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل على حدود 1967.

تتمتع فنزويلا بعلاقة جيدة مع العالمين العربي والإسلامي، كيف؟

تتمتع فنزويلا، وهي دولة من دول أمريكا الجنوبية، بعلاقة قوية وإيجابية مع العالمين العربي والإسلامي. وترتكز هذه العلاقة على روابط تاريخية وثقافية واقتصادية متجذرة في العلاقات التاريخية والثقافية والاقتصادية، وتعززت من خلال الاتفاقيات الثنائية ومبادرات التعاون. أما في العالم العربي، فقد أقامت فنزويلا علاقات دبلوماسية مع دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر والمغرب، مما يعزز السلام والاستقرار والتنمية.
وفنزويلا عضو نشط في جامعة الدول العربية لتعزيز المصالح والقيم المشتركة بين الدول العربية. أما في العالم الإسلامي، فقد طورت فنزويلا علاقات قوية مع دول مثل إيران وتركيا وماليزيا، على أساس القيم الدينية والثقافية المشتركة والمنافع المتبادلة في التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا. كما كانت فنزويلا داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية ودافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
ومن مجالات التعاون الرئيسية بين فنزويلا والعالمين العربي والإسلامي مجال الطاقة. وبصفتها عضوًا في منظمة أوبك، عملت فنزويلا بشكل وثيق مع الدول العربية والإسلامية لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط وضمان التوزيع العادل للإيرادات. كما أنشأت فنزويلا أيضًا منحًا دراسية وبرامج تبادل لتعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي، واستضافت مؤتمرات حول الثقافة والفن والأدب العربي والإسلامي. وفي مجال السياسة، دعمت فنزويلا الدول العربية والإسلامية في سعيها لتحقيق الاستقلال وتقرير المصير والتنمية.

احمد مصطفى: رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة

د . مختار غباشى: الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية تدخل مفهوم حماية البيئة الخضراء لمصر

تشهد العلاقات المصرية الصينية تطورًا كبيرًا فى السنوات الأخيرة لا سيما فى المجال الاقتصادى والمشرعات السكنية والبنية التحتية. هذا وتعد الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، التى تقوم بتنفيذ مشروع "منطقة الأعمال المركزية" (CBD) في العاصمة االجديدة، تعد من أكبر الشركات التي تضخ حيوية جديدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.

إن تنفيذ الشركة الصينية بقيادة رئيس مجلس الإدارة "CHANG WEICAI" لمشروعات كبيرة في مصر، يسهم بشكل كبير في توطين "تكنولوجيا البناء الصينية" في مصر، خاصة أن الشركة استخدمت تقنيات حديثة بدأ يكون لها مردود على سوق الإنشاءات في مصر.

منطقة الأعمال المركزية (CBD)

تتكون منطقة (CBD) من 20 برجًا سكنيًا وتجاريًا بما في ذلك البرج الأيقوني "أطول برج في إفريقيا"، الذي أصبح أعلى من برج القاهرة ، حيث يتكون البرج من 78 طابق ليصل ارتفاعه إلى 385 مترًا. تقدر استثمارات هذا المشروع بنحو 3 مليارات دولار، ويتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.

تماشيًا مع سياسة الدولة المصرية للحفاظ على البيئة وإنشاء مجتمعات خضراء صديقة للبيئة فى المدن الجديدة، التى تعد العاصمة الادارية في صدارة هذه المجتمعات، قامت الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC بتلبية دعوة مصر لحماية البيئة الخضراء والحفاظ على الطاقة وخفض الإنبعاثات الكربونية، كما أدخلت مفهوم حماية البيئة الخضراء بكافة مخططات وتصميمات المشروع وأعمال بنائه، بل وساهمت بقوة لمواجهة تغير المناخ العالمي. لهذا فقد اتخذت مجموعة من الاجراءات أثناء عملية التخطيط للمشروع من أجل تجسيد المفاهيم المعمارية الصديقة للبيئة وتمثل ذلك في اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة. لقد ظهر ذلك بوضوح فى اتخاذها لمجموعة من الاجراءات التالية أثناء عملية التخطيط للمشروع:

ثمان اجراءات نوعية

سعيًا لتنفيذ الطموحات والتوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية، حرصت الشركة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات النوعية كان في صدارتها ما يلي:

  1. تجسيد مفاهيم "الخضراء والصديقة للبيئة" في اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة. ففي البداية، كان هناك خياران لموقع العاصمة الإدارية الجديدة، أحدهما منطقة الواحات شمال القاهرة، والأخرى "المنطقة الصحراوية" شرق القاهرة. في النهاية، وقع الاختيار على المنطقة الصحراوية التي تشغل أقل قدر من الأراضي الزراعية وهكذا نحصل على أقل قدر من الضرر البيئي. وكان هذا في حد ذاته بمثابة تطوير وحسن استغلال الأراضي الغير قابلة للاستخدام. وهو ما مثَّل إحترامًا كبيرًا لـ "الطبيعة".
  2. في تخطيط مشروع CBD، يبلغ فرق الإرتفاع بين الجانب الغربي للموقع الحالي والطريق البلدي من الجانب الشمالي حوالي 10 أمتار، وفرق الإرتفاع بين الجانب الشرقي والطريق العام من الجانب الشمالي حوالي 5 أمتار لذلك تم زيادة مساحة الطابق السفلي وارتفاعه خلال عملية التصميم بشكل متعمد، وذلك باستخدام الحجم الذي يشغله الطابق السفلي للحفاظ على توازن الأعمال الترابية في الموقع وتقليل تلوث وسائل النقل.
  3. ربط أعمال التخضير "النهر الأخضر" في الجهة الجنوبية لموقع المشروع لتكوين منطقة خضراء كبيرة وممتدة نسبياً، مما عمل على توفير بيئة جميلة وسط البيئة الطبيعية للمنطقة التي تُعد قاسية نسبيًا، وكذلك مكَّن من تعديل المناخ المحلي وتقليل الرمال والتلوث والغبار فضلاً عن تحسين جودة الهواء.
  4. إنشاء عدد كبير من الأماكن الترفيهية العامة، إلى جانب المناظر الطبيعية المبهجة، مما يشجع الناس إلى الخروج من غرفهم والمشاركة في الأنشطة العامة، وتقليل استخدام المساحات الداخلية، وتقليل استهلاك الطاقة، وتوجيههم لنمط حياة أكثر صحة.
  5. في نظام النقل، تم إنشاء نظام نقل عام مناسب لتوجيه وتشجيع استخدام "وسائل النقل العام"، وتقليل استخدام وسائل النقل الخاصة، وتقليل استهلاك الطاقة.
  6. توفير أنظمة مشاة مناسبة، ومناظر طبيعية خضراء، لتشجيع المزيد من الأفراد على المشي لحل مشكلة حركة المرور في المنطقة، وتقليل الازدحام، وتقليل الانبعاثات الكربونية.
  7. باعتماد مفهوم "محطة مجمع المرافق المركزية CUC"، أصبحت "إمدادات طاقة التبريد والطوارئ" للموقع بأكمله مركزية، مما عمل على توحيد الإمداد والإدارة من خلال شبكة الأنابيب في المنطقة، ورفع من كفاءة الطاقة وقلل من استهلاك الطاقة ومساحة غرف المعدات، ويقلل من الفاقد في عملية النقل، كما يقلل من تكاليف التشغيل والصيانة.
  8. استخدام مصابيح LED الشمسية في إضاءة الطرق بالمنطقة، التي لا تعمل على تحسين معدل استخدام الطاقة الخضراء فحسب، بل تقلل أيضًا من تكاليف وطاقات التشغيل لمرة واحدة.

عشر ضوابط هندسية صديقة للبيئة

كذلك عمدت الشركة الصينية العامة بقيادة بقيادة رئيس مجلس الإدارة "CHANG WEICAI" إلى وضع مجموعة من الإجراءات أثناء عملية التصميم المعماري منها:

أولاً.. استخدام الخرسانة شديدة الصلابة لتقليل استهلاك الموارد، وتقليل كمية الخرسانة المستخدمة، وتوسيع مساحة البناء، وتقليل استهلاك الطاقة في إنتاج الأسمنت، وتحسين كفاءة الاستخدام.

ثانيًا.. استخدام الخرسانة ذاتية الضغط، وهو امر لا يتطلب أي اهتزاز، مما يقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لصب الخرسانة، كما يقلل من إهدار القوالب والخلاطات، ويوفِّر من إستهلاك طاقة البناء بشكل كبير.

ثالثًا.. استخدام الخرسانة خفيفة الوزن الأمر الذي يوفر منحدرًا للعزل المائي من جهة، ويعمل أيضًا على تحسين أداء العزل الحراري للمبنى، ويقلل من استهلاك طاقة تبريد الهواء، ويقلل من استهلاك المواد، ويقلل من وزن الهيكل من جهة ثانية.

رابعًا.. استخدام القضبان الفولاذية عالية القوة، ما يقلِّل من عدد القضبان الفولاذية المستخدمة، وكذلك يعمل عمل على توفير استهلاك مواد المشروع والقوى العاملة والطاقة الإنتاجية.

خامسًا.. استخدم هيكل الأرضية الخرسانية طويلة المدى ألواحًا خرسانية أرضية مسبقة الجهد لتقليل سماكة الألواح الخرسانية الأرضية بالتالي توفير كمية الخرسانة المستخدمة، مما سمح بزيادة ارتفاع المبنى.

سادسًا.. باستخدام الواجهات الزجاجية الموحدة، أصبح إنتاج المصنع أكثر كفاءة وفعالية، كما أصبحت أعمال التركيب والتثبيت في الموقع أكثر سرعة وراحة، مما يقلل من استهلاك طاقة الإنتاج الإجمالية. كما أنه يُصنع بجودة عالية، ما يحسن الأداء العام لعزل الجدران الخارجية للحرارة ويقلل من استهلاك الطاقة الإجمالي للمبنى.

سابعًا.. استخدام مواد البناء محلية الصنع، قدر الإمكان لتقليل الواردات، وتقليل التلوث الناجم عن النقل البحري والجوي، على سبيل المثال، في الاختيار الهيكلي، تم استخدام الهياكل الخرسانية المسلحة، وفي التصميم الديكور، تم استخدام الحجارة المحلية قدر المستطاع.

ثامنًا.. فيما يتعلق بالتصميم المعماري، تم إنشاء المزيد من "المساحات الانتقالية" بين المباني والبيئة الخارجية لتشجيع الناس على الخروج بعد غروب الشمس وانخفاض درجة الحرارة بسرعة للإستفادة من الرياح الطبيعية وتقليل اعتماد الناس على المكيفات الهوائية.

تاسعًا.. في التصميم الخارجي للمبنى، تم استخدام عدد كبير من "مكونات التظليل" لتقليل أشعة الشمس القوية، والحد من الضوء المباشر الذي يدخل المبنى، مما يقلل من "حمل التبريد" للمبنى.

عاشرًا.. في التصميم الخارجي للمبنى، تم استخدام "الزجاج المزدوج/العازل" لتقليل انتقال العدوى، وتقوية العزل الحراري، وتقليل حمل التبريد.

هذا فضلا عن مجموعة من الاجراءات الفنية التقنية النوعية، التي أشار إليها كبير المهندسين YUAN HAD التي من أبرزها:

  • في نظام التبريد المركزي للـ CUC، تم إضافة "خزان حراري" عملاق لموازنة التبريد وتحسين كفاءة نظام التبريد.
  • عند اختيار المصابيح، تم استخدام المزيد من مصابيح LED الموفرة للطاقة، ويعمل نظام التحكم الذكي في الإضاءة على تقليل فقد الإضاءة إلى أقصى حد.
  • يؤدي "تدوير مياه الصرف الصحي والنفايات" في المبنى، بالإضافة إلى إعادة تحلية المياه، إلى زيادة الاستفادة من الموارد المائية إلى الحد الأقصى.
  • . تشغيل أنظمة الري بالتنقيط والري بالرش بانتظام لتقليل استهلاك مياه الري مع الحفاظ على المناظر الطبيعية الخصبة.
  • نظام إدارة المباني BMS. مراقبة تشغيل أنظمة تكييف الهواء، وضبط إمدادات قدرة التبريد بذكاء، وتقليل فقدان قدرة التبريد.
  • تم اختيار جميع الأدوات الصحية الموفرة للمياه، مما يقلل من هدر الموارد المائية.
  • يعمل تكوين معدات فرز وضغط النفايات الصلبة على تحسين معدل إعادة تدوير النفايات وتقليل تكاليف النقل.

كما يشير كبير المهندسين YUAN HAD إلى الإجراءات المتخذة أثناء عملية البناء، ليؤكد أن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية قد حرصت على مراعاة ما يلي:

اولا.. استخدم قوالب الألمنيوم بدلاً من القوالب الخشبية التقليدية؛ بهدف تحسين نعومة السطح وتقليل طبقات الطلاء وتقليل استهلاك المواد. زيادة سرعة الدوران، مما يحسن بشكل كبير من تقدم البناء ويوفر استهلاك طاقة الإنتاج. إعادة التدوير عدة مرات لتقليل هدر القوالب. نسبة إعادة التدوير عالية ومتجددة مما يقلل من استهلاك المواد.

ثانيا.. تركيب نظام معالجة مياه الموقع؛ لتنقية مياه الصرف الصحي واستخدامها في إزالة الغبار وأعمال الري والتخضير وتنظيف المركبات وما إلى ذلك، مما ساهم في توفير الكثير من موارد المياه.

ثالثاً.. استخدم البلاط المختلط والجاهز لتقليل الغبار وعبء العمل في الموقع، وتحسين الكفاءة وتقليل استهلاك طاقة الإنتاج.

رابعا.. تخصيص القضبان الفولاذية لتقليل التداخل وخسارة المواد.

خامسا.. استخدم مصابيح الشوارع وسخانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في منطقة المعيشة لتقليل استهلاك الطاقة.

مدير قسم الدعاية والإعلان LI BINGHONG : الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية مسيرة طويلة تمتد لاكثر من 40 عاما من الخبرة

من ناحية أخرى يذكر مدير قسم الدعاية والإعلان LI BINGHONG أن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية(CSCEC)كانت قد تأسست رسميًا في عام 1982، وأنها هي واحدة من أكبر مجموعات الاستثمار والبناء في الصين مع أطول تطوير مهني، وأقرب عملية موجهة نحو السوق، وأعلى درجة من التكامل، وأكبر حجم في العالم.، حيث تمتلك 8 شركات مدرجة وأكثر من 100 شركة تابعة قابضة من المستوى الثاني. كما يؤكد أن الشركة قد احتلت المرتبة التاسعة من قائمة فورتشن غلوبال 500 في عام 2022، والمرتبة الثالثة من أقوى الشركات الصينية الـ500، كما إحتلت المرتبة الأولى من بين أفضل 250 "مقاولا هندسيًا في العالم"، بجانب استمرارها في الحفاظ على أعلى تصنيف إئتماني عالمي للصناعة، والتحسين المستمر في القدرة التنافسية للسوق وتأثير العلامة التجارية، وتوطيد مكانتها الرائدة في هذه الصناعة.

من ناحية أخرى يغطي أداء أعمال الشركة الصينية للهندسة المعمارية أكثر من 100 دولة ومنطقة في العالم، ويشمل تخطيط أعمالها الاستثمار والتطوير (التطوير العقاري، وتمويل البناء، والتشغيل القابض)، بجانب البناء الهندسي (بناء المساكن والبنية التحتية)، والمسح والتصميم، والأعمال الجديدة (البناء الأخضر، وتوفير الطاقة وحماية البيئة والتجارة الإلكترونية) وغيرها من القطاعات الأخرى. وفي الصين،

تعتبر الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC، هي الشركة المنفذة لمشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويقع مشروع منطقة الأعمال المركزية في قلب الصحراء بحوالي 50 كيلو مترا شرق العاصمة القاهرة ويتكون من 20 برجًا سكنيًا وتجاريًا بما في ذلك البرج الأيقوني "أطول برج في إفريقيا"، حيث أصبح أعلى من برج القاهرة ، الذي يتكون البرج من 78 طابقًا ليصل ارتفاعه إلى 385مترًا. تقدر استثمارات هذا المشروع نحو 3 مليارات دولار، تم تنفيذها بالتعاون بين وزارة الإسكان، ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وبين شركة cscec الصينية، ، وكذلك ّ البرج الإداري C01 في مشروع CBD بالعاصمة الإدارية الجديدة الذي يعتبر بدوره أطول مبنى إداري في المشروع، حيث يبلغ ارتفاعه 174 مترًا ويتكوّن من طابقين تحت الأرض و35 طابقًا فوق الأرض.

لقد تمّ دمج مفهوم "الريادة التكنولوجية والتقدّم العلمي" في جميع مراحل إنشاء المشروع، مع الاستخدام واسع النطاق للمواد والتقنيات الحديثة. ومشروع برجي سي زيرو 7 وسي زيرو 8، الذى تشرف عليه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC، ويعتبر الجسر الذي يربط بين البرجين، المعروف باسم "جسر الصداقة"، هو الجسر الأول من نوعه في مصر.

إن منطقة الأعمال المركزية تضم البرج دي زيرو وهو أطول برج سكني في أفريقيا بطول 169 مترا ويبلغ عدد أدواره 49 طابقًا. لقد تم تزيين المنطقة التي تتوسط الأبراج بتصميم مفتاح الحياة وسيتم وضع مسلة فرعوني حيث تضم المنطقة كذلك ثاني أكبر مركز للطاقة في مصر CUC، المعني بتوفير الكهرباء للأبراج في حالة الطوارئ ويمد الفنادق بالخدمات. أيضًا مشروع أبراج الداون تاون بمدينة العلمين الجديدة، والذي يعد مثالاً آخر للتعاون المصري الصيني في إطار مبادرة "الحزام والطريق".

يطبق هذا المشروع التكنولوجيا الذكية ويركز على استخدام الطاقة الصديقة للبيئة خاصة الطاقة الشمسية ويتضمن وحدات مركزية للمياه المثلجة التي ستستخدم فيما بعد في تغذية شبكات أجهزة التكييفات دون استهلاك عال للكهرباء.

الحقيقة أن هذه الشركة تعتبر نموذجًا فعالاً يحتذى به في تعميق العلاقات الودية بين مصر والصين في الأوقات الاستثنائية، حيث تحرص "الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية - CSCEC - مصر" على توفير بيئة معيشية هانئة، بالإضافة إلى تقديم كل سبل الراحة والسعادة لأكبر عدد ممكن من الناس.

تقرير التنمية المستدامة لشركة (CSCEC) للعام 2021 – 2022 في مصر

يشير تقرير التنمية المستدامة لشركة (CSCEC) إلى أن تصميم المشروع قد ركز على الاعتبارات الأمنية والبيئية باستخدام طاقة أقل وخامات محلية وتطوير إدارة التخلص من القمامة.

مرة أخرى يضخ مشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية (CBD) الذي تقوم بتنفيذه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، دَفعَة حيوية جديدة في شرايين التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر. حيث إن تنفيذ الشركة الصينية لمشروعات كبيرة في مصر ، يساهم بشكل كبير في توطين تكنولوجيا البناء الصينية في مصر، خاصة أن الشركة استخدمت بكل تأكيد تقنيات حديثة بدأ يكون لها مردود على سوق الإنشاءات في مصر.

أمين عام مركز الفارابى للدراسات السياسية

تحرير وإخراج: مركز الفارابي للدراسات السياسية

دكتور مدحت حماد*: “مستقبل أمريكا والغرب” في الشرق الأوسط بعد إشعال فتيل “الحرب الدينية”؟

أمريكا الراعي الرسمي الرئيسي لحالة الجنون الإسرائلية المصاصة لدماء الفلسطينيين

بعد الجريمة الإسرائيلية النازية الفاشستية البشعة والمجزرة الرهيبة التي شهدتها كنيسة الروم الأرثوذكسية واستشهاد ستة عشر مسيحيًا فلسطينيًا، وبعد الفيتو الأمريكي في اجتماع مجلس الأمن أمس الخميس 19أكتوبر202 بشأن السماح بدخول مساعدات الإغاثة للفلسطينيين، أصبحت منطقة الشرق الأوسط برمتها تعيش على برميل وقود ملتهب وفي حالة غليان، حيث باتت أمريكا بمثابة الراعي الرسمي الرئيسي لحالة الجنون الإسرائلية المستعرة المصاصة لدماء الفلسطينيين، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى اشتعال الغضب العربي الإسلامي بل والعالمي، ضد المجازر الإسرائيلية اليومية المرتكبة بدماء باردة من جانب العصابات الصهيونية التي تحكم في تل أبيب وواشنطن.

مما لا شك في أن هذه التحولات والمستجدات غير المسبوقة على مدار عمر كيان الاحتلال الإسرائيلي، سوف تقود المنطقة إلى تغيير جذري في معادلات التوازن والردع بين إسرائيل وبين جميع المحيطين العربي والاسلامي الذي يقيم بداخله كل مَن يعيش فيما يُعرف بإسرائيل. فلا أحد بمقدوره الآن أن يتوقع إلى أين ستذهب وستصبح الأمور وكيف سيكون مستقبل شرق المتوسط بعد الآن.

نحن أمام حالة اصطفاف اقليمي دولي غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

إن العودة العسكرية النوعية الأمريكية لشرق المتوسط، وما رافقها من وصول قطع بحرية استراتيجية بريطانية، تكشف هي الأخرى، عن غموض وغيوم بات يلوح في الأفق الخاص بمستقبل منطقة شرق المتوسط. فإذا ما أضفنا الوجود العسكري النوعي الإستراتيجي الروسي والإيراني المتحقق فعليًا في شرق المتوسط عقدين على الأقل، نصبح أمام حالة اصطفاف اقليمي دولي غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية.

الحقيقة أن اختلاط دماء الشهداء الفلسطينيين بين ما هو إسلامي وما هو مسيحي في عملية الإبادة العرقية الممنهجة من جاب الكيان الإسرائيلي المتغطرس بمباركة أمريكية بريطانية، إنما تذكرنا بمشاهد الحروب الصليبية التي إنتشرت في الأفلام السينمائية، التي انتهت جميعها بنهاية واحدة، هي النهاية التاريخية التي حدثت، ألا وهي هزيمة الصليبيين وطردهم من شرق المتوسط، ليعودوا من حيث أتوا، وهي نفس النهاية التي باتت تقترب أكثر فأكثر فأكثر عما كانت عليه الأمور قبل السابع من أكتوبر 2023.

تداعيات زوال وأفول الهيمنة الأمريكية.

مما لا شك فيه أن وقت رحيل أمريكا _كما نعتقد_ هو نفسه، وقت هزيمة الصهيونية في الشرق الأوسط ومن ثَمَّ زوال الكيان الصهيوني الوقح، المعروف إعلاميًا بإسرائيل. عندئذ، لن يصبح لأمريكا موطئ قدم ليس فقط في شرق المتوسط، إنما في معظم أرجاء الشرق الأوسط، وخصوصًا غرب آسيا. هنا نفقط سيبدأ فعليًا العد التنازلي لزوال وأفول لسي فقط الوجود والهيمنة الأمريكية في العالم فحسب، إنما سيصاحب ذلك زوال وأفول الهيمنة الأوروبية الغربية على العالم بأسره، وهو الذي سيكون زوالاً مركبًا.. أي زوال سياسي، اقتصادي، عسكري، أمني، علمي وثقافي.

نحن بصدد حدوث فراغ إستراتيجي لم يحدث في الشرق الأوسط منذ خمسة قرون.

هذا الأمر يعني أنه يجب علينا أن نضع تصورات وسيناريوهات لما بعد زوال النفوذ والهيمنة الأمريكية الأوروبية من الشرق الأوسط. حيث سنصبح أمام فراغ إستراتيجي لم يحدث في المنطقة منذ خمسة قرون. إذ أن السؤال المركب هو: من الذي سيحل محل أمريكا. ومن الذي سيحل محل بريطانا وفرنسا وألمانيا؟ أي الدول الإقليمية هي التي ستشارك في اعادة رسم وصنع خريطة النفوذ والتحالفات الإقليمية وكيف ستفعل ذلك؟ كيف ستتم صياغة العلاقات بين القوى الإقليمية وبين القوى الدولية التي ستحل محل أمريكا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا؟ ووفق أي أسس سيتم ذلك، ولمن ستكون القيادة؟ وفي أي من الأٌطر ستُصَاغ "هذه" (نعم أقصد: "هذه" وليس "تلك".) التحالفات الجديدة؟

"طوفان غزة السابع من أكتوبر" هو مهر و ثمن التغيير الجذري في قيادة وأدارة العالم.

الواقع أن عملية "طوفان غزة السابع من أكتوبر" هي بمثابة "الحدث التاريخي المُنشئ" لواقع ولعالم شرق أوسطي جديد، وبالتأكيد لن تذهب دماء الشهداء الفلسطينيين هدرًا، فهي بمثابة المهر أو الثمن "الديني الشرعي" الذي يجب دفعه من أجل تحقيق هذا التغيير الجذري في قيادة وإدارة العالم.

إذًا: هل تدرك الحكومات العربية هذا؟ وهل تتوقع؟ بل هل تريده؟ وكيف تديره أو ستديره؟ أم إنها ستبقى كما هي أسيرة القناعات التي لازالت تقول بأن "النظام العالمي القائم بعد الحرب العالمية الثانية، لم يسقط بعد؟"

  • أستاذ الدراسات الإيرانية والخليجية بجامعة طنطا،
  • مدير مركز الفارابي للدراسات السياسية والإستراتيجية.

حلمي النمنم: الحدود المصرية؟؟

مجددًا، هذا الأسبوع، وضعت الدولة المصرية النقاط على الحروف فيما يخص حدودنا مع فلسطين وما يجرى فى غزة وإسرائيل.

الواقع أن حدودنا كلها ملتهبة، جنوبًا وغربًا وفى الشمال الشرقي، حيث قطاع غزة، المشكلة فى حدودنا مع غزة مختلفة، من الغرب والجنوب كان ممكنًا أن يتم تهريب السلاح إلى الداخل المصري، وربما تهريب وعبور إرهابيين. من ناحية غزة، كانت هناك نفس المشكلات، يُضاف إليها أن هناك مَن يصر على دفع سكان القطاع إلى الهرولة جماعيًّا، نحو سيناء، ليس إقامة مؤقتة ولا ضيافة، بل استيطان تام بها.

«افتحوا المعبر».. «افتحوا الحدود»

منذ حوالي عشرين عامًا، وكلما تعرضت غزة لغارات إسرائيلية، كانت مجموعات منظمة فى مصر والعالم العربي تتوقف تمامًا عن انتقاد إسرائيل أو توجيه اللوم إليها، ولا تفكر فى حل جذري للأزمة، بينما تصب جام غضبها على الحكومة المصرية، تحت شعار: «افتحوا المعبر».. «افتحوا الحدود».. «ارفعوا الحصار عن غزة». أدبيات تلك المرحلة مليئة بالكثير من ذلك، وهناك نجوم لمعوا وأفراد تكسّبوا تحت تلك الشعارات. والمعنى المباشر لهذه المطالب هو اجتياح الحدود المصرية، وتفريغ فلسطين من أهلها ومواطنيها ليملأها المستوطنون، وتتمدد إسرائيل. الفلسطينيون، مع الوقت- طبقًا لهذا التصور- قد يذوبون، حيث استقروا، أو يؤسسون وطنًا بديلًا. تلك الخطورة أو هذا المعنى للنزوح الجماعي كان واضحًا طوال الوقت لدى المعنيين فى الدولة المصرية والقيادات الفلسطينية، خاصةً رموز السلطة الوطنية، لكنه لم يكن كذلك لدى آخرين، خاصة ملوك المزايدة السياسية.

فى وقت من الأوقات، راهنت أطراف دولية على أن تعود مصر إلى إدارة القطاع، وتتولى المملكة الأردنية الضفة الغربية. وصل الأمر، زمن الرئيس السادات، إلى التلويح بإمكانية ضم القطاع نهائيًّا إلى مصر، لكن كان هناك إصرار مصري رسمي على رفض ذلك التصور نهائيًّا، كان واضحًا أن المقصود هو إنهاء فعلى للقضية الفلسطينية.

دويلة «غزة الكبرى»، بديلًا عن دولة فلسطين.

الواقع أن ذلك الطرح داعب فريقًا من الإسرائيليين مجددًا، لكن بشكلٍ آخر، يقوم على تفريغ غزة من سكانها إلى سيناء للاستيطان بها أو ضم جزء من سيناء إلى غزة، تُقام عليه دويلة «غزة الكبرى»، بديلًا عن دولة فلسطين. من أسف أن بيننا مَن تبنى ذلك التصور فى وقت ما، وسعى إلى تنفيذه، لكن رفضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورفضته بشدة القوات المسلحة المصرية وأجهزة الدولة. وفوجئنا بتسريب صوتي للرئيس السابق حسنى مبارك بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حاول مناقشة هذا الأمر معه، لكنه- مبارك- أغلق الموضوع نهائيًّا، وبحسم، كان ذلك قبل أن يغادر مبارك موقعه بحوالي ستة شهور. رغم هذا الوضوح، ومع صراخ الابتزاز السياسي والتخوين الوطني، كانت الدولة المصرية، حتى سنة ٢٠١١، تؤثر الصمت، ويتخوف رجالها من قول ما يرونه، ويبحثون عن تبريرات خارج الموضوع، فتبدو الدولة ضعيفة ومهتزة، كسيرة أمام الرأي العام ومتخاذلة بجوار الصارخين وجماعات الضغط، فيزداد الابتزاز والترهيب.

السابع من أكتوبر 2023 يوم «طوفان الأقصى»: «افتحوا الحدود أمام إخوتنا»!

كنا بصدد السيناريو نفسه هذه المرة، حين بدأت السبت الماضي عملية «طوفان الأقصى»، التي تواكبت مع الذكرى الخمسين لانتصار أكتوبر سنة ٧٣. مع الأخبار التي تُنشر حول الذكرى المجيدة، ظهرت تعليقات بذيئة تُهون من المناسبة، بل تسخر منها ومن الاحتفاء بها، وتطالب بفتح الحدود: «افتحوا الحدود أمام إخوتنا». توافق ذلك المطلب مع آراء نُشرت فى إسرائيل تطالب سكان غزة بالتوجه إلى سيناء والبقاء بها، الآراء لم تصدر عن الحكومة الإسرائيلية ولا عن جيش الدفاع، لكن المعتاد فى مثل هذه القضايا أن تتطاير هكذا آراء أو اقتراحات لجَسّ النبض واختبار مدى تقبُّلها، فإن رُفضت نُسيت (مؤقتًا)، وإذا بدَت احتمالات قبولها أو النقاش حولها أو رددها بعض ببغاوات السياسة، تُقدم بشكل رسمي، حدث ذلك كثيرًا فى التاريخ بشأن العديد من القضايا الكبرى.

رد الفعل الرصين والواضح.. الصارم من الدولة المصرية جاء أولًا على هيئة تصريحات من «مصدر أمنى» إلى قناة القاهرة الإخبارية، تحذر من دفع أهل غزة إلى سيناء، نُقل عنها فى معظم المنصات الإعلامية، ثم جاءت تصريحات الرئيس السيسي فى هذا الأمر قاطعة ومحددة بخصوص الأمن القومي المصري وموقفنا من القضية الفلسطينية. هذا الموقف ألزم معظم الأطراف بجادة الصواب. الحكومة الإسرائيلية نفت أن يكون لديها هذا الطرح، كررت هذا النفي، وأكدته وزارة الدفاع الإسرائيلية وكذا السفارة الإسرائيلية فى القاهرة. الذباب الإلكتروني صاحب هتاف «افتحوا الحدود أمام إخوتنا» بان موقعه بالضبط وأين يصب صراخه. يكشف أيضًا، لنقل «يُعَرِّى».. الكثير من الحملات التي تشنها دوائر أمريكية حول مسؤول أو حاكم عربي هنا أو هناك، دائمًا الذريعة غياب الديمقراطية وحقوق الإنسان.

الحقيقة دائمًا أيضًا أن الرضا أو الغضب الأمريكي على نظام أو حاكم فى منطقتنا أو خارجها يرتبط مباشرةً بمدى الانصياع أو الاعتراض على المطالب- الأوامر- الأمريكية. ولدينا عشرات النماذج، من ستالين نفسه إلى شاه إيران محمد رضا بهلوي إلى نورييجا، وحتى ما شئت من الأسماء، خاصة فى منطقتنا العربية.

ما الذي يحدث منذ حرب ١٩٤٨ إلى يومنا هذا؟

حماية الحدود المصرية ورفض اجتياحها واجب الدولة الأول ومهمة النظام السياسي حماية للحق الفلسطيني فى تشكيل دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة. قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين سنة ١٩٤٧ نص على وجود دولة لليهود ودولة للعرب على أرض فلسطين، إلى يومنا هذا لم تتم إقامة دولة فلسطين. تحاول إسرائيل بكل الوسائل منع قيامها، وتجد مساندة فى ذلك من الدولة العظمى. هذا الموقف الرسمي والإعلان عنه بهذه الدرجة من الشفافية يجب أن يضعا حدًّا لحالة نشأت وتكونت فى الإعلام والثقافة العربية، واتسع نطاقها فى الشارع وبين بعض التيارات السياسية، خاصة تلك التي تقف فى أقصى اليسار واليمين الديني تحديدًا، منذ حرب ١٩٤٨ إلى يومنا هذا.

تتلخص هذه الحالة فى أنه مع كل هجوم تشنه إسرائيل أو انتصار تحققه، فإننا نتوجه باللعن وجلد الذات، ولا نتهم الطرف الذى اعتدى ولا الظروف الدولية التي تعمل كلها لحسابه.ربما كانت الحملة التي سُميت صحفيًّا وسياسيًّا (صفقة الأسلحة الفاسدة) هي البداية لتدشين تلك الحالة، والآن طبقًا لكل الوثائق والشهادات والتحقيقات التي تمت زمن الملك فاروق ثم زمن اللواء محمد نجيب، لم تكن هناك أسلحة فاسدة، لكن كان جيش إسرائيل يفوق عدديًّا كل الجيوش العربية التي شاركت، وكان لديه أحدث الأسلحة ومقاتلوه من خيرة مقاتلي الحرب العالمية الثانية، خاصة الطيارين، لكن أطرافًا سياسية عديدة فى القاهرة أمسكت بتلك الحملة، وراحت تُغذيها لحسابات خاصة بها. دشنت هذه الحملة نظرية أن المشكلة ليست فى إسرائيل واحتلال الأراضي الفلسطينية ورفض إقامة دولة فلسطينية، بل فى المجتمع والحكومات العربية، وأن إقامة الدولة الفلسطينية لا تبدأ من داخل فلسطين، بل من القاهرة أو دمشق أو بغداد وغيرها من العواصم العربية.

هذه الإدانة كانت مريحة- عز الطلب- للحكومات الإسرائيلية وللعواصم الكبرى فى الغرب، تُعفيهم من أي مسؤولية أخلاقية أو أمام القانون الدولي، هي كذلك أرض خصبة لمَن أرادوا إحراج حكوماتهم وابتزازها أو الخلاص من نخب معينة أو إزاحتها والقفز عليها، وكان الغرب على استعداد دائم لتغذية ودعم بعض هؤلاء.

السؤال: هل آن الأوان لتغيير تلك العقليات ومراجعة تلك الأفكار؟