مركز الفارابي للبحوث والدراسات السياسية والتنموية

مركز الفارابي للبحوث والدراسات السياسية والتنموية

مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية يهنئ مصر بذكرى انتصارات حرب أكتوبر المجيدة

يتقدم مجلس إدارة مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية وجميع السادة الخبراء والمتخصصين المتعاونين مع المركز وكذلك جميع الباحثين والإداريين، لمصرنا الغالية، قيادة وشعبًا، بأصدق وأخلص التهاني والتبريكات بمناسبة حلول ذكرى انتصارات أكتوبر الخالدة، تلك الحرب العظيمة التي أعادت ليس فقط، لمصر وشعبها بل وللأمة العربية جمعاء عزتها وكرامتها، بعد ست سنوات عجاف من الألم والمرارة والحسرة نتيجة فقدان أجزاء غالية من جسد الأمة العربية بيد الصهاينة.

لقد كانت حرب أكتوبر بمثابة الملحمة العظيمة الخالدة التي جسدّت الإرادة والعزيمة والتحدي للمصريين جميعاً قادة، وجيشًا، وشعبًا أبيًّا بجميع طوائفه وفئاته ومستوياته، إرادة جمعت في باطنها صلابة الأرض المصرية وخلود النيل العظيم وحكمة وخلاصة تاريخ وحضارة أول أمة عرفتها البشرية، كما جسدت هذه الحرب وبأروع الصور الخالدة، كيف يمكن أن تكون الوحدة العربية، وما الذي يمكن أن تحققه هذه الوحدة متى تجسدت وتجلت، ليس فقط على صعيد الشرق الأوسط وإنما على مستوى العالم بأسره.

https://www.youtube.com/watch?v=XwnNzBc2hUA
السادات وعد وأوفى.

إن المركز إذ يتقدم بهذه التهنئة لجميع المصريين بصفة عامة وللقيادة السياسية المصرية الرشيدة متجسدة في سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بصفة خاصة، فإنه يؤكد على أن رعاية المصالح والأهداف القومية المصرية في كافة المجالات والمحاور وعلى كافة الأصعدة الداخلة في النطاق المباشر وغير المباشر للمجال الحيوي للأمن القومي المصري، هي الغاية والهدف لجميع ما يقوم به المركز من أنشطة أيًا ما كانت طبيعتها.

ولست أتجاوز إذا قلت أن التاريخ العسكرى سوف يتوقف طويلاً بالفحص والدرس أمام عملية يوم 6 أكتوبر 73 حين تمكنت القوات المسلحة المصرية من اقتحام مانع قناة

https://www.youtube.com/watch?v=plWAErdF8jA
أقول للجيش الثالث ولقائده أحمد بدوي له تقديري وتقديركم جميعًا تعبيرًا عن تقدير الوطن كله.

اللواء الدكتور سمير فرج يتذكَّر: حوارات الخامس من أكتوبر

صحيح أن يوم السادس من أكتوبر من عام 1973هو الأعظم، في تاريخنا الحديث، إلا أن يوم الخامس من أكتوبر يمثل علامة فارقة في حياتي، إذ كنا في مرحلة التمهيدات النهائية للحرب، بينما أكاد أجزم بأن أي منا لم يكن يتوقع أننا على بُعد سويعات من بدئها، ومن عبور قناة السويس، وتدمير خط بارليف.

أذكر أننا كنا في مركز عمليات القوات المسلحة لحرب أكتوبر، والذي كان يُطلق عليه "مركز عشرة"، وكنا قد بدأنا في اختبارات تواصل مركز القيادة مع المراكز الأخرى، ومنها مراكز القوات الجوية والبحرية والدفاع الجوي، والجيوش الميدانية، وحتى قيادة القوات في سوريا. وكان أول يوم أقضيه في مركز القيادة، هو يوم الخامس من أكتوبر، لفتح سجلات الحرب في صباح اليوم التالي. ولأنني كنت أحدث ضابط القيادة، برتبة رائد، ولم يكن قد مر على انضمامي أكثر من أسبوع، فلم يكن مسموحاً لي، طبقاً للتقاليد العسكرية، الحديث مع القادة الأعلى رتبة، إلا عند تلقي الأوامر بالرد على أمر ما، لذا فقد انصب تركيزي على سماع ما يدور بينهم من مناقشات.

https://youtu.be/ccRt5RGsLdQ?si=3LMUzUrAgqX2nUaH
اللواء الدكتور سمير فرج في ذكرى انتصارات اكتوبر المجيدة

منهم من يقول "إحنا تعبنا وولادنا اتدربوا كويس وربنا هينصرنا"، وآخر يقول "التخطيط للحرب هائل بقالنا سنين نعدل في الخطة، عندما يجد علينا سلاح أو معلومة عن العدو"، وثالث يتساءل "تفتكر هنعملها ونقتحم القناة بكرا؟"، ونسمع من يقول "أكيد ربنا هينصرنا في شهر رمضان المبارك،" فيعقب آخر "والله صلاح عبقري إنه اختار شهر رمضان للهجوم". ويسأل آخر "هنقدر نفتح الفتحات في الساتر الترابي"، ويرد العقيد مهندس أحمد نبيه "إحنا عملنا تجارب أكتر من شعر راسنا، وكلها نجحت، الفكرة هايلة، وربنا معانا"، ثم نسمع من يقول "هنقدر نحقق الهجوم ونصل للمضايق؟"، فيأتيه الرد "هنعبر ونصد الاحتياطيات المدرعة الإسرائيلية وهنوصل"، ويضيف آخر "التوجيه اللي عمله الفريق الشاذلي مفيهوش غلطة"، ويردد آخر "المهم ألا تتدخل القوات الجوية الإسرائيلية وإحنا بنعبر"، فيرد أحدهم "حائط الصواريخ هايل، وولادنا في الدفاع الجوي كانوا أبطال في حرب الاستنزاف، وأعطوا إسرائيل درساً يوم إسقاط الفانتوم، ومش هيغامروا بالتدخل وإحنا بنعبر".

كانت جميع الحوارات التي دارت قبل يوم العبور، في الخامس من أكتوبر، نابعة من القلب، ومفعمة بالأمل، واليقين، والثقة في القدرة على الهجوم في اليوم التالي، الذي بدأت فيه الحرب في تمام الثانية ظهراً، بانطلاق 220 طائرة لعبور قناة السويس، ويبدأ بعدها قصف المدفعية، لتعبر قواتنا المسلحة الباسلة قناة السويس، وتقتحم خط بارليف، وتنتصر على العدو الإسرائيلي، وتُحقق لمصر أغلى نصر في عصرها الحديث.

كل عام وأنتم بخير

اللواء الدكتور سمير فرج: معركة المزرعة الصينية، والمشير حسين طنطاوي

لواء دكتور/ سمير فرج
في الذكرى الثالثة لرحيل المشير حسين طنطاوي 21 سبتمبر، الرجل العظيم، الذي تولى وزيراً لدفاع مصر لمدة 20 عام، أعطى فيها الكثير لمصر وقواتها المسلحة، كما أنه أدار البلاد، وهو رئيس للمجلس الأعلى للقوات المسلحة بعد أحداث 25 يناير، ليصل بمصر إلى بر الأمان، حتى تم تسليم إدارة البلاد إلى السلطة المدنية. هذا الرجل الذي خاض خمس حروب في تاريخ العسكرية المصرية حرب 56، ثم حرب 67، ثم حرب الاستنزاف. ثم حرب 73، حيث كان قائداً لمعركة المزرعة الصينية. كما كان سيادته رئيسا لهيئة العمليات في حرب تحرير الكويت، الذي خطط لعمل القوات المسلحة المصرية هناك هذا البطل يقول أن أغلى وسام تقلده من ضمن اوسمة عديدة وهو وسام الشجاعة عن معركة المزرعة الصينية، وهو برتبة مقدم. ثم وشاح النيل أعلى وسام في مصر تقديراً لدوره في قيادة البلاد في تلك الظروف الصعبة.
واليوم أضيف عمل عظيم لهذا البطل العظيم حيث رشح ومعه مجموعة من الضباط المصريين من أبناء القوات المسلحة لأنشاء كلية حربية جديدة في الجزائر في شرشال بعد تحرير الجزائر من فرنسا. واليوم في ذكرى رحيل هذا البطل المشير طنطاوي، ونحن على أعتاب. الذكرى ل51 لحرب أكتوبر نعرض قصة المعركة الصينية.
كانت البداية عندما تم تعيين المقدم " محمد حسين طنطاوي " قائداً للكتيبة ١٦ مشاة من اللواء ١٦ مشاة، من الفرقة ١٦ مشاة، بقيادة الفريق اللواء عبد رب النبي حافظ، وكانت الكتيبة ١٦ مشاة، ضمن القوات المصرية المقاتلة في قناة السويس يوم السادس من أكتوبر عام ١٩٧٣ الساعة ٢:٠٠ ظهراً وعبرت قوات الكتيبة على متن القوارب المطاطية ضمن الموجة الأولى لقوات العبور، واقتحمت الكتيبة خط بارليف في منطقة الدفرسوار، وتقدمت بعد نجاحها شرقاً بعد اختراق دفاعات خط بارليف وقامت بصد احتياطي العدو القريب بقوة سرية دبابات.
اندلعت الكتيبة بعد ذلك في إتجاه المزرعة الصينية، والتي كانت عبارة عن ثلاث مباني، قامت الصين بإنشائها قبل حرب ،٦٧، بغرض إنشاء مزرعة تجريبية شرق القناة لزراعة المنطقة هناك، وعندما اشتعلت حرب يونيو ٦٧، إنسحبت العناصر الصينية التي تقوم بالزراعة، وبقيت الثلاث مباني والمنطقة المحيطة بها على الخرائط، معروفة باسم المزرعة الصينية.
واستمرت الكتيبة ١٦ مشاة بقيادة المقدم أركان حرب محمد حسين طنطاوي، ورئيس عمليات الكتيبة الرائد سعيد ناصف في التمسك بالأرض، وأنشأت الدفاعات في رأس الكوبري ضمن الفرقة ١٦ المشاة الميكانيكي.
وخلال هذه الفترة قامت الكتيبة بصد العديد من الهجمات المضادة من إحتياطيات الجانب الإسرائيلي ونجحت في صد وتدمير كافة تلك الهجمات دون حدوث أي إختراق لخطوط دفاعات الكتيبة ١٦ مشاة.
حتى جاءت ليلة السادس عشر من أكتوبر ۷۳، ليقوم العدو الإسرائيلي بأكبر هجوم مضاد بقوة لواء مدرع طبقا لخطة الجنرال شارون، التي كانت تهدف إلى إحداث إختراق في دفاعات الفرقة ١٦، من خلال إختراق دفاعات الكتيبة ١٦ مشاة، وبعد حدوث الاختراق تندفع باقي
قوات شارون إلى القناة والعبور بقوات لواء مدرع لتطويق الجيش الثاني، وتندفع في إتجاه الإسماعيلية تلك الخطة الإسرائيلية التي كانت معروفة باسم الغزالة.
وبعد منتصف الليل، بدأت العناصر المدرعة الإسرائيلية من لواء أدان وماجن من الإقتراب من خطوط دفاعات الكتيبة ١٦ مشاة، وفي السجلات الخاصة بوقائع حرب أكتوبر قدم المقدم " محمد حسين طنطاوي شهادته عن الأحداث قائلا "أنه بدأ يسمع تحرك جنازير الدبابات التي تقترب من دفاعات كتيبته، ومن خلال أجهزة الرؤية الليلية بدأ تقدم كتيبة دبابات المقدمة للواء المدرع الإسرائيلي، الأمر الذي دفعه لإعطاء الأوامر بصفته قائد الكتيبة ١٦ مشاة. بحبس النيران حتى تقترب دبابات العدو الإسرائيلي لأقرب نقطة، وتكون في مرمى النيران المؤثرة لكتيبته حتى يمكن تدميرها فورا".
وفعلا عندما اقتربت المدرعات الإسرائيلية في مرمى النيران المؤثرة للكتيبة. أطلق المقدم حسين طنطاوي إشارة ضوئية في الهواء وهنا قامت قوات الكتيبة بفتح النيران فوراً على الدبابات الإسرائيلية المتقدمة والتي أصابتها مباشرة واستمرت المعركة أكثر من ساعتين. وبعد أن شعر العدو بعدم قدرته على إختراق دفاعات الكتيبة، قرر إيقاف هجوم الاختراق والانسحاب للخلف.
وكانت شبورة الصباح قد بدأت لتمنح العدو الفرصة لسحب قتلاه من أرض المعركة، وفشلت قوات شارون من إختراق دفاعات الكتيبة ١٦ بقيادة المقدم حسين طنطاوي، واضطر شارون أن يلجأ إلى تنفيذ الخطة من خلال العبور من البحيرات المرة، إلى الضفة الغربية لقناة السويس، لينفذ خطته بتطويق الجيش الثاني، ويندفع بقوته في إتجاه الإسماعيلية، حيث أوقفته قوات الصاعقة في مدخل إسماعيلية في منطقة أبو عطوة.
وقد شاءت الأقدار أن أكون شاهداً بعد مرور أكثر من ربع قرن علي الحرب، علي واقعة محاولة " شارون " لقاء القائد المصري " محمد حسين طنطاوي، الرجل الذي حاربه ببسالة.
فأثناء عملي مديراً لإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، كنت في أحد الأيام بمكتب السيد المشير طنطاوي وزير الدفاع، وفجأة جاء اتصال من الرئيس مبارك وحاولت الخروج ولكن المشير طنطاوي أشار لي بالبقاء، وكانت مكالمة من السيد الرئيس مبارك للمشير طنطاوي ليبلغه أن الجنرال شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي سوف يحضر غداً لمقابلته في شرم الشيخ وطلب شارون أن يلتقي بوزير الدفاع المصري. " محمد حسين طنطاوي المقابلة. وكان رد المشير طنطاوي يا فندم لو كنت مطلوب لمقابلته في عمل خاص بالقوات المسلحة أو لصالح مصر، أوامر حضرتك "، ولكن الرئيس مبارك قال لا، إنه يريد أن يراك شخصياً.
وهنا جاء رد المشير طنطاوي معلش يا فندم أرجو إعفائي من هذه المقابلة". وكان رد الرئيس مبارك عموماً كنت متأكد من ردك، وانتهت المحادثة، وفي صباح اليوم التالي تابعت ما حدث في شرم الشيخ، وعلمت أنه بعد انتهاء مقابلة الجنرال شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي للرئيس مبارك خرج وسأل رجال المراسم هل سأقابل المشير طنطاوي؟
وكانت الإجابة المشير طنطاوي لديه التزام مسبق ولم يستطع الحضور، وكان رد الجنرال شارون على ذلك قائلا " كنت متأكداً أنه لن يحضر، ولكن كنت أود أن أقابل قائداً عسكرياً
حاربته بشرف، وأحترمه “.
ومن هنا كانت هذه المقولة ان معركة المزرعة الصينية في رأس الكوبري شرق قناة السويس، قد أبرزت صلابة وقوة المقاتل المصري العنيد الذي منع القوات الإسرائيلية من اختراق دفاعاته وتمسك بالأرض، لذلك كان الجندي المصري هو خير أجناد الأرض.

المصدر: المصري اليوم 29 سبتمبر 2024

د. مدحت حماد: هل سيكرر العرب مرة أخرى حساباتهم الإستراتيجية الخاطئة؟ (الحلقة الأولى)

الأحداث الجارية في شرق المتوسط الآن، هي أحدث "خطيرة" بامتياز، وهي أحداث "مفصلية فارقة"، وهي أيضًا أحداث "مُنشِئة كاشفة". الواقع العسكري "المُخيف" في شرق المتوسط لا يدل على أن المقصود هو "محور المقاومة" بقيادة إيران فحسب، إنما يدل على أننا بصدد "حدث إقليمي دولي إستراتيجي" يتشكَّل في رحم شرق المتوسط، وأن "طوفان الأقصى" كان بمثابة العُنصر أو العامل المحَّفِز لنشوء وميلاد هذا الحدث.

تمامًا مثلما كانت جريمة صدام حسين بغزوه الكويت هي العنصر والعامل المحَّفِز لما حدث بعده، من غزو للعراق، إحداث تغيير جذري في خريطة وهيكلية وبنية "النظام السياسي العراقي" من جهة، وقطع "الحبل السُري العربي" الذي كان يربط العراق مباشرة بجميع دوائر الأمن القومي العربي.

فبسبب جريمة إحتلال الكويت التي لم تستمر سوى شهور معدودات، والتي صاحبتها "مشاعر زائفة بالزهو النصر السياسي" لدى صدَّام حسين ونظامه، إنفك "عقد التضامن العربي الخليجي العراقي" لعقود طويلة، ولسوف تستمر لأجل غير مُسمى.

فلقد انقطعت كل أواصر الصلة والعلاقات بين "دول مجلس التعاون الخليجي" وبين "العراق" ما بعد صدام حسين، بل صار هناك عداء محكم، وتشكلت خريطة عدم الثقة والكراهية _عبر وسائل وآليات متنوعة عديدة_ وصلت لحد العداء بين الطرفين لقرابة ثلاثين عامًا أو يزيد، مما نتج عنه وبشكل غير مسبوق، منذ سقوط الخلافة العباسية، أن صار العراق بمثابة العمق الإستراتيجي النوعي لإيران، بعد أن كان "بوابة الأمن القومي العربي الشرقية"!

منذ ذلك التاريخ، ومنذ تبلورت تلك المتغيرات والمستجدات، فَقَدَ العربُ العراقَ. وتحول وضع العراق إلى أن صار شبيهًا بوضع "الدول الإقليمية" المجاورة للوطن العربي، وذلك بالرغم من كل "ظواهر أو مَظاهر العروبة الشكلية" التي ترسم الصورة السياسية "للنظام السياسي العراقي". لكن الحقيقة أن العراق قد بات مكونًا أصيلاً من مكونات "التحالف الإقليمي" الذي يعرفه الجميع بمسمى "محور المقاومة" الإسلامية بقيادة إيران.

واقع الأمر الذي تعيشه الدول العربية في المشرق ومعها مصر يقول ما يلي:

1- إن جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ رفعت رسميًا إسم "إسرائيل" من قائمة الأعداء، سواء من خلال وعن طريق توقع معهدات السلام، أو من خلال وعن طريق التطبيع أو من خلال وعن طريق إعلان النيِّة للتطبيع المشروط.

2- إن جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ تقيم علاقات سياسية، اقتصادية مع إسرائيل.

3- بعض هذه الدول تقيم علاقات أمنية عسكرية مع إسرائيل.

4- إن جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ قد تخلت عن الكفاح المسلح لتحرير فلسطين والقدس وإقامة الدولة الفلسطينية ولو على أراضي الرابع من يونيو1976بعاصمة محدودة في القدس الشرقية.

5- جميع هذه الدول _باستثناء سوريا واليمن_ تقيم علاقات سياسية، اقتصادية، أمنية وعسكرية بل وربما استراتيجية مع أمريكا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وإيطاليا، وجميعها من الدول الراعية لإسرائيل الضامنة لبقائها وإستمرار وجودها.

فقط "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" هي التي تقود المقاومة الفلسطينية ومنذ عودة الخميني لإيران في فبراير 1979 وإعلانه سحب الإعتراف الإيراني بإسرائيل، ثم إعتراف الجمهورية الإسلامية بفلسطين كدولة وتسليم سفارة إسرائيل لياسر عرفات لتكون "سفارة دولة فلسطين"، تقود العملية الإستراتيجية الشاملة _طويلة الأجل" لتحرير فلسطين والقدس، قيادة سياسية، دينية بل وإستراتيجية. وهي قيادة تتميز بعدد من الخصائص والسمات النوعية مثل:

1- أنها لم تسعى لإذابة المقاومة الفلسطينية في "بوابة المذهبية الدينية"، وإنما تعاملت معها من منظور الثوابت والقواسم الإسلامية المشتركة بين جميع المسلمين على إختلاف مذاهبهم(سيدنا محمد هو خاتم الأنبياء والمرسلين، الإسلام هو الديانة السماوية الخاتمة، القرآن الكريم هو كتاب الله الحبل المتين، القِبلة الدينية كانت المسجد الأقصى ثم أصبحت مكة المكرمة).

2- أنها لم تسعى إلى فرض إرادة سياسية ما على المقاومة الفلسطينية، هي فقط قدمت نفسها كظهير إستراتيجي: سياسي، إعلامي، اقتصادي، علمي، تكنولوجي بل وعسكري.

3- أنها قد نزلت معها الميدان _عبر ومن خلال فيلق القدس_ من أجل الإعداد والتخطيط والمشاركة الوجدانية الروحية، الميدانية العسكرية.

4_ أنها قدمت للمقاومة الفلسطينية "سابقة أعمالها" بشأن عقيدتها المعادية لإسرائيل. أقصد هنا "حزب الله اللبناني"، وهي سابقة الأعمال التي تميزت بالقدرة على البقاء والقدرة على الإنتصار ومن ثم القدرة على تحرير الأرض و"فرض الإرادة" وهذه جميعها متطلبات ومكونات وعوامل البقاء لأي حركة مقاومة. (مصر عبد الناصر والمقاومة الجزائرية نموذجًا).

5- أنها قدمت كذلك للمقاومة الفلسطينية "سجلاً ناجحًا ناصعًا" لدورها الإقليمي، المتمثل في دعم وتأييد وحماية النظام السوري بصفة عامة و"بشار الأسد" بصفة خاصة.

6- أنها تقدم "الأدلة الدامغة" للمقاومة الفلسطينية والعالم الإسلامي بأسره، على مشروعية ومصداقية مواقفها وإستقامة عقيدتها وأيديوليجتها الدينية الإسلامية، وهي الأدلة التي تجسدها "جميع أشكال ومستويات وأنماط الحظر والعقوبات السياسية، التكنولوجية، الاقتصادية، العسكرية... إلخ كل ذلك بسبب مواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية.

فإذا ما نظرنا لطوفان الأقصى في ظل وفي إطار جميع "المعطيات" السابقة، وأضفنا عليها ما يلي:

1- أن الدول العربية سالفة الذكر، عجزت فعليًا وحقيقيًا عن منع إراقة الدماء الفلسطينية.

2- أنها أيضًا عجزت عجزًا تامًا ومطلقًا عن تقديم الدعم الاقتصادي للفلسطينيين.

3- أن جميع هذه الدول لم تغضب الغضبة القومية الدينية أو حتى الإنسانية التي كان يجب أن تكون إثر وقوع قرابة خمسين ألف شهيدًا فلسطينيًا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وقرابة 100 ألف جريحًا أيضًا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

4- أنه ما من دولة عربية من الدول سالفة الذكر كانت لديها القدرة الدينية على نُصرة الفلسطينيين بالسلاح لصد الأعداء التاريخيين للأمة الإسلامية، أي اليهود.

5- أن بعض الدول العربية سالفة الذكر حرصت -ولأسباب متنوعة- على إقامة مهرجانات الترفيه والغناء والرقص طول العام الأول من طوفان الأقصى.

من هنا يعود السؤال الذي سبق وأن قمتُ بطرحه في عدة مقالات قبل إنطلاق "طوفان الأقصى" بعامين، السؤال هو:

ماذا لو تمكنت المقاومة الفلسطينية من تحرير فلسطين والقدس بمساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية؟

إن هذا السؤال هو "الحقيقة الوحيدةالكامنة" التي قصدتها من إختاري لعنوان هذا المقال وهو: هل سيكرِّر العرب مرة أخرى حساباتهم الإستراتيجية الخاطئة؟

مبدئيًا أُجيب على سؤالي هذا فأقول: نَعَم. نَعَم سوف يكرِّر العرب حساباتهم الإستراتيجية الخاطئة مرة أخرى.

أما لماذا؟ وكيف؟ فلهذا كله حديث آخر بإذن الله.

الدكتورة فاطمة مصطفى في حوار مع “الفارابي”: أجساد النساء السودانيات ساحة الحرب بين الأشقاء!

الدكتور مدحت حماد شاهد على الحوار، يكتب:

في حوار أجراه مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية مع الدكتورة فاطمة مصطفى ، إبنة الأستاذة "زينب" أول إمرأة سودانية تؤسّس مدارس التعليم الاساسي للبنات في الإقليم الشرقي للسودان بعد تخرجها من كلية معلمات أم درمان في العام ١٩٤١ م ، والتي تم تأسيس "جمعية زينب" على إسمها، وهي جمعية أهلية لتنمية وتطوير المرأة في العام ٢٠٠٠ في السودان الجريح.

لقد فوجئت بما لم أكن أتخيله، فقد كنت أتوقع حوارًا تحليليًا سياسيًا بالدرجة الأولى، حوار يجسّد ويحلل ويشرح ويفسّر و... لتفاصيل الحرب الأهلية في السودان،

فإذا بي أجده: حواراً صريحًا مُؤلمًا، اختنق بأنين يُجَسِّد حُرقة جميع النساء السودانيات في الداخل والخارج، حوار اكتوى بنيران زفير بكاء الأطفال والشيوخ والعجائز والمرضى والنساء الثكالى والأمهات المكلومات والفتيات اللاتي فقدن الأب والأخ، وجميع اليتامى الذين فقدوا آبائهم في حرب تقاتل فيها أبناء العمومة والأخوال، تقاتلت فيها العائلات التي تربطها أواصر المصاهرة على مدى عقود وقرون،

حوار جسَّد صراخ الأرض السودانية من فوران دماء أهليها، جسَّد غليان نهر النيل حُرقة ولوعة.

لقد جسدت وشخصت الدكتورة فاطمة مصطفى الواقع المُحزن الذي وصل إليه الأشقاء في السودان.

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

كسر الله قلوب المُغتَصيبين

لكن السيدة، الأستاذة، المرأة، الأم فاطمة مصطفى..

بمكابدة مُضنية حتى لا تنسال دموعها أو تُشَق بسببها جَنبات أضلاعها، صرخت المرأة، انفجرت السيدة، تحدثت الأستاذة، شخصَّت القائدة، لتشرح تفاصيل المشهد بكل آلامه، بجميع مستوياته، بمكابدة مضنية مَلَكَت زِمَام دموعها، استحضرت كامل طاقتها الذهنية والعقلية، جَمَعَت كل طاقاتها الفكرية والإنسانية والوطنية والقومية لتصرخ قائلة:

وا حزناه، وا مصيبتاه، وا ويلتاه، وا معتصماه: لقد أصبحت أجساد النساء السودانيات ساحة الحرب بين الأشقاء!

سوف يقوم مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية بنشر الحوار على أجزاء ثلاثة اعتبارًا من الأربعاء 4 سبتمبر 2024

د. مدحت حماد.. شاهد على الحوار.

نداء عاجل إلى سعادة “السفيرة قوبتا” وإلى جميع “ميسري عملية التفاوض” في جنيف

معا من اجل اغاثة اللاجئين والنازحين.

يستضيف مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية مساء الأثنين 26 أغسطس 2024 بالقاهرة لقاءًا إنسانيًا لمجموعة من السيدات السودانيات، من أجل رفع أصواتهن وصرخاتهن إلى جميع الذين يهمهم الأمر داخل وخارج السودان وبصفة خاصة أولئك الرجال الذين يجلسون الآن للتفاوض بشأن وقف الحرب الأهلية في السودان، لعل وعسى أن تلين قلوب السودانيين المتقاتلين المتحاربين الذين يقتلون بعصهم البعض من بني عمومتهم وأخوالهم و ...

لعلهم يقررون أن يتوقف أنين وصرخات الأطفال، بكاء ونحيب الأمهات والأخوات والزوجات والعمات والخالات حزنًا على فقدان الرجال، لعلهم يقررون أن يتوقف إنكسار الرجال الضعفاء والمساكين، لعلهم يرجعون عن غيهم وكبرهم أو لعلهم يتوقفون عن عنادهم وعندهم وإصرارهم على سفك وإراقة دماء أبناء وطنهم الجريح الملكوم الموجوع المنفطر حزنًا وألمًا وحسرة على فقدان وخسار كل شيئ.. كل شيئ

السيدة سعدية عيسى

منظمات نسوية سودانية وناشطات سودانيات،يرفعن الصوت عاليا لاغاثة النازحين واللاجئين داخل وخارج السودان.
السادة ميسري عملية التفاوض في جنيف ..
سعادة السفيرة قوبتا ..
السادة اعضاء المجتمع الدولي والاقليمي ..
*لايخفى على احد ان الوضع الانساني في السودان بلغ ذروته ،اذ وصل الى كارثة انسانيه عصيبة ،هي الاكبر على مستوى العالم ،من حيث اعداد النازحين واللاجئين داخليا وخارجيا ، جميعهم اليوم يصارعون الحياة من اجل البقاء، في ظل نقص حاد في الغذاء والدواء والماء الصالح للشرب والإيواء وكل مستلزمات الحياة الأساسية ، تكتظ دور الايواء داخل السودان ومناطق إيواء اللاجئين خارج السودان وتخلو من مقومات ومستلزمات الحياة، مع غياب الاهتمام اللازم من المجتمع الدولي ،الذي ننتظر منه توفير الموارد اللازمة للاغاثة ،وانتشال اللاجئين والنازحين ،من وهدة الجوع والعطش والمرض.
نسبة لهذه الأوضاع الإنسانية الكارثية..
نحن مجموعات نسوية سودانية وناشطات نجتمع من اجل مناصرة اهلنا المنكوبين، ونرفع صوتنا عاليا ،لقرع جرس الانتباه ،ولفت نظر المجتمع الدولي للكارثة الانسانية في السودان والموت الذى يواجه المواطن فى كل مكان، نتيجة لانعدام الغذاء وتعذر وصوله لأسباب مختلفة ولكن أبرزها شح الموارد لمنظمات الاغاثة العالمية بمافيها منظمات الامم المتحدة وكذلك شح وانعدام الموارد للمنظمات المحلية كالمنظمات النسوية، منظمات الشباب والمبادرات المجتمعية التي تعمل بجد ومسوؤلية. -المستجيبين الاوائل ( First Responders)-، ونسبة لتعذر وصول الاغاثة على مدى هذه الفترة الطويلة من بداية الحرب،

لقد فارق الحياة بسبب الجوع وسوء التغذية آلاف الاطفال، والنساء، وكبار السن وغيرهم .
لذلك نناشد ونطالب المجتمع الدولي والدول المانحة بتوفير المواد اللازمة للمنظمات الاغاثية العالمية بما فيها منظمات الامم المتحدة والتي تتواجد داخل اقاليم السودان المختلفة بطاقة محدودة نسبة لشح الموارد من المانحين وكذلك نقص الموارد يعيق المنظمات والمبادرات المحلية لكي ترفع من مستوى تدخلها للحد من إنتشار المجاعة والامراض المصاحبة لها بما فيها سوء التغدية، كذلك توفير الدواء بكل اصنافه، بما فيها الادوية المنقذة للحياة .
نحن كمنظمات ومجموعات نسوية سودانية وناشطات ننظم فعالية مناصرة في قاهرة المعز و بالتزامن مع مفاوضات جنيف التي بدات في الرابع عشر من اغسطس الجاري ، لمناصرة الوطن ولكي نشرح فيها باسهاب ابعاد الوضع الانساني الكارثي الذي يواجهه السودانيين، وكذلك عكس قصص النجاح من المنظمات العاملة في ارض الواقع التي تنقصها الموارد اللازمة، وذلك من اجل حث المجتمع الدولي ،والدول المانحة ،للدفع بالتزاماتها تجاه النازحين واللاجئين.
كما أننا نثمن مجهودات المجتمع الدولي والمجهودات الاقليميه، لوقف الحرب التي تدور رحاها في السودان، ومحاولات فتح الممرات الامنه للإغاثة وكم نتمنى ان تثمر هذه المحاولات وتفضي الى وقف الحرب ،وبناءً عليه ننادي بدعم المنظمات الوطنيه والنسوية والشبابية والمبادرات المجتمعية الفاعلة مثل لجان المقاومة وغرف الطوارئ والتكايا والمطابخ، والتي تتواجد الان على ارض الواقع، وتدير عملا جبارا مشهودا ،رغم الشح الكبير في الموارد كما ذكرنا أنفا.
واخيراً نرجو ان تنهض الدول المانحة التي قدمت التزاما معروفا في مؤتمر باريس( ١،٢) ان توفي بذلك الالتزام الان، فإنسان السودان مهدد بمجاعة حادة ووضح إنسانى كارثى.

الإعلامية إخلاص نمر

ولكم كامل الشكر والتقدير .
التوقيع …
**مجموعات وناشطات سودانيات..
**معًا من اجل اغاثة اللاجئين والنازحين.

Fatima Ahmed

Director, Zenab for Women in Development (ZWD)

Khartoum (HQ)/ Gadaref (Regional Office), Sudan

Email: fatima@zenab.org   Website: www.zenab.org

PERSONAL PROFILE

Fatima is the founder and director of Zenab for Women in Development (ZWD). As a thoughtful leader and strong advocate for Sudanese women and girls, Fatima has worked tirelessly to build ZWD with lasting impact.

Her early efforts date back to her university days, where she actively fought for her fellow female students’ rights as an executive board member of the Student Union at the University of Gezira. Being in a major agricultural state, she also advocated for the silenced voices of women farmers’ voices to be heard.To delegate herself to advocate for the rights of vulnerable and marginalized Sudanese women and girls, especially those in the rural areas, Fatima founded ZWD in 2000. The organization was named after her mother who was the pioneer woman educator ,work in promoting girls’ rights to education as an opportunity to gain decision making abilities – the foundation of ‘empowerment’.

Fatima is regularly called upon by the United Nations to represent ZWD and the voice of African &Sudanese women and girls, contributing to global development strategies. Key occasions include but not limited to the First Round Table about Gender Equality and Poverty Alleviation during the international high-level meetings in September 2010 (invited by the President of United Nations General Assembly),Represent  NGOs and CSOs committees at National ,Regional and International policy conferences on gender equality. For her restless efforts, Fatima received Ambassador of Peace Award in 2005.

ZWD PROFILE

As a Sudanese grassroots non-governmental organization, ZWD aims to promote women’s and girls’ empowerment. Recognizing that Sudanese women and girls face multi-dimensional challenges, ZWD implements various vital projects in the areas of education, poverty alleviation and food security ,climate change adaptation and mitigation , health, water and human rights.

Encompassing these focal areas, supporting women farmers through climate-smart agriculture is ZWD’s flagship program. Its transforming impact on more than 50,000 women farmers has recently been recognized through UNFCCC Momentum for Change Lighthouse Activity Women for Results Award 2017. Other international prizes awarded to ZWD include UNDP Equator Prize 2012 and Islamic Development Bank Prize 2012. ZWD is in Consultative Status with ECOSOC of the United Nation since 2005.

PROFESSIONAL EXPERIENCE

Zenab for Women in Development, Founder and Executive Director                                                    2000-Present

  • Promote education for girls and adult education, poverty alleviation, climate-smart food security, reproductive health, human rights and other women empowerment activities
  • Develop and implement programs to promote women farmers in rural communities to adapt and mitigate and transform climate change

African Women Development & Communication (FEMNET), Board of Trustees Member                 2013-2016

  • Advance African women's development, gender equality and human rights
  • Strengthen African women's capacity to effectively participate in sustainable development processes

EDUCATION

  • MSc in Plant Physiology, University of Gezira, Wad Madani, Sudan (joint program with Center for Agricultural Research in Dry Areas [ICARDA], Aleppo, Syria)
  • BS in Agronomy, University of Gezira, Wad Madani, Sudan
  • Diploma in Computer Science, Chubb Institute, USA

د مدحت حماد يكتب: تقديري للموقف بشأن تداعيات استشهاد إسماعيل هنية

توقيت بدء الأخذ بالثأر.

سيتم بدء الثأر بعد عصر الغد الجمعة ٢ أغسطس ٢٠٢٤، أو السبت 3أغسطس 2024

سيشترك في الثأر كل من:

إيران، حزب الله، الحوثييون، حماس، الجهاد والمقاومة العراقية.

المجال الجغرافي للأخذ بالثأر:

سيتم قصف تل ابيب، حيفا، عسقلان وإيلات وجميع مستوطنات الشمال الإسرائيلي.

نماذج للأهداف الإستراتيجية للثأر:

سيتم قصف قواعد عسكرية وأماكن إستراتيجية مثل محطات الكهرباء، بعض المواني.

فرص أخرى مزامنة للأخذ بالثأر:

قد تحتل قوات حزب الله بعض مستعمرات الشمال الإسرائيلية.

قد يتم اغتيال شخصيات عسكرية سياسية.

الموقف الإسرائيلي بعد الثأر:

لن تصمت إسرائيل، بل ستقوم بالرد، سيشمل الرد ضرب بيروت، اليمن، وتهران.

ما بعد الرد الإسرائيلي بعد الأخذ بالثأر:

سيتم الرد على الرد، وسيجتاح حسن نصر الله جميييع أراضي الشمال الإسرائيلي.

ستدخل سوريا الحرب، وقد تسترد الجولان أو جزءاً منها.

عملية الأخذ بالثأر والانتخابات الأمريكية:

ستشتعل الحرب الكبرى الشاملة قبل ٥ نوفمبر، أي قبل الانتخابات الأمريكية.

أتمنى _ وفي نفس الوقت لا أتمنى_ أن أكون مُخطئاً.

أ.د. مدحت حماد، أستاذ الدراسات الإيرانية والخليجية جامعة طنطا.

د. أحمد مصطفى: اغتيال إسماعيل هنية والتأثيرات المحتملة لذلك؟

تأثير اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، على حركة حماس وفلسطين، وكيف سيكون موقفها من الصراع الحالي مع الكيان الصهيوني؟

إن اغتيال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، من شأنه أن يغير المشهد السياسي في فلسطين والمنطقة بشكل كبير. فدور هنية ليس رمزيًا فحسب، بل هو ليس مجرد دور رمزي بل مشارك بعمق في عمليات صنع القرار في حماس، وهو لاعب مهم في الساحة السياسية الفلسطينية وشخصية راسخة في الجغرافيا السياسية المعقدة في الشرق الأوسط. ومن شأن اغتياله أن يخلق فراغًا في السلطة داخل حماس، مع ما يترتب على ذلك من تداعيات في قطاع غزة والضفة الغربية والمجتمعات الفلسطينية في الشتات.
وفي أعقاب ذلك مباشرة، ستواجه حماس فترات مكثفة من إعادة التنظيم الداخلي وخلافة القيادة. ويمكن للقيادة الجديدة أن تتخذ اتجاهاً راديكالياً أو أن تسلك طريقاً أكثر حذراً يتمثل في الحفاظ على سياسات هنية والسعي إلى المشاركة الدولية. ومن شأن اغتيال هنية أن يؤدي إلى تفاقم العلاقة المضطربة بين حماس وخصومها، ولا سيما الحكومة الإسرائيلية وحلفائها، الذين يشار إليهم غالباً باسم ”الكيان الصهيوني“. ومن شأن ذلك أن يحشد الدعم الفلسطيني وراء حماس، مما يؤدي إلى إدانة واسعة النطاق وتصاعد التوتر.
وفي مواجهة فقدان حماس لرأسها السياسي، يمكن أن تشهد حماس تحولاً في سياستها نحو مزيد من التشدد، وتضخيم عملياتها العسكرية كـ إستعراض للقوة أمام الخصوم الخارجيين والوحدة في مواجهة عدو مشترك. وعلى افتراض أن إسرائيل ستُعتبر مسؤولة عن الاغتيال، قد تردّ حماس من خلال زيادة إطلاق الصواريخ، ما قد يؤدي إلى دورة تصعيد سلبية قد تتوج بصراع عسكري جديد واسع النطاق.ومن شأن المجتمع الدولي أن يثير ردود فعل متباينة، حيث ستنأى بعض الدول عن حماس، في حين قد تحتشد دول أخرى، ولا سيما تلك التي تربطها علاقات تاريخية بفلسطين وتعارض الأعمال العسكرية الإسرائيلية، خلف حماس. ومن منظور أوسع لحل النزاع، يمكن أن يكون اغتيال هنية إما حافزًا للسلام أو أن يدفع المنطقة إلى دوامة أخرى من العنف والهجمات الانتقامية.

من قد يحل محل إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بعد اغتياله، وماذا سيكون موقفه من الكيان الصهيوني؟

إن استبدال قيادة هنية داخل حماس مهمة معقدة تتطلب تحقيق التوازن بين الديناميكيات الداخلية، والتعامل مع الضغوط الخارجية من الجهات الفاعلة الدولية، وتوجيه مسار الصراع المستمر مع إسرائيل. ومن بين الخلفاء المحتملين داخل التسلسل الهرمي لـ حماس يحيى السنوار الذي يقود الجناح العسكري ويتمتع بنفوذ كبير على سياسات الحركة. ويمكن أن يشير صعود السنوار إلى نهج أكثر تشددًا تجاه إسرائيل، مما يؤدي إلى اشتباكات أكثر تواترًا مع الكيان الصهيوني وتضاؤل احتمالات إجراء محادثات المصالحة.
وبدلاً من ذلك، يمكن أن يجلب موسى أبو مرزوق، وهو قيادي مؤثر في المكائد السياسية لحماس، مجموعة من الاستراتيجيات الأكثر دبلوماسية وحزماً إلى الواجهة. وقد تشير قيادته إلى استعداد حماس لإعادة التفاوض على الشروط مع إسرائيل أو المجتمع الدولي، مما يشير إلى بعض الانفتاح على الانخراط في قضايا مثل رفع الحصار وتحسين الظروف الإنسانية للشعب الفلسطيني. هذا ولن يعكس نهج القائد الجديد تجاه إسرائيل ايديولوجيته الشخصية فحسب، بل سيعكس أيضًا الإرادة الجماعية لـ حماس كحركة ملتزمة بشكل أساسي بالقضية الفلسطينية والمقاومة ضد القمع والحرمان. إن صعود قائد جديد يمكن أن يدفع حماس نحو مزيد من المقاومة المكثفة أو أن يؤدي إلى إعادة النظر في حل دبلوماسي مدفوعًا بالاحتياجات الملحة للشعب الفلسطيني للاستقرار والتقدم.
ومهما يكن من أمر، فإن موقف البديل المغتال من إسرائيل سيبقى ثابتاً على حق الشعب الفلسطيني الأصيل في تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال، وهو ما يعكس الروح الجماعية لـ نضال حماس من أجل الاعتراف والسيادة والعدالة في المنطقة.

ماذا سيكون الموقف الدولي من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، خاصة الصين بعد المصالحة الأخيرة التي تمت بين حركتي فتح وحماس؟

من شأن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أن يثير ردود فعل دولية معقدة، تؤثر على العلاقات الدبلوماسية والمشهد السياسي العالمي. ويمكن أن يؤثر موقف الصين من الحدث على اتجاه رد الفعل الدولي ومستقبل العلاقات متعددة الأطراف في الشرق الأوسط. من المرجح أن تدين الصين، المعروفة بنهجها الدبلوماسي والدقيق، عملية الاغتيال ذات الدوافع السياسية، مع التركيز على مبادئ السيادة وعدم التدخل. وسيُنظر إلى أي عمل من أعمال العنف التي تقوض هذه الجهود على أنه سيؤدي إلى نتائج عكسية للسلام والوئام الإقليمي.
كما سيؤكد رد الصين على أهمية دور المجتمع الدولي في ضمان العدالة وحماية القادة السياسيين من عمليات القتل المستهدف. وقد تدعو الحكومة الصينية إلى إجراء تحقيق دولي محايد، مع التأكيد على ضرورة محاسبة الجناة. ومن المحتمل أن تؤدي عملية الاغتيال إلى استقطاب الآراء، حيث قد تتفاعل الدول التي تعتبر حماس منظمة إرهابية بردود فعل صامتة أو موافقة ضمنية. ومن ناحية أخرى، قد تعرب الدول التي تدعم أجندة فلسطينية أوسع أو تنتقد السياسات العدوانية في المنطقة عن إدانتها الشديدة وتطالب بإجراء تحقيق شامل.
وقد تؤدي عملية الاغتيال إلى تعطيل الجهود الأخيرة للمصالحة بين حركتي فتح وحماس، مما يعزز بيئة من عدم الثقة وربما يشعل الصراعات الداخلية في الأراضي الفلسطينية. وقد يُنظر إلى مثل هذه النتيجة على أنها انتكاسة للعلاقات الدبلوماسية بين الفصائل، ولـ الأدوار التي تضطلع بها الصين وغيرها من الأطراف الدولية المعنية كـ صانعي سلام.
بعض المصادر العالمية التي تزعم وجود تواطؤ لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية صباح الأربعاء 31 يوليو 2024
أثار اغتيال إسماعيل هنية، رئيس الجناح السياسي لحركة حماس، تكهنات ومزاعم دولية. وتشير هذه المزاعم إلى أن أعضاء رفيعي المستوى في الحزب الديمقراطي وأركان إدارة بايدن، بمن فيهم وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ووكالة الاستخبارات المركزية، متورطون مع نتنياهو، أثناء دعوته للكونجرس الإسبوع الماضي، في مؤامرة لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "إسماعيل هنية". ويُعتقد أن هذه المؤامرة، التي تغذيها التكنولوجيا والاستخبارات، قد تم تمكينها من خلال التكنولوجيا والعلاقة الحميمة مع الاستخبارات.
وتشير هذه المؤامرة التخمينية إلى أن هذه الجهات، التي لكل منها أهدافها الجيوسياسية الخاصة، رأت في إزاحة هنية فائدة استراتيجية. ومع ذلك، فقد قوبلت هذه الادعاءات بالتشكيك، مما دفع الكثيرين إلى الشك في الترويج لأنصاف الحقائق والدوافع الخفية.
وقد أثار التقاء الأحداث والتورط المفترض لشخصيات رفيعة المستوى معضلة بالنسبة لأولئك الذين يشعرون بالقلق من الإجراءات المدعومة من الدولة التي تسبب ضرراً أكثر من نفعها. وتزيد هذه الادعاءات من تعقيد العلاقات الدولية الحالية وتسلط الضوء على التصدعات العميقة في النظام العالمي.
وعلى الرغم من الضبابية التي تكتنف هذه القضية، إلا أنها تسلط الضوء على التفاعل بين الدول القوية ووكالاتها السرية ودور عمالقة التكنولوجيا في الشؤون العالمية، مما يؤشر إلى حقبة جديدة في العلاقات الدولية. ويؤكد على الديناميكيات دائمة التطور في كيفية التقاء القوى والجغرافيا السياسية والتكنولوجيا في العالم المعاصر.

ما هي التداعيات السياسية والاقتصادية الناجمة عن اغتيال إسماعيل هنية؟

يمكن أن يكون لاغتيال إسماعيل هنية، وهو شخصية رئيسية في السياسة الفلسطينية، آثار سياسية واقتصادية كبيرة، لا سيما على استقرار المنطقة وتأثيره على تجارة النفط والغاز. وقد يؤدي هذا الحدث إلى الإخلال بتوازن القوى الحساس في الشرق الأوسط، مما يتسبب في سلسلة من الآثار عبر شبكات تجارة النفط والغاز، التي تعتبر محركات أساسية للاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
يمكن أن يؤدي موت هنية المفاجئ إلى تفاقم التوترات وربما يؤدي إلى زيادة الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، مما يؤثر على الاستقرار الإقليمي الأوسع نطاقاً. ويمكن أن يُترجم عدم اليقين هذا إلى تقلبات في السوق، مما يتسبب في آثار سلبية على التجارة، لا سيما في قطاع النفط والغاز المتقلب. يمكن أن تتصاعد أسعار النفط الخام بسبب المخاوف من تعطل الإمدادات، حيث من المعروف أن التوترات الجيوسياسية تؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط. وقد يمتد التوتر في أسواق الطاقة إلى الأصول الأخرى، مما قد يتسبب في تصاعد القلق الاقتصادي العالمي.
يمكن أن يؤثر الصراع في مركز إنتاج الطاقة تأثيرًا كبيرًا على الغرب، مما قد يتسبب في حدوث تموجات اقتصادية في أسواق رأس المال والصناعات والمستهلكين. فـ الولايات المتحدة، وهي مستهلك ومنتج كبير للنفط، قد تواجه ارتفاعًا في أسعار الطاقة، مما قد يكون له عواقب سلبية على اقتصادها مثل ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي. كما قد تتأثر الدول الأوروبية سلبًا بسبب اعتمادها الكبير على واردات النفط والغاز.
وتشمل التداعيات السياسية لهذا الحدث أن تجد الدول الغربية نفسها في وضع غير مستقر في الوقت الذي توازن فيه بين علاقتها مع إسرائيل وبين الغضب وردود الفعل العنيفة من المجتمع الإسلامي.

هل سيكون هناك رد فعل قوي من إيران وحزب الله والحوثي على اغتيال أحد القياديين في حزب الله وإسماعيل هنية رئيس حركة حماس أمس؟

المرشد علي خامنه اي يستقبل إسماعيل هنية في مكتبه قبل اغتياله بيوم واحد

يراقب المجتمع الدولي عن كثب رد إيران وحزب الله والحوثي على اغتيال القيادي في حماس إسماعيل هنية. إن هذا الهجوم المستهدف يهدد الاستقرار الإقليمي، وينطوي على إمكانية التصعيد إلى صراع أوسع نطاقًا بسبب الديناميكيات الجيوسياسية الكبيرة. وقد أدانت إيران، الداعم المالي والاستراتيجي لحزب الله، عملية الاغتيال، وقد ترد بأشكال مختلفة، إما مباشرة أو من خلال قوات بالوكالة. ولدى حزب الله سياسة طويلة الأمد تتمثل في عدم ترك مثل هذه الأعمال دون رد، وتشير أفعالهم الأخيرة إلى أنهم يعتبرون الانتقام العنيف ضرورة للحفاظ على الدعم الداخلي والمصداقية الخارجية.
وعلى الرغم من تورط الحوثيين في صراع داخلي في اليمن، إلا أنهم أثبتوا مرارًا وتكرارًا قدرتهم على شن حرب بعيدًا عن جبهتهم الداخلية. إن تورطهم في الرد الجماعي لإيران وحزب الله على عملية الاغتيال أمر غير محتمل ولكنه ليس مستبعدًا. ولديهم القدرة على شن هجمات بارزة على الأساطيل الدولية التي تبحر في مضيق باب المندب الاستراتيجي، مما يفاقم التوترات ويشير إلى تضامنهم مع حلفائهم.
وتؤكّد ردود الفعل المتوقعة هذه الطبيعة غير المستقرة للوضع واحتمال نشوب أزمة دراماتيكية وسريعة التطور. إن التقاء المصالح بين إيران وحزب الله وربما الحوثيين يمكن أن يسرّع من رد فعل إقليمي، مما قد يحوّل الحادث المحدد إلى مواجهة أوسع نطاقًا مع الدول المعنية بشكل مباشر أو غير مباشر. وقد تمتد تداعيات مثل هذه المواجهة إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط، مما يؤثر على الأسواق العالمية وأسعار النفط والتوازنات الجيوسياسية الأوسع نطاقًا.
وقد يأتي رد هذه الفصائل بدرجات متفاوتة من الشدة، بما في ذلك الأعمال العسكرية أو الهجمات الإلكترونية أو الاغتيالات لخصومها. ويقف العالم حاليًا في حالة من الترقب، منتظرًا ليرى كيف ستترجم إيران وحزب الله وربما الحوثيون عزمهم إلى أفعال.

علي خامنه اي يصلي على روح الشهيد اسماعيل هنية

هل سيستفيد ترامب من اغتيال إسماعيل هنية بأيدي الديمقراطيين وكونه رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية؟

من المحتمل أن يستفيد ترامب من اغتيال إسماعيل هنية من قبل الديمقراطيين، إذا تم تدبير اغتيال إسماعيل هنية أثناء وجود ترامب في منصبه، سواء من الناحية السياسية أو غير ذلك. إن توقيت الحدث وسياقه أمران حاسمان، إذ لن يضع ترامب مباشرةً في موقع قوة يمكنه من الاستفادة من الموقف لتحقيق مكاسب فورية. ومع ذلك، ومع تأثيره المستمر على الحزب الجمهوري وقاعدته الشعبية، يمكن للحدث أن يشكل خطابه واستراتيجيته للمساعي السياسية المستقبلية.
إن اغتيال قائد سياسي رفيع المستوى مثل هنية يمكن أن يُنسج بطرق مختلفة، مثل الادعاء بتبرئة موقفه السابق من العلاقات الدولية، وهو ما قد يجد صدى لدى الأمريكيين الذين يدعمون موقفًا أكثر عدوانية أو حزمًا في الصراعات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي هذا الحدث إلى مزيد من الانقسام في التحالف الديمقراطي، حيث سيتخذ المعتدلون والتقدميون مواقف متعارضة بناءً على وجهات نظرهم حول كيفية تفاعل الولايات المتحدة مع المجتمع الدولي. ويمكن أن يستغل ترامب هذا الانشقاق المحتمل لتصوير نفسه كشخصية أكثر توحدًا مقارنة بالحزب الديمقراطي.
ومع ذلك، من المهم أيضًا النظر في رد الفعل العكسي المحتمل الذي يمكن أن يولده مثل هذا الحدث، على الصعيدين المحلي والدولي. يمكن أن يؤدي اغتيال هنية إلى إدانة دولية كبيرة وقد يؤدي إلى تصعيد النزاعات في المنطقة، خاصة بالنظر إلى الطبيعة المتقلبة للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ويمكن أن يؤثر ذلك على الرأي العام داخل الولايات المتحدة، حيث قد تميل المشاعر إلى تجنب التورط الذي يتدهور إلى صراعات أوسع نطاقاً.
وفي المشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط، يمكن أن يكون لعملية الاغتيال تأثيرات عميقة، بدءاً من التأثير على ديناميكيات القوى الإقليمية إلى احتمال إشعال المزيد من الاضطرابات. وعلى الرغم من عدم تورط ترامب بشكل مباشر على الأرجح، إلا أنه قد يجد نفسه مضطرًا للرد على هذه التطورات إذا كان لديه أي نية للحفاظ على وجوده على الساحة السياسية. ويمكن أن يؤدي تعامله مع الوضع إما إلى تعزيز سمعته كقائد حاسم أو الإضرار بها إذا خرج الوضع عن السيطرة.
وفي الختام، يمكن أن يؤدي اغتيال إسماعيل هنية إلى تصعيد التوتر بين إسرائيل وحماس، مما قد يؤدي إلى زيادة العسكرة أو تجديد جهود السلام. يتسم الرد الدولي على اغتيال هنية بالتعقيد، إذ ينطوي على تحالفات عالمية ومصالح استراتيجية ومبادئ معيارية. ويمكن أن يؤثر رد الصين على المشاركة الدبلوماسية وجهود السلام. أما التداعيات السياسية والاقتصادية فهي معقدة، بما في ذلك زيادة عدم الاستقرار الجيوسياسي، وتقلب أسعار الطاقة، وتفاعل ديناميكيات القوى العالمية. لقد كان اغتيال زعيم حزب الله فؤاد شكر وإسماعيل هنية حدثًا مهمًا سيختبر التحالفات الإقليمية وجهود حفظ السلام الدولية. ومن المرجح أن يكون الرد قوياً واستراتيجياً ولا يمكن التنبؤ به، مما يتطلب يقظة عالمية وتأهباً دبلوماسياً لتجنب تفاقم الوضع المتفجر. قد يتأثر الغرب سلبًا. ولا يمكن التنبؤ بالتأثيرات طويلة الأمد على مستقبل ترامب السياسي والمشهد الجيوسياسي في الشرق الأوسط

د. أحمد مصطفى

أحمد مصطفى.. رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة

أيمن سلامة: القانون الدولي يحظر اغتيال قادة حركات التحرر المسلحة.

يحظر القانون الدولي الإغتيالات السياسية لقادة حركات التحرر المسلحة التي تحارب الاحتلال الغاصب العسكري و تكافح لنيل حق المصير للشعب و الإقليم المحتلين.
الإغتيالات السياسية أحد أشكال الإرهاب وفق المواثيق الدولية.
في المقابل فالقادة العسكريون لحركات المقاومة المسلحة يجوز استهدافهم لطالما شاركوا في العدائيات العسكرية بشكل مباشر.
من الضروري أن يكون القائد العسكري للوحدات العسكرية لحماس او الجهاد أو أي حركة مقاومة مسلحة قائد ميداني فعلي و ليس مجرد قائد قانوني

الدكتور أيمن سلامة
خبير القانون الدولي الانساني
..أستاذ القانون الدولي بكلية الدفاع الوطني

رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة: يوليو 2024 شهر حاسم بالنسبة لفنزويلا، لماذا؟

مقدمة

في يوليو 2024، تواجه فنزويلا سلسلة من الأحداث المهمة التي يمكن أن تحدد مسارها المستقبلي. من المتوقع أن تشهد الانتخابات الرئاسية بعد يومين، والتي يمكن أن تمثل نقطة تحول في المشهد السياسي في البلاد، تنافسًا شديدًا، حيث يواجه الرئيس الحالي المعارضة. يمكن أن تحدد النتيجة ما إذا كانت فنزويلا ستستمر في مسارها الحالي للحكم الاستبدادي المزعوم أو ستشرع في اتجاه جديد نحو ما يسمى بنموذج الديمقراطية الغربية والازدهار. ومن المتوقع أن تقرر المحكمة الجنائية الدولية ما إذا كانت ستبدأ تحقيقًا رسميًا في الجرائم المزعومة ضد الإنسانية التي ارتكبتها الحكومة الفنزويلية. ويمكن أن يؤدي قرار الشروع في مثل هذا التحقيق إلى توجيه الاتهام إلى كبار المسؤولين الفنزويليين ومحاكمتهم، مما يزيد من عزلة البلاد عن المجتمع الدولي. على المجتمع الدولي دور حاسم في دعم فنزويلا خلال هذه الفترة الصعبة، حيث أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لها عواقب غير مقصودة، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والتسبب في معاناة الشعب الفنزويلي.

القصة وراء العيد الوطني لفنزويلا ”05 يوليو“

يحتفل باليوم الوطني لفنزويلا، الذي يحتفل به في الخامس من يوليو، لإحياء ذكرى إعلان استقلال البلاد عن إسبانيا في عام 1811. تاريخ البلاد تاريخ معقد، تميز بالنضال من أجل الحرية وتقرير المصير على مدى قرنين من الزمان. في أواخر القرن الخامس عشر، استعمرت إسبانيا فنزويلا، وأسست نظاماً استغلالياً وقمعياً. فقد أُجبر السكان الأصليون على العمل في المناجم والمزارع، وأُخذت أراضيهم. كما تم جلب العبيد الأفارقة إلى المستعمرة، وتعرضوا لمعاملة قاسية.
ظهر إحساس بالهوية الوطنية بين الشعب الفنزويلي، وازدادت رغبته في الاستقلال. في عام 1810، سيطرت مجموعة من الوطنيين الفنزويليين على الحكومة في كاراكاس وأسسوا مجلسًا عسكريًا. أعلن كونغرس فنزويلا الاستقلال في 5 يوليو 1811، مما شكل بداية عهد جديد لفنزويلا.
ومع ذلك، لم يكن الطريق إلى الاستقلال سهلاً، وتبع ذلك حرب دموية. استغرق الأمر عقدًا آخر قبل أن تحصل فنزويلا على استقلالها، بمساعدة سيمون بوليفار وغيره من القادة الفنزويليين العظماء. واليوم، يحتفل في الخامس من يوليو باليوم الوطني لفنزويلا، وهو يوم فخر ووطنية لجميع الفنزويليين. إنه وقت للتفكير في تاريخ البلاد الغني، وتكريم الأبطال الذين ناضلوا من أجل الحرية والسيادة، والعمل من أجل مستقبل أفضل لجميع الفنزويليين.

لماذا تعتبر فنزويلا دولة مهمة في أمريكا اللاتينية؟

تُعد فنزويلا بلداً مهماً في أمريكا اللاتينية بسبب احتياطياتها النفطية الهائلة التي جعلتها لاعباً مهماً في سوق الطاقة العالمي. وتوفر صادراتها النفطية مصدر دخل كبير لبلدان أخرى في المنطقة. كما أن فنزويلا كانت رائدة في الدبلوماسية الإقليمية وجهود التكامل، حيث دعت إلى هوية أمريكية لاتينية موحدة وأنشأت منظمات مثل التحالف البوليفاري لشعوب أمريكا اللاتينية (ألبا) وتجمع دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي (سيلاك).
ينعكس التراث الثقافي الغني للبلد، المتأثر بالتأثيرات الأصلية والأفريقية والأوروبية، في موسيقاها وفنها وأدبها ومطبخها. كما أن حجمها وموقعها الاستراتيجي، باعتبارها سادس أكبر دولة في المنطقة، يجعلها مركزاً أساسياً للنقل ولاعباً رئيسياً في قضايا الأمن والدفاع الإقليمي.
وباختصار، ترجع مساهمات فنزويلا الكبيرة في المنطقة إلى حد كبير إلى مواردها الطبيعية الوفيرة، وريادتها في الدبلوماسية الإقليمية وجهود التكامل، وتراثها الثقافي الغني، وموقعها الاستراتيجي. وسوف تستمر في أداء دور حاسم في تشكيل مستقبل أمريكا اللاتينية.
فنزويلا بلد قوي رغم العقوبات الأمريكية، لماذا؟

لقد أظهرت فنزويلا، البلد الذي يواجه تحديات كبيرة، صمودًا وقوة ملحوظين على الرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة. فقد وفرت الموارد الطبيعية الغنية في البلاد، بما في ذلك النفط والغاز والمعادن، مصدراً مهماً للإيرادات والاستقرار الاقتصادي، وجذبت الاستثمارات ودعمت القطاع الصناعي في البلاد. عززت الثقافة الفنزويلية المتنوعة والنابضة بالحياة والمتأثرة بالثقافات الأصلية والأفريقية والأوروبية إحساساً قوياً بالهوية الوطنية والفخر، مما أدى إلى توحيد البلاد في خضم المحن.
وظلت القيادة السياسية الفنزويلية ملتزمة باتباع سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، بما في ذلك الغذاء المدعوم والإسكان والرعاية الصحية للفئات السكانية الضعيفة. وعلى الرغم من الانتقادات والتحديات، فقد ساعدت هذه السياسات في الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي ومنع حدوث اضطرابات واسعة النطاق.
وقد أتاح موقع فنزويلا الجغرافي، مع إمكانية الوصول إلى المحيطين الأطلسي والهادئ، للبلاد الحفاظ على علاقات تجارية قوية ومواصلة تصدير مواردها الطبيعية القيمة على الرغم من العقوبات. وعموماً، فإن صمود فنزويلا وقوتها دليل على مرونتها وقوتها في خضم المحن.
فنزويلا رائدة عالمياً في مجال العدالة الاجتماعية والاشتراكية مع القوى العالمية الجديدة
أصبحت فنزويلا، في عهد الرئيسين هوغو شافيز ونيكولاس مادورو، رائدة عالميًا في مجال العدالة الاجتماعية والاشتراكية. وقد خطت البلاد خطوات كبيرة في الحد من الفقر وعدم المساواة، وتوفير فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية. ويتجلى التزام الحكومة الفنزويلية بالعدالة الاجتماعية في برامجها الاجتماعية الواسعة النطاق، والمعروفة باسم ”misiones“، والتي تركز على مجالات مثل الرعاية الصحية والتعليم والأمن الغذائي والإسكان.
ومن أبرز هذه البرامج برنامج ”باريو أدينترو“، وهو برنامج للرعاية الصحية قدم الخدمات الطبية للمجتمعات المحرومة من الخدمات، لا سيما في المناطق الحضرية. أنشأت الحكومة آلاف العيادات الطبية، ووظفت مئات الأطباء، وقدمت الرعاية الطبية المجانية لملايين الفنزويليين.
وأدت الاستثمارات في التعليم إلى زيادة كبيرة في معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وانخفاض معدلات التسرب من التعليم، وزيادة معدلات الالتحاق بالجامعات. كما نفذت الحكومة أيضًا سياسات تهدف إلى إعادة توزيع الثروة والحد من عدم المساواة في الدخل، مثل إصلاح الأراضي، وزيادة الحد الأدنى للأجور، وتأميم الصناعات الرئيسية.
وكانت فنزويلا داعية قوية إلى نظام عالمي جديد قائم على مبادئ التضامن والتعاون والاحترام المتبادل بين الدول، وسعت إلى بناء تحالفات مع الدول التقدمية الأخرى، لا سيما في جنوب الكرة الأرضية، لتحدي هيمنة القوى التقليدية وتعزيز نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً.
ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه فنزويلا؟ هل هي تحديات صنعتها العقوبات الأمريكية؟
تعاني فنزويلا من أزمة اقتصادية حادة، يغذيها التضخم المفرط ونقص السلع الأساسية وانتشار الفقر على نطاق واسع. وقد انكمش الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بشكل كبير، وارتفعت معدلات البطالة. وقد أدت العقوبات الأمريكية إلى تفاقم الأزمة من خلال تصعيب وصول الحكومة الفنزويلية إلى الأسواق المالية الدولية، مما حد من قدرتها على الاقتراض وجعل من الصعب عليها دفع ثمن الواردات. كما استهدفت العقوبات صناعة النفط الفنزويلية، مما قلل من إنتاج النفط وتسبب في انخفاض صادرات النفط.
كما أن الأزمة الإنسانية في فنزويلا كبيرة أيضاً، حيث أدى النقص الحاد في السلع الأساسية إلى انتشار سوء التغذية والأمراض على نطاق واسع. كما انهار نظام الرعاية الصحية، وتفتقر العديد من المستشفيات إلى الإمدادات الأساسية. وقد أدت الأزمة الاقتصادية والعقوبات الأمريكية إلى تفاقم الأزمة، مما جعل من الصعب على فنزويلا استيراد السلع من البلدان الأخرى، مما أثر على اقتصاداتها. أثارت الأزمة السياسية في فنزويلا مخاوف بشأن الاستقرار الإقليمي وإمكانية امتداد الأزمة إلى بلدان أخرى في المنطقة.
فنزويلا ترغب في الانضمام إلى مجموعة بريكس كممثل عن أمريكا اللاتينية
وتدرس فنزويلا الانضمام إلى مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا لتنويع شراكاتها الاقتصادية وتقليل اعتمادها على الدول الغربية. وتسعى البلاد إلى الوصول إلى أسواق وفرص استثمارية جديدة، وتحفيز اقتصادها، وتعزيز علاقاتها السياسية مع القوى غير الغربية. كما تهدف أيضًا إلى تأكيد مكانتها كلاعب رئيسي في أمريكا اللاتينية، حيث تمتلك أكبر احتياطي نفطي في العالم.
ومع ذلك، تواجه فنزويلا تحديات مثل التضخم المفرط، ونقص الغذاء، وانتشار الفقر على نطاق واسع، الأمر الذي يتطلب إصلاحات كبيرة في إدارتها الاقتصادية والحوكمة. وعلى الرغم من هذه التحديات، لا تزال فنزويلا ملتزمة بالانضمام إلى مجموعة البريكس ووقعت العديد من الاتفاقيات مع الصين وروسيا والهند في مجالات مثل الطاقة والتعدين والبنية التحتية. كما تخطط لتوسيع تعاونها مع البرازيل وجنوب أفريقيا. كما ستساعد عضوية فنزويلا في مجموعة البريكس على تعزيز علاقاتها السياسية مع القوى غير الغربية وتعزيز مصالحها بشكل أكثر فعالية.
هل ستتبع فنزويلا عملية فك الارتباط بالدولار؟

تعاني فنزويلا، وهي دولة من دول أمريكا الجنوبية، من تحديات اقتصادية مثل التضخم المفرط والركود العميق والنقص الحاد في الدولار الأمريكي. ولمعالجة هذه المشاكل، قامت الحكومة الفنزويلية بتنفيذ عملية فك الارتباط بالدولار، بهدف تقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي وتشجيع استخدام عملات أخرى في المعاملات الدولية. ويرجع ذلك إلى رغبة الحكومة في حماية نفسها من التقلبات وعدم اليقين في النظام المالي العالمي الذي يهيمن عليه الدولار الأمريكي. فالعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة جعلت من الصعب على فنزويلا الوصول إلى الأسواق المالية الدولية والحصول على القروض والانخراط في التجارة الخارجية، مما ساهم في الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
ومن العوامل الأخرى التي أدت إلى إلغاء الاستقطاب الرغبة في تعزيز استخدام عملة البلاد، البوليفار، في المعاملات المحلية والدولية. وقد طرحت الحكومة عملات ورقية ومعدنية جديدة، وأطلقت نسخة رقمية من العملة، وأنشأت مراكز لتحويل العملات لتسهيل تحويل العملة. وبالإضافة إلى ذلك، نفذت الحكومة تدابير لتثبيت قيمة البوليفار، مثل تثبيت سعر الصرف وفرض ضوابط صارمة على المعاملات بالعملات الأجنبية.
على الرغم من هذه الجهود، يبقى أن نرى ما إذا كانت فنزويلا ستتخلى تمامًا عن الدولار الأمريكي وتتبنى نظام عملة جديد. هناك عدد من التحديات والمخاطر المرتبطة بإلغاء الاستقطاب، بما في ذلك احتمال تقلب العملة، وصعوبة إقامة علاقات تجارية جديدة، وخطر المزيد من العزلة الاقتصادية. وعلاوة على ذلك، يعتمد نجاح عملية إزالة الاستقطاب على عدد من العوامل الخارجية، مثل مواقف وإجراءات البلدان الأخرى، واستقرار النظام المالي العالمي، وتطور السياسة الخارجية للولايات المتحدة.

الانتخابات الرئاسية الفنزويلية 28 يوليو الانتخابات الرئاسية الفنزويلية

وقّع ثمانية من المرشحين العشرة في الانتخابات الرئاسية الفنزويلية المقبلة، بمن فيهم الرئيس نيكولاس مادورو، على اتفاق يلزمهم باحترام نتائج المنافسة كما أعلنتها السلطات الانتخابية. وقد يكون الاتفاق غير ذي أهمية بسبب تاريخ الحكومة في اختبار وخرق شروط الاتفاقات، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية، ولم يوقع عليه مرشح المعارضة إدموندو غونزاليس أوروتيا، الذي يملك فرصة حقيقية لإنهاء سعي مادورو للفوز بولاية ثالثة في 28 يوليو.
لطالما كانت الهيئة الانتخابية مكدسة بحلفاء الحزب الحاكم الذين يعملون كأداة لحكومة مادورو، حيث يقومون بتطويع القواعد لصالح المرشحين المفضلين ويمنعون مشاركة المعارضة، وفقًا لوسائل الإعلام الغربية. وذكر غونزاليز أنه لا يمكن أبدًا فرض اتفاق من جانب واحد ويجب أن ينبثق عن حوار محترم بين الأطراف.
وحدد المجلس الانتخابي موعد الانتخابات الرئاسية في 28 يوليو المقبل، وهو ما يفي بأحد بنود الاتفاق الذي أشار إليه غونزاليس. وبموجب الاتفاق، تعهد الطرفان بالعمل على تحسين ظروف إجراء انتخابات حرة ونزيهة. وقد اختبر مادورو وحلفاؤه حدود الاتفاق باستمرار، بما في ذلك من خلال منع ترشيح ماريا كورينا ماتشادو التي فازت في الانتخابات الرئاسية التمهيدية لائتلاف المنصة الموحدة المدعوم من الولايات المتحدة.
هل المراقبة الغربية للانتخابات الرئاسية الفنزويلية نزيهة بما فيه الكفاية أم أنها تتبنى أجندة معينة؟
كانت الانتخابات الرئاسية الفنزويلية مثار جدل وسجال، مع مخاوف من أن المراقبين الغربيين قد يتأثرون بأجندات سياسية بدلاً من تعزيز القيم الديمقراطية. ويتهم منتقدو الحكومة الفنزويلية، لا سيما في عهد الرئيس نيكولاس مادورو، الحكومة بانتهاك حقوق الإنسان وقمع أصوات المعارضة وتقويض استقلال القضاء. وقد أدى ذلك إلى فرض عقوبات اقتصادية وضغوط دبلوماسية على فنزويلا.
وينظر بعض المراقبين الغربيين إلى الانتخابات على أنها فرصة لإضفاء الشرعية على النتائج أو نزع الشرعية عنها، وذلك حسب تفضيلاتهم السياسية. وتتهم الحكومة الفنزويلية المراقبين الغربيين بالتحيز وازدواجية المعايير، حيث يقبلون نتائج الانتخابات في الدول المنحازة سياسياً بينما ينتقدون أكثر من غيرهم. ويثير انخراط جهات غير ديمقراطية، مثل كوبا وروسيا، في دعم الحكومة الفنزويلية مخاوف بشأن نزاهة العملية الانتخابية وقدرة المراقبين الغربيين على الحياد.

ما هي سبل التعاون الممكنة بين فنزويلا ومصر؟ ما هو حجم التبادل التجاري بين الدولتين؟

لدى فنزويلا ومصر، وهما دولتان لهما تاريخ وثقافتان مختلفتان، القدرة على الانخراط في جهود تعاونية يمكن أن تعود بالنفع على الدولتين. يمكن أن يكون أحد مجالات التعاون في قطاع الطاقة، حيث تمتلك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، بينما تعمل مصر على توسيع إنتاجها من النفط والغاز. ويمكن للبلدين استكشاف مشاريع مشتركة أو مشاركة التكنولوجيا في التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما.
ويمكن أن يكون هناك مجال آخر للتعاون في القطاع الزراعي، حيث تتمتع مصر بتاريخ طويل في الإنتاج الزراعي ويمكنها مشاركة خبراتها مع فنزويلا. كما يمكن للبلدين استكشاف التجارة في المنتجات الزراعية، حيث تستورد مصر بعض السلع من فنزويلا والعكس صحيح.
وفقًا لـ مرصد إيكونوميك كومبليستي، بلغ إجمالي التبادل التجاري بين البلدين في عام 2019 حوالي 55 مليون دولار، حيث صدرت مصر بشكل رئيسي الآلات والمعدات والمنتجات الكيماوية إلى فنزويلا، بينما صدرت فنزويلا بشكل رئيسي المعادن والوقود والمنتجات الغذائية إلى مصر.

ولزيادة التجارة والتعاون، يمكن للبلدين النظر في توقيع اتفاقيات ثنائية أو مذكرات تفاهم في مجالات محددة مثل الطاقة أو الزراعة أو السياحة. كما يمكنهما المشاركة في المعارض والمعارض التجارية للترويج لمنتجاتهما وخدماتهما.
علاوة على ذلك، يمكن لفنزويلا ومصر التعاون في مجال الثقافة والتعليم. يتمتع كلا البلدين بتراث ثقافي غني، وهناك العديد من الفرص للتبادل والتعاون في مجالات مثل الفن والموسيقى والأدب واللغة. على سبيل المثال، يمكن للبلدين تنظيم مهرجانات ثقافية أو تبادل المعارض أو إنشاء برامج تبادل طلابي.
التعاون الثقافي بين البلدين، والإنتاج الإعلامي المشترك، والشركات الناشئة، وإنشاء جامعة/مدرسة لاتينية للدراسات اللاتينية في مصر من شأنه تعزيز العلاقات مع أمريكا اللاتينية
يعد التعاون الثقافي بين الثقافتين أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز العلاقات بين الدول، لا سيما مصر وأمريكا اللاتينية، وخاصة فنزويلا. يمكن للأفلام الوثائقية أن تعزز التفاهم والتعاون الثقافي من خلال عرض وجهات النظر المختلفة وأوجه التشابه بين الثقافات. ويمكن أن يؤدي إنتاج أفلام وثائقية تركز على أمريكا اللاتينية وفنزويلا إلى زيادة الوعي والتفاهم بين المصريين، في حين يمكن لصانعي الأفلام الوثائقية في أمريكا اللاتينية وفنزويلا إنتاج أفلام وثائقية تعرض تاريخ مصر الغني وثقافتها ومجتمعها.
كما يمكن أن يساعد الانضمام إلى الإنتاج التلفزيوني والإعلامي في تعزيز التبادل الثقافي من خلال مشاركة الخبرات والموارد. يمكن أن توفر منصات التبادل الثقافي، مثل المنتديات على الإنترنت ومجموعات وسائل التواصل الاجتماعي والمراكز الثقافية، مساحة للأفراد والمنظمات للتواصل وتبادل الأفكار والتعاون في المشاريع. يمكن أن يؤدي دعم الشركات الناشئة ورواد الأعمال إلى تعزيز الابتكار وخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، مع تعزيز التبادل الثقافي في الوقت نفسه.
كما يمكن لإنشاء جامعة لاتينية أو مدرسة للدراسات اللاتينية في مصر أن يعزز الوعي بثقافة وتاريخ ومجتمع أمريكا اللاتينية بين المصريين. ويمكن أن تكون هذه المؤسسة بمثابة مركز للتعاون الثقافي بين البلدين، مما يسمح للأفراد والمنظمات من كلا المنطقتين بالالتقاء والعمل على مشاريع تعاونية.

لفنزويلا موقف تاريخي في دعم القضية الفلسطينية، لماذا؟

لفنزويلا تاريخ طويل في دعم القضية الفلسطينية، حيث تعترف بالحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني في تقرير المصير والاستقلال والعودة إلى وطنه. وقد دعت فنزويلا باستمرار إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، بما في ذلك القدس الشرقية، وأدانت بناء المستوطنات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. كما كانت فنزويلا من أشد المنتقدين لحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مسلطةً الضوء على العنف والتمييز والقمع.
ودعمت فنزويلا الجهود الرامية إلى تقديم المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان إلى العدالة من خلال الآليات الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية. وبالإضافة إلى الدعم الدبلوماسي والسياسي، قدمت فنزويلا مساعدات إنسانية للشعب الفلسطيني، بما في ذلك المساعدات الطبية والغذاء وغيرها من الضروريات الأساسية. وعلى الصعيد الدولي، دعت فنزويلا بفعالية إلى حل سلمي وعادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي ودعت إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل على حدود 1967.

تتمتع فنزويلا بعلاقة جيدة مع العالمين العربي والإسلامي، كيف؟

تتمتع فنزويلا، وهي دولة من دول أمريكا الجنوبية، بعلاقة قوية وإيجابية مع العالمين العربي والإسلامي. وترتكز هذه العلاقة على روابط تاريخية وثقافية واقتصادية متجذرة في العلاقات التاريخية والثقافية والاقتصادية، وتعززت من خلال الاتفاقيات الثنائية ومبادرات التعاون. أما في العالم العربي، فقد أقامت فنزويلا علاقات دبلوماسية مع دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والجزائر والمغرب، مما يعزز السلام والاستقرار والتنمية.
وفنزويلا عضو نشط في جامعة الدول العربية لتعزيز المصالح والقيم المشتركة بين الدول العربية. أما في العالم الإسلامي، فقد طورت فنزويلا علاقات قوية مع دول مثل إيران وتركيا وماليزيا، على أساس القيم الدينية والثقافية المشتركة والمنافع المتبادلة في التجارة والاستثمار ونقل التكنولوجيا. كما كانت فنزويلا داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية ودافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية.
ومن مجالات التعاون الرئيسية بين فنزويلا والعالمين العربي والإسلامي مجال الطاقة. وبصفتها عضوًا في منظمة أوبك، عملت فنزويلا بشكل وثيق مع الدول العربية والإسلامية لتحقيق الاستقرار في أسعار النفط وضمان التوزيع العادل للإيرادات. كما أنشأت فنزويلا أيضًا منحًا دراسية وبرامج تبادل لتعزيز التبادل الثقافي والأكاديمي، واستضافت مؤتمرات حول الثقافة والفن والأدب العربي والإسلامي. وفي مجال السياسة، دعمت فنزويلا الدول العربية والإسلامية في سعيها لتحقيق الاستقلال وتقرير المصير والتنمية.

احمد مصطفى: رئيس مركز اسيا للدراسات والترجمة