د . مختار غباشى: الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية تدخل مفهوم حماية البيئة الخضراء لمصر
تشهد العلاقات المصرية الصينية تطورًا كبيرًا فى السنوات الأخيرة لا سيما فى المجال الاقتصادى والمشرعات السكنية والبنية التحتية. هذا وتعد الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، التى تقوم بتنفيذ مشروع “منطقة الأعمال المركزية” (CBD) في العاصمة االجديدة، تعد من أكبر الشركات التي تضخ حيوية جديدة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
إن تنفيذ الشركة الصينية بقيادة رئيس مجلس الإدارة “CHANG WEICAI” لمشروعات كبيرة في مصر، يسهم بشكل كبير في توطين “تكنولوجيا البناء الصينية” في مصر، خاصة أن الشركة استخدمت تقنيات حديثة بدأ يكون لها مردود على سوق الإنشاءات في مصر.
منطقة الأعمال المركزية (CBD)
تتكون منطقة (CBD) من 20 برجًا سكنيًا وتجاريًا بما في ذلك البرج الأيقوني “أطول برج في إفريقيا”، الذي أصبح أعلى من برج القاهرة ، حيث يتكون البرج من 78 طابق ليصل ارتفاعه إلى 385 مترًا. تقدر استثمارات هذا المشروع بنحو 3 مليارات دولار، ويتم تنفيذها بالتعاون مع وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
تماشيًا مع سياسة الدولة المصرية للحفاظ على البيئة وإنشاء مجتمعات خضراء صديقة للبيئة فى المدن الجديدة، التى تعد العاصمة الادارية في صدارة هذه المجتمعات، قامت الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC بتلبية دعوة مصر لحماية البيئة الخضراء والحفاظ على الطاقة وخفض الإنبعاثات الكربونية، كما أدخلت مفهوم حماية البيئة الخضراء بكافة مخططات وتصميمات المشروع وأعمال بنائه، بل وساهمت بقوة لمواجهة تغير المناخ العالمي. لهذا فقد اتخذت مجموعة من الاجراءات أثناء عملية التخطيط للمشروع من أجل تجسيد المفاهيم المعمارية الصديقة للبيئة وتمثل ذلك في اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة. لقد ظهر ذلك بوضوح فى اتخاذها لمجموعة من الاجراءات التالية أثناء عملية التخطيط للمشروع:
ثمان اجراءات نوعية
سعيًا لتنفيذ الطموحات والتوجهات الاستراتيجية للدولة المصرية، حرصت الشركة على اتخاذ مجموعة من الإجراءات النوعية كان في صدارتها ما يلي:
- تجسيد مفاهيم “الخضراء والصديقة للبيئة” في اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة. ففي البداية، كان هناك خياران لموقع العاصمة الإدارية الجديدة، أحدهما منطقة الواحات شمال القاهرة، والأخرى “المنطقة الصحراوية” شرق القاهرة. في النهاية، وقع الاختيار على المنطقة الصحراوية التي تشغل أقل قدر من الأراضي الزراعية وهكذا نحصل على أقل قدر من الضرر البيئي. وكان هذا في حد ذاته بمثابة تطوير وحسن استغلال الأراضي الغير قابلة للاستخدام. وهو ما مثَّل إحترامًا كبيرًا لـ “الطبيعة”.
- في تخطيط مشروع CBD، يبلغ فرق الإرتفاع بين الجانب الغربي للموقع الحالي والطريق البلدي من الجانب الشمالي حوالي 10 أمتار، وفرق الإرتفاع بين الجانب الشرقي والطريق العام من الجانب الشمالي حوالي 5 أمتار لذلك تم زيادة مساحة الطابق السفلي وارتفاعه خلال عملية التصميم بشكل متعمد، وذلك باستخدام الحجم الذي يشغله الطابق السفلي للحفاظ على توازن الأعمال الترابية في الموقع وتقليل تلوث وسائل النقل.
- ربط أعمال التخضير “النهر الأخضر” في الجهة الجنوبية لموقع المشروع لتكوين منطقة خضراء كبيرة وممتدة نسبياً، مما عمل على توفير بيئة جميلة وسط البيئة الطبيعية للمنطقة التي تُعد قاسية نسبيًا، وكذلك مكَّن من تعديل المناخ المحلي وتقليل الرمال والتلوث والغبار فضلاً عن تحسين جودة الهواء.
- إنشاء عدد كبير من الأماكن الترفيهية العامة، إلى جانب المناظر الطبيعية المبهجة، مما يشجع الناس إلى الخروج من غرفهم والمشاركة في الأنشطة العامة، وتقليل استخدام المساحات الداخلية، وتقليل استهلاك الطاقة، وتوجيههم لنمط حياة أكثر صحة.
- في نظام النقل، تم إنشاء نظام نقل عام مناسب لتوجيه وتشجيع استخدام “وسائل النقل العام”، وتقليل استخدام وسائل النقل الخاصة، وتقليل استهلاك الطاقة.
- توفير أنظمة مشاة مناسبة، ومناظر طبيعية خضراء، لتشجيع المزيد من الأفراد على المشي لحل مشكلة حركة المرور في المنطقة، وتقليل الازدحام، وتقليل الانبعاثات الكربونية.
- باعتماد مفهوم “محطة مجمع المرافق المركزية CUC”، أصبحت “إمدادات طاقة التبريد والطوارئ” للموقع بأكمله مركزية، مما عمل على توحيد الإمداد والإدارة من خلال شبكة الأنابيب في المنطقة، ورفع من كفاءة الطاقة وقلل من استهلاك الطاقة ومساحة غرف المعدات، ويقلل من الفاقد في عملية النقل، كما يقلل من تكاليف التشغيل والصيانة.
- استخدام مصابيح LED الشمسية في إضاءة الطرق بالمنطقة، التي لا تعمل على تحسين معدل استخدام الطاقة الخضراء فحسب، بل تقلل أيضًا من تكاليف وطاقات التشغيل لمرة واحدة.
عشر ضوابط هندسية صديقة للبيئة
كذلك عمدت الشركة الصينية العامة بقيادة بقيادة رئيس مجلس الإدارة “CHANG WEICAI” إلى وضع مجموعة من الإجراءات أثناء عملية التصميم المعماري منها:
أولاً.. استخدام الخرسانة شديدة الصلابة لتقليل استهلاك الموارد، وتقليل كمية الخرسانة المستخدمة، وتوسيع مساحة البناء، وتقليل استهلاك الطاقة في إنتاج الأسمنت، وتحسين كفاءة الاستخدام.
ثانيًا.. استخدام الخرسانة ذاتية الضغط، وهو امر لا يتطلب أي اهتزاز، مما يقلل بشكل كبير من الوقت اللازم لصب الخرسانة، كما يقلل من إهدار القوالب والخلاطات، ويوفِّر من إستهلاك طاقة البناء بشكل كبير.
ثالثًا.. استخدام الخرسانة خفيفة الوزن الأمر الذي يوفر منحدرًا للعزل المائي من جهة، ويعمل أيضًا على تحسين أداء العزل الحراري للمبنى، ويقلل من استهلاك طاقة تبريد الهواء، ويقلل من استهلاك المواد، ويقلل من وزن الهيكل من جهة ثانية.
رابعًا.. استخدام القضبان الفولاذية عالية القوة، ما يقلِّل من عدد القضبان الفولاذية المستخدمة، وكذلك يعمل عمل على توفير استهلاك مواد المشروع والقوى العاملة والطاقة الإنتاجية.
خامسًا.. استخدم هيكل الأرضية الخرسانية طويلة المدى ألواحًا خرسانية أرضية مسبقة الجهد لتقليل سماكة الألواح الخرسانية الأرضية بالتالي توفير كمية الخرسانة المستخدمة، مما سمح بزيادة ارتفاع المبنى.
سادسًا.. باستخدام الواجهات الزجاجية الموحدة، أصبح إنتاج المصنع أكثر كفاءة وفعالية، كما أصبحت أعمال التركيب والتثبيت في الموقع أكثر سرعة وراحة، مما يقلل من استهلاك طاقة الإنتاج الإجمالية. كما أنه يُصنع بجودة عالية، ما يحسن الأداء العام لعزل الجدران الخارجية للحرارة ويقلل من استهلاك الطاقة الإجمالي للمبنى.
سابعًا.. استخدام مواد البناء محلية الصنع، قدر الإمكان لتقليل الواردات، وتقليل التلوث الناجم عن النقل البحري والجوي، على سبيل المثال، في الاختيار الهيكلي، تم استخدام الهياكل الخرسانية المسلحة، وفي التصميم الديكور، تم استخدام الحجارة المحلية قدر المستطاع.
ثامنًا.. فيما يتعلق بالتصميم المعماري، تم إنشاء المزيد من “المساحات الانتقالية” بين المباني والبيئة الخارجية لتشجيع الناس على الخروج بعد غروب الشمس وانخفاض درجة الحرارة بسرعة للإستفادة من الرياح الطبيعية وتقليل اعتماد الناس على المكيفات الهوائية.
تاسعًا.. في التصميم الخارجي للمبنى، تم استخدام عدد كبير من “مكونات التظليل” لتقليل أشعة الشمس القوية، والحد من الضوء المباشر الذي يدخل المبنى، مما يقلل من “حمل التبريد” للمبنى.
عاشرًا.. في التصميم الخارجي للمبنى، تم استخدام “الزجاج المزدوج/العازل” لتقليل انتقال العدوى، وتقوية العزل الحراري، وتقليل حمل التبريد.
هذا فضلا عن مجموعة من الاجراءات الفنية التقنية النوعية، التي أشار إليها كبير المهندسين YUAN HAD التي من أبرزها:
- في نظام التبريد المركزي للـ CUC، تم إضافة “خزان حراري” عملاق لموازنة التبريد وتحسين كفاءة نظام التبريد.
- عند اختيار المصابيح، تم استخدام المزيد من مصابيح LED الموفرة للطاقة، ويعمل نظام التحكم الذكي في الإضاءة على تقليل فقد الإضاءة إلى أقصى حد.
- يؤدي “تدوير مياه الصرف الصحي والنفايات” في المبنى، بالإضافة إلى إعادة تحلية المياه، إلى زيادة الاستفادة من الموارد المائية إلى الحد الأقصى.
- . تشغيل أنظمة الري بالتنقيط والري بالرش بانتظام لتقليل استهلاك مياه الري مع الحفاظ على المناظر الطبيعية الخصبة.
- نظام إدارة المباني BMS. مراقبة تشغيل أنظمة تكييف الهواء، وضبط إمدادات قدرة التبريد بذكاء، وتقليل فقدان قدرة التبريد.
- تم اختيار جميع الأدوات الصحية الموفرة للمياه، مما يقلل من هدر الموارد المائية.
- يعمل تكوين معدات فرز وضغط النفايات الصلبة على تحسين معدل إعادة تدوير النفايات وتقليل تكاليف النقل.
كما يشير كبير المهندسين YUAN HAD إلى الإجراءات المتخذة أثناء عملية البناء، ليؤكد أن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية قد حرصت على مراعاة ما يلي:
اولا.. استخدم قوالب الألمنيوم بدلاً من القوالب الخشبية التقليدية؛ بهدف تحسين نعومة السطح وتقليل طبقات الطلاء وتقليل استهلاك المواد. زيادة سرعة الدوران، مما يحسن بشكل كبير من تقدم البناء ويوفر استهلاك طاقة الإنتاج. إعادة التدوير عدة مرات لتقليل هدر القوالب. نسبة إعادة التدوير عالية ومتجددة مما يقلل من استهلاك المواد.
ثانيا.. تركيب نظام معالجة مياه الموقع؛ لتنقية مياه الصرف الصحي واستخدامها في إزالة الغبار وأعمال الري والتخضير وتنظيف المركبات وما إلى ذلك، مما ساهم في توفير الكثير من موارد المياه.
ثالثاً.. استخدم البلاط المختلط والجاهز لتقليل الغبار وعبء العمل في الموقع، وتحسين الكفاءة وتقليل استهلاك طاقة الإنتاج.
رابعا.. تخصيص القضبان الفولاذية لتقليل التداخل وخسارة المواد.
خامسا.. استخدم مصابيح الشوارع وسخانات المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية في منطقة المعيشة لتقليل استهلاك الطاقة.
مدير قسم الدعاية والإعلان LI BINGHONG : الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية مسيرة طويلة تمتد لاكثر من 40 عاما من الخبرة
من ناحية أخرى يذكر مدير قسم الدعاية والإعلان LI BINGHONG أن الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية(CSCEC)كانت قد تأسست رسميًا في عام 1982، وأنها هي واحدة من أكبر مجموعات الاستثمار والبناء في الصين مع أطول تطوير مهني، وأقرب عملية موجهة نحو السوق، وأعلى درجة من التكامل، وأكبر حجم في العالم.، حيث تمتلك 8 شركات مدرجة وأكثر من 100 شركة تابعة قابضة من المستوى الثاني. كما يؤكد أن الشركة قد احتلت المرتبة التاسعة من قائمة فورتشن غلوبال 500 في عام 2022، والمرتبة الثالثة من أقوى الشركات الصينية الـ500، كما إحتلت المرتبة الأولى من بين أفضل 250 “مقاولا هندسيًا في العالم”، بجانب استمرارها في الحفاظ على أعلى تصنيف إئتماني عالمي للصناعة، والتحسين المستمر في القدرة التنافسية للسوق وتأثير العلامة التجارية، وتوطيد مكانتها الرائدة في هذه الصناعة.
من ناحية أخرى يغطي أداء أعمال الشركة الصينية للهندسة المعمارية أكثر من 100 دولة ومنطقة في العالم، ويشمل تخطيط أعمالها الاستثمار والتطوير (التطوير العقاري، وتمويل البناء، والتشغيل القابض)، بجانب البناء الهندسي (بناء المساكن والبنية التحتية)، والمسح والتصميم، والأعمال الجديدة (البناء الأخضر، وتوفير الطاقة وحماية البيئة والتجارة الإلكترونية) وغيرها من القطاعات الأخرى. وفي الصين،
تعتبر الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC، هي الشركة المنفذة لمشروع منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، ويقع مشروع منطقة الأعمال المركزية في قلب الصحراء بحوالي 50 كيلو مترا شرق العاصمة القاهرة ويتكون من 20 برجًا سكنيًا وتجاريًا بما في ذلك البرج الأيقوني “أطول برج في إفريقيا”، حيث أصبح أعلى من برج القاهرة ، الذي يتكون البرج من 78 طابقًا ليصل ارتفاعه إلى 385مترًا. تقدر استثمارات هذا المشروع نحو 3 مليارات دولار، تم تنفيذها بالتعاون بين وزارة الإسكان، ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وبين شركة cscec الصينية، ، وكذلك ّ البرج الإداري C01 في مشروع CBD بالعاصمة الإدارية الجديدة الذي يعتبر بدوره أطول مبنى إداري في المشروع، حيث يبلغ ارتفاعه 174 مترًا ويتكوّن من طابقين تحت الأرض و35 طابقًا فوق الأرض.
لقد تمّ دمج مفهوم “الريادة التكنولوجية والتقدّم العلمي” في جميع مراحل إنشاء المشروع، مع الاستخدام واسع النطاق للمواد والتقنيات الحديثة. ومشروع برجي سي زيرو 7 وسي زيرو 8، الذى تشرف عليه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC، ويعتبر الجسر الذي يربط بين البرجين، المعروف باسم “جسر الصداقة”، هو الجسر الأول من نوعه في مصر.
إن منطقة الأعمال المركزية تضم البرج دي زيرو وهو أطول برج سكني في أفريقيا بطول 169 مترا ويبلغ عدد أدواره 49 طابقًا. لقد تم تزيين المنطقة التي تتوسط الأبراج بتصميم مفتاح الحياة وسيتم وضع مسلة فرعوني حيث تضم المنطقة كذلك ثاني أكبر مركز للطاقة في مصر CUC، المعني بتوفير الكهرباء للأبراج في حالة الطوارئ ويمد الفنادق بالخدمات. أيضًا مشروع أبراج الداون تاون بمدينة العلمين الجديدة، والذي يعد مثالاً آخر للتعاون المصري الصيني في إطار مبادرة “الحزام والطريق”.
يطبق هذا المشروع التكنولوجيا الذكية ويركز على استخدام الطاقة الصديقة للبيئة خاصة الطاقة الشمسية ويتضمن وحدات مركزية للمياه المثلجة التي ستستخدم فيما بعد في تغذية شبكات أجهزة التكييفات دون استهلاك عال للكهرباء.
الحقيقة أن هذه الشركة تعتبر نموذجًا فعالاً يحتذى به في تعميق العلاقات الودية بين مصر والصين في الأوقات الاستثنائية، حيث تحرص “الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية – CSCEC – مصر” على توفير بيئة معيشية هانئة، بالإضافة إلى تقديم كل سبل الراحة والسعادة لأكبر عدد ممكن من الناس.
تقرير التنمية المستدامة لشركة (CSCEC) للعام 2021 – 2022 في مصر
يشير تقرير التنمية المستدامة لشركة (CSCEC) إلى أن تصميم المشروع قد ركز على الاعتبارات الأمنية والبيئية باستخدام طاقة أقل وخامات محلية وتطوير إدارة التخلص من القمامة.
مرة أخرى يضخ مشروع إنشاء منطقة الأعمال المركزية (CBD) الذي تقوم بتنفيذه الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية (CSCEC)، دَفعَة حيوية جديدة في شرايين التنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر. حيث إن تنفيذ الشركة الصينية لمشروعات كبيرة في مصر ، يساهم بشكل كبير في توطين تكنولوجيا البناء الصينية في مصر، خاصة أن الشركة استخدمت بكل تأكيد تقنيات حديثة بدأ يكون لها مردود على سوق الإنشاءات في مصر.
أمين عام مركز الفارابى للدراسات السياسية
تحرير وإخراج: مركز الفارابي للدراسات السياسية