الشهر: مارس 2024

حامد محمود فى دراسة تحليلية: متی تصل الخلافات بين بايدن ونتنياهو إلى نقطة اللاعودة؟

إتساع الخلاف بين بايدن ونتياهو ومستقبل مسار الحرب في غزة؟
يبدو أن هوة الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن آخذة في التوسع منذ بدء الحرب في غزة بين حماس وإسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 .
آخر مظاهر ذلك إلغاء نتنياهو فجأة زيارة لوفد من مسؤولين كبار إلى واشنطن هذا الأسبوع لبحث الهجوم الذي هددت إسرائيل بشنه على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة بعد امتناع واشنطن عن التصويت في مجلس الأمن على قرار يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى فصائل مسلحة فلسطينية.
جاءت هذه الخطوة بعد أشهر من الالتزام بالسياسة الأمريكية طويلة الأمد المتمثلة في حماية إسرائيل في المنظمة العالمية، وقد أدى التحول الملحوظ في الأحداث إلى تصعيد الخلاف بين بايدن ونتنياهو بعدما تجنبت واشنطن في أغلب الأحيان استخدام كلمة "وقف إطلاق النار" في وقت سابق من الحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر، واستخدمت حق النقض (الفيتو) في الأمم المتحدة لحماية إسرائيل أثناء ردها على حماس.
ولكن، مع اقتراب المجاعة في غزة ووسط ضغوط عالمية متزايدة من أجل هدنة في الحرب التي أسفرت عن مقتل نحو 32 ألف فلسطيني، امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت على قرار يدعو لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان الذي ينتهي بعد أسبوعين.
وتزايدت حدة الرسائل العلنية من الولايات المتحدة منذ مقتل أكثر من 100 فلسطيني شهر فبراير أثناء اندفاعهم للحصول على الغذاء من قافلة مساعدات في شمال غزة.
وبسبب غضبها من بطء وتيرة المساعدات التي سمحت إسرائيل بوصولها عن طريق البر، بدأت إدارة بايدن الأسبوع الماضي عمليات إسقاط جوي لإمدادات إنسانية وأعلنت عن خطط لبناء رصيف مساعدات عائم قبالة ساحل غزة.
وترى واشنطن إن إسرائيل تتعاون ببطء في مجال المساعدات الإنسانية، لكن مسؤولا أمريكيا قال إن التقدم يتزايد، مضيفا أن "الأمر بالغ الصعوبة فيما يتعلق بكل خطوة".
ويمكن القول انه من بين القضايا التي عززت الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية من جهة، وأججت الخلاف بين نتانياهو وإدارة بايدن من جهة أخرى، غياب التفاهم بين رئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير دفاعه يوآف غالانت، هذا الأخير التقى الاثنين 03/25 وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بواشنطن ومن المقرر أن يلتقي الثلاثاء 03/26 نظيره لويد أوستن.
ومع أن مباحثات غالانت تأتي رغم منع نتانياهو زيارة الوفد الإسرائلي إلى واشنطن، قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى البنتاغون منفصلة عن الزيارة التي كان مقررا أن يقوم بها الوفد الإسرائيلي إلى البيت الأبيض، والتي تم إلغاؤها.
وفى التحليل لا يمكن اعتبار الموقف الأمريكي معزولا عن المواقف السابقة، فلو عدنا لمسار علاقة بايدن مع نتنياهو نجد أن الولايات للمتحدة صاغت علاقتها عقب هجوم حماس منذ السابع من أكتوبر على أساس أنها مع إسرائيل الدولة والشعب ولكنها تختلف مع نتانياهو"
هذا فضلا عن ان هناك الكثير من التقاطعات الاستراتيجية بين الجانبين بما فيها القضاء على حركة حماس على المستوى العسكري أو خفض مستوى تهديدها، لكن وأيضا إنهاء حكم الحركة كسلطة سياسية بقطاع غزة .
ولعل هذا الأمر أفرز خلافات بينة , إذ اتفق الجانبان على النقطة الأولى، لكنهما اختلفا حول الكيفيات والآليات الممكنة لبلوغ ذلك، "خاصة بعد تعرض الولايات المتحدة لضغوط من المجتمع الدولي والرأي العام على خلفية استهداف المدنيين بالضفة الغربية".
من جهة أخرى، فهناك خلافات حول مفهوم اليوم التالي للحرب بغزة وكيفية حكم غزة. إذ لدى الأمريكيين رؤية تدعم قيام السلطة الفلسطينية بعد إصلاحها وإعادة بنائها بالمهمة، فيما تذهب إسرائيل بقيادة نتانياهو إلى رفض هذه المقاربة وتطرح بديلا عنها خطة العشائر وتشكيل سلطة جديدة، وهو ما تؤكد أمريكا أنه لن ينجح.
حول تداعيات موقف الولايات المتحدة ورد فعل نتانياهو فمن المرجح وفق المتحدث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسير في اتجاه التصعيد مع الولايات المتحدة، وهو ما تذهب إليه أيضا أوساط إسرائيلية معارضة، رغم تأكيد الولايات المتحدة أنها لا زالت تدعم إسرائيل الدولة والشعب.
ويمكن القول ان هناك سببين يدفعان نتنياهو لهذه المواجهة : الأول اختلاق رواية تصرف الانتباه عن سياسته التي "تضعف السلطة الفلسطينية وتجعل أي مفاوضات سياسية مستحيلة؛ وبالتالي تعفيه من المسؤولية والمساءلة التي يرفض باستمرار تحملها"، والمشكلة الأكبر حالياً بالنسبة لنتنياهو، هي "إمكان قيام دولة فلسطينية يحاول العالم، وخاصة الولايات المتحدة، فرضها على إسرائيل منذ الهجوم".
أما السبب الثاني فهو أن "نتنياهو يسعى لأن يجعل من بايدن كبش فداء لفشله في تحقيق النصر الكامل أو القضاء على حماس، وهي الأهداف الإسرائيلية المعلنة" .
وعلى الجانب الامريكى فان ادارة بايدن تتحفظ على جملة من النقاط رئيسة تجاه نتياهو وحكومته وهى تتعلق بتفاصيل مواصلة الحرب , وعرقلة إسرائيل للمساعدات الإنسانية , وعدد الضحايا من المدنيين غير المقاتلين، والاجتياح العسكري المحتمل لرفح.
وبطبيعة الحال فان موقف ادارة الرئيس الامريكى جو بايدن يستند الى قاعدة شعبية مؤيدة لقراراتها.
ففى استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" اظهر أن غالبية الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل قد تمادت كثيرا في حربها ضد حركة حماس ردا على هجوم 7 أكتوبر 2023.
بينما أظهر استطلاع للراي أجرته مؤسسة "غالوب" انخفاضا ملحوظا في دعم الشارع الأمريكي لإسرائيل، حيث سجلت نسبة المؤيدين لإسرائيل 58% وهو أدنى مستوى دعم لها منذ 20 عاما.
ووفقا للاستطلاع السنوي الذي أجرته المؤسسة فإن 58% من الأمريكيين لا يزال لديهم رأي إيجابي تجاه إسرائيل مقابل 68% صوتوا لدعمها العام الماضي و75% في عام 2021.
بحسب الاستطلاع كان هناك انخفاض حاد خاصة بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-34 عاما، حيث أظهر 38% منهم وجهة نظر إيجابية تجاه إسرائيل، مقارنة بـ 64% العام الماضي.
وأشار تقرير جالوب إلى أن هذه هي أدنى نسبة دعم لإسرائيل منذ أكثر من عقدين، وفي الوقت نفسه أظهر 18% من الأمريكيين تأييدهم للسلطة الفلسطينية بشكل إيجابي.
تقييد صادارات الاسلحة لاسرائيل .. هل يعد أمرًا مطروحاً؟
وهنا تثور تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة قد تقيد المساعدات العسكرية إذا مضت إسرائيل قدما في اجتياح بري في جنوب القطاع.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن التوترات بين بايدن ونتنياهو أضافت زخما للمناقشات داخل الإدارة الأمريكية حول كيفية استخدام نفوذها لإقناع إسرائيل ببذل المزيد من الجهد لتسهيل وصول الإغاثة الإنسانية إلى غزة وتجنب وقوع المزيد من الخسائر الفادحة بين المدنيين الفلسطينيين في حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس "
وتشكل إمدادات الأسلحة الأمريكية أكبر مصدر لنفوذ بايدن. وقاوم الرئيس الأمريكي استغلال هذا النفوذ، على الرغم من رد نتنياهو المتحدي على مناشدات واشنطن والدعوات المتزايدة من بعض الديمقراطيين من حزب الرئيس الأمريكي.
لكن مع إبداء بايدن علامات متزايدة على خيبة الأمل من نتنياهو، لا يستبعد المسؤولون الأمريكيون احتمالية حدوث تحول في السياسة قد يشمل وضع شروط على المساعدات العسكرية إذا نفذت إسرائيل تهديدها باجتياح رفح في جنوب غزة.
وزادت محاولة بايدن للحصول على ولاية ثانية في انتخابات عام 2024 من تعقيد جهوده لصياغة الاستراتيجية. ويدرك مساعدوه أنه بحاجة إلى تجنب إعطاء الجمهوريين ذريعة لاستغلالها مع الناخبين المؤيدين لإسرائيل، مثلما يحتاج لمنع تآكل الدعم من بعض الديمقراطيين التقدميين المنزعجين من دعمه القوي لإسرائيل.
وسيتعارض أي قرار يتخذه بايدن، الذي وصف نفسه بأنه “صهيوني”، بالتشدد تجاه إسرائيل مع تاريخه الممتد لعقود كمؤيد متحمس لها.
ولا توجد مؤشرات على اتخاذ أي قرارات بفرض قيود على إمدادات الأسلحة في حالة اجتياح لرفح، والذي حذر بايدن من أنه يجب ألا يحدث دون خطة إسرائيلية لحماية المدنيين هناك.
ويلجأ ما يربو على نصف سكان قطاع غزة إلى منطقة رفح.
ومن المحتمل أن يكون بايدن قد ألمح إلى ما يفكر فيه خلال مقابلة سابقة مع شبكة " فى شهر مارس 2024 " (إم.إس.إن.بي.سي) عندما قال، بعد تأكيد أن اجتياح رفح سيكون “خطا أحمر”، “إنه خط أحمر لكنني لن أتخلى عن إسرائيل قط. الدفاع عن إسرائيل لا يزال أمرا بالغ الأهمية. لذلك لا يمكن أن أقطع كل الأسلحة حتى لا يكون لديهم القبة الحديدية لحمايتهم”.
ولم يقدم بايدن صراحة مثل هذه الضمانات بشأن الأسلحة الهجومية، مما عزز التكهنات في تقارير إعلامية بأن مثل هذه الأسلحة يمكن أن تكون متضمنة إذا فرض شروطا على إسرائيل التي تعتمد بشكل كبير على المعدات أمريكية الصنع.
ومن الممكن أن تعرّض أي قيود على الأسلحة الهجومية إسرائيل لخطر أكبر إذا اندلعت حرب شاملة مع جماعة حزب الله اللبنانية على الحدود الشمالية أو تدخلت إيران، المتحالفة مع كل من حماس وحزب الله، في الصراع.
وردا على سؤال حول القيود المحتملة على الأسلحة، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان للصحفيين إنه لن ينخرط في “افتراضات” وإن التقارير الإخبارية حول تفكير بايدن بهذا الشأن “تكهنات غير مدروسة”.
وفى الأخير…
يمكن القول بأنه كان من الممكن حل هذه الخلافات لولا السجل الحافل لنتنياهو بالمواجهات والمشاحنات المتكررة مع الإدارات الأمريكية المختلفة، والذي يضع الولايات المتحدة أمام اتجاهين، إما الإطاحة بنتنياهو أو تركه للخسارة في الانتخابات، أو اقتناع واشنطن بأن طبيعة العلاقات الثنائية تعاني من التعثر وتستدعي إعادة تقييم للعلاقات بين البلدين

حامد محمود
كبير الباحثين والمدير التنفيذى لمركز الفارابى للدراسات السياسية والاستراتيجية

معركة احتواء «طوفان الأقصى»

منذ تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيلى على أرض فلسطين بـ «مؤامرة دولية» قادتها بريطانيا، شن الكيان الصهيونى ثلاث حروب كبرى ضد العرب ، الأولى عام 1948 والتى بها اكتمل فرض كيان الاحتلال كواقع على صدر الأمة العربية عندما أقر العالم تقسيم فلسطين إلى دولتين «فلسطينية وإسرائيلية»، وقبول إسرائيل عضوا فى الأمم المتحدة. والثانية عام 1956 ضد مصر، وفى عباءة العدوان البريطانى – الفرنسى الذى استهدف استرداد قناة السويس من مصر بعد أن أممها جمال عبدالناصر . كان هدف المشاركة الإسرائيلية فى هذه الحرب فرض الكيان كطرف فى معادلة النظام الإقليمى للشرق الأوسط ، وكسب القبول الغربى لمنح إسرائيل دور«الدولة الوظيفية»، أى الدولة الحليف للغرب فى الشرق الأوسط القادرة على القيام بوظائف لها اعتبارها لخدمة الأهداف والمصالح الغربية فى الشرق الأوسط .

أما الحرب الثالثة فكانت عدوان يونيو 1967 التى جرى تدبيرها فى واشنطن لتحقيق هدفين، أولهما أمريكى وهو إجهاض مشروع «النهضة المصرية» والحيلولة دون تمكين مصر بزعامة جمال عبدالناصر أن تصبح قوة إقليمية قادرة على تحدى الهيمنة الغربية، وتهديد المصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط . وثانيهما إسرائيلى يرمى إلى فرض إسرائيل كـ «قوة إقليمية عظمى» فى الشرق الأوسط ، عبر التمدد والتوسع فى أراضى فلسطين وأراض عربية أخرى، والتخلص نهائياً من مصر كمنافس إقليمى للمشروع الصهيونى الشرق أوسطى. هذه الحروب الثلاث كانت ترتكز على قاعدة واضحة من الفهم الاستراتيجى، وهى أنها «حروب من أجل تثبيت وجود الكيان الإسرائيلى ، وفرض «المشروع الإسرائيلى» بمفاهيمه الصهيونية والتوراتية. لذلك لم تخض إسرائيل حروب حدود مع العرب، بل خاضت حروبها ، بالأصل، مع المشروع العربى، أو بدقة أكثر، للحيلولة دون وجود مشروع عربى يكون فى مقدوره زعزعة وجود وأمن إسرائيل.

فى مقابل هذه الحروب شن العرب ضد كيان الاحتلال الإسرائيلى فى أكتوبر 1973 ما يمكن اعتباره «حرباً تحريرية» للأرض التى احتلت عام 1967 . كان يمكن لهذه الحرب أن تتحول من مجرد حرب لتحرير الأرض المحتلة عام 1967 إلى حرب تأسيس لمشروع النهضة العربية، لو كانت النتائج قد تواءمت مع المقدمات. مقدمات هذه الحرب تأسست من حرب نكسة 1967 مباشرة، إذ بعد سويعات قلائل من إعلان الرئيس جمال عبدالناصر قراره التنحى عن الحكم يوم 9 يونيو 1967، انطلقت صرخة «حنحارب» المليويينية من جميع أرجاء الوطن العربى، رافضة الهزيمة ومعلنة إصرارها على «إكمال المشوار» والمشوار الذى تعنيه هو ذاته الذى كان يشكل خلفية القرار الأمريكى – الإسرائيلى بضرب وتصفية تجربة «النهضة المصرية»، أى أن الشعب العربى كان يريد للأمة أن تستعيد إرادتها لتنتصر على الهزيمة أولاً، ولتعاود بناء مشروعها ثانياً، لذلك بدأ العمل من أجل ذلك ابتداءً من يوم 10 يونيو 1967، بعودة جمال عبدالناصر لقيادة الأمة، واختيار قيادة عسكرية جديدة لإعادة بناء الجيش القادر على تحقيق النصر، ثم جاءت معركة «رأس العش» وبعدها تدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات قبيل أيام من أول قمة عربية بعد النكسة فى الخرطوم التى حددت معالم الطريق العربى الجديد: «لا صلح .. لا اعتراف.. لا تفاوض مع كيان الاحتلال قبل انسحابه الكامل من كل الأراضى التى احتلت عام 1967»، ثم جاء إعلان جمال عبدالناصر لـ «بيان 30 مارس» الذى قدم مراجعة نقدية لتجربة ما قبل النكسة، وأسبابها، ومعالم الطريق لمعاودة النهوض .

لم يكتمل مشوار المراجعة وإعادة البناء بعد وفاة جمال عبدالناصر فى 28 سبتمبر 1970، ومجيء قيادة جديدة قادت معركة الانتصار فى أكتوبر 1973 على قاعدة مفهوم «التحرير» فقط، دون الخوض فى تحويل النصر إلى «ركيزة نهوض قومى»، حيث حدث أخطر ما كان يجب ألا يحدث وهو «احتواء النصر» عبر مشروع سموه «السلام» مع كيان الاحتلال أدارته الولايات المتحدة الأمريكية ليحول دون تحويل النصر العسكرى المصري- السورى إلى انتصار للإرادة العربية ، ولوضع ركائز جديدة لمشروع عربى للنهضة . نحن الآن نواجه ونعايش هذه المخاطرة فى ظل ما بات يحدث من تآمر على الحرب العربية الثانية التى قادتها المقاومة العربية الفلسطينية فى قطاع غزة ضد كيان الاحتلال الإسرائيلى ابتداء من هجوم «طوفان الأقصى» فى السابع من أكتوبر 2023، أى بعد 50 عاماً كاملة من حرب الانتصار الكبير فى السادس من أكتوبر 1973 ، وامتداداً إلى معركة الصمود الشعبى الأسطورى للمقاومة الفلسطينية وللشعب الفلسطينى فى قطاع غزة دفع أثمانها عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين على مدى ما يقرب من خمسة أشهر كاملة متصلة . يحدث الآن للحرب العربية الثانية ضد كيان الاحتلال ما سبق أن حدث للحرب العربية الأولى عام 1973 ، بعد أن حققت هذه الحرب ما لم يخطر على بال. فقد هزم عشرات الآلاف من المقاتلين الأبطال فى المقاومة الفلسطينية، الجيش الذى وصف بأنه «لا يقهر» وأنهت الدور الوظيفى لكيان الاحتلال ومبرر وجوده كقلعة متقدمة للدفاع عن المصالح الغربية، ووضعت نهاية لـ «أسطورة القوة الإقليمية العظمى»، ودورها كـ «شرطى للمنطقة»، والأكثر من ذلك أنها أجرت تغييراً هائلاً فى الوعى العالمى والتعاطف العالمى مع شرعية الحقوق الفلسطينية، ولعل فى صرخة ضابط القوات الجوية الأمريكية «أورون بوشنيل» الذى أشعل النيران فى نفسه أمام مبنى السفارة الإسرائيلية فى واشنطن ما يكفى لإدراك معالم هذا التحول فى الوعى العالمى المؤيد للحقوق الفلسطينية والرافض لإسرائيل وللهيمنة الأمريكية . صرخة «لن أكون شريكاً فى الإبادة الجماعية بعد الآن.. تحيا فلسطين» يجب أن توقظ الوعى العربى بأن نجاحاً عربياً هائلاً قد تحقق بـ «طوفان الأقصى» يجب عدم التفريط فيه، وأن ما حدث يجب أن يكون مجرد «بداية» عربية جديدة لرسم معالم مستقبل عربى أفضل، وهذا لن يتحقق إلا بمواجهة مؤامرة احتواء هذا النصر وإصرارهم على تحويله إلى هزيمة.

طموحات مشروعة lن أجل المساهمة في تشغيل الخريجين وتنمية الأسرة وحل أزمة البطالة

تطمح جمعية “سَوَا” إلى تحقيق العديد من البرامج والمشروعات الاقتصادية والتنموية النوعية من أجل المساهمة في تشغيل الخريجين وتنمية الأسرة وحل أزمة البطالة لأعضائها من خريجي كليات الآداب والدراسات الإنسانية.

 وفي مقدمة هذه البرامج والمشروعات:

  1. إقامة وتأسيس الشركات والمؤسسات الخدمية.
  2. إقامة وتأسيس المشروعات: الصناعية، الحرفية، الزراعية والمهنية.
  3. إنشاء مراكز التدريب المهني للفتيات والسيدات.
  4. إقامة وتنظيم البرامج والدورات التدريبية والتأهيلية للرائدات الريفيات والحضريات بأجور رمزية.
  5. تقديم “القروض الدوَّارة” للمساهمة في تنمية الأسرة وتوفير فرص العمل.

جمعية “سَوَا”.. مجالات عمل شاملة وثرية

تتميز جمعية "سَوَا" بأنها جمعية شاملة وثرية من حيث طبيعة مجالات عملها سواء داخل مصر أو خارجها عربيًا وإقليميًا ودوليًا. لقد روعي عند تأسيس الجمعية أن تتنوع مجالات عملها سواء على صعيد "الرعاية الشاملة" للأعضاء، وسواء على صعيد "الخدمات" التي تعتزم الجمعية تقديمها، حيث التقت "إرادة المؤسسين" أن تكون هذه الخدمات، "خدمات متكاملة في مختلف المجالات التي يمكن أن يحتاج إليها الأعضاء.

من هنا فقد تمت صياغة "مجالات عمل الجمعية" صياغة دقيقة، وذلك على النحو التالي:

  1. تقديم الخدمات الصحية، الاجتماعية، الثقافية، التعليمية، العلمية، الرياضية، الدينية والفنية. (الرئيسي)
  2. المساهمة في رعاية الأمومة والطفولة، ورعاية الأسرة والشيخوخة.
  3. المساهمة في التنمية الاقتصادية لزيادة الدخل ورعاية أصحاب المعاشات.
  4. المساهمة في برامج تنظيم الأسرة ورعاية ذوي الاحتياجات الخاصة.
  5. المساهمة في نشر الوعي والثقافة المهنية والتنظيم والإدارة.
  6. المساهمة في نشر الوعي البيئي والمحافظة عليها.
  7. المساهمة في نشر التوعية بالحقوق الدستورية والقانونية وحقوق الإنسان.
  8. المساهمة في تنمية الصداقة بين شعب جمهورية مصر العربية والشعوب الأخرى.

بالقطع يأمل مجلس إدارة الجمعية بل تأمل "جماعة المؤسسين" للجمعية أن تتشارك إرادة خريجي كليات الآداب والدراسات الإنسانية من أجل تحقيق ما سبق في أقرب وقت ممكن، لتكون "مقرات الجمعية" على مستوى الجمهورية، "بيتًا" لهم، ومقرًا" نوعيًا لهم اجتماعيًا وثقافيًا ورياضيًا وفنيًا بل وطبيًا أيضًا.

قريبًا.. انطلاق “جمعية سَوَا” لخدمة خريجي كليات الآداب والعلوم الإنسانية

في حوار خاص، صرَّح الأستاذ الدكتور مدحت حماد "رئيس مجلس إدارة "جمعية خريجي كليات الآداب والعلوم الإنسانية للرعاية والخدمات المتكاملة" الشهيرة باسم "جمعية سَوَا"، أنه اعتبارًا من منتصف أبريل 2024 ستبدأ "جمعية سَوَا" في اطلاق الأعمال والأنشطة والخدمات التي ستقدمها لخريجي كليات الآداب والعلوم الإنسانية في مختلف المجالات وبصفة خاصة "الخدمات الطبية والصحية"، وكذلك البرامج التدريبية والتأهيلية اللازمة، من أجل تمكينهم للانضمام إلى سوق العمل.

وأضاف: اعتبارًا من منتصف أبريل 2024 سيتم فتح باب قبول الأعضاء الجدد إلى الجمعية ولمدة شهرين حتى منتصف يونيو2024، مع التأكيد على أنه من الآن فصاعدًا سيتم نشر الأخبار الخاصة بعمل الجمعية وبصفة منتظمة على الموقع الإلكتروني للجمعية من جهة، وجميع منصات التواصل الإجتماعي الخاصة بها من جهة أخرى وبصفة خاصة الفيس بوك، انستجرام و "التيك توك"