خبير النفط علي الريامي: ترامب جاء وأربَك الاقتصاد العالمي.

في مداخاته حول تحليل الموقف الدولي الخاص بأسواق النفط، قال علي الريامي، مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا:

الحقيقة أن ترامب جاء وأربك الاقتصاد العالمي، لم يربك فقط اقتصاد الطاقة العالمي، بل إنه أربَك كذلك الموقف الخاص بجميع اوراق المالية العالمية. بالتالي فإن الموقف يحتاج إلى وقت لاستيعاب تداعيات “مطالبات ترامب، فيجب أن نتمهل لندرك ما الذي يريده”.
ليس هدف “أوبك+” تحديد سعر النفط، إنما هدفها هو إحداث التوازن في سوق النفط.
الحقيقة أن حديثه عن النفط ومطالبته “أوبك+” زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، يعد أمر فيه تناقض. إذ كيف يطلب من الشركات النفطية الأمريكية زيادة انتاجها النفطي، وكذلك اعطاء تصاريح خاصة بالتنقيب عن النفط وتشجيع المؤسسات والشركات التابعة لها على الإنتاج، ثم في المقابل يقوم بمطالبة “أوبك+” بتخفيض الأسعار.
أولاً.. ليس هدف “أوبك+” تحديد سعر النفط، إنما هدفها هو إحداث التوازن في سوق النفط، والتأكد من وجود ما يكفي من النفط بما يغطي احتياجات العالم، غضافة إلى الأمور والموضوعات الخاصة بالعرض والطلب. لذلك فعندما يقوم ترامب بمطالبة “أوبك+” بتخفيض الأسعار، فهذا ليس من المنطق أصلاً، لأنه يطلب ذلك من دول لها استقلاليتها في قراراتها الإنتاجية النفطية وغير النفطية، وهو ما لا يجوز أصلاً.
عقوبات بايدن ضد روسيا كانت السبب المباشر لارتفاع أسعار النفط.
ثانيًا.. لاحظنا الرئيس بايدن، كان قد قرر الكثير من العقوبات الاقتصادية النفطية ضد روسيا، وهو ما أدى لحدوث ما عشناه وشاهدناه جميعًا من ارتفاعات في أسعار النفط، قبل أن تنخفض نتيجة لتصريحات ترامب. تلك العقوبات كانت سببًا مباشرًا في ارتفاع أسعار النفط، بالتالي فإن خفض العقوبات وحل مشكلة أوكرانيا مع روسيا، يمكن أن يكون له هدف أسمى، يتمثل في خفض أسعار النفط.
الحقيقة أن هناك عوامل كثيرة _بخلاف العقوبات_ لها علاقة بأسعار النفط. فجميع التقارير الصادرة في الفترة السابقة كانت تتحدث عن وجود وفرة في إنتاج النفط مقابل طلب أقل، نتيجة لإنخفاض معدلات النمو الاقتصادي في الصين. ثم يأتي ترامب ليطالب بخفض الأسعار؟ مما يترتب عليه زيادة الإنتاج، وهو ما يتعارض مع وضع السوق النفطي العالمي؟
كثيرًا ما كان ترامب يطالب ويطالب ويطالب… لكن جميع مطالبه لم يكن لها أي صدى داخل “أوبك+”
أصلاً توجد خطة لدى “أوبك+” لزيادة إنتاج النفط في مارس 2025 بحوالي 120 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من مارس القادم. لكن تصريحات ترامب، كما قلتُ سابقًا، أربكت السوق النفطي العالمي، وهو ما أدى إلى قيام العديد من المؤسسات ذات الصلة بقطاع النفط، أن تصبح في حالة ترقب وتخوّف تجاه مستقبل سوق النفط العالمي. الخلاصة، لا أعتقد أنَّ “أوبك+” سوف تغيِّر من سياساتها النفطية، لمجرد قيام ترامب بمطالبتها بذلك. ذلك أنه خلال فترة رئاسته الأولى، كثيرًا ما كان ترامب يطالب ويطالب ويطالب… لكن جميع مطالبه لم يكن لها أي صدى داخل “أوبك+”.