الدكتور مدحت حماد يسأل: متى سيصل البرنامج الفضائي الإيراني لإرتفاع 36 ألف كم؟

0

تدشين البرنامج الفضائي الإيراني.

الأستاذ الدكتور مدحت حماد

في الثاني من فبراير 2000 كان قد تم تدشين البرنامج الفضائي الإيراني عبر إطلاق المركبة الفضائية “سفير”، لتضع أول قمر صناعي إيراني هو القمر “اميد” (أي الأمل)، في أقرب المدارات الجوية من سطح الأرض على إرتفاع 250كم، وليصبح هذا اليوم منذ تلك اللحظة التاريخية، هو العيد الوطني الإيراني السنوي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء.

آنذاك كان العالم يلهث وراء مراقبة برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانية الذي كان قد تم تدشينه رسميًا في عام 1996 بإطلاق الصاروخ الباليستي شهاب 1.

” المركبة الفضائية الإيرانية “سيمرغ”

في 28 يناير 2024 وضعت” المركبة الفضائية الإيرانية “سيمرغ” (السيمرغ هو طائر خرافي في الأساطير الإيرانية القديمة يشبه في الثقافة الإسلامية، مع إختلاف حالة التشبيه التي سنذكره، يشبه سيدنا جبريل عليه السلام، فجناحيِّ طائر السيمرغ في الأساطير الإيرانية القديمة، يغطيان الطرة الأرضية من مشرق الشمس إلى مغربها).، وضعت المركبة الفضائية “سيمرغ” ثلاثة أقمار أصطناعية في آن واحد في ثلاث مناطق مختلفة، في مدار جوي واحد على ارتفاع 525 كم من سطح الأرض. ثم في 6ديسمبر 2024 وضعت “المركبة الفضائية سيمرغ ” ثلاث أقمار اصطناعية أخرى على ارتفاع 1100 كم من سطح الأرض.

في 2فبراير 2025 اطلقت إيران قمرًا اصطناعيًا جديدًا طراز “اُميد”، كما افتتحت معرضها السنوي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، وعرضت فيه “القمر الصناعي النانوي” أحد ثمار تقدمها في علوم النانو تكنولوجي.

المركبة الفضائية “سرير”.

كما عرضت نموذجًا مجسمًا للمركبة الفضائية “سرير”، التي ستقوم قريبًا بحمل أول قمر صناعي إيراني زِنَة واحد ونصف طن، في النسخة الأولى المتوقع إطلاقها في سبتمبر 2025 أو ديسمبر 2025 على الإكثر، ثم القمر الصناعي الأحدث الجاري تصنيعه (لم يتم نشر معلومات مفصلة عنه) زنة 4-5 أطنان، وكان قد سبق ذلك إطلاق القمر الإصطناعي “نافوك”، الذي سيدعم قدرات إيران التكنولوجية لتطوير “شبكة الجيل الخامس من الإتصالات التي تمتلكها بالفعل.

“منظومة الأقمار الإصطناعية الشهيد سليماني”.

خلال ستة أشهر من الآن ستقوم إيران بتدشين أول “منظومة أقمار اصطناعية” في المدارات الجوية القريبة من الكرة الأرضية هي “منظومة الشهيد سليماني”، ومن الموقع أن تضم هذه المنظومة ما بين 12-15 قمر اصطناعي، ستعمل كشبكة أقمار واحدة على إمتداد المنطقة الممتدة من شمال روسيا وقارة أوروبا بأسرها إلى جنوب القارتين الأوروبية والأفريقية حيث المحيط الهندي، وجميعها صناعة إيرانية 100%

طوال عام 2024 أطلقت إيران مجموعة أقمار صناعية طراز: “بارس 1″، “بارس 2″، تشمران، هدهد، كوثر، نور، و”اميد”. وقد تم إطلاقها بواسطة المركبات الفضائية: القائم-1، القائم-2، القائم-3، سيمرغ. جميع منظومة الأقمار الاصطناعية تقدم دقة تصوير لتصل إلى قرابة 4 متر فقط فوق سطح الأرض.

“القاعدة الفضائية تشابهار”.

في 6 فبراير الماضي دشنت إيران “القاعدة الفضائية تشابهار” -أقصى جنوب شرق إيرن عند الحدود الإيرانية البرية مع باكستان، والحدود البحرية الإيرانية على المحيط الهندي”، وأعلنت أن الهدف من هذه القاعدة الفضائية -التي تعتبر ثالث محطة فضائية في إيران- هو أن تصبح هذه المحطة الفضائية “أول قاعدة فضائية إيرانية دولية لإطلاق الأقمار الصناعية” لمختلف دول العالم.

المدى الإستراتيجي للبرنامج الفضائي الإيرني 36 ألف كم.

أثناء افتتاح إيران “معرضها السنوي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء” في مطلع فبراير الحالي -كما سبق الذكر- أعلن رئيس هية الفضاء الإيرانية أن: “الهدف النهائي للبرنامج الفضائي الإيراني، وفقًا للتكليف الإستراتيجي الذي كان قد أصدره المرشد علي خامنه اي للقوات الجوفضائية وهيئة الفضاء الإيرانية، هو الوصول بالبرنامج الفضائي إلإيراني إلى إرتفاع 36000 كم فوق سطح الأرض.

الفتوى الفضائية لمرشد الجمهورية السيد “علي خامنه اي”.

عندما كنتُ في بعثة حكومية في باريس 1994-1995 كنت قد اشتريتُ جريدة “اطلاعات الإيرانية”، التي كانت توزَّع في أكشاك الصحف بالحي اللاتيني بباريس، وشار الشانزليزيه. بالصدفة كان هناك تحقيق صحفي منشور في الجريدة حول البرنامج الفضائي الإيراني، والأزمة التي كانت قد وقعت بين إيران وروسيا، لأن روسيا كانت قد رفضت طلبًا إيرانيًا بأن يكون المكوِّن الإيراني في “أول قمر صناعي إيراني” هو 55-60 %.

في نهاية التحقيق قرأتُ أن مرشد الجمهورية السيد “علي خامنه اي” قام بإصدار فتوى دينية وطنية قومية علمية تكنولوجية، تهدف ضمن ماتهدف إليه إلى تحقيق السيادة الفضائية للجمهورية الإسلامية الإيرانية”، تقول الفتوى: “على عُلماء إيران النُجباء المخلصين الأوفياء المؤمنين الأتقياء، أن يحددوا لإيران أين ومتى وكيف تقف في الفضاء”.

كفاية كده دلوقتي، علشان أنا بجد تعبت.

للحديث بقية.

أ.د. مدحت حماد، أستاذ اللغة الفارسية والدراسات الإيرانية بجامعة طنطا، أستاذ زائر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *