هل سيؤدي ارتفاع أسعار الغاز إلى زيادة الطلب على النفط في الفترة القادمة؟

0

حوار مع علي عبد الله الريامي الخبير في شئون الطاقة

سؤال نطرحه في البداية على خبير الطاقة الأستاذ “علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا، : هل يعني ارتفاع اسعار النفط فوق 75 دولار لخام برنت مقابل ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا لأول مرة منذ عامين، “أن هناك تأثير إيجابي سيستمر لفترة على أسعار الطلب على النفط خلال الفترة القادمة؟، وهل هذا كان سببًا في دعم ارتفاع أسعار النفط مطلع هذا الأسبوع؟

أعتقد أن هناك علاقة ما حتى وإن كانت محدودة. لكن الحقيقة أن الحرب التجارية القائمة الآن بين القوى الدولية الكبرى هي الأساس والعامل المُحدِّد الرئيس لإرتفاع أسعار الغاز والنفط. لكن لأسباب يمكن أن تكون مختلفة فإن إرتفاعات اليوم لها علاقةأيضًا بعملية فرض التعريفات الجمركية الجديدة على الصين وكذلك رد الفعل الصيني. بالنسبة للغاز، يمكن أن تكون له علاقة ما بالإمدادات إلى أوروبا، خاصة في ظل استمرار قطع إمدادات الغاز الروسية، ومن ثم إستمرار الإعتماد على الغاز الأمريكي والغاز الخليجي.

لكن هذا كله مرتبط كذلك بالأجواء المناخية، فخلال الأسبوع الماضي شاهدنا إنخفاضًا شديدًا غير متوقع في درجات الحرارة في أوروبا وهو ما أدى إلى وجود طلب كبير على الغاز من أجل التدفئة، فضلاً عن بقية الأسباب المرتبطة بالأسباب المعيشية الأخرى المترتبة على إنخفاض درجات الحرارة.

مع ذلك يبقى الموضوع الأهم وهو الحرب التجارية القائمة بين القوى الدولية الكبرى. فالسؤال هو إلى متى ستستمر عملية الفعل ورد الفعل المتعلقة بالتعريفة الجمركية قائمة بين أمريكا وأوروبا من جهة وبين الصين من جهة أخرى؟ فلم تظهر بعد التأثير الحقيقي لهذه الحرب التجارية، وعليه رأينا بعض التحفظات الخاصة بارتفاع وانخفاض أسعار النفط، التي كانت قد انخفضت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.

خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت دول المنطقة في الإعلان عن أسعارها النفطية الخاصة بالدول الآسيوية، السعودية رفعت أسعار النفط تسليم مارس 2025، كذلك فعلت الإمارات حيث رفعت أعار نفطها بشكل قياسي عن أسعار سبتمبر 2024، بل إن العراق رفع سعر نفطه إلى آسيا لأول مرة منذ عام 2022، السؤال: هل تعتقدون أستاذ علي بأن رفع هذه الدول أسعار نفطها المتجه لآسيا بصفة خاصة، يأتي في ضوء استمرار العقوبات المفروضة على النفط الروسي المتجه لآسيا، وهو ما سمح لها بزيادة أسعار نفطها؟

بالفعل لهذا كله علاقة بالعقوبات على روسيا، التي أدت إلى انخفاض معدلات وصول النفط الروسي للأسواق الآسيوية بشكل واضح، وكم يقول المثل: “مصائب قوم عند قوم فوائد”، فقد وجدنا أن الصين والهند لجأتا لحماية احتياجاتهما من النفط من خلال الإقبال على طلب شراء النفط الخليجي العربي، خاصة في ظل استمرار القيود والعقوبات المفروضة على النفط الإيراني أيضًا. وهو ما دفع أكبر مستهلكين للنفط في آسيا، أي الصين والهند، إلى تأمين احتاجاتهما النفطة من النفط الخليجي العربي، فلا يوجد ملجأ أو خيار أو بديل آخر أمامهما، وهذا أمر جيِّد للدول الخليجية العربية.

على كل حال، يجب علينا أن ننتظر حتى نرى ما ستئول إليه الحرب التجارية القائمة الآن بين القوى الدولية الكبرى، حيث نعتقد بأنها ستكون المُحدِّد الرئيسي لذلك.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *