ما الذي يريده ترامب من تسوية النزاعات في شرق أوربا وشرق المتوسط؟ 1/3

0

د. مدحت حماد*

الأستاذ الدكتور مدحت حماد

مما لا شك فيه أن مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية سواء المتعلقة بالشرق الأوسط أو شرق أوربا، تشير إلى أن هناك حدث نوعي إستراتيجي ما، يتم إخراجه على نار هادئة. ذلك أن المشهدين الإقليمي الشرق أوسطي والدولي في شرق أوربا، باتا يتكاملان معًا ولأول مرة منذ سنوات.

الرياض “جنيف الشرق الأوسط”.

لأول مرة في تاريخ الملكة العربية السعودية، نجد الرياض مقرًا لمفاوضات دولية تجري بين القوى الدولية، ليتحول دورها لتكون “جنيف الشرق الأوسط”، ولكن بمشاركة فاعلة مباشرة، ودور نوعي قادم، يتم صياغته خلال عملية التفاوض الإقليمي الدوي التي تتم في الرياض. وحين تنعقد القمة الروسية الأمريكية في الرياض في المستقبل القريب، سنكون بصدد “تدشين دور إقليمي دولي” جديد للمملكة العربية السعودية، هذا الدور يقف وراء رسمه وبلورته وإخراجه، الرئيس الأمريكي “ترامب”، ليكون السؤال لماذا؟ أي لماذا سيلعب ترامب هذا الدور؟

وزيرا الخارجية الأمريكي والروسي في الرياض

ثلاثون يومًا من وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

لماذا انقلب المشهد الأوكراني 180 درجة؟ لماذا قام “زيلينسكي” بالإعلان عن موافقته لوقف إطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا بعد زيارته للمملكة العربية السعودية؟ ولماذا قام ترامب بإلغاء تجميد إرسال المساعدات العسكرية وإعادة التعاون الإستخباراتي مع أوكرانيا؟ وفي نفس الوقت لماذا خرج المسؤلون الأمريكييون يعلنون أن قرار ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا بن يدخل غدًا حيِّز التنفيذ؟

الأمير محمد بن يلمان يستقبل زيلينسكي

احتواء المشهد السوري

على الصعيد السوري، نجد بعض الأحداث النوعية التي تشكِل بدورها جزءًا من الصورة الإقليمية والدولية التي يتم رسمها وتشكيلها على نار هادئة، مثل: تسليم “الشرع” مسودة الإعلان الدستوري، إحتواء المشهد العسكري المشتعل في الساحل السوري، الإعلان عن دمج الأكراد في الجيش السوري. ليظل السؤال هو: لماذا يحدث هذا؟ ولماذا تعلن إسرائيل عزمها حماية الدروز على الشريط الحدودي مع سوريا؟ أصلًا: لماذا شارك “الشرع” في القمة العربية في القاهرة، رغم أنه لم يحظ بأي إعتراف دولي حتى الآن.

مد وقف إطلاق النار ستون يومًا جديدة.

أهالي الأسرى في اعتصام أمام منزل نيتنياهو

على الرغم من طبول الحرب التي يدقها اليمين المتطرف في إسرائيل بزعامة نيتنياهو بشأن غزة، وبالرغم من لغة الترهيب والوعيد والعقاب بالجحيم إن لم تقم حماس بتسليم جميع الأسرى الفلسطينيين لديها، إلا أننا لم نشهد طلعة طيران واحدة لأصغر طائرة مسيرة لدى تل أبيب، تقوم بقصف غزة، وهو الأمر الذي يتناقض ويثير الإستغراب بين الفعل على ارض الواقع، وبين الإعلان عن صب نيران الجحيم على حماس!! الأكثر غرابة وإثارة من هذا أننا وجدنا أمريكا تتفاوض مباشرة مع حماس من وراء ظهر إسرائيل، وتقوم بفرض إرادتها على إرادة اليمين الصهيوني المتطرف في إسرائيل، وتمنع فعليًا “قيام إسرائيل بصب الجحيم فوق رؤوس أهل غزة.

ما الذي ينويه ويريده ترامب؟

هذا هو السؤال الذي يفرض نفسه الآن، بعد رصد جميع هه المتغيرات السريعة المتلاحقة إقليميًا ودوليًا. ما الذي يدبِّر ويخطط له؟ إي سيناريو يمكن أن نستيقظ عليه فجأة؟ هذا ما سنعمل على الإجابة عليه في المقال القادم

“دونالد ترامب الرئيس الأمريكي”

دكتور مدحت حماد

أستاذ الدراسات الإيرانية والخليجية

جامعة طنطا، كلية الدفاع الوطني أكاديمية ناصر العسكرية العليا سابقًا.

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *