مكاسب النفط للأسبوع الثاني علي التوالي.

علي الريامي
يستمر الخبير الاقتصادي في قطاع النفط والطاقة الأستاذ علي الريامي، في متابعة وتحليل التقلبات الخاصة بسوق الطاقة العالمي بصفة علمة، وقطاع النفط بصفة خاصة. فعلى إثر الإرتفاع المتصاعد في أسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي، قام بتحليل وتفسير المشهد الخاص بالسوق النفطي، فقال متناولاً التداعيات الخاصة بزيادة العقوبات ضد إيران، بجانب قرار أوبك + بخفض الإنتاج.
أعتقد أن زيادة العقوبات ضد إيران، بجانب قرار أوبك + بخفض الإنتاج، لازالت من جملة الأسباب التي أدت إلى إرتفاع أسعار النفط ليس فقط في الأسبوع الماضي، بل الأسبوع السابق عليه أيضًا، حيث أدت العقوبات وكذلك الغوط الشديدة على مشترين النفط الإيراني إلى الإرتفاع الذي حدث في أسعار النفط، مقابل وجود عوامل جيوسياسية أخرى، بدأت تدخل على الخط مثل مسألة الصواريخ اليمينة ضد إسرائيل وما يرافقها من تدهور الوضع الأمني في باب المندب والبحر الأحمر، وكذلك احتدام الأزمة والحرب الأوكرانية بالرغم مما يقال عن قرب نجاح الجهود الأمريكية لوقفها، حيث ادى تدهور الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر وباب المندب إلى ارتفاع نسبي جديد في أسعار النفط، يضاف إلى ذلك ما قامت به بعض دول أوبك + في الخفض الطوعي لإنتاجها النفطي، وهو ما يعني بشكل آخر أنه إذا ما استمرت هذه الدول في مَد خفض إنتاجها من النفط، فإن ذلك من شأنه بالفعل المساهمة في ارتفاع الأسعار.
أمَّا بخصوص مدى مساهمة العقوبات والضغوط الأمريكية ضد إيران، في تحقيق المزيد من الإرتفاع في أسعار النفط بشكل كبير أم لا، قال:
أتوقع أن تتجاوز أسعار النفط حاجز 100 دولار
إن حدة التطورات الجيوسياسية سواء في اليمن وبالتالي باب المندب والبحر الأحمر، وسواء في إيران ومن ثم مضيق الخليج ومضيق هرمز، وكذلك رسالة ترامب إلى إيران، وتخييرها بالتوقيع على اتفاق نووي جديد، أو التصعيد اللامحدود لدرجة تصاعد فرص حدود إندلاع حرب إقليمية، ومن ثم فنحن نتوقع أن تكون هناك نسبة محدودة تتعلق بتأمين وسلامة سفن وناقلات النفط. خاصة أنه لا توجد أية بوادر أمل على عودة معدلات النمو الاقتصادي الصيني وكذلك بقية دول جنوب شرق آسيا.
هنا تحديدًا أتوقع أن ترتفع الأسعار إلى ما فوق 75 دولار إذا ما استمرت الضغوط، أما إذا تصاعدت الأزمة ووصلت إلى إشتعال الحرب في المنطقة، فالمتوقع أن ترتفع الأسعار إلى ما فوق 100 دولار لبرميل النفط.
- مدير عام التسويق في وزارة النفط العمانية الأسبق