الفارابي ينشر كلام عبد الناصر للقذافي: اللي عاوز يحارب إسرائيل يرووح يحاربها، بس “حِلّوا عننا”.

بقلم: أ.د. مدحت حماد

حديث مُرعِب ومُفذع.
أنا مصدوم من التسجيل الذي تم تسريبه لحديث الرئيس جمال عبد الناصر مع معمر القذافي. فهو حديث كاشف ورهيب. ويبقى الرئيس السادات كان هو اللي على حق، وإن الكلام اللي كان بيقوله عن أمريكا وإسرائيل هوَّه اللي كان صح. وإن جميع الحكام العرب كانوا عاوزين يفرموه ويطحنوه (أقصد الرئيس السادات) أما قرّر اختيار طريق المفاوضات لاسترجاع سيناء وحل القضية الفلسطينية بعد انتصار اكتوبر العظيم.
كلام الرئيس عبد الناصر كله بيؤكد على كدا، وعلى أنه مكنش ضامن أي حاكم عربي سوا يساعده اقتصاديا بشكل حقيقي، أو يدخل الحرب معاه فعلاً. وأنه كان مؤمن إن ٩٩.٥%من أوراق حل القضية في ايد أمريكا. نفس الكلام اللي كان قاله السادات الله يرحمه.
دا الأخطر من كده، أن الرئيس عبد الناصر كان مؤمن إن: استمرار الحرب، سيستنذف مصر بانتظام، وأنه لن يستطيع عمل اي تنمية… و… و… الموضوع كله خطير ومرعب.
السؤال اللي ملوش آخر..
بعيدًا عن السؤال حول أهداف وأغراض ودوافع ونتايج تسريب التسجيل دا الآن، السؤال اللي ملوش آخر ومرعِب ومُفزِع وهيجنن الإنسان، هو:
لمَّا الرئيس عبد الناصر الله يرحمه، كان عارف كل دا، ليه دخّل نفسه في صدامات مع الحكام العرب؟ ولما كان عارف أنه لازم يقعد مع الأمريكان، ليه كان بيعاديهم؟ وليه أصلا ورَّط نفسه في موضوع القومية العربية، وليه دخل حرب مع السعودية في اليمن؟ وليه وليه وليه…
هل معمَّر القذافي كان بيتجسس على نوايا مصر وعبد الناصر لصالح الأمريكان؟
أنا لاحظت حاجة في الحوار دا كله، لاحظت إن القذافي كأنه كان طابور خامس، كأنه كان مكلَّف عن طريق الأمريكان، أنه يستكشف نوايا عبد الناصر وحقيقة الموقف المصري الداخلي، وإن المكالمة كلها كانت مسموعة على الهوا من جانب الأمريكان. أصل التحليل النفسي لصوت وأسئلة القذافي وسكوته وكلامه القلييييييل جدًا، بيؤكدلي أنا شخصيًا أنه كان مُكلَّف بإستكشاف واستدراج الرئيس عبد الناصر أنه يتكلم ويتكلم ويتكلم!!! حاجة مرعبة.
متى ستظهر الإجابة هلى سؤالي هذا؟
بصراحة حاجة مرعبة جدًا جدًا جدًا.
هذه بعض مقتطفات كلام الرئيس عبد الناصر للقذافي:
… أنا بقول للعراق وسوريا واليمن الجنوبي، والجزائر، وليكم أنتم كمان (معمر القذافي): إحنا إستسلاميين، وانهزاميين. همّه يقوموا يتفضلوا يحاربوا ويحرروا الأرض. خاللوا سالم ربيع، ياسر عرفات، جورج حبش، قحطان الشعبي، ومعمر القذافي، يجيوا ويتفضلوا يحاربوا، وأنا عن نفسي هعطيكم 50 مليون جنيه من عندي.
لكن إننا نقوم علشان نرجَّع 48 و67 مرَّة واحدة، دا يبقى كلام في الهوا.
أنا كل هدفي إزالة العدوان من مناطق 67، ومعنديش مانع إن الضفة الغربية تكون منزوعة السلاح. إحنا هنجيب سلاح منين علشا نحرر أراضي 48. علشان كده بقوللهم: “حِلُّوا عننا.
همه دلوقتي بيخططوا لعمل إنقلاب في الأردن ضد الملك حسين، علشان يحرروا أرض 48، يا ريت يقدروا يعملوا كدا. لكن أنا رأيي إننا نحرر 67 الأول، وبعدين نبقى نشتغل هلى إعادة أرض 48، لكن إننا نقوم علشان نرجَّع 48 و67 مرَّة واحدة، دا يبقى كلام في الهوا.
وبعدين إمتا العرب يكونوا مستعدين للحرب؟ أكيد بعد سنوات، مش بعد شهور. علشان نقدر نوصل إلى تل أبيب، لازم نكون عارفين إننا هنواجه روسيا، فرنسا، إنجلترا، أمريكا، ألمانيا.
القذافي: طيب وماله؟ منحارب الدنيا كلها!!! (هههههههههههههه هذا الضحك مني أنا مدحت حماد).
عبد الناصر يستكمل كلامه: همَّه (يقصد إسرائيل) خدوا أراضي عربية في 56 وضموا سينا بقرار من الكنيست، ورجعوهالنا تاني. وبعدين رجعوا خدوها في 67، فلَو قدرنا ناخد الجزء دا تاني، ناخده. وبعد كده نبني عليه ونرجع نحرَّر جزء تاني.
هوَّه أنتم عاوزين ترمونا في البحر، وتقولوا لينا إوعو تتبللوا؟!!!
أرجع تاني وأقوللك (بيوجه كلامه للقذافي): هوَّه أنا منعت أبو مدين انه يحشد قواته العسكرية؟ هوَّه أنا منعت العراق؟ أنا ممنعتش حد. همَّه الأتنين دُوول اللي يقدروا يحشدوا. طيب متحشدوا!! هوَّه أنا منعتكم!! اتفضلوا.. اللي عاوزين يحاربوا ميحاربوا، تاني بقول لياسر عرفات، جورج حبش، نايف الحواتمة، أحمد حسن، سالم ربيعة وأنتم كمان (يقصد القذافي) وكمان أبو مَديَن، تعالوا قاتلوا. مش بتقولوا إنها معركة الأمة العربية؟!! وأنا بوعدكم.. مش هيكون لينا أي دخل في أي موضوع. هنركِّز نفسنا في سينا بس، إحنا هنتكلم عن سينا بس، وأنتم اتفضلوا حاربوا والمساعدة اللي هتعوزوها مننا.. حاضر.. هنقدمها. هوَّه أنتم عاوزين ترمونا في البحر، وتقولوا لينا إوعو تتبللوا؟!!!
كلامي دا كله اقتراح، أمَّا توصل لبغداد (يقصد القذافي)، قول ليهم عليه، بلغهم بيه، وإحنا معاكم. بس أن لازم كده كده هشتغل ضدهم .
أصل السؤال: هوَّه في إستنزاف من غير استنزاف مضاد؟
أنت عارف (بيسأل القذافي) إحنا خسرنا كام طيارة من 67 لغاية دلوقتي (1970)؟ خسرنا 102 طيارة، تدريب مقاتلة. ودا استنزاف لينا. أصل السؤال: هوَّه في إستنزاف من غير استنزاف مضاد؟ إحنا أمَّا دخلنا حرب الإستنزاف، وافقنا إننا نخسر 10 مصريين قصاد 1 يهودي. الكلام سهل جدًا. والعرب بيقولوا الكلام دا من سنة 48 ومن سنة 52. علشان كده، عندي اقتراح يمكن يِبسِط العراقيين، سيبونا إحنا يتقال علينا إننا إنهزاميين وإستسلاميين، وتعالوا أنتم والسوريين والجزائريين وحاربوا، وخلونا إحنا بتوع الحل السلمي الإنهزامي الإستسلامي. (إنتهى التسريب)