المشهد السابع

بعض السيدات من السودان وجنوب السودان المشاركات في حفل توقيع رواية “حكاية إعادام جوزيف”.

المشهد السابع

حاكم كردفان يُسلِّم إشارة مقتضبة ومصنفة “سرية لغاية”.

 “سيصلكم وفد رفيع المستوى. يجب تحضير الحراسة له لحمايته أثناء المأمورية”.

انتهت الإشارة.

 الحاكم يستدعي قائد منطقة الأبيض العسكرية “الهجانة” في مكتبه لإبلاغه عن الإشارة المستلمة من الخرطوم، ويطلب التعامل مع هذه الإشارة بسرية تامة.

حاضر سعادتك. قائد المنطقة العسكرية يُغادر مكتب الحاكم وبصحبته صورة من خطاب الإشارة.

عند وصوله مكتبه، قائد المنطقة، يطلب قائدي الإستخبارات وسرية الإدارة المسوؤل عن حراسة الشخصيات المهمة ليخطرهما بالمأمورية.

في هذا الاطار، قائد سرية الإدارة يسلم التعليمات لتجهيز القوة عاجلاً رغم الغموض لأنها- أي الإشارة- لم توضح هوية الشخصيات ولم تحدد زمن وصولهم الأبيض ولم تتحدث حتى عن طبيعة المهام التي سيقومون بها في المنطقة، وإلى أين سيذهبون، كل هذه الأسئلة كانت غائبة لم تُجِب عليها الإشارة.

  تم تكوين قوة قوامها فصيلة برئاسة رقيب أول، وتجهيزها بالمستلزمات الضرورية لتنفيذ المهام. وبما أن تحديد الموعد لتحرك المأمورية لم يتم بعد، قرر الرقيب أول قائد الفصيلة أن يصرف القوة على أن يتم إخطارهم بتفاصيل السفرلاحقاً. انصرف الأفراد إلى منازلهم، بعضهم خرجوا لأغراض مختلفة. الوفد وصل الأبيض بطائرة خاصة حوالي الساعة السادسة مساءً وذهبوا مباشرة إلى استراحة الحكومة، ومن هناك قرروا بأنهم سيتحركون إلى كادوقلي بالعربات الساعة الثالثة فجر اليوم التالي- السبت.

قائد منطقة الأبيض العسكرية يطلب من قائد سرية الإدارة تحريك الحراسة إلى مقر إقامة الوفد باستراحة الحكومة حتى يتثني لهم التحرك عند الفجر، غير أن قائد سرية الإدارة يخفق في إعادة تجميع القوة التي جهزت لهذا الغرض نتيجة لعدم وجود بعضهم في منازلهم، خاصة الرقيب أول قائد المجموعة، ولذلك لم يكن هناك خيار آخر لمعالجة المشكلة سوى إيجاد آخرين بما فيهم القائد لتسديد الخدمة، فوقع الاخيتار على الرقيب سانتو لقيادة المجموعة. وبما أن الوقت كانت متأخراً مساء الجمعة، قرر قائد سرية الإدارة وقائد الاستخبارات الذهاب إلى منزل سانتو لتكليفه بهذه المهمة.

  • قائد الإدارة: السلام عليكم..
  • حرم سانتو: وعليكم والسلام.
  • هل سانتو موجود؟
  • سانتو يرد بنفسه: نعم سعادتك أنا موجود. خير إن شاء الله؟

(درجت العادة بأن تكون مثل هذه الزيارات غير عادية ومرتبطة بالأزمات داخل المنطقة العسكرية).

  • قائد الإدارة: للأسف جيناك في وقت متأخر.
  • سانتو: أهلا بكم.
  • يا أخ جيناك لأن عندنا مأمورية مستعجلة وعايزينك تقود قوة الحراسة، والقوة جاهزة الآن في استراحة الحكومة لو سمحت ممكن تجهز نفسك عشان تمشي لهم، نحن ما عندنا شخص غيرك.
  • حاضر سعادتك. دقيقتين نجهز وبمشي.
  • شكراً ستجد تعليماتك الأخيرة عند الوفد في الإستراحة.
  • حاضر سعادتك.

قائد الإدارة وقائد الاستخبارات غادرا المنزل.

سانتو يجهز حقيبته ويخرج متجهاً إلى مقر إقامة الوفد وفعلاً في الاستراحة وجد القوة في انتظاره بما فيها ضابطان كبيران يتبعان للاستخبارات العسكرية والدفاع الشعبي، القطاع الغربي بالقيادة العامة- الخرطوم.

الرقيب سانتو يحضر ويستلم التمام ويرفعه إلى قائد الدفاع الشعبي القطاع الغربي الذي كان ضمن الوفد.

  • التمام سعادتك. القوة جاهزة لمأمورية الفجر. أي تعليمات أخرى؟
  • خليكم جاهزين حسب الموعد. ممكن تنصرفوا وتجمعوا وقت السفر الساعة الثالثة. واضحة؟
  • حاضر… واضحة سعادتك.

الرقيب سانتو يرجع إلى القوة. ويقول ممكن تنصرفوا. لو في زول عندو حاجة في البيت ممكن يمشي يجيبو ويرجع سريع. الكلام دا واضح؟

  • واضح…

 القوة ترد.

  • انصراف.

القوة تنصرف.

في تمام الساعة الثالثة القوة تجمع في الطابور، قائد الدفاع الشعبي القطاع الغربي يحضر ويبلغ تعليمات السفر دون ذكر المكان الذي سيتجهون إليه.

  • أنتم سترافقون شخصيات هامة وقائد القوة الرقيب سانتو سيكون مع الضيف في العربة والبقية ستوزع على بقية العربات. كلام دا واضح؟
  • نعم سعادتك.
  • يلا نتحرك.

الضيوف يخرجون إلى عرباتهم وانطلقت المامورية باتجاه كادوقلي.

 الرقيب سانتو لم يعرف هوية الضيوف لكن الشخص الذي كان معه في العربة تظهر عليه ملامح رجل الدين لا يحب الحديث لكن كان يُسبِّح باستمرار.  وبعد حوالي ساعة من وقت التحرك من الأبيض، توقفت العربات لأداء صلاة الفجر. نزل الجميع من السيارات  ما عدا الرقيب سانتو. عندما رجع قائد القطاع الغربي وجد سانتو واقفاً بجوار العربة في انتظار الضيف ليركب، فسأله، لماذا لم تصلِ مع الناس؟

  • عشان أنا مسيحي سعادتك.
  • أنت شنو؟
  • مسيحي.
  • وشنو جابك هنا؟
  • الجيش سعادتك.

قائد القطاع يترك سانتو واقفاً ويصعد لعربته… سانتو يركب وتتحرك العربات.

وصل الطوف مدينة كادوقلي ودخل الوفد القاعة التي سبق أن جُهِزَت للاجتماع بالسلطات الأمنية في المحافظة.

الرقيب سانتو يوزع الحراسة ويقرر الوقوف على المدخل بنفسه، لكن قائد القطاع يطلب منه الخروج وإخطار السواقين ليمشوا ويجهزوا العربات لمأمورية العودة.

عندما خرج سانتو لتنفيذ التعليمات، أمر بقفل الباب وعدم السماح له بدخول إلى القاعة مرة أخرى”. ربما القصد بألا يحضر الاجتماع حتى لا يطَّلع على تفاصيل طبيعة مهام الوفد الإسلامي.

بعد الاجتماع، قام الوفد بزيارات إلى معسكرات التدريب لكن لم يخاطبوا المستجدين سواء بإجراء التعارف على أعضاء الوفد، وهي المرة الأولى التي يتعرف فيها الرقيب سانتو على أسماء الضيوف شخصياتهم بقيادة الشيخ أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وشخص آخر لم يتعرف عليه، وكان يرافقهم مدير الاستخبارات بالقيادة العامة وقائد الدفاع الشعبي القطاع الغربي.

رجع الوفد إلى الأبيض وذهب مباشرةً إلى المطار بغرض التحرك إلى الخرطوم، إلا أن الطائرة انتظرت، وعندما أصبح الوقت متاخراً رجعت الخرطوم وقررت العودة في الصباح الباكر، لذلك غيّر الوفد مساره إلى الاستراحة لقضاء الليلة والتحرك إلى الخرطوم.

***

المشهد الثامن

الدكتور ضيو متوك يسلم إحدى السيدات السودانيات رواية “حكاية إعدام جوزيف”

المشهد الثامن

في نفس المساء الذي رجع فيه الوفد إلى الأبيض في طريقهم إلى الخرطوم ذهب الرقيب سانتو إلى منزله في تمام الساعة الثامنة، وحوالي الساعة التاسعة حضرت قوة مدججة بالسلاح وأخذت سانتو إلى المنطقة العسكرية، حيث وجد اللواء- قائد الفرقة- في انتظاره بالمكتب. اللواء يسال.

  • انت اسمك منو؟
  •  الرقيب سانتو سعادتك.
  • أين مستندات الضيوف يا زول؟
  • ياتو مستندات سعادتك؟
  • انت ما عارف؟
  • لا ما عارف حاجة عن المستندات سعادتك.
  • حتعرفو يا زول… بلغة التهديد.

أخذوه وسلموه إلى التمساح، يأمر العساكر. الشرطة العسكرية تأخذ سانتو إلى المعتقل.

التمساح هذا هو الشخص المشهور بقتل المتهمين في جرائم الخيانة، وعادة يتم قتلهم بكسر الرقبة. لحسن حظ سانتو، لم يكن التمساح في ذلك الوقت موجوداً داخل القيادة لأنه أصيب بالملاريا ويلازم الفراش في منزله.

         الرقيب سانتو يقضي ليلته في السجن الحربي المخصص للإعدامات في انتظار التمساح لتنفيذ العملية، لكن الخالق كانت له حساباته، فلم يحن وقت موت سانتو بعد.

         في الخرطوم قائد القطاع الغربي يتصل باستخبارات الهجانة باستمرار للتأكد من تصفية الرقيب سانتو بأسرع وقت ممكن حتى لا تنتشر المعلومات عن زيارة الوفد الإسلامي إلى معسكرات الدفاع الشعبي للدوائر الخارجية.

قائد الاستخبارات بمنطقة الأبيض العسكرية، وبدون علم عن غياب التمساح من العمل، يُطمئِن قائد الدفاع الشعبي القطاع الغربي باستلام تعليمات مشددة من قائد الفرقة بتنفيذ هذا الأمر وأن القضية تعتبر محسومة، بحيث تم تسليم المتهم للجهات المعنية للتنفيذ.

في صباح الأحد، فوجئ اللواء بعدم تنفيذ الأوامر وأن التمساح لم يكن موجوداً في القيادة، فكلف شخصاً آخر- يدعى محمد آدم- بتنفيذ المهمة.

محمد آدم يزور السجن لاستلام ملف المتهم وتنفيذ التعليمات حسب إرادة القيادة، لكن الشخص المراد تصفيته هو جاره في قشلاق الجيش الذي اعتاد أن يأكل ويشرب معه باستمرار وتربط زوجته علاقة حميمة بزوجة سانتو وكذلك الأطفال.

 يطلب إحضار المتهم في مكتب التحقيق.

  • آه سانتو دا أنت؟ يمسك رأسه. 
  • نعم محمد.
  • لا حول ولا قوة إلا بالله. كلمني الحاصل؟ وهو يستغرب.
  • سانتو!! كلمني الحاصل شنو؟
  • والله يا محمد أنا ما عارف حاجة خالص بس مشيتنا المأمورة الأمس ورجعنا وبعد داك جاءت القوة إلى منزلي وتم اعتقالي وقالوا القائد عايزك وعندما حضرت إلى مكتب القائد سألني عن مسندات الضيوف، قلت له أنا ما عارف المسندات قال حتعرفو وبعد ذلك أمر بتسلمي إلى التمساح.

 للمرة الثانية محمد آدم يردد: “لا حول ولا قوة إلا بالله”. خير ياخوي.

يخرج من غرفة التحقيق الملحقة بالمعتقل حوالي الساعة العاشرة صباحاً.

محمد آدم يخرج ويتجه إلى منزل سانتو ليطمئن أولاده ويحكي لهم  عما جرى، ورغم خطورة الموقف إلا أن الأمر في أيدٍ أمينة. أيضاً أخطر زوجته زينب بما جرى لسانتو فبكت بكاءً شديداً، لكن طمأنها بأن كل شي سيكون على ما يرام.

زوجته شكرته وقالت سانتو إنسان طيب وأولاده طيبين خاصة مدام تريزا، لا نريد أن يحدث لهم شر.

محمد آدم يرجع القيادة حوالي الساعة الثالثة ويدخل مكتب قائد الاستخبارات ليعرف حيثيات هذه القضية الملفقة وتقييم مستوي خطورتها.

  • محمد خلاص نفذت الأمر؟ قائد الاستخبارات يسأل.
  • أبداً سعدتك، لكن مشكلة الزول دا شنو؟
  •  انت بس امشي نفذ التعليمات وبعد داك تعال اسأل. القيادة قررت كدأ.  الكلام دا واضح يازول؟
  • واضح سعادتك.
  • يلا انصرف.

محمد يعود إلى المعتقل يحمل بيده صندوق سيجائر ليجد سانتو في انتظاره في نفس الغرفة التي كان موجوداً فيها. يجلس ويقول:

  • سانتو انت لسه هنا.
  • نمشي وين يا محمد؟
  • خليتك هنا عشان تهرب يا سانتو.
  •  أنا ما ممكن نهرب يا محمد لأني غير مذنب.
  • لكن هل الناس ديل عارفين الكلام دا؟

يطلع حبتين سيجارة يعطي سانتو واحدة وياخذ واحدة، سانتو يعتذر ويقول:

  • انا اوقفت التدخين يا محمد.
  • اه متين الكلام دا؟
  • قبل زمن.
  • تمام، كلام حلو طيب.
  • يا خوي كلمني بكل الصراحة الحاصل معك شنو؟

يطلع ورق الفلسكوب ويسطره.

سانتو يبدأ الحديث ويسرد كل ما حصل، وكيف زاره قائد سرية الإدارة مع قائد الإستخبارات بمنزله في وقت متأخر ليلة الجمعة، وطلبا منه قيادة فصيلة حراسة للشخصيات الهامة القادمة من الخرطوم، وأن الرقيب أول الذي عُيّن في المامورية لم يكن موجوداً والوفد سيسافر الصباح، فانت جهز نفسك عشان تمشي تقود فصيلة الحراسة. نفذت التعليمات وذهبت الاستراحة ووجدت هناك القوة جاهزة حيث تحركنا الساعة الثالثة فجراً إلى كادوقلي، وبعد ساعة من قيامنا توقفت العربات لأداء الصلاة.

 نزل الوفد وأدى الصلاة إلا شخصي، وبعدما رجع قائد الدفاع الشعبي القطاع الغربي من الصلاة وجدني أقف بجوار العربة في انتظار الضيوف، فسألني لماذا لم تصلِ؟ فقلت له أنا مسيحي فاستغرب من هذا الكلام وقال جابك شنو طيب؟ وقلت له الجيش يا سعادتك. فانصرف وركب سيارته. وبعدما وصلنا كادقلي أخرجني من قاعة الاجتماع بحجة تجهيز العربات حتى نستطيع التحرك بسرعة بعد الانتهاء من الجلسة. عندما وصلنا الأبيض ذهبت إلى منزلي لأفاجأ بقوة عسكرية مدججة تعتقلني وجاءت بي إلى القيادة، حيث وجدت اللواء في انتظاري وعند الدخول سألني  انت اسمك منو؟ وعندما أجبته، قال لي وين المسندات؟ سألت ياتو المسندات سعادتك؟ قال لي انت حتعرفو. وقال للعساكر خذوه وسلموه للتمساح. هذه كل القصة باختصار شديد.

  • خلاص شكراً أنا فهمت الموضوع ليه هم عايزين يقتلوك. انت كشفت خطتهم الجهادية وهم بفتكروا بانك ستخرج هذا السر لآخرين. أصلا مفروض يقتلوك ليلة السبت بعد رجوعهم مباشر، لكن التمساح مريض. إن شاء الله ما تجيك عوجة تاني بعد دا. أدوني تعليمات نقتلك لكن انا ما بعمل الكلام دا.

يواصل محمد آدم:

  • انت عارف يا سانتو، رغم انا زعلان من الجنوبيين بسبب تصرفات العميد دمينك اتجاهي والذي جردني من كل الرتب من رقيب أول إلى جندي وفصلني من الجيش بمنطقة الاستوائية العسكرية قبل خمسة أعوام، إلا أنني وأسرتي نكن لك ولأسرتك محبة كبيرة. أنت لو كنت من الفرتيت – في الاعتقاد بان العميد دمنيك فرتيتاوي – ما كنت ساعدتك إطلاقا، لكن طالما أنت دينكاوي سأقف معك حتى النهاية وان شاء الله ما يجيك العوجة. الدينكا ديل رجال وأنا كرزيقي بحب الفرسان. جني وجن الجبناء. شوف أنا هسي خليتك هنا عشان تجري لكن انت ما شردت. لو كان فرتيتاوي كان شرد. يضحك. شكله زعلان شديد من العميد دومنيك.

يخرج محمد آدم من غرفة التحقيق حوالي الساعة الخامسة إلى مكتب الاستخبارات وبيده التقرير.

قائد الاستخبارات يسأل؟

  • الحاصل شنو يازول؟
  • انتهت يا سعادتك. دا التقرير.
  • تقرير شنو يازول؟
  •  التحقيق.
  • قال لك نحن عايزين التحقيق منو؟
  • لكن سعادتك مافي حاجة بيقتل الزول دا. لانه غير مذنب. ايضا المعلومة طلعت ولو قتلناه هسي سيكون مشكلة كبيرة لأن العميد روبت عرف المعلومة وما يسكت.
  • والحل شنو؟ اللواء عايزو ميت.
  • مافي طريقة سعادتك دا سيعمل لينا مشاكل في المنطقة.
  • وبعدين؟
  • لازم يتم الإفراج عنه.
  •  خلاص كدا خلينا نشوف بكرة.

بعدما خرج محمد آدم من مكتب قائد الاستخبارات ذهب إلى مقر إقامة العميد روبت وشرح له كل الحاصل، وقال الناس ديل عايزين يقتلو الزول دا، فلازم تتحرك بكرة الصباح مع اللواء ما تذكر اسمي خالص يا سعادتك.

  • منو؟ العميد روبت يسأل باستغراب.
  • انت ما عارف سانتو معتقل واللواء عايز يقتله يا سعادتك؟
  • كيف الكلام دا؟
  • والله العظيم. المهم سنحكي. خلي الزول دا يطلع من المعتقل.
  • شكرا لك كتير يا محمد.

بعد طابور الصباح العميد روبت يدخل مكتب القائد ويسأل:

  • سعادتك سلمونا جثة الرقيب سانتو، اهله عايزينه؟
  • جثة شنو يا روبت؟
  • العسكري انتو رسلتو كادوقلي وقتلتو.

 اللواء ينادي قائد الاستخبارات ويقول اسمع كلام روبت دا؟ ويستطرد اللواء قائلاً:

  • ممكن تجيب العسكري دا وتسلمو له؟
  • حاضر سعادتك.

ينصرف ويحضر ومعه الرقيب سانتو ويسلمه للعميد روبت وتم الإفراج عنه دون شرط قبل شفاء وحضور التمساح إلى القيادة وتسليمه لمعتقل الموت من محمد آدم.

خرج سانتو لكن كانت هي نقطة البداية للأزمات تلاحق الرجل في فرقته المفضلة، الفرقة الخامسة مشاة، المسماة بالهجانة ومقرها الأبيض بكردفان.

اللواء يطلب قائد الاستخبارات بمكتبه.

  • يحي حضرت سعادتك.
  • اجلس.
  • الحاصل شنو بضبط. الزول دا نفد كيف؟
  • كلام غريب يا سعادتك انا ذاتي مستغرب شديد. انت عارف بعدما كلمتني بان يتم تسليمه لـ التمساح العساكر مشوا وجدوا التمساح مريض ولم يتصرفوا وحتي لم يرجعوا لي عشان يخطروني بالحاصل. فالزول نام في المعتقل، وقت عرفت الكلام دا ناديت محمد آدم عشان يمشي ينفذ الأوامر لكن جاءني بتقرير طويل ثماني وعشرون صفحة، قلت له نحن ما عايزين التقرير قال لي مافي حاجة بتعدم الزول دا لأن ناس العميد روبت عرفوا المعلومة. وفعلا دا الحاصل اليوم التالي بعد الطابور.
  • اوكي، المهم موضوع دا انتهى لكن الزول دا خطر على المنطقة هنا.
  • أنا عارف سعادتك. نشوف نعمل معه شنو… يرد قائد الاستخبارات.
أحد الشخصيات السودانية من السادة المشاركين في حفل التوقيع على رواية “حكاية إعدام جوزيف”.

***

إن شاء الله موعدنا مع الحلقة الخامسة يوم السبت القادم الموافق 24 مايو 2025

About The Author

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *