admin

اللواء الدكتور سمير فرج: كيف خرجت إسرائيل من حرب غزة؟

رؤية تحليلية
في أعقاب كل حرب، وحتى قبل أن تهدأ أصوات القنابل، وينقشع دخان البارود، يكون المفكرون والمحللون العسكريون والسياسيون قد بدأوا، بالفعل، في دراسة نتائج أعمال القتال، وما حققته تلك الحرب، والدروس المستفادة منها.

اليوم، إن وضعت نفسي في مكان أي من مراكز الدراسات الإسرائيلية، التي ستشرع، كغيرها، في تقييم نتائج الحرب في غزة، التي استمرت لمدة خمسة عشر شهراً، منذ اندلاعها في أكتوبر ٢٠٢٣، فسيكون لي الكثير من التوصيات والتوجيهات.
وكطبيعة تلك النوعية من الدراسات، فإن تقييمها، وتحليل نتائجها، يرتبط، بالأساس، بالنظر إلى أهدافها، ودراسة ما تحقق منها. لذا دعونا نسرد، في البداية، أهداف تلك الحرب، كما أعلنتها إسرائيل، منذ اليوم الأول لعملياتها العسكرية في غزة، والتي تمثلت في:

أولاً.. تحرير الرهائن بالقوة، كهدف أول، وهو ما لم يتحقق، إذ لم يتم تحرير الرهائن إلا من خلال المفاوضات.

أما ثاني الأهداف.. القضاء على حماس، وهو ما لم يتحقق، كذلك، حتى وإن تمكنت إسرائيل من إضعاف قوة حماس العسكرية، إلا أنها لم تقضِ عليها.

الهدف الثالث من الحرب، هو الاستيلاء على غزة، وإخلائها من مواطنيها. وهو ما فشلت فيه إسرائيل، وخرجت قواتها من غزة خاوية الفرائض. فلم تتمكن من إخلائها، بعدما تصدى الرئيس السيسي للمخطط الإسرائيلي بتهجير أهالي غزة، قسرياً، إلى سيناء. وهكذا يتأكد لنا أن إسرائيل لم تحقق أي من أهدافها في الحرب.

على الصعيد الداخلي.

أما بالنسبة لأهدافها الداخلية، فقد ادعت الحكومة الإسرائيلية أن حربها في غزة، وعملياتها العسكرية في جنوب لبنان، من شأنها توفير الأمن والأمان لشعب إسرائيل، باعتبار أن الجيش الإسرائيلي يحارب كل من يحاول المساس بالمواطن الإسرائيلي، إلا أنها فشلت، مرة أخرى، في ذلك، ووجد الإسرائيليون أنفسهم تحت وابل من الهجمات الصاروخية سواء من حماس أو الحوثيون أو حزب الله، على مدار خمسة عشر شهراً، تم خلالهم قصف تل أبيب وحيفا وإيلات، فكانت صفارات الإنذار تُطلق في كل مكان، حتى اليوم الأخير قبل وقف إطلاق النار، وعجز جيش الاحتلال الإسرائيلي عن حماية الإسرائيليون، الذين أصيب الآلاف منهم.

نتائج وتوقعات.

بتحليل العمليات القتالية نجد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد على ثلاثة أنظمة دفاع جوي للتصدي للطائرات المعادية والصواريخ، وهم القبة الحديدية، ومقلاع داود، والسهم (حيتسي)، ورغم تزامن عمل تلك الأنظمة، إلا أنها فشلت، جميعاً، في حماية سماء إسرائيل، وهو ما أتوقع معه صدور توصيات بضرورة تطويرها ورفع كفاءتها، للقيام بمهامها. أما عن قدرات الجيش الإسرائيلي في الدخول في حرب تقليدية، مع جيوش نظامية، فقد أثبتت حرب غزة أن الجيش الإسرائيلي قد اكتسب خبرات قتالية، وتخطيطية، في مواجهة حروب العصابات وحروب المدن، ولكن فقد كفاءته القتالية في الحروب التقليدية ضد أي جيش نظامي، وهو ما من شأنه التوصية بعدم التورط في أي حرب نظامية، قبل مرور عامين على الأقل، لحين إعادة تأهيل القوات والتدريب على الحرب التقليدية. وقد لفت انتباهي، بشدة، ما كشفته الحرب من مواطن الضعف في معنويات القوات الإسرائيلية، انعكست من خلال دخول أعداد من الجنود للمستشفيات العسكرية، للحصول على العلاج النفسي، نتيجة رفضهم للحرب.
من ناحية أخرى، واجه الجيش الإسرائيلي صعوبات في التعامل مع قوات الحوثيين في اليمن؛ فرغم توجيه ضربات صاروخية، وهجمات جوية، غير فعالة، ضدهم، سواء من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو من قوات التحالف في البحر الأحمر، إلا أن دقة الحوثيون في إطلاق صواريخ باليستية كان ملحوظاً، مما يدل على اتساع قاعدتهم المعلوماتية، مقابل المحدودية النسبية لمعلومات جيش الاحتلال عنهم، التي اعتمدت على معلومات قوات التحالفات الأمريكية والغربية في البحر الأحمر، وهو ما لم يكن كافياً. لذا أتصور أن يحاول جيش الاحتلال الإسرائيلي، مستقبلاً، تحقيق تواجد عسكري في منطقة القرن الأفريقي، لحماية مصالحه الملاحية في البحر الأحمر، بما لذلك من تأثير مباشر على ميناء إيلات.

الإعلام الإسرائيلي.

لقد تجلى ضعفه في التصدي لموجات الغضب التي اجتاحت عواصم العالم، نتيجة للأعمال الوحشية التي يمارسها جيش الاحتلال ضد المدنيين، العُزل، في غزة، وضد منظمات الإغاثة الأممية، حتى أن 800 جامعة أمريكية شهدت مظاهرات لتأييد الشعب الفلسطيني، واتهام الجيش الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب في غزة والضفة الغربية. ورغم دعم الكثير من الإعلام الغربي لإسرائيل، من خلال الرقابة على المحتوى الإعلامي المتداول، والتمييز ضد غزة، بما جعل ما يذاع، سواء القصف المستمر للمدارس والمنازل والمستشفيات، لا يتعد كونه نسبة ضئيلة من فظائع الاحتلال، إلا أن الحرب كشفت حقيقة إسرائيل أمام كل شعوب العالم، وبعض قياداته، كدولة لا تراعي حقوق الإنسان، ولا تلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية.

الحرب سبب في إدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية

في ذات السياق، وعلى الصعيد السياسي، فقد كانت الحرب سبباً في إدانة إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، وإدانة رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، لتفقد إسرائيل تأييد بعض الشعوب الداعمة لها، من قبل، وتسقط الشماعة التي كانت تعلق عليها أخطاءها، وهي "كره العالم لليهود"، كما ثبت، للمرة الثانية، بعد حرب أكتوبر ١٩٧٣، كذب أسطورة "الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر"، بعدما تهاوى أمام ضربات المقاومة.
وأخيراً، أتوقع تشكيل إسرائيل لجنة لمحاسبة المقصرين في تلك الحرب، مثلما سبق وشكلت "لجنة أجرانات" في أعقاب حرب ١٩٧٣، وهو ما يخشاه نتنياهو، يقيناً من نتائج تلك اللجنة!

خبير النفط علي الريامي: ترامب جاء وأربَك الاقتصاد العالمي.

في مداخاته حول تحليل الموقف الدولي الخاص بأسواق النفط، قال علي الريامي، مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا:

الأستاذ “علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا

الحقيقة أن ترامب جاء وأربك الاقتصاد العالمي، لم يربك فقط اقتصاد الطاقة العالمي، بل إنه أربَك كذلك الموقف الخاص بجميع اوراق المالية العالمية. بالتالي فإن الموقف يحتاج إلى وقت لاستيعاب تداعيات "مطالبات ترامب، فيجب أن نتمهل لندرك ما الذي يريده".

ليس هدف "أوبك+" تحديد سعر النفط، إنما هدفها هو إحداث التوازن في سوق النفط.

الحقيقة أن حديثه عن النفط ومطالبته "أوبك+" زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، يعد أمر فيه تناقض. إذ كيف يطلب من الشركات النفطية الأمريكية زيادة انتاجها النفطي، وكذلك اعطاء تصاريح خاصة بالتنقيب عن النفط وتشجيع المؤسسات والشركات التابعة لها على الإنتاج، ثم في المقابل يقوم بمطالبة "أوبك+" بتخفيض الأسعار.

أولاً.. ليس هدف "أوبك+" تحديد سعر النفط، إنما هدفها هو إحداث التوازن في سوق النفط، والتأكد من وجود ما يكفي من النفط بما يغطي احتياجات العالم، غضافة إلى الأمور والموضوعات الخاصة بالعرض والطلب. لذلك فعندما يقوم ترامب بمطالبة "أوبك+" بتخفيض الأسعار، فهذا ليس من المنطق أصلاً، لأنه يطلب ذلك من دول لها استقلاليتها في قراراتها الإنتاجية النفطية وغير النفطية، وهو ما لا يجوز أصلاً.

عقوبات بايدن ضد روسيا كانت السبب المباشر لارتفاع أسعار النفط.

ثانيًا.. لاحظنا الرئيس بايدن، كان قد قرر الكثير من العقوبات الاقتصادية النفطية ضد روسيا، وهو ما أدى لحدوث ما عشناه وشاهدناه جميعًا من ارتفاعات في أسعار النفط، قبل أن تنخفض نتيجة لتصريحات ترامب. تلك العقوبات كانت سببًا مباشرًا في ارتفاع أسعار النفط، بالتالي فإن خفض العقوبات وحل مشكلة أوكرانيا مع روسيا، يمكن أن يكون له هدف أسمى، يتمثل في خفض أسعار النفط.

الحقيقة أن هناك عوامل كثيرة _بخلاف العقوبات_ لها علاقة بأسعار النفط. فجميع التقارير الصادرة في الفترة السابقة كانت تتحدث عن وجود وفرة في إنتاج النفط مقابل طلب أقل، نتيجة لإنخفاض معدلات النمو الاقتصادي في الصين. ثم يأتي ترامب ليطالب بخفض الأسعار؟ مما يترتب عليه زيادة الإنتاج، وهو ما يتعارض مع وضع السوق النفطي العالمي؟

كثيرًا ما كان ترامب يطالب ويطالب ويطالب... لكن جميع مطالبه لم يكن لها أي صدى داخل "أوبك+"

أصلاً توجد خطة لدى "أوبك+" لزيادة إنتاج النفط في مارس 2025 بحوالي 120 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من مارس القادم. لكن تصريحات ترامب، كما قلتُ سابقًا، أربكت السوق النفطي العالمي، وهو ما أدى إلى قيام العديد من المؤسسات ذات الصلة بقطاع النفط، أن تصبح في حالة ترقب وتخوّف تجاه مستقبل سوق النفط العالمي. الخلاصة، لا أعتقد أنَّ "أوبك+" سوف تغيِّر من سياساتها النفطية، لمجرد قيام ترامب بمطالبتها بذلك. ذلك أنه خلال فترة رئاسته الأولى، كثيرًا ما كان ترامب يطالب ويطالب ويطالب... لكن جميع مطالبه لم يكن لها أي صدى داخل "أوبك+".

https://youtu.be/rxGujhfGcMg?si=Op7T_rzajdp6A_fP

هل وصلنا إلى ذروة المكاسب التي حققها النفط قبل تولي ترامب السلطة؟

في حوار مع قناة الشرق الإخبارية، تناول خبير الطاقة الأستاذ "علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا، آخر المستجدات الخاصة بالسوق العالمي للنفط، وفيما يخص المكاسب التي حققها النفط قبل تولي ترامب السلطة، قال:

الأستاذ "علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا

أعتقد أننا وصلنا إلى الذروة في هذه الفترة وذلك وفقاً لنفس الظروف القائمة في الفترة الماضية. لهذا فإننا قد وصلنا إلى الذروة فعلاً، ولا أتوقع أن ترتفع أسعار النفط أكثر مما كانت عليه قبل بضعة أيام.
الآن هناك تصحيح للأسعار، حيث بدأت مسيرة الهبوط المتدرج، وهو ما حدث فعلا يوم الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٥، لهذا فإنه إذا ما بقيت الظروف كما هو الأمر حالياً، فستنخفض الأسعار أكثر، ولهذا يجب علينا أن ننتظر ما الذي سيحدث.

هذا يدفعنا لأن نسأل عن العقوبات الأوروبية الأمريكية بحق روسيا وإيران، فهل تعتقد أن الأسواق كانت تبالغ في ردة فعلها تجاه هذه العقوبات، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ترامب، ربما يقوم بتخفيض هذه العقوبات، أو على الأقل عدم فرض عقوبات جديدة خلال الفترة القادمة؟

أعتقد أنه كان يوجد بالفعل نوع ما من المبالغة في ردة فعل أسواق النفط، وكالعادة السوق في بداية الأحداث يكون متجهاً صوب المبالغة في تفسير أو تأويل بعض القرارات، ثم يحدث الهدوء، فيتم التصحيح المنتظر للأسواق. من هنا فإن ترامب سوف يسعى إلى الحد من ارتفاع أسعار النفط، ومن هنا قد يعتبر أن العقوبات المشددة على روسيا ربما ستعرقل برامجه. لكن يظل السؤال حول قدرته على تخفيض أو تجميد هذه العقوبات، فالأمر يتعلق كذلك بموقف الكونجرس، وبصفة خاصة حول موقف الصقور في الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأولى بعد تولي ترامب، مع ذلك أعتقد في أن ترامب سيذهب لتخفيف العقوبات ضد روسيا، ليكون السؤال الأهم هو هل ترامب سيعمل على خفض أم مضاعفة العقوبات ضد إيران؟

إذا لجأ ترامب لفرض عقوبات ضد إيران، هل سيكون لذلك تأثيره الكبير برأيك على أسواق النفط؟

مراسم تنصيب ترامب الرئيس السابع والأربعين لأمريكا

إذا حدث ذلك أعتقد في أننا سوف نشاهد ارتفاعات أخرى في أسعار النفط لتصل من جديد إلى ٨٠_٨٥ دولار للبرميل. لأن الخوف عندها سيكون مرتبطا بالإمدادات وليس سلاسل التوريد. لهذا إذا فرضت عقوبات جديدة ضد الدولتين سنكون أمام مشكلة تراجع الإمدادات. لكن يظل السؤال المهم جدًا بشأن أثر تدخل أوبك + في هذه الحالة. نعم سوف تتدخّل أوبك + في حال وجود أزمة في الإمدادات، وهذا ما أكد عليه سمو الأمير محمد بن سلمان حيث قالها صراحة: حتما سوف نتدخل لضبط السوق النفطي وأيضا لضبط الأسعار. في نفس السياق، أعتقد أن أوبك + سوف تستثني روسيا من عملية خفض الإنتاج إذا ما تعرضت لعقوبات جديدة.

ثمة سؤال مهم تطرحه البيانات الاقتصادية القادمة من الصين، وهو: ما هي الإشارات الخاصة بنجاح الصين في تحقيق هدفها، برفع معدلات النمو في عام ٢٠٢٥؟

الحقيقة أنه سيكون شيء طيب أن تنجح الصين في تحقيق هذا الهدف، حيث سيكون هناك المزيد من الطلب الصيني على النفط، وهو ما سيكون له مردود إيجابي بالقطع على السوق النفطي حيث من المرجح أن تحدث زيادة حتى وإن كانت زيادة محدودة.
لكن في المقابل سيكون هناك تخوف كبير من تصرفات دونالد ترامب تجاه الصين، حيث لا يمكننا إطلاقا استبعاد قيام ترامب بفرض عقوبات على الصادرات الصينية، لأن هذا الأمر سيكون شيئا مخيفاً فعلاً سواء فيما يخص الاقتصاد الصيني نفسه، أو الاقتصاد العالمي.

مشاهدة الحوار على الرابط التالي: https://asharq.co/pwswf

شيرين عصام: عليك باليقين أنَّ الله لن يُضيِّعك.

لا أحد يعلم ما مررتَ به من أحداث…
تذكر هذه الجمله جيدًا،قبل أن تحكم على اى احد من شكله أو ملبسه.
غِناه أو فَقره…
فها أنا أظهر هادئه و أنا حطااام، لحوادث عدة مرَّت بحياتى منذ نعومة اظافرى.
قد أضحك وأنا يملأنى الغَيظ، وأساعدك و أنا أحتضر!!.
أواسيك، و أنا جسد بلا روح.
لكن الحقيقه الراسخة التي لم تفارقني أبدًا هى اليقين،

اليقين بالله الذي أتشبَّث به دائما أبدًا،

اليقين بالله هو الذي ينتشلنى من الغرق فى بحار اليأس و المعاناه …
أتذكّرُ تلك المرَّات العديدة من لطف الله،
لقد اقترب الموت مني أكثر من مرة
ولكن نجوت بفضله ولطفه و رحمته.
كان آخرها كلمة طبيب: أنه لا يوجد ذرة أمل فى النجاة…
كالعادة كنتُ وحدى تمامًا!!
لكنك كنتَ دائمًا معي، يا الله.
لذلك سأنجو هذه المرَّة أيضًا، بكرمك ولطفك و رحمتك.
فلا أحد يستطيع أن يغلق أبواب السماء 👌
فعليك باليقين.
أنَّ الله لن يضيعنا…
أدعوا دائما: اللهم استرنا بسترك الجميل.
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض، ويوم العرض العظيم عليك.

ادعوا لأنفسكم بالستر والبركه في المال والولد.

فإذا حلَّت البركة في حياتنا، هان كل شيء.

بهذه الكلمات أختم عام ٢٠٢٤
وأتمنى، لي ولكم، كل الحب والخير والسعادة و البركات.

شيرين عصام

صحفية سابقة بجريدة الأهرام مجلة نصف الدنيا.

حاليا صحفية فى مجلة بروفيشنال ايكونومى.

الدكتور مدحت حماد: نحو هُويِّة مصرية جديدة.

على مر التاربخ المصري الطويل، تشكلَت هُويِّة وشخصية مصر، سواء كان ذلك في عصور ما قبل التاريخ المكتوب أو ما تلاه من عصور. ولقد ظلَّت هذه الشخصية وحتى الآن، متفرده في طبيعتها وفي خصائصها، كينونيتها، ماهيتها، طباعها، وقناعاتها و... إلخ حتى أن البعض يُطلق على الشخصية المصرية، أو على المصريين أنفسهم عبارة شهيرة جدًا لكنها تكاد تكون أصح العبارات الواصفة للشخصية المصرية، أو لشخصية المصريين أنفسهم، تقول العبارة: "الشعب المصري دا ملوش كتالوج!!" يعني لا توجد خارطة طريق ثابتة مستقرة لفهم وتوقع تصرفات وسلوكيات وممارسات وأفعال المصريين خصوصًا في "وقت الأزمات".

في أحدى أغنيات على الحجار -اسمها "عَم بطاطا"- توجد بعض الجمل يمكن ذكرها هنا، تقول: "عَم بطاطا؟ لذييييذ ومعسسسِّل، عُمرُه مَطَاطَا لغير الله... عَم بطاطا يِذُك الذَكَّة يُعبر سينا ويفتح عكا ..." إلى آخر الأغنية. طبعا تصف كلمات الأغنية بعض صفات للمصريين، أنهم لا يطاطون رؤسهم "إلاَّ لله"، حى وإن بدا عليهم ما قد يخالف ذلك. كذلك، فإن "عَم بطاطا" -يعني المصريون- يقدر ببساطة وهوَّة "بيِذُك الذَكَّة، يعني "يمشي على رجليه ويخطو الخطوة وهو مريض"، يقدر أنه "يعبر سيناء"، وكمان إيه؟ دا كمان "يفتح عكا" في فلسطين!!! يعني له هدف وطموح، وله إرادة وعزيمة، ومتى قرَّر ينفِّذ.

بالضبط كما حدث في حرب أكتوبر 1973 وغيرها من الأحداث، أو عندما قام بثورتين شعبيتين من أكبر ثورات التاريخ المصري، خلال الفترة من 25يناير 2011 وحتى 30يونيو2013، الأولى كانت ضد نظام حُكم كان يترأسه قيادة عسكرية، "الرئيس الأسبق حسني مبارك"، والثانية كانت ضد نظام حكم يترأسه "حاكم مدني قادم من تنظيم ديني، هو تنظيم الإخوان المسلمين"، ليعود المصرييون من جديد لتأييد تولي قيادة عسكرية جديدة رئاسة الدولة المصرية!!!

الخلاصة إن هذه الشعب، الشعب المصري، يِظهَر إنه فعلاً "ملوش كتالوج". لكن هذا الأمر قد يكون في حد ذاته أهم مؤشرات "ضياع أو فقدان الهُويِّة الوطنية". لماذا؟ لأن هذا الأمر يمكن أن يخلق ثغرات تنفذ منها هويَّات ثقافية وحضارية أجنبية غريبة وافدة. مثلًا: كلنا يعرف أن المصريين ثاروا ضد المَلَكيِّة، ودعموا الضباط الأحرار في 1952، لكن مع ذلك فإننا نشهد حنينًا بين الحين والآخر لهذه "المَلكيِّة" من جاب بعض المصريين! ليس هذا فحسب، بل إن هناك ما هو أخطر من ذلك كله، فجميعنا يُلاحظ حالة الإختراق الثقافي التركي العثماني لوجدان وثقافة المصريين خلال العقود الأخيرة سواء نتيجة للمسلسلات التليفزيونية، أو نتيجة للصلات الوثيقة التي تربط تركيا بتنظيم الإخوان المسلمين، أو نتيجة لتأثر الدارسين للغة التركية بالجامعات المصرية وكذلك المصريين المرتبطين في أعمالهم وأرزاقهم، تأثرهم بتركيا في اطار العلاقات الاقتصادية المصرية التركية التي يقترب عمرها من 30 عامًا.

مع ذلك هناك من يتباهى بميوله التركية _حتى وإن قام بنفي ذلك رسميًا_ وهناك من يتمنى عودة الملكية العثمانية في اطار فكرة "الخلافة الإسلامية". هذا الأمر نفسه ينصرف كذلك على الذين يدروسن اللغات الصينية، الألمانية، الروسية، الفرنسية، وبالقطع الإنجليزية، وهو ما بات يزداد رسوخًا في الوعي المجتمعي المصري، عبر ومن خلال ظاهرة انتشار الجامعات الأجنبية في مصر، التي كانت مقتصرة فقط إلى وقت قريب، على الجامعتين: الأمريكيىة والبريطانية، بل إن الأمر امتد كذلك إلى اللغة اليابانية، التي بدأت في الإنتشار من خلال نموذج "المدارس اليابانية" في مصر، خلال الخمس سنوات الماضية فقط.

هنا تتجلى وتنكشف مؤشرات ومقدمات لِأَزمِة هُوية حتمًا سَتُطِل برأسها في المجتمع المصري خلال عقدين على الأكثر، أي مع اكتمال بناء "الجيل الأول" من المصريين الدارسين في المدارس والجامعات الأجنبية الأجنبية العاملة في مصر.

من الأسباب والعوامل التي تساعد بل وستساعد في ترسيخ "أزمة الهويَّة" يمكن ذكر ما يلي:

1- تعدد أنماط التعليم الجامعي في مصر، ما بين حكومي عام، حكومي أهلي، خاص مصري، خاص أجنبي وأهلي خاص.

2- عدم وجود "إستراتيجية ثقافية" محددة وواضحة الأسس والمعالم والمرتكزات والأهداف إلخ.

3- تدهور العملية التعليمية في جميع أنماط وأنواع التعليم ما قبل الجامعي، سواء على صعيد البناء العلمي، أو المعرفي، أو الثقافي، إلخ

4- التراجع الكبير في الإهتمام بعملية "بناء الوعي الثقافي الحضاري المصري" داخل أروقة وفصول التعليم ما قبل الجامعي، وهو ما يجسده عدم الاهتمام الفعلي الحقيقي بتدريس المقررات المرتبطة بذلك مثل التربية الوطنية.

عشرات الأسباب والعوامل القائمة فعليًا في المجتمع المصري، تكشف دون لبث أو شك عما نتناوله في هذا الصدد.

إن القيام بعمل إجراء أو استطلاع رأي بين جموع وعموم المصريين حول مدى وجود وضوح وتبلور حقيقي صحيح بشأن "الهُويِّة المصرية" لديهم سواء من حيث المعنى والمفهوم، أو من حيث "ثوابت الهُوية" التي يجب تحققها داخل كل مصري، أو من حيث طبيعة ونوع التهديدات التي يمكن أن تصيب "الهُوية المصرية"، إلى غير ذلك، من شأنه أن يكشف لنا عن حقائق مذهلة في طبيعتها السلبية، ومرعبة في نتائجها، ومخيفة ومفزعة في مخاطرها وتهديدها للسلم والإستقرار والأمن الجمعي المجتمعي الإجتماعي لمصر وللمصريين.

وللحديث بقية؟

هالة فردان: نعم أدركت الحقيقة، وبعد؟

لا أظن أنه يستطيع استقبالك اليوم" نظرت إلى الممرضة بأسف وهي تخبرني بعدم قدرة صديقي الطبيب لرؤيتي فقد كان يوماً مزدحماً في عيادة الأطفال حيث يعمل، وقفت أحاول معها مرة أخرى "اسأليه، قد يجد بين مواعيده مساحة لو خمس دقائق" رضخت لي الممرضة في النهاية فأنا لا أستسلم بسهولة. طلبت مني الانتظار في مكتبه الخاص، دقائق قليلة وأطل عليّ صديقي الطبيب وقال لي معتذراً سأوافيك بعد عشر دقائق".

انتظرت بكل سرور، فغالباً عندما يؤرقني أمر ما أجد لديه النصح والإرشاد، فهو كما المرشد الذي يدلني دائماً على الطريق الذي ضللته بسبب كثرة الأفكار في رأسي، هو شخصية مثقفة جداً واعية ومطلعة يجعلك الجلوس معه تشعر بالتحرر من طريقة تفكيرك لتتبنى بلا إرادة آرائه التي يطرحها بشكل مقنع ومنطقي.

لحظات ودخل المكتب أحد الموظفين يحمل كوب قهوة سوداء كما أحبها تماماً، بجانب القهوة لُصقت ورقة سُجل عليها ملاحظة واعتذار، وشيءٌ آخر، كان بجانب كوب القهوة كتاب طويت إحدى أوراقه مع إشارة للقراءة، استغربت قليلاً ونظرت بِحيرة للموظف الذي ابتسم قائلاً: "الدكتور طلب مني أعطاءك هذا الكتاب". مددت يدي أخذت الكتاب وفتحته حيث طويت الصفحة، كانت هناك عبارة وحيدة تمّ تضليلها بلون أصفر كتب بجانبها اقرئي، قرأتها مراراً وتكراراً تلك العبارة لم تفارق ذهني طويلاً ولا أظنها ستغيب قريباً، كُتب: "ولا يكفي أن يدرك المرء الحقيقة، ولكن تحمّله المسؤولية الكاملة تجاه ما أدركه من حقيقة هي أهم شروط اكتمال شخصيته". نعم لا يكفي فقط أن نعرف وندرك الأحداث من حولنا، لنعي الشيء علينا أن ندركه وأن نتحمّل في نفس الوقت المسؤولية الكاملة تجاه إدراكنا لهذه الحقائق.

ما يحدث من حولنا أن الناس تدرك وتعي تماماً الأحداث التي تجري كل يوم، ولكن من منا يتحمّل مسؤولية ما علمه وأدركه من مجريات وأحداث وحقائق، كأن يصل أحدهم إلى العمل متأخراً مدركاً حقيقة وصوله للعمل متأخراً، ولكن هذا لا يكفي عليه في نفس الوقت أن يتحمّل المسؤولية الكاملة تجاه ما أدركه من حقيقة وأن يتصرف بناءً على تحمّله للمسؤولية وليس بناءً على ما أدركه، أو كأن يبلغ أحدهم من العمر أربعين عاماً فهو مدرك تماماً أن عمره أصبح أربعين، لكن هذا لا يعني أن شخصيته اكتملت إلا عند قيامة بالتصرف وفق مسؤولية تامة تجاه هذه الحقيقة التي أدركها. شتان بين أن نتصرّف وفق علمنا لأحداث معيّنة وبين أن تكون ردة فعلنا نابعة من واقع تحمّلنا لمسؤولية هذا العلم والتصرّف على أساسها.

وقس على ذلك كل ما نتعرّض له يومياً من أحداث ومواقف، فنحن نعرف ونفهم ما يحدث، ولكننا ولسبب ما اخترنا التجاهل أو التصرّف وفق ما يحدث من معطيات دون تحمّل مسؤولية، في الواقع أن تعرف هو نصف الحقيقة لكن الحقيقة الكاملة هي ما ستكون عليه ردة فعلك تجاه ما علمته.

الخلاصة: تذكّر دائماً أنك جزء لا يتجزّأ من أسرة ما ومجتمع ما، لا يكفي أن تعي وتُدرك ما يحدث حولك من أحداث، ولكن عليك أن تشارك بمسؤولية في بناء تلك الأسرة وذلك المجتمع، لا تترك الآخرين يصدّرون لك أفكاراً لتستقبلها أنت وتترك لهم زمام الأمور في التصرف، قف وتحمّل المسؤولية ولتكن تصرفاتك نابعة عن وعي وثبات وثقة أنك إنسان مكتمل الشخصية.

خبير النفط “علي الريامي”: مخاوف تشديد العقوبات على موسكو، توسِّع مكاسب النفط الخام.

في حواره مع قناة الشرق الإخبارية، توقَّع خبير النفط "علي الريامي" مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا بأن: "تحرك أسعار النفط لمستويات جديدة لأول مع بداية 2025 وبشكل أعلى بكثير مما كانت عليه خلال النصف الثاني من عام 2024 سوف يستمر حتى مارس 2025"، وأضاف قائلا: أنه إذا استمرت الضغوط الأمريكية على روسيا، ولم تتدخل إدارة ترامب للحد من العقوبات الأمريكية عليها، سوف يسهم بكل تأكيد في أن ترتفع أسعار النفط وأن تستمر لفترة من الزمن.

لكن الموضوع ليس فقط في العقوبات على روسيا، فهناك أخبار متوقعة بشأن فرض المزيد من العقوبات على إيران من جابب إدارة ترامب الجديدة، مما سيساهم في تحقيق مزيد من ارتفاعات أسعار النفط بشكل أو بآخر، وهو ما يمكن أن يفتح بدوره المجال أمام "أوبك +" لإتخاذ اجراءات جديدة قبل أو خلال مارس 2025

وبشأن "جدوى فرض عقوبات جديدة على الدولتين، خاصة أن قوائم العقوبات الطوبلة جدًا عليهما، لم تُجد نفعًا مع الدولتين يكون السؤال هو: هل ستتوقف أباريق الشاي في الشواطئ الصينية عن شراء النفط هذه المرَّة؟"

أجاب خبير النفط قائلاً: بشكل عام لا أعتقد ذلك. فإستمرار شراء الصين للنفط هو أمر حتمي، وهي قد تمكنت من التوافق مع الظروف السابقة والراهنة. لكن في المقابل ستتغير أسعار النفط، وستكون هناك تدابير صينية آسيوية للتعامل مع المستجدات الخاصة بشراء النفط. فمن الممكن أن نشاهد ارتفاعات أكثر في أسعار النفط إذا ما قامت إدارة ترامب الجديدة بفرض عقوبات جديدة ضد إيران وروسيا.

وبخصوص "الأثار والنتائج الخاصة بإطلاق وضخ المخزون النفطي في إنتاج النفط الجاهز للأسواق على استقرار الأسعار من جهة وكونه يشكِّل فرصة لأوبك+ من جهة أخرى"،قال الريامي:

معظم التقارير الصادرة تتحدث عن وجود فائض يتراوح من 900 ألف إلى مليون برميل نفط طوال عام 2025، وذلك حتى لو استمرت أوبك+ في التخفيضات، لكن مع العقوبات الجديدة المتوقعة ضد إيران وروسيا، سوف يختلف الوضع قليلًا. وأضاف: "أساسًا شاهدنا بعض البنوك قد بدأت في تغيير توقعاتها، من حيث الأسعار، نفس الشيئ سوف نجده بشأن حدوث تعديلات في الطلب العالمي على النفط خلال الأسابيع القادمة، إذا ما تم بالفعل فرض عقوبات على الدولتين.

أما فيما يخص "النتائج المتوقعة لبعض سياسات ترامب في الدوائر الأخرى، مثل أزمة قناة بنما، كندا، وأوروبا وإلى أي مدى ستؤدي مثل هذه السياسات إلى خلق أجواء مضاعفة من التوتر، بما من شأنه تغذية الإحتمالات والتوقعات الخاصة بارتفاع أسعار النفط" أكدَّ الريامي: بالفعل، أدى الإعلان عن هذه الساسات من جانب ترامب، إلى خلق أجواء التوتر التي تشهدها أسواق النفط قبل تولي ترامب في 20 يناير القادم. وهذا ما يعتبر مقدمات لما هو آت. لكن في حقيقة الأمر، لا يجب التعويل على مثل هذه القضايا والأزمات، إنما يجب ترقب متابعة ما سيقوم به "ترامب" فعلاً تجاه كل من روسيا وإيران، وهل سيفرض عليهما، وكذلك على دولة مثل فنزويلا، عقوبات جديدة، وما هو تأثير مثل هذه العقوبات على الصادرات العالمية النفطية؟ فهذا هو الأهم. لقد صرح ترامب بأنه سوف يحاول الوصول إلى حل للأزمة الروسية الأوكرانية، لكن هذا الأمر بات يبدو صعبًا في ظل القرارات الجديدة التي اتخذها بايدن بشأن هذه الأزمة وقيامه بتخصيص مساعدات عسكرية جدية لأوكرانيا، حيث من الممكن أن تصعِّب مثل هذه القرارات فرص تمكن ترامب من تحقيق حل لهذه الأزمة في المستقبل القريب.

لمتابعة الحوار يمكن الدخول على الرابط التالي:

https://asharq.co/9mayr

الدكتور علي عبد الله الريامي: ترامب، البدايات لا تبشِّر بالخير.

في مداخلة له على "قناة العربية بيزنس"، قال الدكتور علي الريامي، مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة والمعادن الأسبق، بسلطنة عمان، إن البدايات التي ظهرت وخرجت عن ترامب وفريقه خلال الفترة السابقة، لا تبشِّر بالخير، بخصوص أسعار النفط بصفة خاصة والسوق العالمي للطاقة بصفة عامة.

وأشار أن الوضع الدولي والإقليمي في غاية التعقيد نظرًا لتشابك الملفات والقضايا والصراعات، والتي تكشف عن صراعات مصالح محتدمة بل ومستعرة، بين القوى الإقليمية والدولية، شرقها وغربها، شمالها وجنوبها.

إيران، فنزويلا، تركيا، كوريا الجنوبية، روسيا، ألمانيا، فرنسا، بريطانيا، الصين، وأمريكا جميعها أطراف متصارعة إقليمياً ودوليًا، وأن رقعة الصراع بينها تتمركز وللأسف الشديد في الشرق الأوسط بصفة عامة والمشرق العربي بصفة خاصة.

كما أشار إلى أنه من المرجخ أن تكون الولايات المتحدة الأمريكية هي المستفيد الأكبر أو الأول من هذه الصراعات، وإن كان هذا الأمر يبدو مصحوبًا بتكاليف ونفقات باهظة.

في نفس الإطار توقع أن تعود الصين لتحقيق معدلات نمو عالية قياسًا لما كانت عليه طوال السنوات الخمس الماضية، وأنه من المرجح أن تكون القوة الاقتصادية العالمية الوحيدة التي بمقدورها تحقيق معدلات نمو ستصل إلى 5% خلال عام 2025، وهذا ما ذهب إليه البنك الدولي، الأمر الذي سيؤثِّر إيجابًا على سوق النفط العالمي في المستقبل القريب.

مع ذلك فقد ذكر أن هناك تقارير دولية تقول بإستمرار وجود فائض في سوق النفط العالمي يتراوح بين 800 - 900 ألف برميل نفط يوميًا، حتى وإن إستمرت (أوبك +) في استمرار العمل بالخفض الطوعي الإختياري القائم منذ عامين، وأن هناك آفاق ايجابية يمكن توقعها في اجتماع (أوبك +) في مارس 2025

https://youtu.be/iKN_THgfAJI?si=-MSExGWfZD-5Lfpc

هالة الفردان: ليس مهماً كيف يتحدث الناس عني.. المهم أن يتحدثوا!

منذ فترة نشر أحد المؤثرين فيديو ينصح فيه الناس بأهمية التوقف عن تداول المقاطع التي تُشهِّر في شخصيات معيّنة أو يُراد من ورائِها النيل من سمعة بعض الشخصيات العامة ذات الشأن، وللتوضيح قام هذا المشهور بعرض مقطع "فريش" جديد تمّ إخفاء وجه أبطاله بالورود لإخفاء شخصياتها واكتفى بترك الصوت كما هو! المشهور الواعظ كان كمن يقال عنه ينشر الفضيلة عبر الفضيحة، من جهة هو يدين أخطاء الناس ومن جهة أخرى ينشرها ويجعلها مادة للمناقشة، لا أعلم يقيناً إن كان المراد من هذا الفيديو حث الناس للتوقف أو أنه نوع جديد من التشهير، ومحاولة يائسة لحصد المشاهدات.

حتى العلاقات الخاصة داخل المنزل أصبحت أحد أهم المواد الإعلامية القابلة للتداول!!

مؤخراً، لا يكاد ينقضي يوم دون ملاحظة انتشار فيديوهات أو مقاطع مسرّبة عبر وسائل التواصل الاجتماعي لهذه الشخصية أو تلك، حتى إن طريق الشهرة أصبح أسهل من ذي قبل، وباتت الناس تتفنَّن في لفت الانتباه بشتى الطرق، فهذه تستعرض كل ما تستطيع استعراضه لكسب المشاهدات، وهذا يقتنص الفرص ويتصيّد الأخطاء وزلات اللسان لشخصيات عامة، وذلك يشتري مقاطع كاميرات المراقبة لفضح هذا وذاك!! حتى العلاقات الخاصة داخل المنزل أصبحت أحد أهم المواد الإعلامية القابلة للتداول، فترى مقاطع كثيرة تُنشر تبيّن علاقة الأم بأبنائها المثالية أو علاقة ذلك الزوج بزوجته، كلها أصبحت وسيلة للظهور وكل هذا لماذا؟

من أجل مشاهدات رقمية لا تعرف حقيقتها من زيفها، تُهان الناس وتُستباح الخصوصية وتُنتَهك الحقوق في سبيل الوصول لأكبر قدر من الأعين. الأدهى من ذلك قيام بعض الشخصيات نفسها بتسريب مقاطع لها لدى هؤلاء في سبيل إثارة الجدل والظهور بمظهر الضحية، ومحاولة كسب عطف الجماهير المتعطشة لكل ما هو جديد، أصبحت سمعة وأعراض الناس مجرد مادة للتداول وكل ما عظمت بشاعة المقطع كان أعلى سعراً وطلباً.

"ليس مهماً كيف يتحدث الناس عني، المهم أن يتحدثوا"!!

بل إن هناك ظاهرة أخرى أمَرّ ألا وهي "الاستثمار في الفضائح الشخصية"!! ففي الماضي عند انتشار مقطع لـ "فضيحة شخصية" تسارع تلك الشخصية بالاعتذار والانسحاب من المشهد العام، أما اليوم فقد تغيرت اللعبة، فأصبحنا نرى تلك الشخصيات المثيرة للجدل، سواء أكان من المشاهير أو الشخصيات العادية، تستثمر في فضائحها الشخصية لتحويلها إلى مادة تسويقية وتُصبح تلك الفضيحة فرصة ذهبية وفجأة يصبح بطل القصة مؤثراً وتنهال عليه عقود الإعلانات، وأصبح الكل فجأة يحمل عبارة "ليس مهماً كيف يتحدث الناس عني، المهم أن يتحدثوا"!!

الخلاصة: لا يمكننا أن نلوم فقط الناشرين والباحثين عن الشهرة، بل علينا أيضاً أن نتوقف لنسأل أنفسنا، هل نحن مُستَهلِكُون فقط لهذه الظواهر أم أننا مساهمون في تعزيزها؟ أليس نحن من نسمّى الجمهور هو "المستهدف"؟ هل أصبح فضولنا وسيلة في تحويل الأخطاء إلى فرص لهؤلاء؟ هل كنا نحن السبب في تحقيق أعلى نسبة مشاهدة لهذه المقاطع؟ هل يكفي أن يتمّ فرض تشريعات وقوانين صارمة لردع هذه الظاهرة؟

"التربية الصحيحة السوية هي الرادع الوحيد لأي سلوكيات خارجة عن عادات وتقاليد المجتمع".

لا أعتقد أن أياً منا يؤيد انتشار هذه المقاطع، لذا أعتقد أن الطريق لتصحيح هذا المسار يبدأ من إعادة التفكير في أدوارنا نحن كجمهور، إذا توقفنا قليلاً عن التفاعل مع هذه الفضائح ومنحها الاهتمام، فبكل تأكيد ستفقد قيمتها كمصدر للشهرة والربح، الأمر يتطلب وعياً جماعياً وتربية أخلاقية للأجيال القادمة، كما أقول دائماً فإن: "التربية الصحيحة السوية هي الرادع الوحيد لأي سلوكيات خارجة عن عادات وتقاليد المجتمع".

قريبًا.. استشاري الطاقة علي عبد الله الريامي، يكتب في الفارابي نيوز.

ترحيب خاص بقلم الدكتور مدحت حماد

بالرغم من أنه لم يمضي عام على تشرفي ومعرفتي الشخصية بالأستاذ "علي عبد الله الريامي"، إلا أنني شعرتُ خلال هذه الفترة وكأني أعرفه منذ أعوام طوال، حيث لم ينقطع تواصلنا أبدًا منذ تعارفنا لأول مرة في مايو 2024 في مؤتمر أمن الطاقة من أمن الممرات المائية، فطوال تلك الأشهر، وجدنا أنفسنا نتواصل إنسانيًا وعلميًا وبحثيًا وبشكل مثير للدهشة حقًا، حيث جمعتنا فعلاً العيد من القواسم المشتركة، على رأسها عشقنا لوطننا العربي، عشقنا لبلدينا مصر وعمان، عمان ومصر، تألمنا الكبير لم آلت إليه أمتنا أوضاع العربية، وتكالب القوى الطامعة عليها.

ثم كان أن اقترحت عليه أن يشرفنا بكتابة مقالات للنشر على "الفارابي نيوز"، فما كان منه إلا أن وافق بترحاب زاد بل ضاعف من وعيي الخصي به، وهو ما سيتم فعلًا بإذن الله اعتبارًا من يناير 2025. سوف يدرك السادة القراء أن ما قلتُه عنه هو النذر اليسير، وذلك بعد أن أشرف بعرض نبذة موجزة عنه لحضراتكم.

استشاري الطاقة علي عبد الله الريامي.. مَن هو؟

هو إبن "سلطنة عمان" و"مصر"، نعم وُلِدَ في عُمان، لكنه حصل على بكالوريوس العلوم الاجتماعية من جامعة حلوان، بالقاهرة، مصر. هو أيضًا رغم أنه مواليد قارة آسيا إلا أنه "أفريقي" الهوى، كيف؟ بعيدًا عن لغته العربية: وكذلك اللغة الإنجليزية، فهو يتكلم اللغة السواحلية بطلاقة، وقلما نجدُ عربيًا أيًا كانت دولته، يتكلم اللغة السواحيلية.

الخبرات العملية الوظيفية

من خلال مسيرته الوظيفية سوف ندرك أنها كانت خبرات نوعية متخصصة ومتميزة، وهو ما يجعل موافقته على كتابة مقالات للفارابي نيوز شرف كبير للموقع ولمركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية معًا.

تولى المدير العام للتسويق (2010-2021) بوزارة الطاقة والمعادن، مسقط

قبلها كان المدير العام للمالية والإدارة (1998-2010) بوزارة الطاقة والمعادن، مسقط

قبلها أيضًا كان قد شغل منصب مدير التخطيط والتنمية السياحية (1993-1998) بوزارة التجارة والصناعة، مسقط.

ليس هذا فحسب، إنما كان ولازال عضوًا في العديد من اللجان النوعية المتخصصة، التابعة لعدد من المنظمات والمنتديات والشركات الحكومية غير الحكومية المتخصصة مثل: منظمة أوبك+، منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، منتدى الطاقة الدولي (IEF)، شركة تنمية نفط عمان (PDO)، شركة عمان للغاز الطبيعي المسال (Oman LNG)، بالطبع هذا بجانب أنشطة ومشاركاته الإعلامية الفعالة في العديد من القنوات الفضائية والوطنية العمانية والعربية.

لجميع ماسبق نتشرف نحن إدارة مركز الفارابي للدراسات السياسية والتنموية بأن يكون بيننا ومعنا مثل هذه الشخصية الخلوقة الوطنية القومية العالِمة الخبيرة المتخصصة بإمتياز.