هل وصلنا إلى ذروة المكاسب التي حققها النفط قبل تولي ترامب السلطة؟
في حوار مع قناة الشرق الإخبارية، تناول خبير الطاقة الأستاذ "علي الريامي” مدير عام تسويق النفط والغاز بوزارة الطاقة العمانية سابقًا، آخر المستجدات الخاصة بالسوق العالمي للنفط، وفيما يخص المكاسب التي حققها النفط قبل تولي ترامب السلطة، قال:
أعتقد أننا وصلنا إلى الذروة في هذه الفترة وذلك وفقاً لنفس الظروف القائمة في الفترة الماضية. لهذا فإننا قد وصلنا إلى الذروة فعلاً، ولا أتوقع أن ترتفع أسعار النفط أكثر مما كانت عليه قبل بضعة أيام.
الآن هناك تصحيح للأسعار، حيث بدأت مسيرة الهبوط المتدرج، وهو ما حدث فعلا يوم الجمعة ١٧ يناير ٢٠٢٥، لهذا فإنه إذا ما بقيت الظروف كما هو الأمر حالياً، فستنخفض الأسعار أكثر، ولهذا يجب علينا أن ننتظر ما الذي سيحدث.
هذا يدفعنا لأن نسأل عن العقوبات الأوروبية الأمريكية بحق روسيا وإيران، فهل تعتقد أن الأسواق كانت تبالغ في ردة فعلها تجاه هذه العقوبات، خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار أن ترامب، ربما يقوم بتخفيض هذه العقوبات، أو على الأقل عدم فرض عقوبات جديدة خلال الفترة القادمة؟
أعتقد أنه كان يوجد بالفعل نوع ما من المبالغة في ردة فعل أسواق النفط، وكالعادة السوق في بداية الأحداث يكون متجهاً صوب المبالغة في تفسير أو تأويل بعض القرارات، ثم يحدث الهدوء، فيتم التصحيح المنتظر للأسواق. من هنا فإن ترامب سوف يسعى إلى الحد من ارتفاع أسعار النفط، ومن هنا قد يعتبر أن العقوبات المشددة على روسيا ربما ستعرقل برامجه. لكن يظل السؤال حول قدرته على تخفيض أو تجميد هذه العقوبات، فالأمر يتعلق كذلك بموقف الكونجرس، وبصفة خاصة حول موقف الصقور في الإدارة الأمريكية خلال الأيام الأولى بعد تولي ترامب، مع ذلك أعتقد في أن ترامب سيذهب لتخفيف العقوبات ضد روسيا، ليكون السؤال الأهم هو هل ترامب سيعمل على خفض أم مضاعفة العقوبات ضد إيران؟
إذا لجأ ترامب لفرض عقوبات ضد إيران، هل سيكون لذلك تأثيره الكبير برأيك على أسواق النفط؟
إذا حدث ذلك أعتقد في أننا سوف نشاهد ارتفاعات أخرى في أسعار النفط لتصل من جديد إلى ٨٠_٨٥ دولار للبرميل. لأن الخوف عندها سيكون مرتبطا بالإمدادات وليس سلاسل التوريد. لهذا إذا فرضت عقوبات جديدة ضد الدولتين سنكون أمام مشكلة تراجع الإمدادات. لكن يظل السؤال المهم جدًا بشأن أثر تدخل أوبك + في هذه الحالة. نعم سوف تتدخّل أوبك + في حال وجود أزمة في الإمدادات، وهذا ما أكد عليه سمو الأمير محمد بن سلمان حيث قالها صراحة: حتما سوف نتدخل لضبط السوق النفطي وأيضا لضبط الأسعار. في نفس السياق، أعتقد أن أوبك + سوف تستثني روسيا من عملية خفض الإنتاج إذا ما تعرضت لعقوبات جديدة.
ثمة سؤال مهم تطرحه البيانات الاقتصادية القادمة من الصين، وهو: ما هي الإشارات الخاصة بنجاح الصين في تحقيق هدفها، برفع معدلات النمو في عام ٢٠٢٥؟
الحقيقة أنه سيكون شيء طيب أن تنجح الصين في تحقيق هذا الهدف، حيث سيكون هناك المزيد من الطلب الصيني على النفط، وهو ما سيكون له مردود إيجابي بالقطع على السوق النفطي حيث من المرجح أن تحدث زيادة حتى وإن كانت زيادة محدودة.
لكن في المقابل سيكون هناك تخوف كبير من تصرفات دونالد ترامب تجاه الصين، حيث لا يمكننا إطلاقا استبعاد قيام ترامب بفرض عقوبات على الصادرات الصينية، لأن هذا الأمر سيكون شيئا مخيفاً فعلاً سواء فيما يخص الاقتصاد الصيني نفسه، أو الاقتصاد العالمي.