حسن الطرزي: كلام الليل ،، الحرب المقبلة..؟

يصر ترامب على أن إنهاء حرب غزة يُنهي حروب الشرق الأوسط كافة وينشر السلام في المنطقة، هل يدرك ما يقول؟ قبل حرب 7 اكتوبر عاشت غزة حروبا كثيرة بدأت بالقتال وانتهت بالتوقيع فلا شئ منطقيا حتى الان يضمن عدم اندلاعها مجددا.

إقليميا، عاش لبنان تجارب مماثلة وبعضها كان بالتزامن وبالتالي فإن جبهة الجنوب لا تزال ساخنة ولا يزال السلاح منتشرا فيها ولا تزال قوات نتنياهو تسيطر على 5 مواقع على الارض اللبنانية وقد تشتعل الحرب هناك مجددا.
إيران تصر على موقفها من التخصيب وتعتبره مصيرياً. فيما لم تتوقف حكومة نتنياهو – في اعتقادي – عن البحث عن 460 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران، وقد تباغت الجميع بضربة ربما تشعل حرب الصواريخ مجددا.
العراق؟ نتنياهو كان قد وجه من منبر الامم المتحدة تهديدا مباشرا للفصائل العراقية الموالية لإيران، ولا يبدو أنه سيفكر كثيرا في الضرب إذا ما قرر ذلك لأنه لن يعدم المبررات مثل كل مرة.
لا ننسى، أن في شمال سوريا قوات تركية تقول أنقرة إنها تنفذ مهمات للحفاظ على أمن تركيا.
سوريًا من جهتها حاولت سحب كل فتيل صالح للاشتعال ولا زالت تتمسك بسياسة ضبط النفس لكن خصمها الذي يبتلع الجولان شيئا فشيئا لا يعرف غير التمدد والنهب والاستيلاء ليوسع ما يسميها حدوده من خلال مناطق عازلة ومناطق منزوعة السلاح والدسم، ولأجل هذا قد يلجأ للأسلوب ذاته مجددا. ولا ننسى، أن في شمال سوريا قوات تركية تقول أنقرة إنها تنفذ مهمات للحفاظ على أمن تركيا.
عن أي سلام يتحدث ترامب؟
حتى الأردن ومصر اللتان وقعتا اتفاقيات لا تعتبران أن لديهما علاقات دافئة مع حكومة نتنياهو ومن قبل حرب غزة، لأن التهديد بضم الضفة الغربية كان سياسة متبعة، ولأن اقتحامات المناطق (أ & ب) كانت روتينا يوميا لا يخلو من قتل وجرح واعتقال وهدم وتجريف، ولأن اعتداءات المستوطنين لا تزال مستمرة، وهذه قد تشعل فتيل انتفاضة ثالثة وتندلع المعارك مجددا.
خاتمة
لا أعتقد أن ترامب سيوافق على أي شئ مما تقدم لأنه فعليا لا يريد حروبا جديدة، لكنه قطعا لن يمنع نتنياهو ولن يوقف تزويده بالسلاح.